إذا دخل احدنا مجلس عزاء من فقد عزيزا له كمن فقد امه مثلا ، فانه من المستبعد جدا ان يطالبه صاحب العزاء بحق مالي سابق لان المقام لا يناسب ذلك !.. حاول ان تستغل ايام استشهاد الزهراء (عليها السلام) للدخول الى قلب امام زمانك (عجل الله تعالى فرجة الشريف) ، فانه وان كان غير راض عنا ، الا انه من البعيد جدا ان يدقق فى محاسبتنا فى مثل هذه الايام ، حيث ايام عزاء جدته الصديقة الكبرى (عليها السلام) !
في الذكرى المفجِّعة لرحيل
حبيبة قلب أبيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وقرينة الوصيّ أمير المؤمنين عليّ عليه السلام وأمّ الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة عليها السلام
الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء
سلام الله عليها نشارك مسلمي العالم ..
في الحزن والعزاء.
فديو في المناسبة
***
عن عبد الله بن العباس قال : لما حضرت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الوفاة بكى حتى بلت دموعُه لحيته ، فقيل له : يا رسول الله ما يبكيك ؟..
فقال (صلى الله عليه واله وسلم): أبكي لذريتي وما تصنع بهم شرار أمتي من بعدي ، كأني بفاطمة بنتي وقد ظُلمت بعدي وهي تنادي : يا أبتاه !.. فلا يعينها أحد من أمتي ، فسمعتْ ذلك فاطمة (عليها السلام) فبكت ، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : لا تبكين يا بنية !.. فقالت : لست أبكي لما يُصنع بي من بعدك ، ولكني أبكي لفراقك يا رسول الله ، فقال لها : أبشري يا بنت محمد بسرعة اللحاق بي ، فإنك أول من يلحق بي من أهل بيتي .
****
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أتاني الروح - يعني جبرائيل (عليه السلام) - أنها إذا هي قُبضت ودُفنت يسألها الملكان في قبرها : من ربك ؟.. فتقول : الله ربي ، فيقولان :
فمن نبيك ؟.. فتقول : أبي ، فيقولان : فمن وليك ؟.. فتقول : هذا القائم على شفير قبري علي بن أبي طالب (عليه السلام) . ألا وأزيدكم من فضلها : إن الله قد وكل بها رعيلا من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها ، وهم معها في حياتها وعند قبرها ، وعند موتها يُكثرون الصلاة عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها .. فمن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي ، ومن زار فاطمة فكأنما زارني ، ومن زار علي بن أبي طالب فكأنما زار فاطمة ، ومن زار الحسن والحسين فكأنما زار علياّ ، ومن زار ذريتهما فكأنما زارهما .
صلوات الله عليهم اجمعين
***
إنّ الدليل على صحة قضية كسر ضلع الزهراء ( سلام الله عليها ) هو النصوص الكثيرة الواردة عن أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، نذكر لكم نموذجا منها :
1 - جاء في الاحتجاج :1/212 ، وفي مرآة العقول:5/320 ، هذا الحديث ( فحالت فاطمة عليها السلام بين زوجها وبينهم عند باب البيت ، فضربها قنفذ بالسوط ... ).
2 - جاء في إقبال الأعمال:625 ، والبحار:97 / 200 ، نص الزيارة التي يقول فيها
الممنوعة إرثها ، المكسورة ضلعها ، )
(المظلوم بعلها ، والمقتول ولدها ).
3 - جاء في الامالي للصدوق : 100 ، وإرشاد القلوب للديلمي: 2 / 295 ، والبحار : 28 / 37 ، و43 / 172 ، والعوالم : 11 / 391 ، عن ابن عباس ، قال : إنّ رسول الله كان جالسا إذ أقبل الحسن عليه السلام… إلى أن قال : ( وأما ابنتي فاطمة …. وإنّي لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي ، كأنّي بها وقد دخل الذل بيتها ، وانتهكت حرمتها ، وغصب حقّها ، ومنعت إرثها ، وكسر جنبها ، وأسقطت جنينها الخ..).
