6
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمير المؤمنين وعمار يعتلون السحابة إلى الصين
المجلد الرابع عشر من بحار الأنوار من بعض مؤلفات القدماء من القاضي أبي الحسن الطبري، عن سعيد بن يونس المقدسي، عن المبارك، عن خالص بن أبي سعيد، عن وهب الجمال، عن عبد المنعم ابن سلمه، عن وهب الرائدي، عن يونس بن ميسرة، عن الشيخ المعتمر الرقي رفعه إلى أبي جعفر ميثم التمار قال: (كنت بين يدي مولاي أمير المؤمنين ع إذ دخل غلام وجلس في وسط المسلمين، فلما فرغ ع من الأحكام نهض إليه الغلام وقال: يا أبا تراب أنا إليك رسول، جئتك برسالة تزعزع لها الجبال، من رجل حفظ كتاب الله من أوله إلى آخره، وعلم علم القضايا والأحكام، وهو أبلغ منك في الكلام، وأحق منك بهذا المقام فاستعد للجواب، ولا تزخرف المقال، فلاح الغضب في وجه أمير المؤمنين ع وقال لعمار: اركب جملك وطف في قبائل الكوفة، وقل لهم أجيبوا عليا ليعرفوا الحق من الباطل والحلال والحرام والصحة والسقم، فركب عمار فما كان إلا هنيهة حتى رأيت العرب كما قال الله تعالى﴿ إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون﴾ فضاق جامع الكوفة وتكاثف الناس تكاثف الجراد على الزرع الغض في أوانه، ونهض العالم الأروع والبطل الأنزع ورقى المنبر وراقى، ثم تنحنح فسكت جميع من في الجامع فقال: رحم الله من سمع فوعى، أيها الناس من يزعم أنه أمير المؤمنين، والله لا يكون الإمام إماما حتى يحيي الموتى، أو ينزل من السماء مطرا، أو يأتي بما يشاكل ذلك مما يعجز عنه غيره، وفيكم من يعلم أني الآية الباقية، والكلمة التامة والحجة البالغة، ولقد أرسل إلي معاوية جاهلا من جاهلية العرب عجرف في مقاله، وأنتم تعلمون لو شئت لطحنت عظامه طحنا، ونسفت الأرض من تحته نسفا، وخسفتها عليه خسفا، ألا إن احتمال الجاهل صدقة، ثم حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ص، وأشار بيده إلى الجو فدمدم وأقبلت غمامة وعلت سحابة وسمعنا منها نداء يقول:السلام عليك يا أمير المؤمنين، ويا سيد الوصيين، ويا إمام المتقين، ويا غياث المستغيثين، ويا كنز المساكين، ومعدن الراغبين، وأشار إلى السحابة فدنت، قال ميثم: فرأيت الناس كلهم قد أخذتهم السكرة، فرفع رجله وركب السحابة، وقال لعمار: اركب معي وقل: ﴿بسم الله مجراها ومرساها﴾ فركب عمار وغابا عن أعيننا، فلما كان بعد ساعة أقبلت سحابة حتى أظلت جامع الكوفة، فالتفت فإذا مولاي جالس على دكة القضاء وعمار بين يديه والناس حافون به، ثم قام وصعد المنبر وأخذ بالخطبة المعروفة بالشقشقية، فلما فرغ اضطرب الناس وقالوا فيه أقاويل مختلفة، فمنهم من زاده الله إيمانا ويقينا، ومنهم من زاده كفرا وطغيانا قال عمار: قد طارت بنا السحابة في الجو، فما كان إلا هنيهة حتى أشرفنا على بلد كبير حواليها أشجار وأنهار، فنزلت بنا السحابة وإذا نحن في مدينة كبيرة، والناس يتكلمون بكلام غير العربية، فاجتمعوا عليه ولاذوا به، فوعظهم وأنذرهم بمثل كلامهم، ثم قال: يا عمار اركب، ففعلت ما أمرني، فأدركنا جامع الكوفة، ثم قال لي: يا عمار تعرف البلدة التي كنت فيها، قلت: الله أعلم ورسوله ووليه، قال كنا في الجزيرة السابعة من الصين أخطب كما رأيتني، إن الله تبارك وتعالى أرسل رسوله ص إلى كافة الناس، وعليه أن يدعوهم ويهدي المؤمنين منهم إلى الصراط المستقيم، واشكر ما أوليتك من نعمة، واكتم من غير أهله، فإن لله تعالى ألطافا خفية في خلقه لا يعلمها إلا هو، ومن ارتضى من رسول، ثم قالوا أعطاك الله هذه القدرة الباهرة]وأنت تستنهض الناس لقتال معاوية، فقال: إن الله تعبدهم بمجاهدة الكفار والمنافقين والناكثين والقاسطين والمارقين، والله لو شئت لمددت يدي هذه القصيرة في أرضكم هذه الطويلة، وضربت بها صدر معاوية بالشام، وأجذب بها من شاربه -أو قال من لحيته- فمد يده وردها، وفيها شعرات كثيرة، فتعجبوا من ذلك، ثم وصل الخبر بعد مدة أن معاوية سقط من سريره في اليوم الذي كان ع مد يده، وغشي عليه ثم أفاق وافتقد من شاربه ولحيته شعرات).
