لا حبيبي الغالي البريدي !! ما اخليك تنتظر الجواب ايبه الك بسرعه مو مثلك
ها ها ها
تفضل
هذا الحديث ضعيف السند كما بينه فطاحل العلم وكذبه متنه
وما ادري ليش متمسكين فيه بشكل جنوني ؟
مع العلم ان الرسول بشر غيرهم بذلك مثلا آل ياسر والحسين الحسن وأباذر والقرأن الكريم يبشر من أمن وعمل صالحا ثم اهتدى بالجنه.
طيب أولا ممكن توضحي لي هل من الممكن أن يكون عبد الرحمن بن عوف أحد رواة هذا الحديث معتقدا بصحته ؟
مع العلم كان سيف عبد الرحمن بن عوف يسل سيفه على علي بن أبي طالب عليه السلم يوم الشورى الستة التى أسنها عمر بن الخطاب قائلا له :
بايع وإلا تقتل ويقول علي عليه السلام بعدما قامت الثورة على عثمان أذا شئت فخذ سيفك وأخذ سيفي إنه قد خالف ما أعطاني .!!
بالأضافة كيف يكون أبي بكر و عمر بالجنه وهما اللذان ماتت الصديقة وهي واجدة عليهما ولم تبيايع ابي بكر مع العلم البخاري يروي ( من مات وليس بعنقه بيعه مات ميتة جاهلية ؟
هل فاطمة الزهراء ماتت موته جاهلية و العياذ بالله !!
راجع الحديث في صحيح مسلم كتاب الامارة باب وجوب ملازمة الجماعه المسلمين الجزء 4 صفحة 517 طبعة دار الشعب وموجود بمسند أحمد الجزء 3 / 446 ، وصحيح البخاري 9/ 145 كتاب الفتن باب سترون بعدي امورا تنكورنها . وغيرها من المصادر التى لا يسعني ايرادها لضيق الوقت .
مع العلم ان فاطمة الزهراء سلام الله عليها قالت إني أشهد الله و ملائكته أنكما اسخطتماني وما ارضيتماني ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه ؟
وهل أبا بكر هذا هو الذي اوصت فاطمة سلام الله عليها أن لا يصلي عليها وأن لا يحضر جنازتها ؟
طيب وتعلمون ان من لم يحكم بما انزل الله تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )،
( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ) ،
(ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) .
وأيضا ابي بكر لم يشهد له الله بالجنه كما رواه ابن مالك في الموطأ الامام مالك جـ1 ص307 :
أن رسول الله صلى الله عليه و أله قال لشهداء أحد هؤلاء أشهد عليهم ، فقال أبو بكر الصديق ، ألسنا يا رسول الله إخوانهم أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا فقال رسول الله صلى الله عليه و أله بلى ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي ! فبكى أبو بكر ثم بكى ثم قال إننا لكائنون بعدك ؟ .
ولا تنسى أن أبي بكر تاسف على ثلاث في مرض موته و الثلاثه هو كشفه بيت فاطمة الزهراء عليها السلام :
( أما إني لا اسى على شيء في الدنيا إلا على ثلاث فعلتها وددت أني لم أفعلها والثلاثه التى فعلتها : فوددت أني لم أكشف عن بيت فاطمة وتركته ولو أغلق على حرب..... )
وهو موجود في أكثر من مصدر ومنها تاريخ الطبري جـ3 ص 430 و مروج الذهب للمسعودي جـ2 ص 301. وهناك أكثر من وايضا ابي بكر يقول ايضا أنه يتمنى أن يكون بعره ... (ابي بكر ينظر الى طائر على شجرة : طوبي لك يا طائر تأكل الثمر وتقع على شجرة وما حساب ولا عقاب عليك ، لوددت أني شجره على جانب الطريق مر علي جمل فأكلني واخرجني في بعره ولم أكن بشر ... تاريخ الطبري ص 41 و الرياض النضرة جـ1 ص 134 كنز العمال ص 361 منهاج السنه جـ3 ص 120.
وبلفظ اخر في نفس المصادر ( ليت أمي لم تلدني ، ليتني كنت تبنه في لبنه ).
والقرأن شنو يقول بسم الله الرحمن الرحيم
( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، الذين أمنوا و كانوا يتقون ، لهم البشرى في الحياة الدنيا و في الأخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم )
صدق الله العلي العظيم .
