فدك هي لا تعنى الحق المسلوب والمطالبة بإرث، فدك لا تعنى الارض الحجازية المسلوبة والعقارات المنهوبة فحسب.
فدك ثورة فاطمية تهدف الي تعديل أمة إنقلبت على أعقابها
بل هي في نظر الزهراء ( مسألة إسلام وكفر، إيمان ونفاق ، نص وشورى )
فيكفي التأمل قليلا فيما قالته الزهراء في المسجد أمام الحشد , إنها لم تتكلم عن
غلات أو قدر من الأموال بل إنها تكلمت عن أبيها وزوجهاعلي ومواقفه المشرفة
لرفعة الاسلام وبينت أحقية أهل البيت الذين وصفتهم بالوسيلة الى الله فى خلقه،
وخاصته وورثة أنبيائه ولامت الانصار والمهاجرين بانقلابهم ووردهم غير مشربهم
والفتنة التى سقطوا فيها
فدك هي صرخة فاطمية أرادت بها أن تقتلع الجذرالذي بني عليه التاريخ بعد يوم
آكسل جهد واضح ومكثف للمعلومات ، وهوموضوع تناوله الائمة وحرصوا على إظهاره فأتمنى من القائمين تثبيت هذا الموضوع فهو لا يقل أهمية عن المواضيع المثبتة ولكم جزيل الثواب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد الصادق الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين .
فدك 3 وافتراءات الحشوية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي المَوَالِي المُزَنِيُّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سِتَّةٌ لَعَنْتُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَكُلُّ نَبِيٍّ كَانَ : الزَّائِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، وَالمُكَذِّبُ بِقَدَرِ اللَّهِ ، وَالمُتَسَلِّطُ بِالجَبَرُوتِ لِيُعِزَّ بِذَلِكَ مَنْ أَذَلَّ اللَّهُ ، وَيُذِلَّ مَنْ أَعَزَّ اللَّهُ ، وَالمُسْتَحِلُّ لِحُرُمِ اللَّهِ ، وَالمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي مَا حَرَّمَ اللَّهُ ، وَالتَّارِكُ لِسُنَّتِي " هَكَذَا رَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي المَوَالِي هَذَا الحَدِيثَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا وَهَذَا أَصَحُّ * ( الجامع الصحيح للترمذي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قصة فدك الوهابية!
تابع / ... تعجب الوهّابي أشد العجب! لما ظن أنه اكتشف عجبا !! قال:... وأعجب من هذا كله حقيقة تخفى على الكثيرين وهي أنّ المرأة لا ترث في مذهب الشيعة الإمامية من العقار والأرض شيئاً ، فكيف يستجيز الشيعة الإمامية وراثة السيدة فاطمة رضوان الله عليها لفدك وهم لا يُورّثون المرأة العقار ولا الأرض في مذهبهم؟!!.
بل من أعجب العجايب !! في(المؤمن) الذي صح عنده ـ بإمكانه أن يزني! وأن يسرق! وأن يسكر! وأن يفعل كل المحرمات!. ولكن لا يفعل حين يفعل وهو مؤمن! إلا الكذب فهو حراااااام !.
هؤلاء السلفية الوهابية ! يتركون ما أباحوا لأنفسهم ! أي كل ما بإمكانهم فعله (على ما صح عندهم ) ويطلقون ألسنتهم للكذب بافتخار !! فراوي فدك, يترك الرواية ! والبيان من الكافي ويأتي بباب( إنّ النساء لا يرثن من العقار شيئاً ) وهو يعلم أن من يكذب عليهم و يقرأ له سيسبّح ويحوقل ويتعجب من فقه الشيعة الذي يحرم المرأة من حقها في الإرث ! ويطالب بفدك وصدقات المدينة للمرأة ( صلواة الله وسلامه عليها )!
