في زيارة الانبياء العظام (عليهم السلام) وابناء الائمة الكرام وقبور المؤمنين اسكنهم الله دار السّلام وتحتوي على مطالب ثلاثة :
المطلب الاوّل : في زيارة الانبياء العظام (عليهم السلام) .
اعلم انّ تكريم الانبياء (عليهم السلام) وتعظيمهم واجب عقلاً وشرعاً لا نفرّق بين أحد من رسله وزيارتهم راجحة مستحسنة والعلماء قد صرّحوا باستحباب زيارتهم وليس في الانبياء (عليهم السلام) وإن كثروا من يعرف موضع قبره الاّ القليلون وهم على ما أعهد آدم (عليه السلام) ، ونوح (عليه السلام) ، وهما مدفونان عند مرقد امير المؤمنين (عليه السلام) ، وابراهيم (عليه السلام) ، وقبره في القدس الخليل قُرب بيت المقدس وبجواره مراقد سارة زوجته واسحاق ويعقوب ويوسف (عليهم السلام) ، واسماعيل (عليه السلام) ، وامّه هاجر مدفونان في الحجر في المسجد الحرام وفيه قبور الانبياء (عليهم السلام) وعن الباقر (عليه السلام) قال : ما بين الركن والمقام مكتظ بقبور الانبياء .
وعن الصادق (عليه السلام) قال : ما بين الرّكن اليماني والحجر الاسود مراقد سبعين نبيّاً من الانبياء (عليهم السلام) .
وفي بيت المقدّس قبور عدّة من الانبياء كداوُد (عليه السلام) وسليمان وغيرهما من الانبياء المعروفين هناك سلام الله عليهم أجمعين، وقبر زكريّا (عليه السلام) معروف في حلب، وليونس (عليه السلام) على شريعة الكوفة بقعة ذات قبّة معروفة ، وقبرا هود (عليه السلام)وصالح (عليه السلام) في النّجف الاشرف مشهوران، ومرقد ذي الكفل على شاطئ الفرات مشهور ، وهو يبعد عن الكوفة . والنّبي جرجيس قبره مدينة الموصل ، وفي خارج المدينة قبر شيث هبة الله ، وقبر النّبي دانيال في شوش ، وقبر يوشع مقابل مسجد براثا وغيرهم سلام الله عليهم أجمعين، وأمّا كيفية زيارتهم (عليهم السلام) ، فلم أظفر بزيارة مأثورة تخصّهم عدا ما سلف في باب زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) من زيارة آدم ونوح (عليهما السلام) ، ولكن ما جعلناها الاولى من الزّيارات الجامعة يُزار بها الانبياء أيضاً (عليهم السلام) كما يبدو من روايتها ويشهد لذلك أن الشّيخ الجليل محمّد بن المشهدي والسّيد الاجلّ عليّ بن طاووس في مصباح الزّائر وغيرهما رضوان الله عليهم قد أوردوا هذه الزّيارة لمشهد يونس (عليه السلام) عند بيانهم آداب دخول مدينة الكوفة، والمظنون انّ ذكرهم هذه الزّيارة لهذا المشهد ليس الاّ لما يبدو من العموم من روايتها، وكيف كان فمن المناسب الزّيارة بها في المراقد الشّريفة للانبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أثبتنا الزّيارة فيما سلف فلا حاجة الى اعادتها هنا فمن شاء فليرجع الى الزّيارة الجامعة الاولى وينتفع بفضلها العظيم .
المطلب الثّاني : في زيارة الابناء العظام للائمة (عليهم السلام) .
