بسم الله الرحمن الرحيم
أولا : عزيز قلت لك اعطني شيء أنا أصدق به من أحاديثنا وليس من عندكم وصحاحكم
ثانيا : فأحببت أن أقول لك إن الشية لا يلعنون إلا من لعنه الله أو رسوله المعظم صلى الله عليه و اله وسلم و لم نلعن شخصاً لا يستحق اللعن إذ أن اللعن أمر خطير وهو الدعاء بعدم الرحمة إنما نلعن من لعنه الله و رسوله
*بحيث أنا أحتج عليك ليس بأحاديث فقط بل في القرآن و يأتي في البحث التالي :
1-إذ يوجد لعن في القرآن الكريم
2-و في الأحاديث النبوي الشريفة أيضاً لعن بحيث يوجد لعن لأبي بكر و عمر :
قال الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم : " جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عنه ....
إذا إن لعن الصحابة الذين تخلفوا عن جيش اسمامة صادرة من سيد البشر صلى الله عليه و اله و سلم و نحن نلعن من لعنه الرسول
و أيضا : يجوز لعن بعض الصحابة الذين لم يمتثلوا لأوامر الرسول صلى الله عليه و اله وسلم :
وبعد ؛ نقول في الجواب أنّ الصحابة ينقسمون الى قسمين :
1 ـ قسم منهم توفّوا في زمن النبي (ص) فالشيعة وباقي المسلمين يحترمونهم .
2 ـ قسم منهم توفوا بعد وفاة النبي (ص) وهؤلاء على قسمين :
الاول : منهم من عمل بوصية النبي (ص) فالشيعة وباقي المسلمين يحترمونهم .
الثاني : منهم من لم يعمل بوصية النبي (ص) التي أوصى بها في عدّة مواطن ، فالشيعة وكل منصف لا يحترمهم .
وأما بالنسبة الى السب ، فالسب غير اللعن ، لأن الله سبحانه وتعالى قد لعن في القرآن الكريم في عدّة مواطن ، منها قوله تعالى : ( إنّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة ) الاحزاب : 57 .
ومع الجمع بين هذه الآية وما روي في صحيح البخاري وغيره عن النبي (ص) انه قال : ( فاطمة بضعة مني يؤذيني من آذاها ويغضبني من اغضبها ) صحيح مسلم : 2 / 376 . وقال أيضاً : ( فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن أحبها فقد أحبني ) صحيح الترمذي : 3 / 319 ، مستدرك الحاكم : 3 / 158 ، حلية الاولياء : 2 / 40 .
وما روي أيضا في صحيح البخاري وغيره من أنّ فاطمة (عليها السلام) ماتت وهي واجدة (غضبانه) على أبي بكر ( صحيح البخاري : 5 / 177 ط دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، السنن الكبرى للبيهقي : 6 / 300 ط دار صادر ـ بيروت . يتبيّن الجواب عن سؤالكم وأما قصة فاطمة الزهراء (عليها السلام) مع الخليفة الاول من حرق باب البيت فيمكنك مراجعة المصادر الآتية للتحقق من صحتها :
1 ـ المصنف لابن أبي شيبة : 7 / 432 .
2 ـ تاريخ الطبري : 3 / 202 .
3 ـ انساب الأشراف : 1 / 586 ح1184 .
4 ـ العقد الفريد : 5 / 13 .
5 ـ المختصر في أخبار البشر : 1 / 156 .
6 ـ مروج الذهب : 3 / 86 ، 2 / 301 .
7 ـ شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد : 20 / 147 ، 1 / 134 .
8 ـ الامامة والسياسة : 1 / 30 .
9 ـ الملل والنحل : 1 / 56 .
10 ـ كنز العمال : 5 / 651 .
11 ـ أعلام النساء : 4 / 114 .
12 ـ ديوان حافظ ابراهيم : 1 / 75 .
13 ـ المجموعة الكاملة الامام علي بن ابي طالب : 1 / 190 .
14 ـ كتاب سُليم بن قيس الهلالي : 2 / 584 و 864 .
15 ـ إثبات الوصية : 123 .
16 ـ الغرر لابن خيزرانة ، اخرجه عنه في نهج الحق وكشف الصدق للعلامة الحلي : 271 ، واخرجه في البحار : 28 / 339 ضمن ح59 .
17 ـ تفسير العيّاشي : 2 / 307 .