وهناك أية أخرة انظر ماذا تقول : ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ )
صدق الله العلي العظيم
كيف اذا كان ابو بكر يتمنى بأن لا يكون من البشر الذى كرمه الله سبحانه وتعالى على سائر المخلوقاته اذا كان المؤمن العادي الذي يستقيم في حياته تتنزل عليه الملائكه وتبشره بمقامه في الجنه فلا يخاف من عذاب الله فما بالنا اذا كانا من عظماء الصحابة ! الذين هم خيرة الخلق بعد رسول الله كما تقولون الا يتمنى ان يكون بعرة وتبنه وغيره !
هل شاهدت يا البريدي كيف ان هذا الحديث منسف من اوله و راويه عبد الرحمن بن عوف و الذي تعرف ما فعل و كيف كان الى ابا بكر و عمر و فاطمة الزهراء سلام الله عليها كيف ماتت و هي كارهتهم و واجده منهم
وقد روى القوم حديث العشرة المبشرين بالجنة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح وليس فيهم أحد من أنصار الإمام من صحابة الرسول ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) وقد وضع القوم عليا وسطهم من باب دعم موقفهم لا أكثر وحتى لا تكون المسألة فجة ومفضوحة تماما كما وضعوه في مؤخرة الخلفاء الأربعة . وقد اتفق أهل السنة على تعظيم هؤلاء العشرة وتقديمهم ( 16 ) .
ومن الواضح أن التسعة المذكورين مع الإمام هم من خصومه وليس بينهم أحد كان من أنصاره يوما . . وهذا الحديث المثير للشك لم يروه البخاري أو مسلم إنما رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة فمن ثم فإن حال كحال الحديثين السابقين : حديث
الفرقة الناجية وحديث كتاب الله وسنتي وسوف نعرض لنص حديث العشرة لنرى مدى تخبط القوم حتى في تحديد أصحاب الجنة من بين العناصر التي ضخموها . .
يروي أبو داود عن سعيد بن زيد قال : أشهد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أني سمعته يقول : عشرة في الجنة : النبي في الجنة . وأبو بكر في الجنة . وطلحة في الجنة . وعمر في الجنة . وعثمان في الجنة . وسعد بن مالك في الجنة . وعبد الرحمن بن عوف في الجنة . ولو شئت لسميت العاشر . قال : فقالوا : من هو ؟ قال : سعيد بن زيد . . ( 17 ) . .
* هامش *
( 16 ) - أنظر أبو داود حديث رقم ( 4649 و 4650 ) وانظر العقيدة الطحاوية .
( 17 ) - أنظر الترمذي ( ج 4 / 334 ) . . وأبو داود .
وروى الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف : أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : أبو بكر في الجنة . وعمر في الجنة . وعلي في الجنة . وعثمان في الجنة . وطلحة في الجنة . والزبير بن العوام في الجنة . وعبد الرحمن بن عوف في الجنة . وسعد بن زيد في الجنة . وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ( 18 ) . .
إن أول ما يدفع للشك في هذه الروايات ويدفع لليقين أنها إنما اخترعت لتضخيم خصوم الإمام وآل البيت الحقائق التالية :
- إن القوم يتخبطون في تحديد من هم العشرة فتارة يدخلون سعد بن أبي وقاص وتارة يضعون مكانه سعد بن مالك . .
- إن الرواية الأولى لم تذكر الإمام عليا ولا ابن الجراح وبهذا يكون المبشرون بالجنة سبعة فقط بعد إخراج الرسول من هذه
الحسبة بالطبع . .
- إن وضعهم النبي من ضمن المبشرين بالجنة أمر يؤكد الوضع والاختلاق . .
- إن سيرة هؤلاء العشرة - إن كانوا عشرة - لا توجب لهم هذا الفضل . .
- أن راوي الحديث هو أحد المبشرين بالجنة وهو هكذا يبشر نفسه . .
- أن البخاري ومسلم لم يذكرا شيئا في باب الفضائل والمناقب عن سعد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف . .
- أن العشرة الذين اتفق أهل السنة على تعظيمهم وتكريمهم ليس فيهم سعد بن مالك . .
- أن الرواية الثانية ذكرت تسعة فقط واستثنت سعد بن أبي وقاص . .
ومما يدل على هذا التخبط والاختلاق وأن الأمر تفوح منه رائحة السياسة رواية البخاري التي تحدد أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بشر ثلاثة بالجنة هم أبو بكر وعمر وعثمان . .