4 - جاء في كتاب سليم بن قيس ، بتحقيق محمد باقر الانصاري :
2 / 588 ( فألجأها قنفذ لعنه الله الى عضادة باب بيتها ودفعها ، فكسر ضلعها من جنبها ، فألقت جنينا من بطنها ، فلم تزل صاحبة فراش حتّى ماتت صلى الله عليها من ذلك شهيدة ).
5 - وقال السيد الحميري رحمه الله :
ضـربـت واهتضـمت من حقـّها
وأذيقـت بعـده طعـم الســــلع*
**
قطـع اللـه يـدي ضـاربـها
ويــد الراضـي بذاك المتــبـع
**
*السلع : الشق والجرح .
وشعر السيد الحميري يدل على شيوع هذا الأمر في عهد الإمام الصادق عليه السلام ، وذيوعه ، حتّى لتذكره الشعراء ، وتندد به ، وتزري به على من فعله .
وخلاصة الأمر : إنّه لا يمكن بملاحظة كل ما ذكرناه تكذيب هذا الأمر ما دام أنّ القرائن متوفرة على أنّهم قد هاجموها ، وضربوها ، واسقطوا جنينها ، وصرّحت النصوص بموتها شهيدة أيضا ، الأمر الذي يجعل من كسر الضلع أمرا معقولا ومقبولا في نفسه ، فكيف إذا جاءت روايته في كتب الشيعة والسنّة ، بل وأشار اليه الشعراء أيضا ، ولاسيّما المتقدمون منهم .
ثمّ لا يخفى عليكم أننّا لا نحتاج في إثبات هذه القضايا الى صحة السند ، بل يكفي الوثوق بصدورها ، وعدم وجود داع الى الكذب كاف لصحة الأخذ بالرواية .
السيدة فاطمة الزهراء تكون معصومة بدلالة آية التطهير ،
وكفى بها على عصمتها مستنداً ودليلا .
والمقصود منها هم الخمسة الطيبة من أهل العباء ،
والمجتمعون خاصة تحت الكساء . ونكتفي بما قاله الحداد
الحضرمي في القول الفصل ج 1 ص 48 : إن حديث آية التطهير من الأحاديث الصحيحة المشهورة المتواترة ، واتفقت عليه الأمة ، وقال بصحته سبعة عشر حافظاً من كبار حفاظ الحديث ، ويصل مجموع طرق الحديث ما يقرب من خمسين طريق . وعصمتها سلام الله عليها لا غبار عليه :
وأبيض يستسقي الغمام بوجه *
ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وليس فيما تلتها من البيت أي حزازة عرفية ،
أو كراهة شرعية ،
فضلاً عن مبغوضية تحريمية ،
ولم يكن فيه ما يمنع عنه أو يكره منه ،
بل قول الرسول صلى الله عليه وآله لها يكون من تبديل كلام بكلام افضل ،
والفات نظر منه إلى قول آخر هو أجمل وأكمل . وقرائة الآية لها بكاملها كان للتنبيه لها لما يحدث قريباً ،
وسيحصل من الإرتداد والإنقلاب الذي بالفعل حصل ،
وكان عطفاً وحناناً ورحمة ومحبة منه صلى الله عليه وآله لها في تلك اللحظات الأخيرة عند لحظة تراكم الحزن ،
وهمّ الفراق ، وتراكب المصيبة ،
وحسرة الوداع ،
فيخمد شرارة نار قلبها وشعلتها ،
ويطفيء حرارة الجزع وحرقة لوعتها .
فكان فيما ذكرها وقرائها عليها تمهيداً وتوطئة لما يريد أن يخبرها ويشيرها بها ،
فأخبرها بها ،
فتهلل وجهها وظهر عليها فرحها ،
فجائت الرواية أنه بعدما قرأ عليها الآية ،
فبكت طويلاً أدنا واسرّ إليها ،
فظهر سرورها وبان مسرتها ،
فسئلت عما قال لها ،
فقالت (سلام الله عليها): أخبرني إني أول أهل بيته لحوقاً به ويكون قريباً .
