لقد جذبني بشدة عنوان الموضوع حتى انني رحت اغرق في اكوام من الذكريات اخذتني الى ايام الدراسة في الكلية في بغداد في اواسط التسعينيات,, عندما اجتمعنا انا وثلاثة من اصدقائي في سكن واحد ,, حيث اقترفت ابشع الجرائم بحق فن الطبخ وبحق الذوق المطبخي وبحق افواه اصدقائي المساكين و بطونهم والذين كانوا ينتظرون بفارغ الصبر والجوف ان انتهي من اعداد وجبة العشاء التي كنت استعرض بطريقة مسرحية خطوات اعدادها مدعيا انني لا اقل حرفة ومهارة عن ابرع الطباخين الايطاليين الذين لطالما ظهروا في برامج تلفزيونية ,, ففي يوم من اواخر ايام احد الاسابيع التي كنا نمضي ستة من ايامها في الدوام بحسب النظام الجامعي المعمول به في الجامعات العراقية ,, وبعدما ضربنا الافلاس كعادته بسبب ادماننا التبذير في بدايات كل اسبوع حيث نتكاسل عن الطبخ فنلجأ الى الاكل في المطاعم اضافة الى المرطبات و مصاريف السينمات والمسارح والسفرات بكثرتها الغير مبررة فينفق كل منا مصروفه الذي يجب ان اسجل شهادة حق لأهلينا انه كان مصروفاً يفوق بكثير احتياجاتنا بل يمكننا من البذخ ,, اكتشفنا اننا في وضع مزرٍ من خلو الجيب بل الجيوب وقد بقي يومان على نهاية الاسبوع ,, وعلى الرغم من كون منطقتنا لا تبعد عن بغداد سوى 80 كيلو متراً تقريباُ وبفضل وجود الطريق الدولي السريع فأن ثلاثة ارباع الساعة او اكثر بقليل كانت كافية للوصول الى بيوتنا الا اننا كنا نفضل البقاء وتحدي حالة التقشف والصمود بوجه الافلاس بأمكانات متواضعة الى ان تفرج علينا في نهاية يوم الخميس فنعود الى نعيم الاهل ورغيد العيش في البيت ,, لذا فقد قررنا يومها ان نبحث عن ما هو قابل للطبخ والأكل وبأرخص ثمن ,, ولكوني من انبرى الى عملية الطبخ فقد بيت انتظر اصدقائي الثلاثة ليدخلوا بغنيمة من السوق نسد بها الجوع الذي يتناقض تماما مع حالة الترف التي نغدق بها على انفسنا في اول اربعة ايام من الاسبوع ,, وبعدما رجع الاخوان من السوق وجدت انهم قد جلبوا فاصوليا خضراء فسألوني هل تعرف كيفية طبخها فأجبتهم مستهزءاً وهل يعرف غيري ,, ثم خرجوا جميعاً تاركينني مع فن الطبخ الذي لا اجيد منه شيئاً ,, فبدأت اولى خطوات الجريمة بأن امسكت السكين ورحت اقطع الفاصوليا الخضراء كيفما اتفق
وبعدما وضعت كل ما تناولته يدي من معجون الطماطم والملح على قلتهما ,, رحت ابحث عما يضيف النكهة اللاذعة الى المرقة التي تصورتها سوف تكون سحرية بحق وبعد بحث طويل اهتديت الى فكرة جهنمية بمعنى الكلمة
الا وهي استخدام الفلفل الحار المخلل في الطرشي كطعم يضفي بعض الحرارة اللذيذة بحسب تصوري طبعاً الى طبختي
وبالفعل القيت بخمس ثمرات من الفلفل الحار المخلل الى القدر الصغير على النار ورحت احرك المرق بالملعقة ,, وما هي الا عشر دقائق حتى تذوقت الطبخة ,, ويا ليتني ما فعلت
شعرت وكأن تنيناً ينفث اللهب في فمي ولساني كأنه قطعة من النار ,, فهرعت الى الحنفية لأدخلها الى فمي لعلها تطفئ ما في جوفي من حريق .. ثم بعدما هدأت نفسي رجعت الى القدر محاولا علاج الوضع الرهيب فوضعت فوق الخليط الملتهب كمية كبيرة من الماء وبعد ربع ساعة اقنعت نفسي وبدون تذوق طبعا ان الوضع قد صار على ما يرام خصوصا وقد تخلصت من جميع ثمار الفلفل التي وضعتها على المرقة والتي قد انتفخت وصارت بلون داكن جداً ومنظر كرهته لحد هذه اللحظة
وبعد قليل وصل الاصدقاء الجائعون وكلهم شوق الى تناول ما ابدعه الطباخ الايطالي المزعوم فجلس الجميع حول الصحون المليئة بمرق الفاصوليا الخضراء ,, وما هي الا لحظات حتى قفز الجميع صارخين بصوت واحد مهرولين الى اكواب الماء ليبتلعوا اكبر كمية منه لعلها تطفئ النار التي في افواههم
وبعد عتاب و غضب و تقريع تقبل الجميع ان يجلسوا الى الطعام الناري ثانية ويتناولوه مرغمين بما فيهم المتكلم لكن مع تناول كوب من الماء مع كل لقمة ,, المهم اننا بتنا ليلتنا وكأن شيئاً ما قد احرق اجسادنا خصوصاً وان الوقت كان صيفاً
تحياتي الحارة جداً
بسمه تعالى
و عليكم السلام و الرحمة و الاكرام
حيا الله أول مجرم في أنا شيعي .. :cool:
صراحة جريمة خطيرة ..