تقول الرواية : إن أبا موسى الأشعري قال : لأكونن بواب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اليوم فجاء أبو بكر فدفع الباب . . فقلت : من هذا ؟ . . فقال : أبو بكر . .
* هامش *
( 18 ) - أنظر المرجعين السابقين .
فقلت : على رسلك . ثم ذهبت فقلت يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن . . فقال : أئذن له وبشره بالجنة . . فأقبلت حتى قلت لأبي بكر : أدخل ورسول الله يبشرك بالجنة . . ثم رجعت فإذا إنسان يحرك الباب فقلت من هذا ؟ فقال : عمر بن الخطاب
. . فقلت على رسلك . ثم جئت إلى رسول الله فسلمت عليه فقلت هذا عمر بن الخطاب يستأذن . . فقال : أئذن له وبشره بالجنة . . فجئت فقلت أدخل وبشرك رسول الله بالجنة . . ثم رجعت فجلست فقلت : إن يرد الله بفلان خيرا يأت به . فجاء
إنسان يحرك الباب . . فقلت : من هذا ؟ . . فقال : عثمان بن عفان . . فقلت : على رسلك . فجئت رسول الله فأخبرته . . فقال : أئذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه . . فجئته فقلت له : أدخل وبشرك رسول الله بالجنة على بلوى تصيبك ( 19 )
ومثل هذه الرواية إنما تؤكد أن عليا ليس من المبشرين بالجنة وأن وضعه ضمن العشرة من باب الخطأ . . إن إقدام القوم على إهانة الإمام علي إلى هذا الحد والعمل على التقليل من شأنه لا يشكل أدنى حرج عند القوم .
فما داموا قد تجاسروا على الرسول وأهانوه فمن السهل أن يتجاسروا على أهل بيته . . وما دام قد توطن في ذهن المسلم أمر مهانة الرسول ولم يجد حرجا في نسبة ما نسب إليه عن طريق الروايات فإنه بالتالي سوف يتقبل ما يمكن أن يقال وينسب
هامش *
( 19 ) - أنظر البخاري ومسلم كتاب فضائل الصحابة . باب فضل أبي بكر ومناقب عمر وعثمان .
لآل بيته . وبالتالي تكون النتيجة هي الاستسلام المطلق للخط الآخر . . وما دام هذا هو حال الرسول وأل البيت فكيف يكون حال شيعتهم من الصحابة ؟ . . ومما يؤكد تناقض القوم وأن الهدف من وراء مثل هذه الروايات هو تضخيم أناس لا وزن لهم
رواية مسلم التي تقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لن يدخل أحدا منكم عمله الجنة . قالوا : ولا أنت يا رسول الله . قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة ( 20 ) . .
وفي رواية أخرى : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله . قالوا يا رسول الله ولا أنت . قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ( 21 ) . .
وفي رواية : لا يدخل أحد منكم عمله الجنة ولا يجيره من النار ولا أنا إلا برحمة من الله ( 22 ) . . فإذا كان رسول الله يشك في دخوله الجنة فكيف يوقن هؤلاء بدخولها ؟ . .
ويروي البخاري أن عمر لما طعن كان يقول : والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه ( 23 ) . .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : لماذا يقول عمر هذا الكلام وهو من المبشرين بالجنة ؟
ويروي مسلم أن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قام خطيبا فقال : يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا ، كما بدأنا أول خلق نعيده وحدا علينا إنا كنا فاعلين . ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم ( عليه السلام ) ألا وإنه
سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي . فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . فأقول كما قال العبد الصالح . قال فيقال لي أنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ أن فارقتهم ( 24 ) . .
فهؤلاء الذين ارتدوا بعد وفاة الرسول كيف يكونون عدولا . وكيف يدخلون الجنة ؟ . .
* هامش *
( 20 ) - أنظر مسلم كتاب صفة القيامة والجنة والنار . باب لن يدخل أحد الجنة بعمله .
( 21 ) - المرجع السابق .
( 22 ) - المرجع السابق .
( 23 ) - أنظر البخاري . كتاب فضائل الصحابة . باب مناقب عمر .
( 24 ) - أنظر المرجع السابق كتاب الفتن وكتاب الرقاق .