صحيح البخاري ج 6 ص 12 ، صحيح مسلم ج 4 ـ 1904 .
****
ورد عن الإمام الحسن (عليه السلام) انه قال: نحن (الأئمة) حجج الله على الناس وفاطمة (عليها السلام) حجة علينا .. فما معنى الحجة الوارد هنا خاصة ما يتعلق بالزهراء (عليها السلام) ؟
لا شك في أن الأئمة (عليهم السلام) هم حجج الله على الخلق. والمراد بالحجة، ظهور الدلالة ووضوح البرهان.. بحيث يقطع به العذر، ويتحقق به الإلزام. ويكون الالتزام والعمل على أساس ذلك..
ومن الواضح أيضاً: أن لكل إنسان حجة تناسبه. ويكون لها دورها في المواقع التي تكون هناك حاجة إليها.. فقد يكون هناك من يحتاج إلى الحجة في كبير الأشياء وفي صغيرها، وفي عظيمها وحقيرها.. فلا يعمل ولا يطيع إلا إذا بلغت حد البداهة عنده..
كما أن هناك من هو أرقى من ذلك ممن هو يملك الوازع والدافع القوي لالتزام حدود التكليف كأدق ما يكون الالتزام.
وفي نفس الاتجاه نقول: إن هناك درجات عالية جداً من المعرفة يحتاج الأنبياء والأوصياء إلى نيلها والوصول إليها. إما بالمباشرة أو بالواسطة..
فالنبي (صلى الله عليه وآله) حين يطلعه الله على غيبه، فإنما يطلعه عليه عبر كشف حجاب اللوح، أو أم الكتاب له (صلى الله عليه وآله).
ولكن علياً (عليه السلام) يطلع على نفس ذلك اللوح، ولكن بواسطة اطلاعه واتصاله بنفس رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنفس الرسول إذن هي المرآة الصافية التي تعكس له ما في أم الكتاب..
وعلى هذا الأساس نقول: إن ثمة مقامات ومعارف عالية جداً، وغيوباً لا بد للأئمة من الاطلاع عليها لنيل مقامات بعينها، ولعلهم يحتاجون فيها إلى الزهراء (عليها السلام) لتكون هي تلك المرآة الصافية التي يرون فيها ذلك كله، لينالوا بذلك منازل الزلفى. ولعل لأجل ذلك أو لسواه كانت طاعتها مفروضة، وكانت أيضاً حجة عليهم أيضاً. والله، العالم بالحقائق.
فعلها وقولها (عليها السلام) معتبران كاعتبار فعل وقول الإمام (عليه السلام)، وحكم تقريرها كحكم تقرير الإمام (عليه السلام) .
****
فسلام الله عليها يوم ولدت ، ويوم توفت شهيداً ، ويوم تبعث حياً وتقف في الحساب ، وتخاصم من آذاها..
عظم الله اجوركم ورزقنا الله تعالى وجميع محبين الزهراء وابيها وبعلها وبنيها زيارتهم والتمسك بولايتهم وان يجعلنا من العاملين في دولتهم المنتظرة بعون الله تعالى وان يحشرنا جميعا في زمرتهم تحت ظله يوم لا ظل الا ظله
****
جزيل الشكر والامتنان لاختنا الفاضلة السيدة نور المستوحشين على تكرمها في هذه الباذخة في يوم ذكرى استشهاد سيدة نساء العالمين سلام الله عليها وعلى ال بيتها الطاهرين الطيبن وان يجعلك الله من المتمسكات في الزهراء وشكرا لاختنا الفاضلة نسايم على رسالتها التي عرفتني بوجد منبع للخير والثواب
تحيااتي وتقديري لكم جميعا
مرتضى العاملي