|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 12907
|
الإنتساب : Nov 2007
|
المشاركات : 415
|
بمعدل : 0.07 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عاشق البقيع
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 13-09-2012 الساعة : 08:46 PM
ونقل أيضاً عن حلية الاولياء لابي نعيم :
« إنّ جعفراً الصّادق حدّث عنه من الائمّة والاعلام : مالكُ بن أنس ، وشعبةُ بنُ الحجّاج ، وسـفيانُ الثوري ، وابنُ جريج ، وعبد الله بن عمرو ، وروحُ بن القاسم ، وسـفيانُ بن عيينة ، وسليمانُ بن بلال ، وإسماعيلُ بن جعفر ، وحاتمُ بن إسماعيل ، وعبد العزيزُ بن المختار، ووهبُ بن خالد، وإبراهيمُ بن طحّان في آخرين، قال: وأخرج عنه مسلم في صحيحه محتجّاً بحديثه، وقال غيره: وروى عنه مالك والشافعي والحسن ابن صالح وأيّوب السختياني وعمرو بن دينار وأحمد بن حنبل. وقال مالك بن أنس: ما رأتْ عينٌ ، ولا سمعتْ اُذنٌ ، ولا خطرَ على قلبِ بشر أفضلَ من جعفر الصّادق فضلاً وعلماً وعبادةً وورعاً » .
ووصفه المؤرِّخ المشهور اليعقوبي فقال :
« وكان أفضلَ الناس وأعلمَهُم بدينِ الله ، وكان أهلُ العلم الّذين سمعوا منه إذا رووا عنه ، قالوا أخبرنا العالِم » .
وتحدّث الاُستاذ محمّد فريد وجدّي صاحب دائرة معارف القرن العشرين عنه فقال :
«أبو عبد الله جعفر بن محمّد الصّادق بن محمّد الباقر بن زين العابدين بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب هو أحد الائمّة الاثني عشر على مذهب الامامية ، كان من سادات أهل البيت النبوي ، لُقِّب بالصادق لصدقه في كلامه ، كان من أفاضل الناس ، وله مقالات في صناعة الكيمياء » .
ثمّ أضاف قائلاً :
« وكان تلميذه أبو موسى جابر بن حيّان الصّوفي الطّرسوسي قد ألّف كتاباً يشتمل على ألف ورقة تتضمّن رسائل جعفر الصّادق ، وهي خمسمائة رسالة » .
وتحدّث أبو الفتح الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل) عن الامام الصّادق (عليه السلام) فقال :
« وهو ذو علم غزير في الدِّين ، وأدب كامل في الحكمة ، وزهد بالغ في الدنيا ، وورع تام عن الشهوات » .
وقال :
« وقد أقام بالمدينة يُفيدُ الشّيعةَ المنتمين إليه ، ويُفيضُ على الموالين له أسرارَ العلوم ، ثمّ دخل العراق وأقام بها مدّة ، ما تعرّض للامامة ـ أي للسّلطة ـ قطّ ، ولا نازع أحداً في الخلافة قطّ . ومَنْ غرق في بحر المعرفة لم يطمعْ في شَطٍّ ، ومَنْ تعلّى ذروةَ الحقيقة لم يَخَفْ مِنْ حَطٍّ » .
ونقل الامين العاملي عن الحسن بن زياد انّه قال : «سمعت أبا حنيفة وقد سُئِلَ عن أفقه مَنْ رأيتَ ، قال : جعفر بن محمّد» .
وعن ابن أبي ليلى قوله :
« ما كنتُ تارِكاً قولاً قلتُهُ أو قضاءً قضيتُهُ لقول أحد ، إلاّ رجلاً واحداً هو جعفر بن محمّد » .
وهذا مالك بن أنس إمام المالكية يقول في جعفر بن محمّد الصّادق :
« كنتُ أرى جعفر بن محمّد وكان كثير الدعابة والتبسّم ، فإذا ذكر عنده النبيّ اخضرّ واصفرّ ، ولقد اختلفتُ إليه زماناً فما كنتُ أراه إلاّ على ثلاث خصال : إمّا مصلِّياً، وإمّا قائماً، وإمّا يقرأ القرآن، وما رأيتُهُ يُحدِّث عن رسول الله إلاّ على الطّهارة، ولا يتكلّم فيما لا يعنيه »
.وهذا إمام خراسان يقول في الامام جعفر الصّادق (عليه السلام) :
أنت يا جعفر فوق الـ *** ـمدح والمدح عناء
إنّما الاشرافُ أرضٌ *** ولهم أنتَ سماء
جازَ حدُّ المدحِ مَن قد *** وَلَدَتْــهُ الانبيــاء
وتحدّث الاُستاذ محمّد أبو زهرة شيخ الازهر عن الامام الصّادق في مقدّمة كتابه (الامام الصّادق) فقال :
« أمّا بعد ، فإنّنا قد اعتزمنا بعون الله وتوفيقه أن نكتب عن الامام جعفر الصّادق، وقد كتبنا عن سبعة من الائمّة الكرام ، وما أخّرنا الكتابة عنه لأنّه دون أحدهم ، بل أنّ له فضلَ السّبعة على أكثرهم ، وله على الاكابر منهم فضلٌ خاص فقد كان أبو حنيفة يروي عنه ، ويراه أعلم الناس باختلاف الناس ، وأوسع الفقهاء إحاطة ، وكان الامام مالك يختلف إليه دارساً راوياً، وكان له فضل الاُستاذيّة على أبي حنيفة ومالك، فحسبه ذلك فضلاً ، ولا يمكن أن يؤخّر عن نقص ، ولا يقدّم غيره عليه عن فضل ، وهو فوق هذا حفيد عليّ زين العابدين (عليه السلام) الّذي كان سيِّد أهل المدينة في عصره فضلاً وشرفاً وديناً وعلماً ، وقد تتلمذ له ابن شهاب الزهري ، وكثيرون من التابعين وهو ابن محمّد الباقر الذي بقر العلم ووصل إلى لبابه ، فهو ممّن جمع الله تعالى له الشرف الذاتي والشرف الاضافي ، بكريم النّسب ، والقرابة الهاشمية والعترة المحمّدية» .
