|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 30475
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 75
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الغموض
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 01-03-2009 الساعة : 04:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أخي الفاضل والحبيب ... أكرمنا الله وإياك بالهداية
اقتباس :
|
أنا أتكلم عن شيءو أنت تتكلم عن شيء
|
أنت طرحت شبهة ومن الواجب علي تفنيدها بما أعلم .
وما تحدثت عنه أنت وحاولت إلصاق بأن عمر رضي الله عنه لم يتبع كلام الرسول هو في ماحصل في بيت الرسول ومايسمى برزية الخميس وأود أن أفند هذه الشبهة للأنتقال إلى شبهة أخرى وأترك للقارئ الحكم ....
أعتقد يا أخي الكريم أنك لم تنتبه لكلامي لأستعجالك (الله يعنيك ) على مشاغل الدنيا
أستكمل مع القارئ الكريم هذه الشبهة
روى البخارى ومسلم وغيرهما من حديث ابن عباس رضى الله عنهما قال : "لما حضر رسول الله ، وفى البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، فقال النبى : "هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده" فقال عمر : إن رسول الله قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول : ما قال عمر. فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله ، قال عليه الصلاة والسلام : قوموا، وكان ابن عباس يقول : إنا الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، من اختلافهم ولغطهم"
هذا الحديث طعنتم فيه يا سيدي الكريم ، بما جاء فى بعض رواياته من قول بعض الحاضرين "أهجر" وزعمتوا هذه اللفظة إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وأنه بقوله "أهجر" ورفعه شعار "حسبنا كتاب الله" تجاوز حد الأدب مع رسول الله ، وطعن فى شخصه الكريم، واتهامه بالتخريف والهذيان، كما زعموا أن تبرير الفقهاء لموقف عمر تشويه لرسول الله ، وحط من قدره وشخصه، ومكانته العالية، ومساس بعصمته ورسالته .
يقول : أحمد حسين يعقوب: أول من اتهم رسول الله بالهجر، ورفع بوجهه شعار "حسبنا كتاب الله" هو عمر بن الخطاب، حيث حضر هو وثلة من حزبه ليطمئنوا على الوضع الصحى لرسول الله، ومن المؤكد أن شخصاً ما أخبر عمر بأن الرسول سوف يكتب وصية تلك الليلة، فأحضر عمر عدداً كبيراً من حزبه ليحول بين الرسول، وبين كتابة وصيته كما أقر عمر بذلك. وما أن قال الرسول : "قربوا كتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً" حتى تصدى له عمر بن الخطاب، فقال فوراً دون أن يسأل عن مضمون الكتاب : "حسبنا كتاب الله، إن رسول الله قد هجر" وبدون تروى صاح الحاضرون من حزب عمر فقالوا : القول ما قاله عمر!! إن رسول الله يهجر، واستغرب الحاضرون من غير حزب عمر، وصعقوا من هول ما سمعوا، فقال عفوياً : قربوا يكتب لكم رسول الله، وكان الحاضرون من حزب عمر يشكلون الأكثرية، لأنهم أعدوا للأمر عدته فصاح عمر وأعوانه : "حسبنا كتاب الله إن الرسول يهجر" واختلف الفريقان وتنازعوا، وصدم عمر وحزبه خاطر النبى، فقال النبى للجميع : "قوموا عنى، ولا ينبغى عندى التنازع، وما أنا فيه خير مما تدعونى إليه" ولقد أصاب ابن عباس عندما سمى ذلك اليوم بيوم الرزية!!!"
ويجاب عن الشبهات السابقة بما يلى :
أولاً : نسبة القول بـ "أَهَجَر" إلى الفاروق عمر بن الخطاب ، لا دليل عليه ، إذ جميع روايات هذا الحديث تنفى هذه الكلمة إلى عمر رضى الله عنه. وإنما الذى جاء على لسان عمر فى جميع الروايات : قال ابن عباس : "فقال عمر : إن رسول الله قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله .
أما لفظ "أَهَجَر" فجاءت جميع الروايات بنسبتها إلى بعض الحاضرين فى بيت رسول الله دون تحديد لأشخاصهم، قال ابن عباس : "فقالوا ما شأنه؟ أهجر! استفهموه
فأين إذن ماتزعمون من نسبة هذه الكلمة إلى سيدنا عمر رضى الله عنه؟
ثانياً : ليس فى كلمة "أهجر" ما يعارض عصمة رسول الله فى عقله ، وفى الوحى وتبليغ الرسالة ، حال صحته ، وحال مرضه يبين ذلك ضبط الكلمة المبين حقيقة المراد منها وهو سلب الهجر لا إثباته ، وحاصل هذا الضبط فيما يلى :
أ- إثبات همزة الاستفهام ، وبفتحات عليها ، "أَهَجَرَ" على أنه فعل ماض ، والكلمة فى هذه الحالة ، على سبيل الاستفهام الإنكارى على من توقف فى امتثال أمره ، بإحضار الكتف والدواة. فكأن قائلها قال : كيف تتوقف فى امتثال أمره ، أتظن أنه كغيره يقول الهذيان فى مرضه ، امتثل أمره ، وأحضره ما طلب فإنه لا يقول إلا الحق .
وهذا الضبط والمراد به ، هو أحسن الأجوبة ، وأرجحها عند الحافظ ابن حجر، والقرطبى فى توجيه هذه الكلمة وهو ما أرجحه أيضاً .
ب- وضبطها بعضهم : "أهُجْراً" بضم الهاء ، وسكون الجيم ، والتنوين والكلمة فى هذه الحالة راجعة إلى المختلفين عند رسول الله وقائلها خاطبهم بها ، والمراد : جئتم باختلافكم عند رسول الله ، وبين يديه هجراً ومنكراً من القول .
وهذا الضبط الثانى والمراد به ، تثبته الروايات ، وما جاء فيها من كثرة لغطهم ولغوهم
ثالثاً : اتفق العلماء على أنه لا يصح أن تكون هذه الكلمة "أهجر" إخباراً، لأن الهجر بالضم ، ثم السكون ، من الفحش أو الهذيان ، والمراد به هنا : ما يقع من كلام المريض الذى لا ينتظم ، ولا يعتد به لعدم فائدته ، ووقوع ذلك من النبى مستحيل فى حقه، لأنه معصوم فى صحته ومرضه، لقوله تعالى :وما ينطق عن الهوى ولقوله : " فوالذى نفسى بيده ما يخرج منه (أى من فمه الشريف فى حال غضبه، ورضاه، وكذا صحته ومرضه) إلا حق"
وعلى هذا لا يصح ظاهر رواية من روى فى الحديث "هجر" أو "يهجر" وهى محمولة عند أهل العلم على وجهين :
الوجه الأول : حذف ألف الاستفهام، والتقدير أهجر؟
ويؤيد صحة هذا الحمل، أنه لو احتمل من بعض الصحابة أنه قال تلك الكلمة ، إخباراً عن حال رسول الله ، أو عن شك عرض له فى عصمة رسول الله حال مرضه ، لوجد من ينكره عليه من كبار الصحابة، بل من رسول الله نفسه رداً عن عصمته، ولو ثبت الإنكار من الصحابة أو الرسول، لنقل إلينا، ولا نقل! وهو ما يؤكد صحة هذا المحمل
الوجه الثانى : فى المراد بظاهر رواية "هجر" و"يهجر" هو حملها على ما جاء فى الرواية الثانية من قول الفاروق عمر : "إن رسول الله قد غلبه الوجع" ويكون قائل "هجر" أو "يهجر" لم يضبط لفظه ، وأجرى الهجر، مجرى شدة الوجع ، لأنه ينشأ منه، لا أنه اعتقد أنه يجوز عليه الهجر، وإلا وجد من ينكر عليه كما سبق
هذا وقيل غير ذلك من الأقوال فى توجيه كلمة "هجر" و"يهجر" فاقتصرت على ما سبق لكونه أرجح عندى من غيره
وعلى ما سبق فليس فى قول القائل "أَهَجَر" أياً كان قائلها ، كما أنه ليس فى قول عمر رضى الله عنه : "إن رسول الله قد غلبه الوجع" ما يتعارض مع عصمة رسول الله ، ولا ما يشوه شخصيته، ويحط من قدره كما يزعم الرافضة! لأن قائل "أهجر" أو "أهجراً" كان القول منه سلباً للهجر لا إثباته، وإنكاراً منه على من توقف فى امتثال أمره ، وإنكاراً أيضاً على المختلفين بين يديه ، وما أحدثوه بحضرته من لغط ولغو. ولو حملت الكلمة من قائلها، على الإخبار بحاله عليه الصلاة والسلام لوجد من ينكر على قائلها، وعلى رأسهم رسول الله ينكر ذلك، ولنقل إلينا، ولا نقل! مما يؤكد أن قائل "أهجر" قصد بها سلب الهجر عن رسول الله ، لا إثباته كما يزعم الرافضة!