ومع ذلك فلتت لهم بعض الكلمات يبدو أنهم لم يفهموها !.. من الأحاديث التي أبتروها وذكروها ! أو لم ينتبهوا إليها! وعميّت أبصارهم! .. وهذه تبين عكس ما يدعون ! نقل صاحب رواية فدك : ( سألت أبا عبد الله عليه السلام عن النساء ما لهن من الميراث ، فقال: لهن قيمة الطوب والبناء والخشب والقصب فأما الأرض والعقار فلا ميراث لهن فيهما )
وسأنقل روايات كامله في هذا الباب ليرى القارئ افتراء كاتب قصة فدك , من الروايات الكثيرة في هذا الباب من الكافي الشريف التي توضح هذا الحكم
( ملاحظة: كتب الحديث تحتوي على ابواب / باب / وهي بمثابة عناوين الروايات وتحتوي على/ الرواية / ثم البيان / للرواية ) وما نقله هذا المفتري من الكافي الشريف هو عنوان الحكم وليس الحكم , فمثلا تقرأ في أبواب االبخاري: ( باب أي الإسلام أفضل ) فالذي يُفهم, أن هناك عدة إسلامات ومن بينها إسلام أفضل ! ولما تقرأ الرواية تعرف ويتبيّن أن المقصود في التفضيل هو بين المسلم وآخر, وليس الإسلام .! مثلا : تفضيل إسلام العالم على العابد ... أو( باب الصلاة في الثوب الأحمر) فإنك لا تعرف أيجوز لك الصلاة في هذا اللون أم لا؟.. إلا إذا رجعت إلى الرواية تجد الجواب وتفهم المقصود. ومثل هذا كثير.
الكافي : ج 7 / ص 128 / رواية 3: علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي اذينة عن زرارة وبكير وفضل وبريد ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليهما السلاممنهم من رواه عن أبي عبد الله عليه السلام ومنهم من رواه عن أحدهما عليهما السلام: أن المرأة لا ترث من تركة زوجها من تربة داره أو أرض إلا أن يُقَوِّم الطوب والخشب قيمة فتُعطى ربعها أو ثمنها إن كان لها ولد من قيمة الطوب والجذوع والخشب ). انتهى.
إذا ( فتُعطى ربعها أو ثمنها إن كان لها ولد من قيمة الطوب والجذوع والخشب ) أفي هذا خلاف لكتاب الله , أم تطبيق لأمره سبحانه وتعالى الذي يقول: ( ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم ) ( النساء 13 ) .؟ ؟
أما الطوب والجذوع والخشب ( يوم ذاك ) , فهي اليوم الأسمنت , والحديد والبلاط , والطلاء , والغاز , والكهرباء , والبنّاء , وقنوات صرف المياه..و..و(الفيلا ) , وكذلك الهكتارات من الأرض, ( وكله عقار ) يقيّمها الخبراء وتأخذ ربعها أو ثمنها نقدا وهذا حقها المشروع . أما لماذا لايكتب لها حقها من العقار؟ فلأن الله سبحانه وتعالى أمر وأوصى قائلا في ( النساء 13)( يوصيكم الله في أولادكم)( أي الذين هم من صلبكم )
والأولاد نسب الوالد أو عَصَبته , أما المرأة ليس لها نسب ترث به, ونسبها إلى أبيها.
والحكمة من ذلك ؟ في هذا الحديث : الاستبصار : ج 4 / ص 152 / رواية 8 باب 94: سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن ابان الاحمر قال لا أعلم إلا من ميسرة بياع الزطي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن النساء ما لهن من الميراث ؟ قال: لهن قيمة الطوب والبناء والخشب والقصب فأما الأرضون والعقار فلا ميراث لهن فيه. قال قلت فالثياب قال الثياب لهن, قال قلت كيف صار ذا ولهذه ثمن الربع مسمى؟ قال لإن المرأة ليس لها نسب ترث به وإنما هي دخيل عليهم, وإنما صار هذا كذا لئلا تتزوج المراة فيجيء زوجها أو ولد من قوم آخرين فيزاحموا قوما في عقارهم. انتهى .
و في صحيح مسلم : ج 7 / ص122/ و ج 15 / 181 ص 151 ح 6181. فضائل الصحابة / :.. فقلنا مَن أهل بيته نساؤه ؟ قال لا وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجُل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها . أهل بيته أصله وعصبته ) عن زيد بن أرقم.