هذا ما اتّسع له الموضوع من عرض وتعريف بمقام إمام المسلمين ، واُستاذ الفقهاء والمحدّثين ، وسليل النبوّة جعفر بن محمّد الصّادق (عليه السلام) .
مدرسة الامام الصّادق (عليه السلام) :
نشأت في عهد الامام الصّادق (عليه السلام) فرقٌ ومذاهب فقهية واعتقادية كثيرة ، كان موقفه (عليه السلام) منها هو التسديد والحوار العلمي والنقد الشرعي النزيه .
والّذي يُتابع منهج الامام ومهمّته العلمية ، يكتشف أنّ الامام كان يستهدف بعمله ومدرسته الأهداف الآتية :
أوّلاً : حماية العقيدة من التيّارات العقائدية والفلسفية الالحادية والمقولات الضّالّة الّتي انتشرت في عصره ، كالزندقة والغلوّ،والتأويلات الاعتقادية الّتي لا تنسـجم وعقيدة التوحيد، والّتي نشأت كتيّار كوّنته الفرق الكلامية والمدارس الفلسفية الشاذّة، لذا انصبّت جهود الامام (عليه السلام) على الحفاظ على أصالة عقيدة التوحيد ونقاء مفهومها ، وإيضاح جزئياتها وتفسير مضامينها ، وتصحيح الافكار والمعتقدات في ضوئها .
وقد درّب تلامـذته أمثال هشام بن الحكم على علم الكلام والجدل والمناظرة والفلسفة، ليقوموا بالدفاع عن عقيدة التوحيد وحمايتها من المعتقدات الضالّة، كمعتقد الجَبْر والتفويض والتجسيم والغلوّ وأمثالها من الآراء والمعتقدات الشاذّة عن عقيدة التوحيد .
ومَن يقرأ آثارَ الامام ومناظراتِهِ وتوجيهاتِهِ وحوارَهُ يستطيع أن يكتشف هذه الحقيقة واضحة جلية، ويستطيع أن يدرك معنى التوحيد ، ويفهم أصالته ونقاءه ، وقد جاهد الامام الصّادق (عليه السلام) وناضل من أجل الدفاع عن عقيدة التوحيـد ضدّ الملاحدة والزنادقة ، كالديصاني وابن أبي العوجاء وأمثالهما ، كما جاهدَ الغُلاةَ الّذين حاولوا أن يتستّروا تحت اسم أهل البيت (عليهم السلام) ويخلعوا عليهم صفات الربوبية والاُلوهية.وقد برئ الامام (عليه السلام) من هؤلاء الخارجين على عقيدة التوحيد ، كما برئ آباؤه منهم من قبل؛ فقد حدّثنا التاريخ والرواة عن هذه الآراء الضالّة ، وعن موقف الامام الصّادق (عليه السلام) منهم ما يزيدنا وضوحاً ومعرفة بتلك المقـالات الضالّة وببراءة أهل البيت (عليهم السلام) منهم :
عن سدير ، قال :
« قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إنّ قوماً يزعمون أنّكم آلهة ، يتلون بذلك علينا قرآناً : (وَهُوَ ا لَّذِي فِي السَّمَاءَ إِلهَ وَفِي الاْرْضِ إِله ) فقال (عليه السلام) : (يا سدير! سمعي وبصري وبَشَري ولحمي ودمي وشعري مِنْ هؤلاء بُراء ، وبرئٌ الله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي، واللهِ لا يجمعني اللهُ وإيّاهم يوم القيامة إلاّ وهو ساخط عليهم) » .
والجدير بالذكر هنا أن فرقاً كثيرةً حاولت أن تستغل اسم أهل البيت (عليهم السلام) وتتستّر على عقائدها المنحرفة الخارجة على عقيدة الاسلام الّتي حمل أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم وتلامذتهم لواءها ودافعوا عن أصالتها ونقائها .
وبحمد الله فقد انقرضت هذه الفرق الضّالّة ، ويمثِّلُ نهجَ آل البيت (عليهم السلام) في الوقت الحاضر أتباعُهُم السّائرون على نهجِهم ، والمُلتَزِمون بعقيدة الحق ـ عقيدة التوحيد الخالص من كلِّ شائبة أو زيغ ـ كما بلّغها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وثبّتها الوحيُ الامين .
ثانياً : نشر الاسلام : أمّا الهدف الثاني لمدرسة الامام جعفر بن محمّد الصّادق (عليه السلام) وجهوده العلمية فهو نشر الاسلام ، وتوسيع دائرة الفقه والتشريع ، وتثبيت معالمها ، وحفظ أصالتها، إذ لم يُرْوَ عن أحد من الحديث ولم يُؤخذ عن إمام من الفقه والاحكام ما اُخِذَ عن الامام جعفر بن محمّد الصّادق (عليه السلام) .
ولذا اعتبرت أحاديثه ، وفتاواه ، وما اُخذ عنه ، أساساً وقاعدة لاستنباط الفقه والاحكام لدى العلماء والفقهاء، والسائرين على نهجه ، والملتزمين بمدرسته ، والمنتسبين إلى مذهبه الّذي سُمِّي باسمه (المذهب الجعفري) .
|
|
|
|
|