وهم ابناء الملوك بالحقّ وقبورهم منابع الفيض والبركة ومهابط الرّحمة والعناية الالهيّة والعلماء قد صرّحوا باستحباب زيارة قبورهم وهي والحمد لله منتشرة في غالب بلاد الشّيعة بل وفي القرى والبراري واطراف الجبال والاودية وهي دائماً ملاذ المضطرّين وملجأ البائسين وغياث المظلومين وتسلية للقلوب الذّابلة وستضلّ كذلك الى يوم القيامة، وقد برز من كثير من هذه المراقد الشّريفة كرامات وخوارق للعادات ولكن لا يخفى انّ الزائر اذا شاء أن يشدّ الرّحل الى شيء من هذه المراقد موقناً ببلوغه فيض رحمة الله وبكشف كروبه فينبغي أن يحرز فيه شرطان :
الاوّل : جلالة صاحب ذلك المرقد وعظمة شأنه اضافة الى ما حازه من شرافة النّسب وتعرف هذه من كتب الاحاديث والانساب والتّواريخ .
الثّاني : التأكّد من صحّة نسبة هذا المرقد اليه، وما حاز كلا الشّرطين من المشاهد قليل جدّاً ونحن قد أشرنا في كتاب هديّة الزّائر الى عدّة مراقد قد اجتمع فيه الشّرطان واشرنا في كتاب نفثة المصدور وكتاب منتهى الامال الى مرقد محسن بن الحسين (عليه السلام) وهذا الكتاب لا يسع التّفصيل فنقتصر على ذكر اثنين منها :
الاوّل : مشهد السّيدة الجليلة العظيمة فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليه السلام) وقبرها الشّريف في بلدة قم الطّيبة معروف مشهور وله قبّة شامخة وضريح وصحون وخدم كثيرون وأوقاف وافرة وهو قرّة العين لاهالي قم وملاذ لعامّة الخلق مما يشدّ اليه الرّحال في كلّ سنة خلق كثير من أقاصي البلاد فيتحمّلون متاعب السّفر ابتغاء فضيلة زيارتها وفضلها وجلالها يعرف من كثير من الاخبار .
روى الصّدوق بسند كالصّحيح عن سعد بن سعد ، قال : سألت الرّضا (عليه السلام) عن فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليهما السلام) ، فقال : من زارها فله الجنّة .
وروى بسند معتبر آخر عن محمّد التّقي بن الرّضا (عليهما السلام) قال : من زار قبر عمّتي بقم فله الجنّة .
وروى العلامة المجلسي (رحمه الله) عن بعض كتب الزّيارات عن عليّ بن ابراهيم عن أبيه عن سعد الاشعريّ القميّ عن الرّضا صلوات الله عليه ، قال : قال : يا سعد عندكم لنا قبر ، قلت : جعلت فداك قبر فاطمة (عليها السلام)بنت موسى بن جعفر (عليه السلام) ، قال : بلى، من زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة، فاذا أتيت القبر فقم عند رأسها مستقبل القبلة وقُل أربعاً وثلاثين مرّة اَللهُ اَكْبَرُ وثلاثاً وثلاثين مرّة سُبْحانَ اللهِ وثلاثاً وثلاثين مرّة اَلْحَمْدُ للهِ ثمّ قُل :
اَلسَّلامُ عَلى آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى نُوح نَبِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى اِبْراهيمَ خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ خَلْقِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِىَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ خاتَمَ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ عَلِىَّ بْنَ اَبى طالِب وَصِىَّ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا سِبْطَىْ نَبِىِّ الرَّحْمَةِ وَسَيِّدَىْ شَبابِ اَهْلِ الْجَّنَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلىَّ بْنَ الْحُسَيْنِ سَيِّدَ الْعابِدينَ وَقُرَّةَ عَيْنِ النّاظِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ باقِرَ الْعِلْمِ بَعْدَ النَّبِىِّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد الصّادِقَ الْبارَّ الاَْمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُوسَى بْنَ جَعْفَر الطّاهِرَ الطُّهْرَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِىَّ بْنَ مُوسَى الرِّضا الْمُرْتَضى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ التَّقِىَّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِىَّ بْنَ مُحَمَّد النَّقِىَّ النّاصِحَ الاَْمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، اَلسَّلامُ عَلَى الْوَصىِّ مِنْ بَعْدِهِ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى نُورِكَ وَسِراجِكَ وَوَلِىِّ وَلِيِّكَ وَوَصِىِّ وَصِيِّكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ فاطِمَةَ و خَديجَةَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ اَميرِالْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ وَلِىِّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُخْتَ وَلِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا عَمَّةَ وَلِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مُوسَى بْنِ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ عَرَّفَ اللهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِى الْجَنَّةِ، وَحَشَرَنا فى زُمْرَتِكُمْ وَاَوْرَدَنا حَوْضَ نَبِيِّكُمْ، وَسَقانا بِكَأسِ جَدِّكُمْ مِنْ يَدِ عَلِىِّ بْنِ اَبى طالِب صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ اَسْأَلُ اللهَ اَنْ يُرِيَنا فيكُمُ السُّرُورَ وَالْفَرَجَ، وَاَنْ يَجْمَعَنا وِاِيّاكُمْ فى زُمْرَةِ جَدِّكُمْ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاَنْ لا يَسْلُبَنا مَعْرِفَتَكُمْ اِنَّهُ وِلِىٌّ قَديرٌ، اَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ بِحُبِّكُمْ وَالْبَرائَةِ مِنْ اَعْدائِكُمْ، وَالتَّسْليمِ اِلَى اللهِ راضِياً بِهِ غَيْرَ مُنْكِر وَلا مُسْتَكْبِر وَعَلى يَقين ما اَتى بِهِ مُحَمَّدٌ وَبِهِ راض، نَطْلُبُ بِذلِكَ وَجْهَكَ يا سَيِّدى اَللّـهُمَّ وَرِضاكَ وَالدّارَ الاْخِرَةَ، يا فاطِمَةُ اشْفَعى لى فى الْجَنَّةِ فَاِنَّ لَكِ عِنْدَ اللهِ شَأناً مِنَ الشَّأنِ، اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْاَلُكَ اَنْ تَخْتِمَ لى بِالسَّعادَةِ فَلا تَسْلُبْ مِنّى ما اَنـَا فيهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ، اَللّـهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا وَتَقَبَّلْهُ بِكَرَمِكَ وَعِزَّتِكَ وَبِرَحْمَتِكَ وَعافِيَتِكَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
الثّاني : عبد العظيم ] شاهزاده عبد العظيم [ اللاّزم التعظيم وينتهي نسبه الشّريف بوسائط أربع الى سبط خير الورى الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) فهو عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام) ومرقده الشّريف في الرّي معروف مشهور وملاذ ومعاذ لعامّة الخلق وعلوّ مقامه وجلالة شأنه أظهر من الشّمس، فانّه من سُلالة خاتم النّبيين وهو مع ذلك من أكابر المحدّثين وأعاظم العلماء والزّهاد والعبّاد وذوي الورع والتّقوى وهو من اصحاب الجواد والهادي (عليهما السلام) ، وكان متوسّلاً بهما أقصى درجات التّوسّل ومنقطعاً اليهما غاية الانقطاع . وقد روى عنهما أحاديث كثيرة وهو المؤلّف لكتاب «خطب أمير المؤمنين (عليه السلام)» وكتاب «اليوم والليلة» وهو الذي عرض دينه على امام زمانه الامام الهاديّ (عليه السلام) فاقره وصدّقه وقال : يا أبا القاسم هذا والله دين الله الّذي ارتضاه فاثبت عليه ثبّتَكَ الله بالقول الثّابت في الدّنيا والاخرة .