ففاطمة الزهراء عليها الصلاة والسلام أيضا لو توفي زوجها عليّ سلام الله عليه قبلها , لا يكون لها إلا ما أعطاها الله سبحانه وتعالى الثمن من حقها في الميراث , إنما الذي يرثه الحسننين عليهما السلام وتلك حدود الله . و لما كان أبوها صلى الله عليه وآله (المتوفي), فمن حقها المطالبة بإرثها لأنه مشروع صرح به الشرع.
قالت الوهابية كذبا: ( هذا على فرض أنّ فدك كانت إرثاً من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أما إذا كانت فدك هبة وهدية من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة رضوان الله عليها كما يروي ذلك الكاشاني في تفسيره الصافي 3/186)!!
بينما نجد الكشاني في تفسيره الصافي لم يذكر أنها هدية أو هبة أبدا !!. إنما قال أنها فرض! وروى عن الكافي في نفس الجزء والصفحة التي أشارإليها! تفسير الصافي / للمولى محسن / الفيض الكاشاني / الطبعة1 الجلد 3 الصفحة 186 " ...عن الكاظم عليه السلام في حديث له مع المهدي أن الله تعالى لما فتح على نبيّه فدك وما والاها لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب , فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ( وآت ذا القربى حقه ) ولم يدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هم؟ فراجع في ذلك جبرائيل وراجع جبرائيل ربه فأوحى الله إليه أن ادفع فدك إلى فاطمة عليها السلام فدعاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا فاطمة إن الله تعالى أمرنيأن أدفع إليك فدك فقالت قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك.. الحديث . وفي العيون عن الرضا عليه السلام في حديث له مع المامون والآية الخامسة قول الله تعالى( وآت ذا القربى حقه ) خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها واصطفاهم. انتهى.
فما قرأتم هي الصفحة الأصلية التي أشار إليها هذا المفتري / فأين كلمة الهديّة أو الهبة ؟ حتى يدعي ما ادعاه !؟
ثم يقول المفتري: ( فعلى فرض صحة الرواية والتي تناقضها مع روايات السنة والشيعة حول مطالبة السيدة فاطمة رضوان الله عليها لفدك كأرث لا كهبة من أبيها فإننا لا يمكن أن نقبلها!!لاعتبار آخر وهو نظرية العدل بين الأبناء التي نص عليها الإسلام. إنّ بشير بن سعد لمّا جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ، إني قد وهبت ابني حديقة واريد أن أُشهدك ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أكُلّ أولادك أعطيت؟ قال: لا ، فقال النبي صلوات الله وسلامه عليه ( اذهب فإني لا أشهد على جور ) فسمّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تفضيل الرجل بعض أولاده على بعض بشيء من العطاء جوراً ، فكيف يُظن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كنبي معصوم لا يشهد على جور أن يفعل الجور( عياذاً بالله )؟!! هل يُظن به وهو أمين من في السماء أو يجور في أمانة أرضية دنيوية بأن يهب السيدة فاطمة فدك دون غيرها من بناته؟!! فكلنا يعرف أنّ خيبر كانت في السنة السابعة من الهجرة بينما توفيت زينب بنت رسول الله في الثامنة من الهجرة، وتوفيت أم كلثوم في التاسعة من الهجرة, فكيف يُتصور أن يُعطي رسول الله فاطمة رضوان الله عليها ويدع أم كلثوم وزينباً؟!! و الثبات من الروايات أنّ فاطمة رضوان الله عليها لمّا طالبت أبو بكر بفدك كان طلبها ذاك على اعتبار وراثتها لفدك لا على أنها هبة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم )
كل ما استاه هذا الكاذب , قد بيناه في صدر هذا الموضوع(1/2) ... ففدك عطيّة نبي الله لفاطمة بأمر الله عز وجل... حتى ولو كان لرسول الله عليه وآله الصلاة والسلام أبناء غيرها فليس لهم شبرٌ من فدك لأن الأمر أمر الله عز وجل والمنفّذ رسوله صلواة الله عليه وآله ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ).
