من هنا نتعرف جيدا ان أسباب كره الوهابية أحفاد بني الطلقاء للمسلمون الشيعة ونعتهم بأنهم ليسوا من الاسلام في شيء هو تحصيل طبيعي ونتيجة حتمية لعقول قد أفسدها الدهر على خطى أولئك المبغضين لال النبي المصطفى صلوات الله تعالى عليه . فليس من غرابة وقد سبقهم ابن تيمية هذا الرجل الغريب الذي يحمل حقدا أسودا على أهل البيت سلام الله تعالى عليهم اجمعين ..
والغريب انني لا أعرف سبب هذا الحقد . هل هو متأتي من حالة حسد تجاه النعم التي منّ الله تعالى بها على أهل البيت وفي مقدمتها عبقرية المكارم والبلاغة التي هي أساس الدين الاسلامي الحنيف .؟ أم ان هنالك سبب آخر لتشويه سمعة ال البيت وأشياعهم متعلق بالكراسي والمصالح السلطوية الدنيا .؟ ام أنه كره متوارث ( هذا ما وجدنا أباؤنا عليه ) . أم ان هنالك دوافع أخرى لهذه النزعة ..؟
المشكلة االعظمى أن أتباع بن تيمية يدّعون انهم يحبون ال البيت ولكنهم يكرهون أشياعهم وتحت ذرائع وأقاويل كثيرة . ويلصقون التهم جزافا بهم . لندخل قليلا الى عالم ابن تيمية لنعرف حقيقة طروحاته .. وهذا كتابه منهاج السُنة يعج بما ينافي العقل والادب والحكمة ومن الأمثلة على هذا النصب :
* من بغض ابن تيمية للإمام علي عليه السلام, قال في منهاجه (ج3 / 9 - 10 ) عن حديث :" من أحب عليا فقد أحبني ومن أبغض عليا فقد أبغضني " كذب .
والعياذ بالله .. أبن تيمية يقول كذلك عزيزي القاريء
* كما قال ابن تيمية في كتابه منهاج السنة ج2 صفحة 202 : ان علياً انما قاتل الناس على طاعته لا على طاعة الله، فمن قتل النفوس على طاعته كان مريداً للعلو في الارض والفساد، وهذا حال فرعون والله تعالى يقول : { تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الارض ولا فساداً والعاقبة للمتقين. ويقولون نحن نحب أهل البيت } ..
* إبن تيمية يقول ان علي كان قصده أن يتزوج عليها( أي على فاطمة) فله في أذاها غرض
* ابن تيمية يقول ان علي كان سكران!!! .. بتفسيره للاية ولاتقربوا الصلاة وانتم سكارى
ان علي كان مخذولا حيث ما توجه وإنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها وإنما قاتل للرئاسة لا للديانة وان علي اسلم صبياً والصبي لايصح اسلامه
* يقول ان علي كان كافرا في صباه قبل الاسلام وكان يعبد الأصنام!!
منهاج السنة لابن تيمية
* و" أن الرافضة تعجز عن إثبات إيمان علي وعدالته!!!
لعنة الله على القوم الظالمين
* يقول ابن تيمية في منهاج سنته ج7 ص512 و 513:
" وأما قول رسول الله (ص) لاقضاكم علي والقضاء يستلزم العلم والدين، فهذا الحديث لم يثبت وليس له إسناد تقوم به الحجة!!
يعني ان علي ليس عنده علم ولا دين!! مع أن الحديث ذكرهُ كل من: البخاري في صحيحه ورواه السيوطي في الدر المنثور والنسائي وأبن الانباري ودلائل النبوة للبيهقي وفي طبقات ابن سعد وفي مسند أحميد وفي سنن ابن ماجة وفي مستدرك الحاكم وهو حديث صحيح وفي الاستيعاب، وأسد الغابة ، وحلية الاولياء لابي نعيم وفي الرياض النضرة وغيرها من الكتب .
فليس غريبا عزيزي القاريء الكريم عندما نجد من يكفر المسلمين الشيعة كشربة ماء ولا يكفر من هم دعاة باطل وزور من هذه الفئة التي كفرت جُل المسلمين ومن يخالفهم . علما ان أكثر دعاة التكفير في هذا الزمان والازمنة الماضية يتبجحون بان المسلمين الشيعة يسبون ويلعنون الصحابة وفي الافق الكثير من الادلة على ان سب الصحابة وشتمهم لايوجب الكفر أطلاقا مع اني لا أحبذ فكرة سب وقذف أيا كان من البشر صحابي أو غيره.. خُذ مثلا يقول ابن حزم في كتابه الفصل ج3/257 "...:
" وأما من سب أحدا من الصحابة (رض)، فإن كان جاهلا فمعذور، وإن قامت عليه الحجة فتمادى غير معاند فهو فاسق، كمن زنى وسرق وإن عاند الله تعالى في ذلك ورسوله (ص) فهو كافر.."
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأنا أترضى عليه من القلب وليس تقيةً . قال عمر وهو بحضرة النبي (ص) عن حاطب، وحاطب مهاجر بدري: دعني أضرب عنق هذا المنافق!
فما كان عمر بتكفيره حاطبا كافرا، بل كان مخطئا متأولا... الخ.
ويستدل على ذلك بأن الكفر والإيمان محلهما في القلب وهما من الأمور الخفية الباطنية، فلا يمكن لأحد أن يطلع على باطن الإنسان وما في قلبه إلا الله سبحانه مع العلم بأن كثيرا من علماء أهل السُنة وأعلامهم السابقين ردوا هذا الحكم الجائر ونسبوا قائليه إلى الجهل والتعصب. وحكموا بأن الشيعة مسلمون مؤمنون.
منهم القاضي عبدالرحمن الايجي الشافعي في كتابه المواقف، رد كل الوجوه التي بينها بعض المتعصبين من أهل السنة في تكفير الشيعة وأثبت بطلانها.
ومنهم الإمام محمد الغزالي، صرح بأن سب الصحابة لا يوجب الكفر ، حتى سب الشيخين ليس بكفر.
ومنهم سعد الدين التفتازاني في كتابه شرح العقائد النسفية، تناول هذا البحث بالتفصيل وخرج إلى أن ساب الصحابة ليس بكافر.
ثم إن أكثر مَن كتب مِن أعلامكم في الملل والنحل وكتب في المذاهب الإسلامية: عد الشيعة من المسلمين وذكرهم في عداد المذاهب الإسلامية الأخرى.
منهم العلامة بن الأثير الجزري في كتابه جامع الأصول، ومنهم الشهرستاني في كتابه الملل والنحل.
ومما يذكر في عدم كفر الساب لبعض صحابة رسول الله (ص) أن أبا بكر قد سبه أحد المسلمين وشتمه فما أمر بقتله، كما جاء في مستدرك الحاكم النيسابوري ج4/355 أخرج بسنده عن أبي برزة الأسلمي (رض) قال: أغلظ رجل لأبي بكر الصديق (رض) فقلت: يا خليفة رسول الله ألا أقتله؟! فقال: ليس هذا إلا لمن شتم النبي (ص).
وأخرجه الإمام أحمد في المسند ج1/9 بسنده عن ثوية العنبري قال: سمعت أبا سوار القاضي يقول: عن ابن برزة الأسلمي قال: أغلظ رجل لأبي بكر الصديق (رض) قال: فقال أبو برزة: ألا أضرب عنقه؟ قال فانتهره وقال: ما هي لأحد بعد رسول الله .
ورواه الذهبي في تلخيص المستدرك، والقاضي عياض في الشفاء ج4/ الباب الأول، والإمام الغزالي في إحياء العلوم ج2. إذا كان الأمر كذلك، إذ يسمع الخليفة من رجل السباب والشتم ولا يحكم بكفره ولا يقتله. فلماذا أنتم علماء تغوون أتباعكم العوام وتكفرون الشيعة عندهم بحجة أنهم يسبون الصحابة ويشتمون الخلفاء، ثم تبيحون لهم قتل الشيعة المؤمنين!!
وإذا كان سب صحابة الرسول (ص) موجبا للكفر، فلماذا لا تحكمون بكفر معاوية وأتباعه الذين كانوا يسبون ويلعنون أفضل صحابة رسول الله وأعلمهم وأروعهم، ألا وهو أمير المؤمنين وسيد الوصيين وإمام المتقين علي بن أبي طالب (ع) ؟!
وإذا كان سب الصحابة يوجب الكفر، فلماذا لا تكفرون عائشة ـ أم المؤمنين ـ إذا كانت تشتم عثمان وتحرض أبناءها على قتله فتقول: اقتلوا نعثلا فقد كفر؟!
كيف تحكمون في موضوع واحد بحكمين متناقضين؟!
فإذا سب أحد الشيعة ولعن عثمان، تكفروه وتحكمون بقتله. ولكن عائشة التي كفرت عثمان وحرضت المسلمين على قتله تكون عندكم محترمة ومكرمة!! فما هذا التهافت والتناقض؟ نحن نتمنى ان يراجع الاخوة ممن يتصيدون ويتربصون الزلات لاخوانهم المسلمين ان يراجعوا عقولهم وان يتداركوا هذه اللعبة التي أنشأها أبو سفيان بقوله يا بني أمية تلقفوها تلقف الكـٌره فوالذي يحلف به أبو سفيان مازلت أرجوها لكم(يقصد الخلافة) ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة ....فتلقفوها تلقفوها تلقف الكٌـرة فوالله ما من جنة ولا نار .. وأن يتداركوا أخطاء الماضي التي ستحرقهم بنيرانها المشتعلة . وان لا تلزمهم فتاوى بعض المتعصبين لجهالتهم وجهلهم .. فوالله هم أصغر من أن يشخصهم حتى أبسط الناس علما ودرايةً .. وهكذا والا فلا ..