وقد ألّف الصاحب بن عبّاد رسالة وجيزة في أحواله وشيخنا ثقة الاسلام النّوري قد أورد الوجيزة في خاتمة كتاب المستدرك وروى هناك وفي كتاب الرّجال للنّجاشي انّه خاف من السّلطان فطاف بالبلدان على انّه فيج ] الرّسول [ ثمّ ورد الرّي وسكن بساربانان ، وعلى رواية النّجاشي : سكن سرباً في دار رجل من الشّيعة في سكة المولى وكان يعبد الله في ذلك السرب ويصوم نهاره ويقوم ليله وكان يخرج مستتراً يزور القبر المقابل قبره وبينها الطّريق ويقول : هو رجل من ولد موسى بن جعفر (عليهما السلام) فلم يزل يأوى الى ذلك السّرب ويقع خبره ا لى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمّد عليه وعليهم السّلام حتّى عرفه أكثرهم فرأى رجل من الشّيعة في المنام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)قال له : انّ رجلاً من ولدي يحمل من سكة الموالي ويدفن عند شجرة التّفاح في باغ ] بستان [ عبد الجبّار بن عبد الوهّاب وأشار الى المكان الّذي دفن فيه، فذهب الرّجل ليشتري الشّجرة ومكانها من صاحبها ، فقال له : لايّ شيء تطلب الشّجرة ومكانها فأخبره بالرّؤيا ، فذكر صاحب الشّجرة انّه كان رأى مثل هذه الرؤيا وانّه جعل موضع الشّجرة مع جميع الباغ ] البستان [ وقفاً على الشّريف والشّيعة يدفنون فيه، فمرض عبد العظيم ومات (رحمه الله) ، فلمّا جرّد ليغسل وجد في جيبه رقعة فيها ذكر نسبه فاذا فيها أنا أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن عليّ بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام) .
وقال أيضاً الصّاحب بن عبّاد في وصف علم عبد العظيم انّه روى أبو تراب الروياني ، قال : سمعت أبا حماد الرّازي يقول : دخلت على الامام عليّ النّقي (عليه السلام) في سرّ من رأى فسألته عن أشياء من حلالي وحرامي ، فأجابني . فلمّا ودّعته قال لي : يا حماد اذا أشكل عليك شيء من أمور دينك بناحيتك أي في بلدة الرّي فسل عنه عبد العظيم بن عبد الله الحسني واقرأه منّي السّلام .
وقال المحقّق الدّاماد في كتاب الرّواشح انّ في فضل زيارة عبد العظيم روايات متظافرة ، وروى : انّ من زار قبره وجبت له الجنّة، وهذا الحديث رواه أيضاً الشّهيد الثّاني (رحمه الله) في حواشي الخلاصة عن بعض النسّابين .
وروى ابن بابويه وابن قولويه بسند معتبر عن رجل من أهل الرّي عن الامام عليّ النّقي صلوات الله عليه ، قال : دخلت عليه ، فقال : أين كنت ؟ فقلت : زُرت الحسين (عليه السلام) ، قال : أما لو انّك زرت قبر عبد العظيم (عليه السلام) عندكم لكنت كمن زار الحسين بن عليّ صلوات الله عليهما .