إن مثل هكذا أساليب الوهابيّة: يستعملها أعداء محمد صلى الله عليه وآله وسلم ! للإساءة إلى شخصه الكريم صلى الله عليه وآله / روحي له فداء/ ومثال ذلك ما تبثه قناة الحياة المسيحية وقمّصها زكرياء ,الذي يأخذ من المصادر السنية (الصحيحة)!! لأنها تعتبر كتب لا يرد ما تحويه ! يختار منها ما يظن أنه سيشكك به الشباب المسلم في دينه! ويرويها بالتمثيل. ( كما مثل الوهابي في قصته) يقول القمص بطرس زكرياء: امرأة شابة جميلة اسمها سهلة بنت سهيل جاءت إلى نبي الإسلام ( باستهزاء كبير ) ! تشتكي إليه أنها تجد في وجه زوجها أبي حذيفة من دخول سالم ( يقول): وسالم هذا, رجل كبيـــــــر ذو لحية طويـــــــــــــلة شهد بدرا ! وكان أبي حذيفة تبناه , ولما نزل القرآن يقول: وادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله, غار منه وكره دخوله على نساءه ! وذهبت المرأة المسكينة إلى نبي الإسلام ( دائما باستهزاء ) , ثم يقول بتعجب: تصوروا ماذا قال لها !؟ قال: أرضعيه ! ( ويقهقه القمص ثم يقول: آسف ــ عن ذكر قول محمد الذي لا يليق!! ) فقالت له فكيف أرضعه وهو رجل كبير!!؟ فتبسم وفي رواية ضحك نبي الإسلام, وقال قد علمت انه رجل كبير!! ثم علق على " التبسم والضحك" وقال: واعلم أن لحذيفة ستة نساء يومذاك .. ثم سأل: أيرضّعون سالم كلهن؟ وختم بقوله: ولئلا يُظن أنني أتجنى على الإسلام وأهله, فالحديث في صحيح مسلم / كتاب الرضاعة/ رقم 2636 / والبخاري / النكاح / باب الأكفاء في الدين / رقم 4698 / والنسائي وغيرهم . وكعادته في نهاية الحصة يقوم بتحدي علماء الأزهر ! يقول: تعالوا نفتح لكم كل الأبواب بسْ فهمونا و فهموا شبابكم, وبرّءوا دينكم من شبهات لا يحمدها عقل سليم ! مما نرويه من صحاحكم!.
فكذلك فعل هذا المخلوق ( صاحب قصة فدك ) بقياسه! إذ ذكر حديثا: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال" لا أشهد على جور" من حديث الشعبي: موجود في صحيح البخاري/ كتاب الشهادات حديث 2456 ثم تساءل قائلا: ( فكيف يُظن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كنبي معصوم لا يشهد على جور أن يفعل الجور ؟!! ) وهو يعلم يقينا .. ثبوت فعل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله كما بينّاه سابقا( يا فاطمة لك فدك )( فاعطاها فدك)( أقطع لها / فدك) مما(أفاء الله على رسوله) بأمر الله عز وجل (وآت ذا القربى حقه).
فيتبيّن مراد هذا الناصبي البغيض المفتري على محمد وبضعته سيدة نساء العالمين صلواة الله وسلامه عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها جميعا" بقوله هذا: التشكيك في شرع الله عز وجل و سنة نبيه صلى الله عليه وآله! والمقصود الذي أراد إيلاجه في الأذهان الجامدة !.. أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن شيئ ثم قام بفَعله !! على طريقة( القمص بطرس زكرياء )! ويحشوا هذه الجماجم الخاوية بأنه إذا ثبت في الصحيح نهيُه , فإن فعله " جورا " !! وبالتالي فإن ما في الصحيح صحيح! ولا مجال للتشكيك فيه! وما في كتاب الله المجيد فيجب ( نسخه)! بل إذا أمكن إزالته! وقد صرح به علانية قال: ( فإننا لا يمكن أن نقبلها)! وقال: ( فكيف يُتصور أن يُعطي رسول الله فاطمة رضوان الله عليها ويدع أم كلثوم وزينباً؟!! )
وهنا برزت سريرته وانكشفت عورته وظهرت حقيقته وبرق ما يحاول إخفاءه !! إنها ( العصبية الأمويةٌّ )! وبغضهم لزوج فاطمة عليهما السلام ! فانظر ماذا تقيّأ ( ويدع أم كلثوم وزينباً ) كشف ما يكنه ويخفيه: وهو يعني , إذا كان لإمرأة عليّ عليهما السلام سهم في فدك , فلعثمان بن عفان سهمان! بصفته زوج زينب وبعدها أم كلثوم! .