18 ـ الهداية الكبرى للحضيني : 392 ، اخرجه عند حلية الابرار : 5 / 390 .
19 ـ تلخيص الشافي للشيخ الطوسي : 3 / 76. 20 ـ بحار الانوار : 8 / 220 .
21 ـ علم اليقين في اصول الدين : 2 / 68 .
22 ـ نوائب الدهور : 3 / 157 .
23 ـ تاريخ الامم والملوك للطبري : 2 / 619 .
24 ـ ميزان الاعتدال : 2 / 215 .
25 ـ لسان الميزان : 4 / 219 .
3- الخلاصة : أن اللعن قرار من الله تعالى بطرد الشخص من رحمته لأنه ممعن في الإجرام .
واللعن يقتصر على من دل الدليل القطعي من القرآن والسنة على جواز لعنه أو وجوبه .
ولايجوز لعن المؤمن بأي شكل من الأشكال ، إلا أن يستحق ذلك ويخرج عن الولاية ، وبفتوى من تقلده .
وهذا مقطع من بحث اللعن يصلح جواباً لك ، وقد كتبته جديداً في المجلد الثاني من كتاب ( ألف سؤال وإشكال على المخالفين لأهل البيت الطاهرين عليهم السلام ) : رداً على ما افتروا على نبينا صلى الله عليه وآله أنه تراجع واعتذر عن لعن من لعنهم ، وأنه كان يلعن ويؤذي المسلمين ويجلدهم بدون حق !!
قال الله تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) . (المائدة:78)
واللعن ، هو الحكم الإلهي بطرد شخص شرِّير من رحمة الله ، وهو أمر معروفٌ في كل الأديان ، ولذا تتشاءم الأمم من الملعونين على لسان الأنبياء^وتنبذهم.
وقد لعن النبي(ص)عدداً من زعماء قريش ، فصارت لعنته دمغة عليهم !
لكن القرشيين ابتكروا بعد وفاة النبي(ص)أسلوباً لإبطال اللعن النبوي ! فزعموا أن النبي(ص)اعترف بأنه غير معصوم ، وأنه يغضب كما يغضب الإنسان العامي فيسب ويلعن ويؤذي ويضرب المؤمنين ظلماً وعدواناً ! وأنه(ص)دعا لمن لعنهم وظلمهم وآذاهم بغير حق ، بأن يعوضهم الله ويجعل لعنته عليهم: (صلاةً وقربةً ، وزكاةً وأجراً ، وزكاةً ورحمةً ، وكفارةً له يوم القيامة ، وقربةً تقربه بها يوم القيامة ، ومغفرةً وعافيةً ، وكذا وكذا .. وبركةً ورحمةً ومغفرةً وصلاةً .. على حدِّ تعابيرهم ) !!
وقد رووا ذلك في عشرات الروايات ودونوها في أصح كتبهم! فصار الملعونون على لسان النبي(ص)بهذه الأدعية أربح وأفضل من غيرهم !
قال البخاري (وهو مولى بني جُعف محمد بن إسماعيل بن برد زبه البخاري الخرتنكي) في صحيحه:7/157 [IMG]file:///C:/********s%20and%20Settings/adel/Desktop/س126%20%20ما%20معنى%20اللعن%20؟%20وهل%20يجوز%20لعن %20المخالفين%20؟%20-%20منتديات%20يا%20حسين_files/frown.gif[/IMG]باب قول النبي(ص)من آذيته فاجعله له زكاة ورحمة ... عن أبي هريرة أنه سمع النبي(ص)يقول: اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة اليك يوم القيامة ) !!
وروى مسلم(وهو مولى بني قشير مسلم بن حجاج النيشابوري) في صحيحه:8/25: (عن أبي هريرة أن النبي(ص)قال: أللهم إني أتخذ عندك عهداً لن تخلفنيه ، فإنما أنا بشر ، فأيُّ المؤمنين آذيته أو شتمته أو لعنته أو جلدته، فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها اليك يوم القيامة ). انتهى. ورواه بسبع روايات أخرى بنحوه !
وقالت عائشة بنت أبي بكر بن قحافة ، كما في مسند أحمد:6/160: ( كان رسول الله (ص)يرفع يديه يدعو حتى أسأم ! ويقول: أللهم إنما أنا بشر ، فلا تعاقبني بشتم رجل من المسلمين إن آذيته ) .
ونحوه:6/225 و258،وفي رواية أخرى:2/390: (فأيما مسلم لعنته أو آذيته).
ورواه:2/243، و493 ، وفيه: (إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر) .
وفي:3/33: ( فأي المؤمنين آذيته أو شتمته أو جلدته أو لعنته ، فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها يوم القيامة) .
وفي مصنف عبد الرزاق:2/251: (عن عائشة قالت: كان رسول يرفع يديه يدعو، حتى إني لأسأم له مما يرفعهما ) !
وفيه:11/190 [IMG]file:///C:/********s%20and%20Settings/adel/Desktop/س126%20%20ما%20معنى%20اللعن%20؟%20وهل%20يجوز%20لعن %20المخالفين%20؟%20-%20منتديات%20يا%20حسين_files/frown.gif[/IMG]إنما أنا بشر ، فأي المؤمنين آذيته ، أو شتمته ، أو جلدته ، أو لعنته، فاجعلها له صلاة وكفارة ، وقربة تقربه بها يوم القيامة) .
بل رووا أحاديث أكثر جرأة على مقام النبي(ص)فزعموا أنه كان يدعو على قريش ويلعنهم في قنوته ، فبعث الله تعالى اليه جبرئيل فوبخه وقال له: إن الله يقول لك إني لم أبعثك سبَّاباً ! بل بعثتك رحمة للعالمين ، والقرشيون قومك وأهلك أولى بالرحمة الإلهية ، فلماذا تسبهم وتلعنهم؟! وعلَّمه دعاء عاماً يقوله في قنوته ، ليس فيه ما يمس قريش ! وهو (سورتا الخلع والحفد) اللتين كان يحبهما عمر ، ويقرؤهما في صلاته !
قال البيهقي في سننه:2/210: (بينا رسول الله(ص)يدعو على مضر (يعني قريشاً) إذ جاءه جبرئيل فأومأ اليه أن اسكت فسكت ، فقال: يا محمد إن الله لم يبعثك سَبَّاباً ولا لعاناً ! وإنما بعثك رحمة ولم يبعثك عذاباً ، ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون . ثم علمه هذا القنوت:
اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ، ونخضع لك ونخلع ونترك من يكفرك . اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، ونرجو رحمتك ونخشى عذابك ونخاف عذابك الجد ، إن عذابك بالكافرين ملحق).
ثم قال البيهقي [IMG]file:///C:/********s%20and%20Settings/adel/Desktop/س126%20%20ما%20معنى%20اللعن%20؟%20وهل%20يجوز%20لعن %20المخالفين%20؟%20-%20منتديات%20يا%20حسين_files/frown.gif[/IMG]هذا مرسل وقد روى عن عمر بن الخطاب صحيحاً موصولاً عن عبيد بن عمير أن عمر قنت بعد الركوع فقال: اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم ألعن كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويقاتلون أوليائك . اللهم خالف بين كلمتهم وزلزل أقدامهم وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين .
بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك .
بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد ولك نسعي ونحفد ونخشى عذابك الجد ونرجو رحمتك ، إن عذابك بالكافرين ملحق) !!
وفي مجمع الزوائد:8/267: (وعن عبد الله بن عثمان بن خثيم قال: دخلت على أبي الطفيل عامر بن واثلة فوجدته طيب النفس ، فقلت يا أبا الطفيل أخبرني عن النفر الذين لعنهم رسول الله(ص)قال قال: اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد من المؤمنين دعوت عليه بدعوة فاجعلها له زكاة ورحمة . رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له ، وأحمد بنحوه ، وإسناده حسن ).
هذا عن غضب النبي'وإيذائه للمؤمنين ولعنهم وضربهم !
أما عن غضب عمر ، فقالوا إن الله أجرى الحق على لسانه وقلبه في الرضا والغضب ! وإن الملائكة تحدثه ، والملك ينطق على لسانه .
وإن جبرئيل جاء الى النبي'فقال له: أقرئ عمر السلام ، وأعلمه إن رضاه حكم ، وغضبه عز !! فشهد له الله تعالى بأنه معصومٌ في الرضا والغضب .
قال المناوي في فيض القدير:2/278: (إن الله جعل الحق ، يعني أجراه على لسان عمر ، فكان كالسيف الصارم والحسام القاطع .