طباخنا الإيطالي المحترف أشعل النار بأصدقائه
أعتقد تحتاجون هذا >>>
تسلم خيي على المشاركة اللطيفة و طريقة الكتابة و الرواية رائعة
التعديل الأخير تم بواسطة كربلائية حسينية ; 16-03-2012 الساعة 10:57 PM.
اولاً يجب ان اقول الموضوع جميل ولطيف للغاية
فشكراً جزيلاً للفاضلة كربلائية
ثانياً يجب ان اثنيّ على الفاضل الرجل الحر
اسلوبك في سرد القصة احترافي وجذبني
كثيراً واخذني في الوقت ذاته الى ايام الجامعة
والغربة وقصة مُشابهة لما ألمَّ بك
لكن البطله لم تكن انا كما انت في القصة بل
احدى زميلاتي في السكن
صنعت لنا مكرونه حاره جداً تناولنها ونحن
نبكي من الحراره هههه
بالنسبة لجرائمي في الطبخ ليست كثيرة و الحمد
لله ولا تعتبر شيئاً بالنسبة لما يحدث للبعض ولكن
اقر بأن افضع جريمة ارتكبتها كانت في طفولتي
انا شغوفة بالطبخ منذُ صغري وكنت اجرب احياناً
رغم اعتراض والدتي المستمر
ذات مره قررت صنع خبز الصمول ههههه
اتذكر بأنني قرأت المكونات على الكيس وعقدتُ
الحاجبان عزماً، ولتنفيذ مُخططي انتظرتُ
مغادرت والدتي في احد الأيام الى منزل جدتي و
دخلت المطبخ وبدأت العمل
احضرت الطحين والماء والملح ولأني لم اكن
اعرف ماهي الخميره اسقطتها من حسابي هههه
على كل حال خلط المكونات وحصلت على خليط
سائل من المفترض ان احصل على عجينه لينه
ولكنيّ لم اكن أعيّ ذلك ايضاً كما لم اكن أعي انها
يجب ان توضع في قالب وتوضع في داخل الفرن
وليس الرؤوس العلويه للفرن وليس فــي صحن
تقديم استكانات الشاي الفضي هههه
ايه والله حطيت الخلطه في صحن فضي منقوش
ومزخرف كانت الوالده تستخدمه لتقديم الشاي ههه
المهم خلوني اكمل لكم....
وضعت الصحن على النار وماهي ألا دقائق واحترق
الصحن بمحتواه. ارتعبت كثيراً واطفأت النار و
اخدت الصحن الى المغسل وفتحت عليه الماء.
حاولت
ان انقذ الصحن الفضي بفركه وأعادته كما كان لامعـاً
جذاباً ولكن للأسف فُسد الى الأبد فقمتُ برميه و
تخلص من آثر الجريمة..
عندما عادت والدتي كان كل شي كما كان حتى رائحة
الحريق زالت لم اعترف لها بشيء
المسكينة كانت تسأل عن الصحن الفضي وتستغرب
من اختفائة ولكن لم يكن هناك من يُجيب
- انتهى -
تحياتي لصاحبة الموضوع الفاضلة والى الجميع...
