|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77639
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 741
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
alyatem
المنتدى :
المنتدى الفقهي
بتاريخ : 15-03-2013 الساعة : 01:29 PM
وهذا هو مقال المحلل الامريكي (توني كارون) المذكور في اول الموضوع والمنشور باللغة الانكليزية بتاريخ 10 / 11 / 2011 على هذا الرابط
الولايات المتحدة تنسحب من العراق وبغداد تمسك زمام الأمور
Tony Karon - The National
إذا أراد الجمهوريون إلقاء اللوم على شخص معين بسبب الانسحاب الأميركي من العراق، فيجب ألا يُلقى اللوم على الرئيس جورج بوش الابن أو أوباما، بل على آية الله علي السيستاني، رجل الدين الشيعي البارز، فهو الرجل الذي حرص على أن يتخذ العراقيون، لا الأميركيون، القرارات الكبرى بشأن مستقبل البلد بطريقة ديمقراطية.
يريد المحافظون الجدد في واشنطن إقناع الجميع بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيقدم العراق على طبق من فضة إلى إيران بعد أن يسحب جميع القوات الأميركية في نهاية هذه السنة.
يبدو أن معسكر أوباما يشعر بالقلق من هذه التهمة مع اقتراب الانتخابات بعد سنة. لذا يحذر المسؤولون إيران من التدخل في العراق، وقد كتبت صحيفة “ نيويورك تايمز” أن الولايات المتحدة ستزيد عدد قواتها العسكرية والبحرية في منطقة الخليج بعد الانسحاب من العراق لمواجهة إيران .
لا شك في أن الموقف من إيران أصبح عرضة للاستهلاك السياسي في الولايات المتحدة. يخطئ منتقدو أوباما إذا ظنوا أن وجود القوات الأميركية يحد من النفوذ الإيراني في العراق، كما أنهم يرمون التهم في الاتجاه الخاطئ: لم يكن الرئيس أوباما هو من قرر مغادرة العراق، بل طُلب منه القيام بذلك وفق بنود “اتفاقية وضع القوات” الذي عقده سلفه في نوفمبر 2008 .
لكن إذا أراد الجمهوريون إلقاء اللوم على شخص معين بسبب الانسحاب الأميركي من العراق، فيجب ألا يُلقى اللوم على الرئيس جورج بوش الابن ولا أوباما، بل على آية الله علي السيستاني، رجل الدين الشيعي البارز. فهو الرجل الذي حرص على أن يتخذ العراقيون، لا الأميركيون، القرارات الكبرى بشأن مستقبل البلد بطريقة ديمقراطية .
تصادم بول بريمر، الحاكم الأميركي المشهور بإخفاقه الأكبر الذي قضى بحل الجيش العراقي، مع آية الله السيستاني في عام 2003 حين اقترح أن يحكم العراقيون الذين تختارهم الولايات المتحدة البلد طوال ثلاث سنوات، على أن يعملوا أيضاً على صياغة الدستور الجديد .
كان رجل الدين الشيعي يرفض مقابلة أي مسؤول أميركي كي لا يشرّع بذلك وضع الاحتلال، وقد أصدر فتوى من النجف يهاجم فيها خطة بريمر ويعتبرها “غير مقبولة ” ، وأصرّ على أن ينتخب العراقيون ديمقراطياً الهيئة التي ستتولى صياغة الدستور .
كان بريمر المتأثر بمشاعر الغطرسة التي سادت في حقبة بوش يأمل في تجاوز نفوذ السيستاني. لكن في نهاية عام 2003، تظاهر عشرات آلاف العراقيين دعماً لفتوى آية الله، فاتضح أن أعضاء مجلس الحكم العراقي الذين اختارهم بريمر بنفسه سيؤيدون مطلب الانتخابات أيضاً .
لم يستطع الأميركيون حشد دعم شعبي مماثل من العراقيين الذين ادعوا تحريرهم، لذا أُجبر بريمر على التراجع عن خطته. سرعان ما سلّمت الولايات المتحدة سيادة القرار في عام 2004، وأُجريت الانتخابات الأولى في شهر يناير التالي. فنشأت حكومة يطغى عليها الشيعة وتبين أنها أقرب إلى إيران من واشنطن، وجاءت نتائج الانتخابات الثانية بعد سنة لتؤكد على الوضع نفسه (مع أن رئيس الحكومة نوري المالكي لا يزال مستقلاً في قراراته عن طهران وواشنطن معاً ).
