عضو فضي
|
رقم العضوية : 28390
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 2,309
|
بمعدل : 0.40 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
محمد الشرع
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
بتاريخ : 18-10-2010 الساعة : 08:16 PM
عندما تتقدم لبنت , على سنة الله ورسوله , من عائلة محترمة ومتدينة , وانت ترى كل الامل في هكذا زيجة , فتقوى البنت وايمانها , والتزام العائلة ومحافظتها , وانت تسرح في خيال واسع حول تكوين هذه الاسرة المتدينة , اذ ان صلاحها بصلاح ابويها ...
وتأخذك الخيالات بعيدا , حيث تتذكر النساء الصالحات اللاتي انجبن الصالحين ,
تفكر في ام الشيخ الانصاري , التي ما ارضعت ابنها وهي على غير وضوء حتى في ايام الشتاء الشديدة البرد ..
وتتذكر الصالحات اللاتي كن يصلين صلاة الليل , ويجلسن ازواجهن لذلك ...
وهكذا تسرح بهذه الخيالات الروحية ..
وعندما تأتي ساعة الحقيقة والواقع , تفاجأ بقول اهلها , وسؤالهم , وقبل ان يقولون , ما هي اخلاقك ؟ ما هو دينك وتدينك ؟ سنسأل عن سلوكك في مكان سكنك وعملك , وسنسال عن اصدقائك ....
تفاجأ بان السؤال هو ( ماذا تعمل ؟ ماذا تشتغل ؟ كم هو مرتبك الشهري ؟ شنو راح توكل بتنه !!!!)
وتتحطم الخيالات الروحية على صخرة الواقع المرير , وتسكت , وتقول , عجبا اهكذا يفكر المتدينون ؟
الم يقل القران (ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ) ؟
وحتى نسبر اغوار المجتمع المتدين المحافظ , فاننا سنلاحظ اولا , وبكل وضوح , ان هذا التدين سطحي , مجرد عادات , وليست عبادات ... مع ان المقولة الشهيرة (كل شيء بالعادات حتى العبادات)
فلو كان الدين مستقر في قلوبهم , ويؤمنون بالنظرية الدينية الروحية , لم يكن هذا جوابهم ...
مع عدم انكارنا ان الحالة المادية للمتقدم فيها من الاهمية بمكان , ولكن يجب ان لا يكون هو الاصل ...
كان الملا المازندراني تلميذ العلامة المجلسي (صاحب بحار الانوار) , كان فقيرا لا يملك من حطام الدنيا الا ما يسد رمقه وكان طالبا للعلوم الدينية ,
ولما رأى العلامة المجلسي دينه وورعه قال له لماذا لا تتزوج ؟ فقال انا فقير ومن سترضى بي وبفقري ؟
فقال له العلامة المجلسي , اترك علي اختيار البنت ..
فذهب المجلسي لابنته وقال لها , جئتك بزوج ورع عالم تقي ولكنه فقير !! , فقالت يا ابت ليس الفقر بعيب ,
فلما تزوجا , دخل المازندراني في اول ليلة , لم يقترب منها , بل كان يعكف على مسألة يحاول حلها ولكنها مستعصية عليه , فقضى الليلة الاولى كلها بمحاولة حل المسالة , وزوجته تنظر اليه ...
ولما طلع الصباح ذهب الملا المازندراني للدرس , فجاءت زوجته وهي بنت المجلسي واخذة من علوم ابيها , فقرأت المسألة , وكتبت الجواب اسفلها ..
ولما جاء المازندراني وجلس ليلا , قرأ الجواب وعرف ان الله رزقه بزوجة صالحة تقية عالمة , فسجد لله شكرا , وقضى الليل كله بالعبادة ...
في اليوم التالي جاء العلامة المجلسي وقال للمازندراني , ان لم تكن لك رغبة بالبنت , فسابحث لك عن غيرها !!
فقال له الملا , كلا , بل انني عشت اول ليلة بفك طلاسم مسألة محيرة , كانت مهمة في البحث , وقضيت الليلة الثانية شكرا لله بان رزقني امرأة صالحة عالمة كبنتكم ...
هذه القصة ترشدنا الى الكثير الكثير ممن خفي على العوائل المتدينة هذه الايام ...
|