أقول : لم يذكر العلماء زيارة خاصّة وانّما قال فخر المحقّقين جمال الدّين في مزاره انّ من المناسب أن يُزار هكذا :
اَلسَّلامُ عَلى آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى نُوح نَبِىِّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى اِبْراهيَم خَليلِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ خَلْقِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِىَّ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ خاتَمَ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ عَلِىَّ بْنَ اَبى طالِب وَصِىَّ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُما يا سِبْطَىِ الرَّحْمَةِ وَسَيَّدَىْ شَبابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِىَّ بْنَ الْحُسَيْنِ سَيِّدَ الْعابِدينَ وَقُرَّةَ عَيْنِ النّاظِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ باقِرَ الْعِلْمِ بَعْدَ النَّبِىِّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد الصّادِقَ الْبارَّ الاَْمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُوسَى بْنَ جَعْفَر الطّاهِرِ الْطُّهْرِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِىَّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا الْمُرْتَضى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ التَّقِىَّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِىَّ بْنَ مُحَمَّد النِّقِىَّ النّاصِحَ الاَْمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَسَنَ بْنَ عَلِىٍّ، اَلسَّلامُ عَلَى الْوَصِىِّ مِنْ بَعْدِهِ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى نُورِكَ وَسِراجِكَ وَوَلِىِّ وَلِيِّكَ وَوَصِىِّ وَصِيِّكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا السَّيِّدُ الزَّكِىُّ وَالطّاهِرُ الصَّفِىُّ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ السّادَةِ الاَْطْهارِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْمُصْطَفِيْنَ الاَْخْيارِ، اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ و عَلى ذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ و بَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الْعَبْدِ الصّالِحِ الْمُطيعِ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الْقاسِمِ ابْنَ السِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ، الُْمجْتَبى السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بِزِيارَتِهِ ثَوابُ زِيارَةِ سَيِّدِ الْشُّهَداءِ يُرْتَجى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ عَرَّفَ اللهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فى الْجَنَّةِ وَحَشَرَنا فى زُمْرَتِكُمْ، وَاَوْرَدَنا حَوْضَ نَبِيِّكُمْ وَسَقانا بِكَأسِ جَدِّكُمْ مِنْ يَدِ عَلِىِّ بْنِ اَبى طالِب صَلَواتُ اللهِ عَلَيكُمْ اَسْأَلُ اللهَ اَنْ يُرِيَنا فيكُمُ السُّرُورَ وَالْفَرَجَ، وَاَنْ يَجْمَعَنا وَاِيّاكُمْ فى زُمْرَةِ جَدِّكُمْ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَاَنْ لا يَسْلُبَنا مَعْرِفَتَكُمْ اِنَّهُ وَلِىٌّ قَديرٌ، اَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ بِحُبِّكُمْ وَالْبَراءَةِ مِنْ اَعْدآئِكُمْ، وَالتَّسْليمِ اِلَى اللهِ راضِياً بِهِ غَيْرَ مُنْكِر وَلا مُسْتَكْبِر، وَعَلى يَقين مااَتى بِهِ مُحَمَّدٌ نَطْلُبُ بِذلِكَ وَجْهَكَ يا سَيِّدى اَللّـهُمَّ وَرِضاكَ وَالدّارَ الاْخِرَةِ يا سَيِّدى وَابْنَ سَيِّدى اِشْفَعْ لِى فِى الْجَنَّةِ فَاِنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ شَأناً مِنَ الشَّأنِ اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْاَلُكَ اَنْ تَخْتِمَ لى بِالسَّعادَةِ فَلا تَسْلُبْ مِنّى ما اَنَا فيهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ اِلاّ بِاللهِ الْعَلِىِّ الْعَظيمِ اَللّـهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا وَتَقَبَّلْهُ بِكَرَمِكَ وَعِزَّتِكَ وَبِرَحْمَتِكَ وَعافِيَتِكَ وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ اَجْمَعينَ وَسَلَّمَ تَسْليماً يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
ثمّ قال المحقّق المذكور : ورد في بعض الاحاديث انّ عبد العظيم كان يخرج عند اقامته بالرّي مستتراً يزور القبر المقابل لقبره وبينهما الطّريق ويقول : هو رجل من ولد موسى بن جعفر (عليهما السلام) ونجد هناك في عصرنا قبراً ينسب الى حمزة بن الامام موسى (عليه السلام) ، والظاهر انّه القبر الذي كان يزوره عبد العظيم وينبغي زيارته ايضاً ان شاء الله ولا بأس بأن يزار بهذه الزّيارة الاّ انّه يحذف منها الجملة : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الْقاسِمِ والجملة الّتي تليها ، انتهى .