رابعاً : اتفق قول العلماء – سوى الرافضة – على أن قول عمر "إن رسول الله، قد غلبه الوجع، عندكم القرآن، حسبنا كتاب الله" رد على من نازعه، لا على أمر النبى
كما أن العلماء عدو قوله : من قوة فقهه، ودقيق نظره، ومن موافقاته للوحى، قصد منه التخفيف عن رسول الله ، حين رآه قد غلب عليه الوجع، وشدة الكرب، وقامت عنده قرينه بأن الذى أراد كتابته، ليس مما لا يستغنون عنه، إذ لو كان من هذا القبيل، لم يتركه عليه الصلاة والسلام، لأجل اختلافهم ولغطهم، لقوله تعالى : يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس
كما لم يترك تبليغ غيره بمخالفة من خالفه، ومعاداة من عاداه، وفى تركه عليه الصلاة والسلام، الإنكار على عمر إشارة إلى تصويبه رأيه
قلت : وهذا عندى من أقوى ما يتمسك به فى الرد على الرافضة ومن قال بقولهم، لأن ترك رسول الله الإنكار على عمر، هو إقرار منه بتصويب رأيه ، ويأخذ هذا الإقرار حكم المرفوع المسند
ويؤيد صحة ما سبق، من صحة رأى عمر، وأن أمره بالكتابة لم يكن على سبيل الوجوب، ما جاء فى نفس الحديث من وصيته عليه الصلاة والسلام بثلاث قال : "اخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت عن الثالثة أو قال الراوى : فنسيتها"
فهذا يدل على أن الذى أراد أن يكتبه ، لم يكن أمراً متحتماً، لأنه لو كان مما أمر بتبليغه، لم يكن يتركه لوقوع اختلافهم، ولعاقب الله عز وجل، من حال بينه وبين تبليغه، ولبلغه لهم لفظاً، كما أوصاهم بإخراج المشركين وغير ذلك
وقد عاش عليه الصلاة والسلام بعد هذه المقالة أياماً، وحفظوا عنه أشياء لفظاً، فيحتمل أن مجموعها ما أراد أن يكتبه ويبعد مع كل هذا أن يكون أمره بالكتابة على الوجوب ويتركه!