قال الطيبي: جعل بمعنى أجرى فعدَّاه بعلى ، وفيه معنى ظهور الحق واستعلائه على لسانه ، ووضع جعل موضع أجراه ، إيذاناً بأن ذلك كان خلقياً ثابتاً لازماً مستقراً .
وقلبه ، فكان الغالب على قلبه جلال الله ، فكان الحق معتمله ، حتى يقوم بأمر الله وينفذ بمقاله وحاله ، وفاء بما قلَّدَه الله الخلق من رعاية هذا الدين الذي ارتضاه لهم . ومن ثم جاء في خبر: إن غضبه عزٌّ ورضاه حكم ، وذلك لأن من غلب على قلبه سلطان الحق فغضبه للحق عز للدين ، ورضاه عدل لأن الحق هو عدل الله ، فرضاه بالحق عدل منه على أهل ملته . ومعنى رضاه حكم: أنه إذا رضي رضي الحق ). انتهى.
مضافاً الى ما قرأت ، تجد في تاريخ دمشق لابن عساكر:44/71: (أن جبريل أتى النبي (ص)فقال: أقرئ عمر السلام وأعلمه أن غضبه عز ورضاه عدل) .
وفيه:44/72: (عن عقيل بن أبي طالب أن النبي(ص)قال لعمر بن الخطاب: إن غضبك عز ورضاك حكم ). ( ورواه أبو الشيخ ابن حبان في طبقات المحدثين بأصبهان :2/34 ،وابن أبي شيبة في المصنف:7/486 و487 ، والطبراني في الأوسط: 6/242 ، والكبير:12/48 ، ومجمع الزوائد:9/69 ، وفي كنز العمال:10/365 ، عن مصادر متعددة بروايات كثيرة ، وفي:12/596 و603 وج:11/578 و579 ، بأحاديث كثيرة ، وفيها: إن الله عز وجل عند لسان عمر وقلبه... إن الله جعل الحق على قلب عمر ولسانه... لو لم أبعث فيكم لبعث عمر ، أيد الله عز وجل عمر بملكين يوفقانه ويسددانه ، فإذا أخطأ صرفاه حتى يكون صواباً ) . انتهى.
ولو قلت لهم: إن قولكم هذا في عمر غلوٌّ وتفضيلٌ له على النبي(ص)!
لأجابوك: إنك لاتحب الصحابة ، والذي يطعن فيهم وينكر مناقبهم ، يطعن في الإسلام ورسوله'!! أو قالوا لك:إنها فضيلة للنبي'أن الله جعل في أمته من يحفظ الدين بعده مثل عمر !! ......الى آخر البحث ......ثم قلت فيه :
على أن الإشكالات الأربعة التالية تبقى واردة على كل احتمالاتهم وتطويلاتهم :
الأول: أن اللعن من النبي(ص)إنشاء يتضمن الإخبار بأن ذلك الشخص مطرودٌ من رحمة الله تعالى ، وهذا الإخبار لايكون إلا بوحي الله تعالى ، فيكون معنى قوله': لعن الله فلان ، أو اللهم ألعن فلاناً: أن الله أخبرني أنه صدر فيه حكم الطرد من رحمته ، وها أنا أخبركم ، وألعن من لعنه الله تعالى ! ومثل هذا الإخبار عن الله تعالى لايرتفع بدعاء النبي'بأن يحول لعنته عليه الى رحمة !
بعبارة أخرى: إن تصورهم أن حقيقة اللعن أنه إنشاء من النبي(ص)يترتب عليه أثر من الله تعالى ، غير صحيح ، فهو حكمٌ يصدر من الله تعالى بطرد الشخص من الرحمة، فيخبر به النبي' وينشئ هو لعنَ من لعنه الله ، قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَابَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ. (البقرة:159) ولذا قال تعالى:أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً.. (النساء:52) .
فهل وجدوا نصيراً للملعونين يرفع لعنهم ، وهو النبي(ص)؟!!
الثاني: إن أحاديث رفع اللعن معارضة باللعن الوارد في القرآن لأشخاص كثيرين معينين وغير معينين؟! لأن النبي'لعن من لعنهم الله تعالى ، فلو صح أنه رفع لعنته عنهم وجعلها رحمة ، لصار الملعونون في القرآن مرحومين على لسان النبي'؟! وكيف يكون شخص ملعونَ الله ، ومرحومَ نبيه' !