و لليوم ما تعرف شنو صار بطبقها الفضي المسكينة ؟
أكثر ما أضحكني هو سكوتك عن الجريمة حتى اليوم
مجرمتنا الحبوبة ألف شكر لك للمشاركة
تحية لك و لروحك الطيبة المحببة للجميع ..
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين والعن
اعدائهم الى يوم الدين
اللهم صلي على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
موضوع جميل
يسلموووووووو
تسلمين عيوني و أسعدنا كثيرا وجودك
يا الله خلينا نتعرف على جرائمك :p
قصص مأساويه صراحه مع المطبخ لا سيما قصة الرجل الحر خطيه الفلفل عالجوع مأساة
والاخت وفاء استفزوني اكتب قصتي الجميله مع جريمتي الفضيعه بالمطبخ
واعترف انها قبل خمس اربع سنين مو اكثر ..الحقيقه اني اعاني من عوق ماله علاج في ضبط طريقة عمل اللقيمات
مادري ليش كل محااااااااااااااااااااولاتي تبوء بالفشل الذريييييييييييييييييع ..في يوم من الايام وتحت هالعناوين الرنانه في منتديات الطبخ قلت خلاص هي هذه الوصفه البروفشنال والا فلا ...شلون كانت صوره للقيمات تطير العقل وخصوصا برمضان
حسيت اني وجدتها اخير وبديت اقول قصائد شعر لبو العيال اليووووووووووم رااااااااااح افاجأك انتظروووونا تجدوا ما يسركم
ومن هالدعايااااااات الى ان انتهى الفطور كمت اقلي اللقيمات وياااااااااااااااااااويلي على الحاله
اللقيمات مكثره فيها البيكن باودر والخميره وحييييييييييييل مختمره فما عادت تتحمل سخونة الزيت بدت تنتفخ فورا وتتفجر زيت حاااااااار
ومن هذيك النووووووووووووووووبه توووووووووووووووبه توووووووووبه توووووووووووووووبه عسانا لا كلينه لقيمات
المهم احنا بخير هههههه
شرايج بالجريمه ؟؟
عاد احنا ننتظر جريمتك ما قريناها ...
بالتوفيق للجميع وموضوع جميل تسلم يمناك
كل التقدير لكم
مسوية ارهاب بالبيت ..؟؟؟
هم زين طلعتي سالمة من هالانفجارات اللقيماتية
ذكرتيني بأيام الدراسة و حصص الكيمياء
ألف شكر لك حبيبتي و إن شاء الله سأشارك بجريمتي و لا يهمك
كل الجرائم هنا عنيفة
أولها احتاجت رجال اطفاء
و ثانيها احتاجت محقق كونان ليكتشف سر اختفاء الطبق
و آخرها انفجارات و صواريخ أرض جو ...
بس نسيت أقول للغالية فضة سوي لقيماتك بين الوهابية
/
||
/
الآن أعترف لكم بجريمتي فأنا مجرمة أيضا
و جرائمي كثيرة و لكن هذه أولها
كنت أحب الطبخ منذ الطفولة و أدخل المطبخ اخبص بيه
قلي بيض .. و ما شابهه
المهم أول طبخة سمك محترمة لي و أنا صغيرةهي أول جريمة لي
على أساس أريد أطبخ مرقة سمك ... طلعت معي شوربة سمك
فلم يبقى للسمك أثر في القدر ..
لأنني طبخته مدة طويلة و كنت أحركه كثيرا ....
فأصبح السمك مهروس ...
السمكة بالقدر كانت تقول لي آني شنو سويت بدنيتي
رحميني استويت و الله استويت
آني شبيني و بينك ليش تعذبيني بهذه الطريقة الوحشية ...
بس صرخاتها ذهبت مع الريح ...
و استمر التعذيب
فأصبح الجلد بصوب و العظام بصوب و اللحم ليس له أثر .. ( حزنت عليها )
طبعا أكلت بهذلة محترمة من أهلي و بدأت التعليقات اللي بلا طعمة ...
بس طعمها كان طيب يعني هوه بس الشكل اللي ما ينبلع ..
أكلوها بالأخير
ننتظر جرائمكم
و أكرر شكري لكل من شارك بجريمته أو شارك بالموضوع كل التحايا لكم يأ أطهر الناس
التعديل الأخير تم بواسطة كربلائية حسينية ; 16-03-2012 الساعة 11:42 PM.