كما يبعد كل البعد، بدليل ما سبق، ما يزعمه الرافضة من الوصية لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه، بالخلافة من بعده عليه الصلاة والسلام، وزعمهم أن عمر رضى الله عنه، حال بين رسول الله، وبين كتابة تلك الوصية
قال الإمام المازرى: "وإنما جاز للصاحبة الاختلاف فى هذا الكتاب، مع صريح أمره لهم بذلك، لأن الأوامر قد يقارنها ما ينقلها من الوجوب، فكأنه ظهرت منه عليه الصلاة والسلام قرينة دلت على أن الأمر ليس على التحتم، بل على الاختيار، فاختلف اجتهادهم، وصمم عمر رضى الله عنه، على الامتناع، لما قام عنده من القرائن، بأنه قال ذلك من غير قصد جازم، وعزمه على الكتابة كان إما بالوحى، وإما بالاجتهاد، وكذلك تركه الكتابة إن كان بالوحى فبالوحى، وإلا فبالاجتهاد أيضاً، وفيه حجة لمن قال بالرجوع إلى الاجتهاد فى الشرعيات" وهو ما ينكره الرافضة على صحابة رسول الله
قلت : وفى كلا الحالتين العزم على الكتابة وتركها، سواء كان بالوحى، أو بالاجتهاد، فيه إقرار من رسول الله لرأى عمر رضى الله عنه، فيأخذ حكم المرفوع المسند، وهو دليل على صحة موقف الصحابة رضى الله عنهم من اختلافهم فى الكتاب، مع صريح أمره
قال الإمام القرطبى : "واختلاف الصحابة رضى الله عنهم، فى هذا الكتاب كاختلافهم فى قوله : "لا يصلين أحد العصر إلا فى بنى قريظة" فتخوف ناس فوات الوقت فصلوا، وتمسك آخرون بظاهر الأمر فلم يصلوا، فما عنف أحد منهم، من أجل الاجتهاد المسوغ، والمقصد الصالح"
وعلى ما سبق من اختلاف الصحابة رضى الله عنهم، فى فهم أمره ، ثم إقراره لهذا الاختلاف فى فهمهم لأمره، يرد على زعم الرافضة، ومن قال بقولهم، فى أن اختلاف الصحابة، فى أمر رسول الله بالكتابة، سوء أدب منهم، مع رسول الله
لأنهم رضوان الله عليهم أجمعين، كانوا يراجعونه فى بعض الأمور قبل أن يجزم فيها بتحتيم، كما راجعوه يوم الحديبية، فى كتاب الصلح بينه وبين قريش. فأما إذا أمر عليه الصلاة والسلام بالشئ أمر عزيمة، ولا قرينة تصرفه عن ذلك، فلا يراجع فيه أحد منهم
خامساً : زعم الرافضة أن فى قول عمر : "حسبنا كتاب الله" دعوى منه للاكتفاء به عن بيان السنة، زعم لا دليل عليه، لأن سيدنا عمر رضى الله عنه لم يرد بقوله هذا، الاكتفاء به عن بيان السنة المطهرة، بل قال ما قاله لما قام عنده من القرينة، على أن الذى أراد كتابته مما يستغنى عنه، بما فى كتاب الله عز وجل، لقوله تعالى : ما فرطنا فى الكتاب من شئ حيث لا تقع واقعة إلى يوم القيامة، إلا وفى الكتاب، أو السنة بيانها نصاً أو دلالة
وفى تكلف النبى فى مرضه من شدة وجعه، كتابة ذلك مشقة ومن هنا رأى عمر، الاقتصار على ما سبق بيانه إياه نصاً أو دلالة تخفيفاً عليه ، ولئلا ينسد باب الاجتهاد على أهل العلم والاستنباط، وإلحاق الفروع بالأصول، وقد كان سبق قوله : "إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ، فله أجر"
وهذا دليل على أنه وكل بعض الأحكام إلى اجتهاد العلماء، وجعل لهم الأجر على الاجتهاد، فرأى عمر رضى الله عنه الصواب تركهم على هذه الجملة، لما فيه من فضيلة العلماء بالاجتهاد ، مع التخفيف عن رسول الله ، وفى تركه عليه الصلاة والسلام الإنكار على عمر، دليل على استصوابه رضى الله عنه رغم أنف من أبى .
ولا يعارض ذلك قول ابن عباس رضى الله عنهما : إن الرزية كل الرزية … الخ لأن عمر كان أفقه منه قطعاً، هذا مع اعترافنا بأنه حبر الأمة، وترجمان القرآن، وأعلم الناس بتفسير كتاب الله وتأويله، ولكنه أسف على ما فاته من البيان بالتنصيص عليه، لكونه أولى من الاستنباط، لاسيما وقد بقى ابن عباس حتى شاهد الفتن. أهـ
وبعــد :
فقد استبان لك أيها الناظر بما سبق؛ عصمة رسول الله ، فى بدنه من الصرع وفى عقله وقلبه من الكفر والشرك والضلال والغفلة والشك، والفحش، ومن تسلط الشيطان عليه واستحالة ذلك ونحوه عليه شرعاً وإجماعاً، ونظراً وبرهاناً وعصمته فيما سبق قبل النبوة وبعدها، وفى كل حالاته من رضى وغضب، وجد ومزح
والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم
يتبع إنشاء الله ،،،
|
|
|
|
|