لا يخفى عليك انّ قبر الشّيخ الجليل السّعيد قدوة المفسّرين جمال الدّين أبي الفتوح حسين بن علي الخزاعي (رحمه الله)صاحب التّفسير المعروف واقع في صحن حمزة (عليه السلام) وينبغي زيارته ، والشّيخ الصّدوق رئيس المحدّثين المعروف بابن بابويه قبره بقرب بلدة شاهزاده عبد العظيم فلا تغفل عن زيارته ايضاً .
المطلب الثّالث : في زيارة قبور المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين .
روى الثّقة الجليل الشّيخ جعفر بن قولويه القمي عن عمرو بن عثمان الرّازي ، قال : سمعت أبا الحسن الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام) يقول : من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا ، ومن لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا يكتب له ثواب صلتنا .
وروى أيضاً بسند صحيح عن محمّد بن أحمد بن يحيى الاشعري قال : كنت بفيد (وهو اسم منزل في طريق مكة) فمشيت مع عليّ بن بلال الى قبر محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، قال : فقال لي عليّ بن بلال : قال لي صاحب هذا القبر عن الرّضا (عليه السلام) ، قال : من أتى قبر أخيه المؤمن ثمّ وضع يده على القبر وقرأ (اِنّا اَنْزَلناهُ فى لَيْلَةِ الْقَدْرِ) سبع مرّات ، أمن يوم الفزع الاكبر . ومثله حديث آخر ولكن زاد فيه واستقبل القبلة .
أقول : ظاهر الحديث انّ الضّمير في قوله (عليه السلام) أمن يوم الفزع الاكبر راجع الى القاري نفسه ومن المحتمل رجوعه الى صاحب القبر ويؤيد هذا المعنى ما سيأتي من الرّواية عن السّيد ابن طاووس وروي أيضاً في كامل الزّيارة بسند معتبر عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال : سألت الصّادق (عليه السلام) كيف أضع يدي على قبور المسلمين ؟ فأشار بيده الى الارض فوضعها عليها وهو مستقبل القبلة .
وروى أيضاً بسند صحيح عن عبد الله بن سنان قال : قلت للصّادق (عليه السلام) كيف أسلم على أهل القبور ؟ قال : نعم تقول: السَّلامُ على أهْلِ الدِّيار مِنَ المُؤمنين والمسلمين أنتم لنا فرط ونحن إن شاء الله بكم لا حقون ، وعن الحسين (عليه السلام) قال : من دخل المقابر فقال : اَللّـهُمَّ رَبَّ هذِهِ الاَْرْواحِ الْفانِيَةِ وَالاَْجْسادِ الْبالِيَةِ وَالْعِظامِ النَّخِرَةِ الَّتى خَرَجَتْ مِنَ الدُّنْيا وَهِىَ بِكَ مُؤْمِنَةٌ، اَدْخِلْ عَلَيْهِمْ رَوْحاً مِنْكَ وَسَلاماً مِنّى، كتب الله له بعدد الخلق من لدن آدم الى أن تقوم السّاعة حسنات . وعن عليّ (عليه السلام) قال : من دخل المقابر فقال : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ،اَلسَّلامُ عَلى اَهْلِ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، مِنْ اَهْلِ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، يا اَهْلَ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، بِحَقِّ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، كَيْفَ وَجَدْتُمْ قَوْلَ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، مِنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، يا لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، بِحَقِّ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، اغْفِرْ لِمَنْ قالَ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، وَاحْشُرْنا فى زُمْرَةِ مَنْ قالَ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ عَلِىٌّ وَلِىُّ اللهِ، أعطاه الله سبحانه وتعالى ثواب خمسين سنة وكفّر عنه وعن أبويه سيّئات خمسين سنة .
وفي رواية اخرى انّ أحسن ما يقال في المقابر اذا مررت عليه أن تقف وتقول : اَللّـهُمَّ وَلِّهِمْ ما تَوَلَّوْا وَاحْشُرْهُمْ مَعَ مَنْ اَحَبُّوا .