ويروي أبو بكر عن نفسه : والله لو وضعت قدما في الجنة وقدما خارجها ما أمنت مكر الله ( 25 ) وهذا أبو بكر أيضا يشك في دخوله الجنة . .
ويروي البخاري حديث أبواب الجنة : باب الصلاة وباب الجهاد وباب الصدقة وباب الصيام . فقال أبو بكر للرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : وهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال نعم وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر ( 26 ) . .
قال ابن حجر نقلا عن الفقهاء : الرجاء من الله ومن نبيه واقع . وبهذا التقرير يدخل الحديث في فضائل أبي بكر ( 27 ) . .
إن فقهاء القوم يحاولون لي عنق النص وتفسير الرجاء بمعنى اليقين حتى ينفوا عن أبي بكر شبهة عدم دخوله الجنة . وإذا كانت مكانة أبي بكر عند الرسول كما يصفون فلما ذا لم يقل الرسول : نعم وأنت منهم يا أبا بكر . حتى ينفي الشك من صدور
السامعين . . وينبغي لنا هنا أن نعرض لمناقب العشرة المذكورين حتى يتبين لنا كيف تتم عملية التضخيم على حساب الآخرين . ثم نقارن هذه الفضائل والمناقب بمناقب وفضائل من لم يذكروا ضمن العشرة وذلك من أجل وضوح الرؤيا . .
يروي البخاري قول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إن أحسن الناس على في صحبته وما له أبو بكر . ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته .لا يبقين في المسجد باب إلا سد . إلا باب أبي بكر ( 28 )
. . ومثل هذه المنقبة التي جاء بها البخاري لأبي بكر محل جدل كبير بين فقهاء القوم . إذ أن أكثر الفقهاء يشك في أن أبا بكر كان له دار مجاورة لمسجد الرسول . بل الثابت أن بيته كان بالسنح على أطراف المدينة . وهذا دفع ببعضهم إلى تفسير
الحديث على الوجه المجازي . وادعاء أن المقصود بالباب الخلافة والأمر بالسد كناية عن طلبها . والمقصود بهذا التأويل هو دفع الشك عن متن الحديث أولا . وقطع الطريق على خصوم أبي بكر ثانيا . . وينقل ابن حجر قول ابن حبان عن هذا الحديث : في هذا دليل على أنه
* هامش *
( 25 ) - أنظر الطبري ( ج 2 ) والسيرة النبوية لابن هشام . وكنز العمال ( ج 5 ) .
( 26 ) - أنظر البخاري . كتاب فضائل الصحابة . باب فضل أبي بكر .
( 27 ) - أنظر فتح الباري ( ج 7 / 29 ) .
( 28 ) - أنظر البخاري باب فضل أبي بكر .
الخليفة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لأنه حسم بقوله : سدوا عني كل خوخة في المسجد . أطماع الناس كلهم عن أن يكونوا خلفاء بعده وقال ابن حجر معلقا وقوى بعضهم ذلك بأن منزل أبي بكر كان بالسنح من عوالي المدينة .
وهذا الإسناد ضعيف لأنه لا يلزم من كون منزله كان بالسنح أن لا يكون له دار مجاورة للمسجد ( 29 ) . . ومن حيث السند فهذا الحديث فيه شك إذ أن البخاري رواه من طريقين : طريق فليج ابن سليمان عن أبي سعيد الخدري ( 30 ) . . وطريق
عكرمة عن ابن عباس ( 31 ) . . وكلاهما فليج وعكرمة من الخوارج المكفرين للمسلمين المعادين لجميع الصحابة . وقد ذمهم فقهاء القوم ورجال الحديث ( 32 ) . . إلا أن الشك في هذه الرواية سوف يزداد إذا ما تبين لنا أن هناك روايات صحيحة بشهادة القوم تنص على أن الرسول أمر بسد جميع الأبواب إلا باب علي ( 33 ) . .
ومن هذه الروايات يتبين لنا أن الهدف من صنع هذه الفضيلة لأبي بكر هو التمويه على الإمام علي ومعارضة فضائله بفضائل مصطنعة . .
ويروي البخاري عن عمرو بن العاص قوله للرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة فقلت من الرجال ؟ قال : أبوها . قلت ثم من ؟ قال : عمر . فعد رجالا ( 34 ) . .
ويكفي للرد على هذه الرواية أن راويها عمرو بن العاص حليف معاوية ومدبر أمره في الصراع مع الإمام علي وصاحب فكرة رفع المصاحف على أسنة الرماح في وقعة صفين ( 35 ) . .