الثالث: قال في فتح الباري:10/389: (وقد أخرج أبو داود عن أبي الدرداء بسند جيد رفعه: إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ، ثم تهبط إلى الأرض فتأخذ يمنة ويسرة ، فإن لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن ، فإن كان أهلاً ، وإلا رجعت إلى قائلها .
وله شاهد عند أحمد من حديث ابن مسعود بسند حسن). انتهى .( راجع أيضاً سنن أبي داود:2/457 و458، والترمذي:3/236، والزوائد:8/74، باب فيمن لعن ما ليس بأهل للعنة ).
فقد صح عندهم أن لعن المؤمن كقتله ! وأن من لعن شخصاً أو شيئاً وليس بأهل للعن ، رجعت اللعنة عليه ! فكيف يقبلون بعد ذلك أن النبي(ص)اعترف بأنه لعن من ليس أهلاً للعن ؟! وهل هذا إلا سوء أدب مع النبي(ص) ؟!!
الرابع: أن أحاديثهم في رفع اللعن بعضها يدل على رفع كل أنواعه ، وبعضهما على رفعه عمن لايستحقه فقط ، والحديث الذي رواه أحمد وحسَّنه الهيثمي يدل على أن النبي(ص)أبطل لعن كل من لعنهم ، وأن قيد (من ليس له بأهل) الوارد في بعضها قيدٌ توضيحي وليس احترازياً ، قال في مجمع الزوائد:8/267: (وعن عبد الله بن عثمان بن خثيم قال دخلت على أبي الطفيل عامر بن واثلة فوجدته طيب النفس فقلت يا أبا الطفيل أخبرني عن النفر الذين لعنهم رسول الله(ص)قال قال: اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد من المؤمنين دعوت عليه بدعوة فاجعلها له زكاة ورحمة ).انتهى.
فقد فهم هذا الصحابي أن النبي'رفع لعن جميع من لعنهم ، وهم نحو خمسين نوعاً من أصحاب الإنحراف والمعاصي ، كقول ابن عباس: ( لعن النبي (ص) المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء ، وقال: أخرجوهم من بيوتكم وأخرج فلاناً ، وأخرج عمر فلاناً ) . (البخاري:8/28)
فإن قلت: يرى ابن حجر أن اللعن المرفوع هو المقيد بمن ليس له بأهل فقط ، وأن المطلق يجب حمله على المقيد ، قال في فتح الباري:12/72: (وقد قيل إن لعن النبي(ص)لأهل المعاصي كان تحذيراً لهم عنها قبل وقوعها فإذا فعلوها استغفر لهم ودعا لهم بالتوبة . وأما من أغلظ له ولعنه تأديباً على فعل فعله فقد دخل في عموم شرطه حيث قال سألت ربي أن يجعل لعني له كفارة ورحمة . قلت: وقد تقدم الكلام عليه فيما مضى وبينت هناك أنه مقيد بما إذا صدر في حق من ليس له بأهل، كما قيد له بذلك في صحيح مسلم).انتهى كلام ابن حجر.
وجوابه: أن لسان روايات رفع اللعن متعدد ، والمقيد فيها نادر ، وفيها منصوص العموم يأبى التقييدكالحديث الذي فهم منه أبو الطفيل رفع لعن جميع الملعونين: (فقلت يا أبا الطفيل أخبرني عن النفر الذين لعنهم رسول الله(ص)قال قال: اللهم إنماأنا بشر فأيما عبد من المؤمنين دعوت عليه بدعوة فاجعلهاله زكاة ). فقد فهم أبو الطفيل رفع اللعن عن الجميع ، ولو كان هناك قيد لبينه وقال مثلاً: من لم يكن منهم أهلاً للعن فقد رفع النبي(ص)عنه اللعن..الخ.
على أنك عرفت أن النبي(ص)لايلعن من عنده ، وأن اللعن غير قابل للرفع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتمنى أن تعرف في النهاية أننا لا نلعن إلا من لعنة الله أو رسوله صلى الله عليه و اله وسلم وليست هي طريقة عبثية بربرية للعن مثلما يعتقد البعض و ليس مثل بعض كتب الأحاديث عندكم يحرف كلام الرسول صلى الله عليه و اله و سلم
الله يهديك
و سيأتي الرد على بعض النقاط التي تمس بالمذهب الشيعي من خلال ردك الثانية ان شاء الله
دمتم في حفظ الله