|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77449
|
الإنتساب : Feb 2013
|
المشاركات : 320
|
بمعدل : 0.07 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الرحيق المختوم
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
حب الحسين وعلاقته بالفطرة 7
بتاريخ : 12-01-2014 الساعة : 09:06 AM
أولئك الذين لا يرون معجزة «انحطاط أمريكا» و«تطوّر إيران» ولا يؤمنون بهذه الحقيقة، لهم قلوب سوداء أعاقتهم عن الوعي
لابدّ من مشاهدة هذه المآزق ومن الذي لا يرى هذه الحقائق في العالم؟! ولو هناك بعض الناس الذين لا تترك هذه الحقائق البينة من أثر في قلوبهم السوداء. كما في زمن رسول الله(ص) كان هناك بعض الأنذال الذين طالبوا الرسول بمعاجز غريبة، فنفذ الرسول(ص) تلك المعجزة ولكنهم لم يؤمنوا به وقالوا ساحر وكذاب عجيب السحر! لقد روى هذه القصة أمير المؤمنين(ع) وقال: «َ لَقَدْ كُنْتُ مَعَهُ ص لَمَّا أَتَاهُ الْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالُوا لَهُ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ قَدِ ادَّعَيْتَ عَظِيماً لَمْ يَدَّعِهِ آبَاؤُكَ وَ لَا أَحَدٌ مِنْ بَيْتِكَ وَ نَحْنُ نَسْأَلُكَ أَمْراً إِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنَا إِلَيْهِ وَ أَرَيْتَنَاهُ عَلِمْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَ رَسُولٌ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ عَلِمْنَا أَنَّكَ سَاحِرٌ كَذَّابٌ فَقَالَ ص وَ مَا تَسْأَلُونَ قَالُوا تَدْعُو لَنَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ حَتَّى تَنْقَلِعَ بِعُرُوقِهَا وَ تَقِفَ بَيْنَ يَدَيْكَ فَقَالَ ص إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَإِنْ فَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ ذَلِكَ أَ تُؤْمِنُونَ وَ تَشْهَدُونَ بِالْحَقِّ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَإِنِّي سَأُرِيكُمْ مَا تَطْلُبُونَ وَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَا تَفِيئُونَ إِلَى خَيْرٍ وَإِنَّ فِيكُمْ مَنْ يُطْرَحُ فِي الْقَلِيبِ وَ مَنْ يُحَزِّبُ الْأَحْزَابَ ثُمَّ قَالَ ص يَا أَيَّتُهَا الشَّجَرَةُ إِنْ كُنْتِ تُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ تَعْلَمِينَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَانْقَلِعِي بِعُرُوقِكِ حَتَّى تَقِفِي بَيْنَ يَدَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ- [وَ الَّذِي] فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ لَانْقَلَعَتْ بِعُرُوقِهَا وَ جَاءَتْ وَ لَهَا دَوِيٌّ شَدِيدٌ وَ قَصْفٌ كَقَصْفِ أَجْنِحَةِ الطَّيْرِ حَتَّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ص مُرَفْرِفَةً وَ أَلْقَتْ بِغُصْنِهَا الْأَعْلَى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ بِبَعْضِ أَغْصَانِهَا عَلَى مَنْكِبِي وَ كُنْتُ عَنْ يَمِينِهِ ص فَلَمَّا نَظَرَ الْقَوْمُ إِلَى ذَلِكَ قَالُوا عُلُوّاً وَ اسْتِكْبَاراً فَمُرْهَا فَلْيَأْتِكَ نِصْفُهَا وَ يَبْقَى نِصْفُهَا فَأَمَرَهَا بِذَلِكَ فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ نِصْفُهَا كَأَعْجَبِ إِقْبَالٍ وَ أَشَدِّهِ دَوِيّاً فَكَادَتْ تَلْتَفُّ بِرَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالُوا كُفْراً وَ عُتُوّاً فَمُرْ هَذَا النِّصْفَ فَلْيَرْجِعْ إِلَى نِصْفِهِ كَمَا كَانَ فَأَمَرَهُ ص فَرَجَعَ فَقُلْتُ أَنَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِنِّي أَوَّلُ مُؤْمِنٍ بِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَوَّلُ مَنْ أَقَرَّ بِأَنَّ الشَّجَرَةَ فَعَلَتْ مَا فَعَلَتْ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى تَصْدِيقاً بِنُبُوَّتِكَ وَ إِجْلَالًا لِكَلِمَتِكَ فَقَالَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ بَلْ ساحِرٌ كَذَّابٌ عَجِيبُ السِّحْرِ خَفِيفٌ فِيه»(نهج البلاغة/خ192)