اطلع سلمان على مكانة من أقر بالولاية
عن كتاب نوادر المعجزات لبعض قدماء أصحابنا بإسناده إلى الصدوق، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن زكريا، عن أبي المعافا، عن وكيع، عن زاذان، عن سلمان قال: (كنا مع أمير المؤمنين ع ونحن نذكر شيئا من معجزات الأنبياء (عليهم السلام)، فقلت له: يا سيدي أحب أن تريني ناقة ثمود وشيئا من معجزاتك، قال: أفعل، ثم وثب فدخل منزله وخرج إلي، وتحته فرس أدهم، وعليه قباء أبيض، وقلنسوة بيضاء، ونادى: يا قنبر أخرج إلي ذلك الفرس، فأخرج فرسا أغر أدهم، فقال لي: اركب يا أبا عبد الله، قال سلمان: فركبته فإذا له جناحان ملتصقان إلى جنبه، فصاح به الإمام ع فتحلق في الهواء، وكنت أسمع خفيق أجنحة الملائكة تحت العرش، ثم خطرنا على ساحل بحر عجاج مغطمط الأمواج، فنظر إليه الإمام شزرا، فسكن البحر، فقلت: يا سيدي سكن البحر من غليانه من نظرك إليه، فقال : يا سلمان حسبني أني آمر فيه بأمر، ثم قبض على يدي وسار على وجه الماء والفرسان يتبعاننا لا يقودهما أحد، فوالله ما ابتلت أقدامنا ولا حوافر الخيل، فعبرنا ذلك البحر ووقعنا إلى جزيرة كثيرة الأشجار والأثمار والأطيار والأنهار، وإذا شجرة عظيمة بلا ثمر بل ورد وزهر، فهزها بقضيب كان في يده فانشقت، وخرج منها ناقة طولها ثمانون ذراعا وعرضها أربعون ذراعا خلفها فصيل، فقال لي: ادن منها واشرب من لبنها، فدنوت وشربت حتى رويت، وكان أعذب من الشهد، وألين من الزبد، وقد اكتفيت، قال: هذا حسن، قلت:حسن يا سيدي، قال: تريد أن أريك أحسن منها؟ فقلت: نعم يا سيدي، قال:يا سلمان ناد اخرجي يا حسناء، فناديت فخرجت ناقة طولها مائة وعشرون ذراعا، وعرضها ستون ذراعا من الياقوت الأحمر، وزمامها من الياقوت الأصفر، وجنبها الأيمن من الذهب، وجنبها الأيسر من الفضة، وضرعها من اللؤلؤ الرطب، فقال : يا سلمان اشرب من لبنها، قال سلمان: فالتقمت الضرع فإذا هي تحلب عسلا صافيا محضا، فقلت: يا سيدي هذه لمن؟ قال : هذه لك ولسائر الشيعة من أوليائي، ثم قال لها: ارجعي، فرجعت من الوقت، وسار بي في تلك الجزيرة حتى ورد بي إلى شجرة عظيمة، وفي أصلها مائدة عظيمة عليها طعام تفوح منه رائحة المسك، وإذا بطائر في صورة النسر العظيم، قال: فوثب ذلك الطير، فسلم عليه ورجع إلى موضعه، فقلت: يا سيدي ما هذه المائدة؟ قال: هذه منصوبة في هذا الموضع للشيعة من موالي إلى يوم القيامة، فقلت : ما هذا الطائر؟ فقال : ملك موكل بها، فقلت: وحده يا سيدي؟ فقال: يجتاز به الخضر في كل يوم مرة، ثم قبض على يدي فسار بي إلى بحر ثان فعبرنا، وإذا بجزيرة عظيمة فيها قصر لبنة من الذهب ولبنة من الفضة البيضاء، وشرفه العقيق الأصفر، وعلى كل ركن من القصر سبعون صنفا من الملائكة، فجلس الإمام ع على ذلك الركن، وأقبلت الملائكة تأتي وتسلم عليه، ثم أذن لهم فرجعوا إلى مواضعهم، قال سلمان: ثم دخل ع إلى القصر فإذا فيه أشجار وأنهار وأطيار وألوان النبات، فجعل الإمام ع يمشي فيه حتى وصل إلى آخره، فوقف على بركة كانت في البستان، ثم صعد إلى سطحه، فإذا كراسي من الذهب الأحمر، فجلس عليه وأشرفنا منه فإذا بحر أسود يغطمط بأمواجه كالجبال الراسيات، فنظر إليه شزرا فسكن من غليانه حتى كان كالمذيب فقلت: يا سيدي سكن البحر من غليانه لما نظرت إليه، قال : حسبني أني آمر فيه بأمر، أتدري يا سلمان أي بحر هذا؟ فقلت: لا يا سيدي فقال: هذا البحر الذي غرق فيه فرعون وقومه، إن المدينة حملت على معاقل جناح جبرئيل، ثم رمى بها في هذا البحر فهويت لا تبلغ قراره إلى يوم القيامة، فقلت: يا سيدي هل سرنا فرسخين؟ فقال : يا سلمان لقد سرت خمسين ألف فرسخ، ودرت حول الدنيا عشرين مرة، فقلت: يا سيدي وكيف هذا؟ فقال: يا سلمان إذا كان ذو القرنين طاف شرقها وغربها، وبلغ إلى سد يأجوج ومأجوج، فأنى يتعذر علي وأنا أخو سيد المرسلين وأمين رب العالمين وحجته على خلقه أجمعين، يا سلمان أما قرأت قول الله تعالى حيث قال﴿عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول﴾ فقلت: بلى يا سيدي، فقال : يا سلمان أنا المرتضى من الرسول الذي أظهره على غيبه، أنا العالم الرباني، أنا الذي هون الله علي الشدائد وطوى لي البعيد، قال سلمان: فسمعت صائحا يصيح في السماء، نسمع الصوت ولا نرى الشخص، يقول: صدقت صدقت أنت الصادق المصدق، ثم وثب فركب الفرس وركبت معه وصاح به، فتحلق في الهواء، ثم حضرنا بأرض الكوفة، هذا وما مضى من الليل ثلاث ساعات فقال: يا سلمان الويل ثم الويل على من لا يعرفنا حق معرفتنا، وأنكر ولايتنا، يا سلمان أيما أفضل محمد أم سليمان بن داود؟ قلت: بل محمد ص، فقال: يا سلمان فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس في طرفة عين، وعنده علم من الكتاب ، ولا أفعل ذلك وعندي علم مائة ألف كتاب وأربعة وعشرين ألف كتاب أنزل منها على شيث بن آدم خمسين صحيفة، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشرين صحيفة، والتوراة والإنجيل والزبور، فقلت: صدقت يا سيدي، قال الإمام ع: اعلم يا سلمان إن الشاك في أمورنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا وحقوقنا، وقد فرض الله عز وجل ولايتنا في كتابه وبين فيه ما أوجب العمل به وهو غير مكشوف
أخواني الكرام
أريد أن أتوقف هنا للتعقيب على بعض ماجآء في هذه المقاطع من الأحاديث الشريفة
أولا
في قوله عليه السلام وروحي لتراب نعليه الفدى
، وقل لهم أجيبوا عليا ليعرفوا الحق من الباطل والحلال والحرام والصحة والسقم
وكذلك
فما كان إلا هنيهة حتى رأيت العرب كما قال الله تعالى
إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون﴾ فضاق جامع الكوفة وتكاثف الناس تكاثف الجراد على الزرع الغض في أوانه
هاذين المقطعين وما تلاهما من قسم مولانا المقدس أمير المؤمنين روحي لتراب نعليه الفدى :
، أيها الناس من يزعم أنه أمير المؤمنين، والله لا يكون الإمام إماما حتى يحيي الموتى، أو ينزل من السماء مطرا، أو يأتي بما يشاكل ذلك مما يعجز عنه غيره، وفيكم من يعلم أني الآية الباقية، والكلمة التامة والحجة البالغة
نقول هذه المقاطع الثلاثة تشير إلى عظمة المؤامرة
والمصيبة التي نزلت على رؤوس المسلمين حتى ترى هكذا جمعا ً عظيما ً من الناس كما يصفه الحديث الشريف الذين شاهدوا بأم أعينهم هذه المعجزات الباهرات للمولى المقدس أمير المؤمنين عليه السلام ومن ثم يتبعه
قسمه الشريف بالله تعالى وهو الصادق المصدق الأمين