هذه حقيقته, وإلا فكيف يدعي أن الرسول صلى الله عليه وآله لا يمكن أنه أعطى فدكا لفاطمة عليها السلام واستثنى الأخريات التي عاشتا الحدث كما يزعم ! و يتجاهل من له مثل حظ الأنثيين, إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان حيا لمّا نادى عليه وآله الصلاة السلام فاطمة وقال لها لك فدك ! وتوفي بعدها في آخر السنة العاشرة كما في التاريخ( نور اليقين في سيرة سيد المرسلين للشيخ محمد الحضري ص 270 )
أما ( فكيف يُتصور أن يُعطي رسول الله فاطمة رضوان الله عليها ..) فقصده أن فاطمة عليها الصلاة والسلام (( كاذبة ! )) في طلبها من أبي بكر حقها( والعياذ بالله ولعنة الله على من يفتري عليها ) إذ وكأنها صلواة الله عليها افترت كذبا على أبيها صلى الله عليه وآله وسلم وادعت أنه أعطاها فدكا ! على حد قوله ـ
في بعض الأحيان يجد المرء صعوبة في إيجاد الأمثال الملائمة لإدخال حقيقة ما؟ إلى الجماجم المحشوّة ببغض آل النبي!! لمن لا بصيرة لهم ولا بصر !! فيضطر إلى مزج متناقضين ! ليقرب ما يريد إيصاله إلى الأذهان الجامدة !... أقول ( وهذا أسوء مثال يُضرب في حق الزهراء عليها الصلاة والسلام روحي لها فداء ) لو أن فاطمة عليها السلام كان زوجها( عمر )( عياذابالله)! هل سيكون ما كان؟ هل ستنزع منها فدك؟ وهل ستنال ما نالته من مظالم لو عُدّت لمُلأت ألف كتاب في أيام معدودات عاشتها بعد وفات أبيها صلى الله عليه وآله ؟؟؟. ومازلت تظلم ! من أصحاب الأقلام المأجورة والرؤوس المهجورة ! التي ترى في الحدث حدث اجتهاد لا طلب فيه ولا مطلوب ولا ظالم ولا مظلوم , ولا افتراء ولا اغتصاب ! وأن أبا بكر اجتهد وفاطمة عليها السلام كذلك ولها أجر واحد لأنها أخطأت ! ولأبي بكر أجران لأنه أصاب بنصه عن أبيها صلى الله عليه وآله وسلم ( لا نُورَثُ ما تركنا صدقة)!!.
إنهم يدرُون ما يفعلون وأنهم لو سلموا فدكا لأهلها , لرَابت إتفاقية السقيفة وما قبلها! ولذلك سلكوا طريق الحيلة والعنف! كما يقال عندنا( أضربه على التّبن, ينسى الشعير)!!قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا فقأت عين الفتنة، ولولا أنا ما قوتل أهل النهروان، وأهل الجمل، ولولا أنّي أخشى أن تتركوا العمل لأخبرتكم بالذي قضي الله عزّ وجلّ على لسان نبيّكم صلى الله عليه وآله لمن قاتلهم مبصراً لضلالهم , عارفاً بالهدى الذي نحن عليه( خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ٣٢٤ / ١٨٨ )( حلية الأولياء : ٤ / ١٨٦ ; الغارات : ١ / ١٦) كلهم عن زرّ بن حبيش.
