في فضـاء يتجلى فيه نور إلهـي قد غطى محيـاه الكريم،، ونــداءٌ من أعلى،
الصلاة الصلاة يرحمكم الله، وصوت يخترق جميع الجــدران،، في المسجد كان
جسده وروحه هائمة في خالقه،، ومنتظرًا لحظة اللقــــاء برهبة المـوت وشوق
للفــوز،، وحيث الصـلاة يؤديها وحيث السجـــــود يهم به،، كانت جميع أجزاء الكون
تصلي معه،، حتى ذلك السيـــــف لم يقبل إلا السجــــود ولم يجد أطهر من هامته للسجــود عليهــــــا،،
ولكـن أشقى الأشقيـاء قد هدمها وهدها هــــــدًا،، وذلك حينما ضربه على هامته فأنفلقت
ووصلت الضربة إلى بين حاجبيه فصـــــاح جبرائيل عليه السلام من السمـــاء
تهدمت والله أركان الهدى وأنفصمت العروة الوثقى قُتِلَ علي المرتضى قتله أشقى الأشقيـاء
والإمــام علي عليه الســلام ينطق بأعظم كلمة حينما يقــول/ فــــــــزتُ ورب الكعبة..
وهنا حيثُ الكلام يجري من محبرة القلم لعليّ أذكر نقطة قد لاحظتها في كتاب الله العزيز
الذي لا يمسه إلا المطهرون حينما يقول المولى جل وعلا:
يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ"
(9 الزمر) وكأنها تتحدث عن الإمام علي عليه السـلام في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبـارك
حيث لم يزل راكعاً وساجداً ومبتهلاً ومتضرعاً إلى الله تعالى، وكان يكثر الدخول والخروج وينظر إلى
السماء ويقول: هي، هي والله الليلة التي وعدنيها حبيبي رسول الله.
وهنا دليل:: وفي الكافي، بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام): في قوله عز و جل: «هل يستوي
الذين يعلمون و الذين لا يعلمون - إنما يتذكر أولوا الألباب» قال نحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون،
وشيعتنا أولو الألباب
.
سيدي أقبل مني هذا اليسير اليسير،، والسلام عليكَ يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تبعث حيــًا