يصعب تصديق الفكرة القائلة بأن القوات الأميركية تساهم في تقليص النفوذ الإيراني في العراق. لا شك في أن إيران تتبع أجندة محددة في العراق، فقد كانت مصممة على نشوء حكومة عراقية صديقة مكان نظام صدام حسين، أخطر عدو لها على الإطلاق، وبالتالي أرادت تجنب تكرار الحرب الكارثية التي دامت ثماني سنوات وشنّها صدام ضد الإيرانيين خلال الثمانينيات. ونظراً إلى روابط إيران القديمة مع الأحزاب الشيعية في العراق، تقضي أفضل طريقة لتحقيق ذلك الهدف الإيراني بإرساء الديمقراطية في العراق، إذ يشكل الشيعة غالبية انتخابية بارزة وتتكل إيران عليهم لإنشاء روابط ودية مع العراق .
وهكذا عملت إيران على تعميق روابطها السياسية والاقتصادية والدينية مع شيعة العراق. فقد قدّمت الدعم المالي لحلفائها السياسيين والدينيين، فضلاً عن توفير التدريبات والإمدادات العسكرية إلى الميليشيات الشيعية التي كانت تقاتل الولايات المتحدة واشتركت في حرب طائفية ضارية ضد العراقيين السنّة .
عززت إيران هذا النفوذ على رغم وجود 170 ألف جندي أميركي، وقد استعملت ذلك النفوذ لتسريع مغادرة القوات الأميركية .
سيؤدي رحيل القوات الأميركية إلى التخلص من الحجة الأساسية التي تستعملها إيران لدعم الميليشيات الشيعية التي يريد المالكي التخلص منها أصلاً. لكن قد يستمر هذا الدعم بسبب تصعيد مظاهر الحرب بالوكالة بين إيران والمملكة العربية السعودية .
في حال غزت إيران العراق بعد الانسحاب الأميركي- وهو أمر مستبعد – فستجد عدداً كبيراً من الشيعة العرب المستعدين لمحاربة هذه الدولة الشيعية الفارسية المجاورة، كما فعلوا خلال حرب الثمانينيات. قد تتوافق مصالح المالكي ومقتدى الصدر مع مصالح إيران في بعض المناسبات، لكن يبقى أمثال هؤلاء الأشخاص بطبيعتهم قوميين عراقيين شرسين .
ألمحت خطة بريمر إلى أن العراقيين لم يكونوا مستعدين فعلاً لتقبّل مظاهر الديمقراطية، لكن طرح آية الله السيستاني السؤال بطريقة مغايرة، فتساءل إذا كان الأميركيون مستعدين لتقبل نتائج الانتخابات .
لقد تقبلت الولايات المتحدة تلك النتائج فعلاً. في عام 2008، حين بدأ بوش يتفاوض على اتفاقية جديدة لوضع القوات، أراد إبقاء القوات الأميركية لأجل غير مسمى وأراد أن يوافق العراقيون على بقاء 50 قاعدة أميركية دائمة في البلاد. لكن خذله العراقيون وحددوا تاريخ 31 ديسمبر 2011 كموعد نهائي للانسحاب الأميركي ورفضوا بقاء قواعد دائمة في العراق .
لم يفقد المسؤولون الأميركيون الأمل في أن يوافق العراقيون، بفعل الضغوط، على بقاء بضع وحدات أميركية لكن سرعان ما خيب العراقيون ظنهم .
لا شك في أن الولايات المتحدة ستحتفظ بوجود مهم في العراق عن طريق إبقاء آلاف المسؤولين الأمنيين المتعاقدين ضمن طاقم عمل السفارة التي تضم 17 ألف موظف في بغداد، إلى جانب مئات الجنود المخولين تدريب قوى الأمن المحلية، ولا ننسى استمرار العمليات السرية .
لكن تكثر المخاطر المطروحة في المرحلة المقبلة. قد تنفذ بعض الميليشيات الشيعية اعتداءات ضد القوات الأميركية لإثبات أن جهودها القتالية هي التي طردت الأميركيين. لكن يدرك العراقيون أن حكومتهم- أو الرأي العام العراقي الذي عبرت عنه العملية الديمقراطية- هي التي أجبرت الأميركيين على القبول بشروطها. وإذا كان العراق استطاع التفوق على آخر قوة عظمى في العالم، فمن المستبعد أن يصبح هذا البلد دمية في يد دولة إقليمية مجاورة أقل شأناً من غيرها .
يميل القادة الأميركيون إلى إخبار نظرائهم في المجتمعات الديمقراطية الحديثة العهد بأن اختبار الديمقراطية الحقيقي يتعلق بمدى استعداد القادة لتقبل الهزيمة في الانتخابات. هذا ما اضطر الأميركيون إلى فعله في العراق .
|
|
|
|
|