وقال عليه السلام: لو لم أكُ فيكم ما قُوتل أصحاب الجمل وأهل النهروان ! ( تاريخ اليعقوبي : ٢ / ١٩٣ )( خصائص أمير المؤمنين للنسائي : ٣٢٤ / ١٨٨ )( كنز العمّال : ١١ / ٢٩٨ / ٣١٥٦٥ )
ولو لا قول الرسول صلى الله عليه وآله( من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ... ) ما نُزعت فدك من فاطمة عليها السلام ! ولكن يعلمون أن بقاءها بين أيديها هو ضمان الولاية للوصيّ صلواة الله عليه وآله , وبقاء الدولة الإسلامية كما أقامها محمد صلى الله عليه وآله وسلم, وإلا لماذا يعطي رسول الله صلى الله عليه وآله فدكا لفاطمة وهو يعلم انها لا تعيش بعده إلا أياما معدودة ؟ وهل أراد مشاكل لقرّة عينه, أم أبيها , و بضعته؟ حتى لا يوصيها بأن لا تطلب الإرث فإنه لا يورّث؟ ويذهب ويتركها هكذا تتخبط في ما ليس لها به حق!؟... كما زعموا من قبل أنه ترك الرعية بدون راعي وقالوا متى أوصى!؟ بعد ما أشهدهم النبي صلى الله عليه وآله على أنفسهم وأقام عليهم الحجة بولاية عليّ عليه السلام وهنأوه وكلٌ منهم يقول: بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن!..
فكذلك فدك هي لإقامة الحجة , لأن الله يعلم ما كان, وما هو كائن, وما سيكون. ولكن ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين).
فما تصنع فاطمة الزهراء بفدك , بل بالدنيا كلها وقد أخبرها أبوها صلواة الله وسلامه عليه وآله أنها أول من يلحق به من أهل بيته ؟؟. لولا أنها تريد إنقاذ أمّة محمد صلى الله عليه وآله من ذلكم الحي الذي حذرمنه النبي صلواة الله وسلامه عليه وآله إذ قال: ( يهلك أمتي هذا الحي من قريش ! قالوا فما تأمرنا ؟ قال لو أن الناس اعتزلوهم !)( صحيح مسلم / الفتن وأشراط الساعة / ح 5195 )وفي ( صحيح البخاري / المناقب / علامات النبوّة / ح 3336 ).
ولقد فضح الله وبيّن هذا الحي المهلك لهم ! وذلك لمّا سمعوا أبو بكر يصيح من داخل السقيفة قائلا: (... ولن يُعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ...)!! راجع حديث السقيفة الطويل في : ( صحيح البخاري / الحدود / رجم الحبلى / 6328 )
ثم لنفرض جدلا يا من تقولون ( هل يُظن به وهو أمين من في السماء أو يجور في أمانة أرضية دنيوية بأن يهب السيدة فاطمة فدك دون غيرها من بناته؟!! أنهن كانتا حاضرتين يوم أعطى النبي صلى الله عليه وآله فاطمة فدكا, أترون من لا ( ... ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) عليه وآله السلام أنه اتبع هواه بغير هدى من الله في هذه القضيّة؟؟ ( أعوذ بالله مما يقوله الجاهلون ) ألم تسألوا أنفسكم هل دعا غيرها من النساء وادخلها تحت كساء أو مرط من شعر أسود وتلى قوله تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)؟؟ ثم ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين) وكان له من النساء ما تعلمون, هل دعا منهن غير فاطمة عليها السلام؟؟ قال الإمام فخر الدين الرازي في تفسير آية المباهلة ( فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه مرط من شعر أسود وقد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول لهم: إذا أنا دعوت فأمنوا. فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله بها، فلا تباهلوهم فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصرانيإلى يوم القيامة.( التفسير الكبير ج 8 ص80 ) وقال ( الرازي) واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث ).
نعم إن فاطمة عليها السلام لو سألت الله أن يزيل جبلا لأزاله! يعترف بعظمتها أسقف نجران النصراني ! ويقلل( المسلم ) المدعي محبتها من شأنها !! ويعدّها مخطئة في طلب حقها من أبي بكر! عجبا والله العظيم!!!!. هل هناك أنثى ممن حول رسول الله صلواة الله عليه وآله , خصها الله بهذا الفضل غيرها عليها الصلاة والسلام ؟.. لو سألت الله إزالة الجبل لفعل!!. ولواشتكت ظالميها إلى الله لاستجاب!.. ولكنها الطاهرة بنت محمد لا تقول إلا كما كان أباها يقول حسبي الله ونعم الوكيل, و( إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون)(إن إلينا إيابهم* ثم إن علينا حسابهم)( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).