لم يكن هؤلاء الكفّار من الجهلة والحمقى بل كانوا أنذالا ومرضاء القلب إلى أقصى حدّ. ولا زال أمثال هؤلاء الأنذال موجودين في عصرنا، إذ مع أنّهم يشاهدون الحقائق بأعينهم ولكنهم لا يؤمنون بأحقية هذه الثورة. إنهم يشاهدون بأم عينهم أن الإدارة العامّة لهذا المجتمع قد استطاعت أن تتحدى في هذه العقود الثلاثة أنواع الضغوط والحصار التي فرضت على هذا المجتمع وأن تقدّمه إلى الأمام، حيث إنها بلغت بهذا المجتمع إلى مستوى عالٍ من التنمية والتطور، وهذا ما قد أقرّ به الجميع. بينما نجد الإدارة العامة في أحدث المجتمعات الغربية وأسبقها تطوّرا أي أمريكا قد تراجعت وتخلفت في هذه الثلاثين سنة بالرغم من نهب العالم كلّه. فلابدّ لهم أن يعوا أن إدارتنا العامّة في مجتمعنا أنجح وأكفأ من الإدارة العامّة في أمريكا، ولكنّ هؤلاء المتخلفين فكريّا لا يستوعبون مثل هذه المعادلة البسيطة ولا يعون هذه المعجزة الإلهية.
لماذا انحطّت أمريكا بعد ثلاثة عقود بالرغم من تطاولها على جميع ثروات العالم
ما لهؤلاء الأمريكان الذين تطاولوا على ثروات العالم نراهم قد أفلت قوّتهم وأخذت تنحدر شمس شموخهم إلى مغربها؟ إلا اللهم أن يأتينا جاهل أحمق في البين ويقول إن واقع الأمر هو أن الأمريكان كانوا قد رغبوا بالإسفاف والانحطاط! وإلا فإنها قضية في غاية الوضوح وتنسجم تماما مع السنن الإلهية القطعية.
أولئك الذين يرون هذه المعجزة ولا يؤمنون بها فلهم قلوب سوداء أعاقتهم عن الوعي. فقد قال الله سبحانه وتعالى في حق هؤلاء: (لهَُمْ قُلُوبٌ لَّا یَفْقَهُونَ بهَِا وَ لهَُمْ أَعْینٌُ لَّا یُبْصِرُونَ بهَِا وَ لهَُمْ ءَاذَانٌ لَّا یَسْمَعُونَ بهَِا)(الأعراف/179)
إن المشروع الإلهي من أجل حركة الإنسان الاختيارية هي: النزعات «الأقوى والكامنة» بدلا عن «الأضعف والبيّنة»
وأما ما هي الفطرة؟ لقد خلق الله الإنسان كأشرف المخلوفات وخلقه يتحرك باتجاه الله عن اختيار وعن وعي وحرية. فقد كانت هناك كائنات أخرى تتحرك باتجاه الله بلا إرادة واختيار، أما الكائن الذي يتحرك نحو الله باختياره فهو أشرف وأكثر قيمة.
فإذا كان هذا المخلوق الجديد أي الإنسان لا ينطوي إلا على النزعة إلى الخير، فلا يبقى حينئذ شيء من الاختيار في حركته إلى الله سبحانه. وإذا لم يعط سوى النزعة إلى الشرّ فلا سبيل له حينئذ إلى الله عز وجل؛ إذ لم يحظ بنزعة إلى الخير. إذن لابدّ من أن تدمج كلا النزعتين في وجود الإنسان. فمن هذا المنطلق قامت الأطروحة الإلهية على أساس أن يُدمج كلا النزعتين إلى الخير والشرّ في وجود الإنسان كي يتسنّى له السير إليه، ولكنّه جعل النزعة إلى الخير «أقوى» ولكن «كامنة» وجعل النزعة إلى الشر «أضعف» ولكن «بيّنة».
فعلى أساس هذه الأطروحة، أوّل ما يواجهه الإنسان من نزعاته هي تلك النزعات السطحية البيّنة التي من شأنها أن تجرّه إلى الشرّ. طبعا لا يخفى أن هذه النزعات السطحية ليست بسيئة من الأول، ولكن بإمكانها أن تجرّ الإنسان إلى السيئات. فالإنسان بطبيعة حاله يعيش هذه النزعات السطحية في أوائل حركته ولكن بعد ذلك ينبغي له أن يرتفع عن النزعات السلبيّة ويتوجّه إلى نزعاته الحسنة.
يتبع إن شاء الله...
|
|
|
|
|