وهل يعقل أن يسأل الرسول عن أحب الناس إليه فيقول زوجتي ؟ . .
إن هذه الإجابة إنما تضع الرسول بين أمرين أما أن يكون غير متفهم للسؤال . أو أن يكون شغوفا بعائشة إلى الدرجة التي ينشغل بها خياله . . والمعنى الثاني هو ما يريد القوم توكيده من خلال الرواية إذ أن هذا الحب
* هامش *
( 29 ) - أنظر فتح الباري ( ج 7 / 29 ) .
( 30 ) - أنظر المرجع السابق .
( 31 ) - أنظر المرجع السابق .
( 32 ) - قال ابن معين في فليج : ليس بثقة . وقال أحمد : كان يرى رأي الصفرية من الخوارج . أما عكرمة فقد كذبه ابن عمر وابن المسيب
ويحيى بن سعيد وابن سيرين . انظر كتب علم الرجال .
( 33 ) - أنظر الترمذي كتاب المناقب . ومسند أحمد ( ج 1 / 175 و / 330 ) .
( 34 ) - أنظر البخاري . باب فضل أبي بكر .
( 35 ) - أنظر كتابنا السيف والسياسة في الإسلام . وانظر ترجمة عمرو بن العاص في كتب التراجم .
والشغف سوف ينعكس على أبيها . وهو المقصود . ثم ما هي الحكمة من محاولة القوم انتزاع الأفضلية على لسان الرسول بهذا الترتيب الذي يجعل من أبي بكر في المقدمة دائما سوى التقليل من شأن الإمام وتصغيره ؟ . .
أن المتأمل في روايات الفضائل الخاصة بأبي بكر وعمر وعثمان سوف يصعب عليه أن يهضمها وأن يستوعبها عقله وتستريح لها نفسه . إلا أن القوم لما حرموا على المسلمين الخوض في المسند خاصة ما يروى في البخاري ومسلم . سدوا طريق التأمل أمام العقل . .
يروي البخاري عن أبي هريرة قوله : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : بينما راع في غنمه عدا عليها الذئب فأخذ منها شاة . فطلبه الراعي فالتفت إليه الذئب فقال : من لها يوم السبع يوم ليس لها راع غيري ؟ وبينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها فالتفتت إليه فكلمته فقالت : أني لم أخلق لهذا ولكن خلقت للحرث . فقال الناس : سبحان الله . قال النبي : فإني أؤمن بذلك وأبو بكر وعمر ( 36 ) . .
وإن العقل ليحتار في مثل هذه الرواية إلى أي شئ تهدف ؟ . .
وما هي فضيلة أبي بكر في هذه الحكاية ؟ . .
هل هي إيمانه بنطق الذئب والبقرة ؟ . .
ولماذا يحصر الرسول الإيمان بهذه الحكاية في دائرته مع أبي بكر وعمر ؟ . .
هل هذا يعني أن الآخرين كفروا بها ؟ . .
إن القوم يحاولون استخلاص فضيلة لأبي بكر من خلال هذه الرواية فكانت النتيجة أن حكموا على المستمعين بتكذيب رواية الرسول ورفضها ما عدا أبو بكر وعمر . . وبالطبع من بين المكذبين الذين رفضوا هذه الحكاية الإمام علي . . والعجيب أنه في رواية مسلم لم يكن أبو بكر وعمر موجودان أثناء رواية هذه الحكاية ( 37 ) . .
* هامش *
( 36 ) - أنظر البخاري . باب فضل أبي بكر .
( 37 ) - أنظر مسلم . كتاب فضائل الصحابة . باب من فضائل أبي بكر .
ويروي البخاري أنه نشب خلاف بين أبي بكر وعمر فأقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أما صاحبكم فقد غامر . فسلم وقال يا رسول الله إني كان بيني وبين ابن الخطاب شئ فأسرعت إليه ثم
ندمت . فسألته أن يغفر لي فأبى علي . فأقبلت إليك . فقال : يغفر الله لك يا أبا بكر ( ثلاثا ) . ثم إن عمر ندم . فأتى منزل أبي بكر فسأل : أثم أبو بكر ؟ فقالوا : لا . فأتى النبي . فجعل وجه النبي يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه - أي
عمر - فقال : يا رسول الله . والله أنا كنت أظلم ( مرتين ) . فقال النبي : إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت . وقال أبو بكر : صدق . وواساني بماله ونفسه . فهل أنتم تاركون لي صاحبي ( مرتين ) فما أوذي بعدها ( 38 ) . .