وقال السّيد ابن طاووس في مصباح الزّائر : اذا أردت زيارة المؤمنين فينبغي أن يكون يوم الخميس والاّ ففي أيّ وقت شئت وصفتها أن تستقبل القبلة وتضع يدك على القبر وتقول : اَللّـهُمَّ ارْحَمْ غُرْبَتَهُ وَصِلْ وَحْدَتَهُ وَآنِسْ وَحْشَتَهُ وَآمِنْ رَوْعَتَهُ، وَاَسْكِنْ اِلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ رَحْمَةً يَسْتَغْنى بِها عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ، وَاَلْحِقْهُ بِمَنْ كانَ يَتَوَلاّهُ ثمّ اقرأ (اِنّا اَنْزَلْناهُ فى لَيْلَةِ الْقَدْرِ) سبع مرّات .
وروي في صفة زيارتهم وثوابها حديث آخر عن فضيل قال : من قرأ اِنّا اَنْزَلْناهُ عند قبر مؤمن سبع مرّات بعث الله اليه ملكاً يبعد الله عند قبره ويكتب للميّت ثواب ما يعمل ذلك الملك فاذا بعثه الله من قبره لم يمر على هول الاّ صرفه الله عنه بذلك الملك حتّى يدخله الجنّة ويقرأ مع (اِنّا اَنْزَلْناهُ) سورة الحمد والمعوّذتين و (قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ) وآية الكرسي ثلاث مرّات كلّ سورة .
وروي أيضاً في صفة زيارتهم رواية أخرى عن محمّد بن مسلم قال : قلت للصّادق صلوات الله وسلامه عليه نزور الموتى قال : نعم ، قلت : فيعلمون بنا اذا أتيناهم ، قال : اي والله ليعلمون بكم ويفرحون بكم وليستأنسون اليكم ، قال : قلت : فأيّ شيء نقول اذا أتيناهم ؟ قال : قُل :
اَللّـهُمَّ جافِ الاَْرْضَ عَنْ جُنُوبِهِمْ، وَصاعِدْ اِلَيْكَ اَرْواحَهُمْ، وَلَقِّهِمْ مِنْكَ رِضْواناً، وَاَسْكِنْ اِلَيْهِمْ مِنْ رَحْمَتِكَ ما تَصِلُ بِهِ وَحْدَتَهُمْ وَتُونِسُ بِهِ وَحْشَتَهُمْ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ .
ثم قال السّيد : فاذا كنت بين القبور فاقرأ (قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ) احدى عشر مرّة واهد ذلك لهم ، فقد روي انّ الله يثيبه على عدد الاموات .
وروي في كامل الزّيارة عن الصّادق (عليه السلام) قال : اذا زُرتم موتاكم قبل طلوع الشمس سمعوا وأجابوكم واذا زُرتموهم بعد طلوع الشمس سمعوا ولم يجيبوكم .
وقد روي في كتاب الدّعوات للرّاوندي حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في كراهة زيارة الاموات ليلاً ، كما قال لابي ذر : ولا تزُرهم احياناً بالليل .
وروي في مجموعة الشّيخ الشّهيد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لا يقول أحد عند قبر ميّت ثلاث مرّات اَللّـهُمَّ اِنّى اَسْاَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد اَنْ لا تُعَذِّبَ هـذَا الْمَيِّتَ الاّ واقصى الله عنه عذاب يوم القيامة .