الذي تلا بعده صفاة من تصدى للإمامة ولإمارة المؤمنين
وذلك إلزاما ً للحجة على جميع هذا الحشد الهائل من الناس
ومن بعد أن أراهم الآيات الباهرات , من بعد هذا ترى هذه الحشود التي أقيمت عليها الحجة وبقت حتى عاصرت مولانا المقدس
الإمام الحسن روحي لتراب نعليه الفدى التي خانته كل هذه الجموع حتى أنه لم يجتمع أليه
(( أربعين نفرا ً ))
حتى ينهض بقتال الظلم والفسق والفجور ؟؟
ترى أين ذهبت هذه الجموع وأية ممارسات قمعية جرت على هذه الجموع حتى أرغموها على الأنصياع الى الباطل والظلم والقهر ؟؟
هذا كله وما جرى من قتل وتشريد وسمل للعيون وقطع للأيدي والأرجل وتهجير قسري جماعي لكل من كان يشم منه رائحة التشيع لعلي بن أبي طالب عليه السلام وذريته
هكذا بني الأساس لجمهورية الرعب الأموية الدموية
وما تلاها من أحداث عظيمة كانت هي السبب في طمس معالم
وفضائل علي عليه السلام وذريته الأئمة الطاهرين المطهرين
وإلا كيف تكون مثل هذه الأحداث العظيمة في التاريخ ويشهدها ربما الآلآف من الناس وفي مثل هذه الحالات تسري مثل هذه الأخبار بين الناس مثل النار في الهشيم ومعها المئات من المعاجز والآيات الباهرات ومع ذلك ترى المليارات من البشر
تبقى على ضلالها قابعة في الظلام الدامس الذي لايكاد المرء منهم أن يرى كفه حتى جآئتنا هذه المليارات من البشر
لتفاخرنا بتوافه عمر بن الخطاب وبمنقبته الوحيدة الملفقة
وهي قضية
(( سارية الجبل ))
التي رأينا في بعض مواقعهم هناك من يعيب على علمائهم التبجح بهذه القضية ويعتبرها مثلبة بحق من يتناقلها بعد أن عاب عليهم سرد مثل هذه التفاهات وفند سند الرواية وكذبها
فأين العقول التي رأت بأم عينيها هذه المعاجز الباهرة
ومن ثم ثبت لها باليقين القاطع
مامعنى كلمة
(( إمام – ومامعنى – خليفة الله في أرضه ))
ولكن تبقى الحقيقة واضحة للعيان إلا من أعمى الله تعالى بصره وبصيرته على علم حيث جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم
وما محاججة المأمون لأبيه الرشيد عندما حاججه بما فعل من تكريم وتعظيم لمولانا المقدس
(( موسى بن جعفر الكاظم ))
روحي لتراب نعليه الفدى وما رأى من عظيم فعل الرشيد معه
فأجابه الرشيد
ويحك هذا إمام الحق ---- !!!
فقال المأمون وأنت ؟؟
فأجاب الرشيد :
أنا إمام الغلبة -- !!!
فقال المأمون :
إذن لماذا لاترد الحق إلى أهله ؟؟
قال ويحك لو نافستني أنت على هذا الأمر لأخذت الذي فيه عينيك !!!!
هذه مأساتنا أخوتي الكرام
منذ تلك الأزمنة الغابرة وجمهوريات الرعب وصناعة الموت
والى يومنا هذا هي المتحكمة في قيادة المجتمعات ومن هنا
نرى عظمة خوف هؤلاء المجرمين على مدى التاريخ خوفهم
العظيم من ذكرى
(( الإمام الشهيد الطاهر المقدس ))
الإمام الحسين عليه السلام
روحي لتراب نعليه الفدى
لأن هذا الإمام العظيم أرسى في المجتمعات روح الثورة ضد جمهوريات الرعب والظلم والفساد ولذلك ترى على مر ّ العصور كل الحكومات والطواغيت المتعاقبة على البشرية
كان العامل المشترك بينهم
(( هو محاربة ذكر الحسين عليه السلام ))
لأنه أصبح هو وأبيه علي عليه السلام
رمز البطولة والثورة
ضد الباطل والظلم أينما كان
أخوكم
حسين السعدي
علي ٌ أميري ونعم الأمير