ومثل هذه الرواية إنما تذم أبا بكر وعمر لا تمدحهما . إذ أن الأمر على ما يبدو كان صداما ولم يكن مجرد مشادة كلامية . . وبالطبع لم يخبرنا الرواة حقيقة ما حدث بينهما ولم يشر القوم إلى حقيقة الأمر في تفسيراتهم لهذه الرواية .
إلا أن ظاهر الرواية يكشف لنا أن أبا بكر وقع في عمر وعمر وقع في أبي بكر وهذا الأمر في حد ذاته يعد نقصا فيهما . . وعلى ما يبدو من الرواية فإن الرسول كان منحازا لأبي بكر وقاسيا على عمر وهذا الانحياز ليس له ما يبرره سوى أن القوم يريدون رفع مكانة أبي بكر . ولكن الرفع هذه المرة جاء على حساب عمر . .
يكفينا لعدم قبول حديث العشرة المبشرة بالجنة ما ورد في كتاب
(سليم بن قيس ص328)
من محاورة بين علي (عليه السلام) والزبير وطلحة حيث قال سليم في كتابه:
فقال (عليه السلام ): نشدتكما بالله، أتعلمان واولوا العلم من آل محمد وعائشة بنت أبي بكر إن أصحاب الجمل وأهل النهروان ملعونون على لسان محمد (صلى الله عليه وآله) وقد خاب من افترى؟
فقال الزبير: كيف نكون ملعونين ونحن من أهل الجنة،
فقال علي (عليه السلام): لو علمت أنكم من أهل الجنة لما استحللت قتالكم.
فقال الزبير: أما سمعت رسول الله يقول يوم أحد: (اوجب طلحة الجنة ، ومن اراد ان ينظر إلى شهيد يمشي على الأرض حياً فلينظر إلى طلحة)
أوما سمعت رسول الله يقول: (عشرة من قريش في الجنة)؟
فقال علي (عليه السلام): فسمهم؟
قال: فلان وفلان وفلان حتى عدّ تسعة، فيهم أبو عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل،
فقال علي (عليه السلام): عددت تسعه فمن العاشر؟
قال الزبير: انت،
فقال علي (عليه السلام): أما أنت فقد اقررت اني من أهل الجنة ، وأما ما ادعيت لنفسك وأصحابك فاني به من الجاحدين والله ان بعض من سميت لفي تابوت في جب في أسفل درك من الجحيم على ذلك الجب صخرة إذا أراد الله أن يسعر جهنم رفع تلك الصخرة فاسعرت جهنم. سمعت ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلا فاظفرك الله بي وسفك دمي بيدك، وإلا فاظفرني الله بك وبأصحابك، فرجع الزبير إلى أصحابه وهو يبكي).
وقد ذكر من طرائف ضد هذا الحديث ـ إنظر كتاب الطرائف لإبن طاووس ـ انه يثبت لأولئك الجنة مع ما ثبت عنهم من المخالفات لعلي (عليه السلام) وظهور العداوة بينهم ومع ما بلغ إليه طلحة والزبير من استحلال دمه ودماء بني هاشم واعيان الصحابة والتابعين بعد مبايعتهما لعلي واقرارهما بصحة خلافته وقتلهما الألوف من المؤمنين وقد تضمن كتابهم (( وَمَنْ يَقْتلْ مؤْمناً متَعَمّداً فَجَزَاؤه جَهَنَّم خَالداً فيهَا وَغَضبَ اللَّه عَلَيْه وَلَعَنَه وَأَعَدَّ لَه عَذَاباً عَظيماً )) (النساء:93).
ومن الطرائف أيضاً إن راوي هذه الرواية هو من جملة العشرة روى هذه الرواية لتزكية نفسه ولم تسقط شهادته بالتهمة , في حين إتّهموا فاطمة (عليها لسلام) في شهودها انهم يجرؤن النفع إلى أنفسهم ومتهمون في شهاداتهم!!
ما بالكم كيف تحكمون يا اهل العقول نقول لكم كيف يكون هذا في الجنه و ذاك في الجنه وهم واحد مقاتل الاخر ؟!!