وعن جامع الاخبار عن بعض أصحاب النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : اهدوا لموتاكم ، فقلنا : يا رسول الله وما نهدي الاموات ؟ قال : الصّدقة والدّعاء ، وقال : انّ أرواح المؤمنين تأتي كلّ جمعة الى السّماء الدّنيا بحذاء دورهم وبيوتهم ينادى كلّ واحد منهم بصوت حزين باكين : يا أهلي ويا ولدي ويا أبي ويا أمّي واقربائي اعطفوا علينا يرحمكم الله بالّذي كان في أيدينا والويل والحساب علينا والمنفعة لغيرنا، وينادي كلّ واحد منهم الى أقربائه : اعطفوا علينا بدرهم أو رغيف أو بكسوة يكسوكم الله من لباس الجنّة، ثمّ بكى النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبكينا معه ، فلم يستطع النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)أن يتكلّم من كثرة بكائه ، ثمّ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : اولئك اخوانكم في الدين فصاروا تراباً رميماً بعد السّرور والنعيم فينادون بالويل والثّبور على أنفسهم ، يقولون : يا ويلنا لو أنفقنا ما كان في أيدينا في طاعة الله ورضائه ما كنّا نحتاج اليكم ، فيرجعون بحسرة وندامة وينادون : أسرعوا صدقة الاموات .
وروي عنه أيضاً قال : ما تصدّقت لميّت فيأخذها ملك في طبق من نور ساطع ضوؤها يبلغ سبع سماوات ثمّ يقوم على شفير الخندق فينادي : اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَهْلَ الْقُبُورِ اهلكم اهدوا اليكم بهذه الهديّة ، فيأخذها ويدخل بها في قبره توسع عليه مضاجعه ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ألا مَن أعطف لميّت بصدقة فله عند الله من الاجر مثل اُحُد ويكون يوم القيامة في ظلّ عرش الله يوم لا ظلّ الاّ ظلّ العرش وحيّ وميّت نجا بهذه الصّدقة .
وحكى انّ والي خراسان شوهد في المنام وهو يقول : ابعثوا اليّ ما تطرحونه الى الكلاب فانّي مفتقر اليه .
واعلم انّ لزيارة قبور المؤمنين أجراً جزيلاً وهي على ما له من جزيل الاجر ذات فوائد وآثار عظيمة فهي تورث العبرة والانتباه والزّهد والاعراض عن الدّنيا والرّغبة في الاخرة وينبغي زيارة المقابر اذا اشتدّ السّرور أو الغم . فالعاقل من اتّخذ المقابر عبرة ينزع بها حلاوة الدّنيا من قلبه ويحوّل شهدها مرّاً في ذائقته وتفكّر في فناء الدّنيا وتقلّب أحواله واستحضر بالبال انّه هو نفسه سيكون عمّا قريب مثلهم ويقصر يده عن الصّالحات ويكون عبرة لغيره .
ولقد أجاد الشّيخ النّظامي في قوله :
زنده دلى در صف افسردگان رفت بهمسايگى مردگان
حرف فنا خواند ز هر لوح پاك روح بقا جُست ز هر روح پاك
كارشناسى پى تفتيش حال كرد از او بر سر راهى سؤال
كين همه از زنده رميدن چراست رخت سوى مرده كشيدن چراست
گفت پليدان بمغاك اندرند پاك نهادان تَهِ خاك اندرند
مرده دلانند بروى زمين بهر چه با مرده شوم همنشين
همدمى مرده دهد مردگى صحبت افسرده دل افسردگى
زير گِل آنانكه پراكنده اند گر چه بتن مرده بدِل زنده اند
مرده دلى بود مرا پيش از اين بسته هر چون وچرا پيش از اين
زنده شدم از نظر پاكشان آب حياتست مرا خاكشان
وَقُلْ اِنّى لاحِقٌ بِهِمْ فِى اللاّحِقينَ .
تمّ ما قدّر تسجيله في هذا الكتاب الشّريف ليلة الاحد الموافق عاشر شهر ذي القعدة الحرام سنة ألف وثلاثمائة وأربع وأربعين (1344) وهي ليلة ميلاد أبي الحسن الرّضا صلوات الله عليه وقد بلغني اليوم رسالة تنبئني بوفاة والدتي فلذلك أرجو من اخواني المؤمنين من انتفع منهم بهذا الكتاب الدّعاء والزّيارة لها رحمة الله وغفرانه عليها ولي ولوالدي في الحياة وبعد الممات والحمد لله أوّلاً وآخراً وصلّى الله على محمّد وآله الطّاهرين