الاخ الكريم المستمسك ، زاده الله تمسكا بالدين وفتح له مع امامه الفتح المبين.
السلام عليكم
واحسنتم الملاحظة ،
في الحقيقة التعبير الروائي الذي ورد الينا هو: ( ومارقة تمرق من ناحية الترك ، ويتبعها هرج الروم*)
ويظهر منها فقط تحديد الجهة ، وما استشكلتموه من اضافة فهو بسبب عدم دقة التعبير الذي استخدمته ، ( وقد التفت اليه ولكن بعد فوات الاوان بقليل ، لانه لا املك صلاحية التصحيح الا بطلب خاص كما تعلمون ، وانا اكتب مباشرتا دائما بدون مسودة مسبقة. )
وعليه فهذه المارقة ستكون من جهة الترك ، ولها بحثها الخاص وفي اعتقادي وكذالك كما عند الشيخ جلال الصغير هي مروق يحصل للاكراد الموجودين في تركيا ولعله غيرهم معهم ،
وقدر تعلقها بالبحث فهو قد يدخل في احد اسباب تعليل نزول الاتراك الى الاراضي السورية مع بقية الاسباب الاخرى الممكنة. والمهم عندي في حادثة معركة قرقيسيا هو وجود جيش الترك في هذه المنطقة.
1- في الكافي:8/295: عن الإمام الباقر عليه السلام قال لميسر: ( يا ميسر كم بينكم وبين قرقيسا ؟ قلت: هي قريب على شاطئ الفرات فقال: أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير . تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء ، يهلك فيها قيس ولايدعى لها داعية ) قال: وروي غير واحد وزاد فيه وينادي مناد هلموا إلى لحوم الجبارين.
2- في الإختصاص للشيخ المفيد ص 255: عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام : يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها:
أولها اختلاف ولد فلان ، وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي ، ومناد ينادي من السماء ، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك ، و يعقبها مرج الروم ، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة ، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب فأول أرض المغرب[أرض] تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات راية الأصهب وراية الأبقع ، وراية السفياني فيلقي السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لايكون همه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين
3- في غيبة النعماني ص303: عن الإمام الباقر عليه السلام قال: ( إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسياء، يشيب فيها الغلام الحزور، يرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلى طير السماء وسباع الارض اشبعي من لحوم الجبارين ، ثم يخرج السفياني )
4- روي في بعض الأخبار: (ترد الترك الجزيرة حتى يسقوا خيلهم من الفرات، فيبعث اللَّه عليهم الطاعون فيقتلهم فلا يفلت منهم إلّا رجل واحد).
ملاحظة : المراد من الطاعون ليس بالضرورة المرض المعروف، بل ربما كناية عن الموت السريع الذي يحصل باستعمال بعض الأسلحة كالسلاح الكيمياوي والذري. فقد روي عن الصادق عليه السلام في حديث مهزم الأسدي، أنه قال: (... يا أبا محمد، أنه لابد أن يكون قدام ذلك طاعونان: الطاعون الأبيض والطاعون الأحمر؟ قلت: جعلت فداك، أي شيء الطاعون الأبيض، وأي شيء الطاعون الأحمر؟ قال عليه السلام: الطاعون الأبيض: الموت الجارف، والطاعون الأحمر: السيف).(32)وروي عن النبي صلى الله عليه وآله: (للترك خرجتان خرجة منها خراب اذربايجان، وخرجة يخرجون في الجزيرة.. فيهم ذبح اللَّه الأعظم لا ترك بعدها)
*************
اقول : هذه لعلها اهم الروايات التي تذكر الاطراف المشتركة في هذه المعركة
وقد لوّنا نارقة الروم التي تنزل الرملة ( رملة فلسطين ) واضفناها الى القوى المشتركة في هذه المعركة من باب الاحتمال المنطقي .
والسبب : لانه يظهر من نزولها في الرملة اشارة مهمة في الرواية بينها المعصوم ولم يذكر بعد ذالك ما هو دورهم او سبب نزولهم . لذالك نفترض اذا كان لهم دور في قرقيسيا فسيكون بالمنطق هم حلفاء السفياني ولكن تدخلهم غير مباشر لانه لم يذكر دخولهم في المعركة كطرف مقاتل اساسي !
وقد يكون سبب نزولهم الرملة لسبب اخر او معه هو حماية حليفهم اليهود بعد تطور احداث العالم ذالك الوقت الى مراحل خطيرة من الناحية العسكرية .
اذن لدينا راية السفياني التي هي مدعومة من اليهود والغرب ومن في الداخل من اطراف متعددة وخاصة بني كلب اخوال السفياني كما يظهر من بعض الروايات ( ولعل مارقة الروم في الرملة تقدم الدعم العسكري له )
وفي الطرف الاخر للسفياني سيكون اهم الاطراف هم الترك او اخوان الترك الذين نزلوا لمنطقة الجزيرة في سوريا والتي هي بين نهر الخابور ونهر الفرات على الاقل تقديرا
والخارطة ادناه لعلها تقرب المشهد للمتلقي
ولدينا ايضا " قيس " وهي اشارة الى قبائل اهل منطقة الجزيرة ولعل لهم امتداد حتى داخل حدود العراق من تلك الجهة .( وللشيخ جلال الدين الصغير تحقيق جيد بخصوصهم وربطهم في هذه المعركة ) وهنا حيث انهم عدو للسفياني فنفترض انهم متحالفين مع الترك . ولا يوجد دليل على انهم طرف ثالث في المعركة .
بقي ولد العباس والمرواني هنا فسر او اسقط الباحثين عنوانيهما على اطراف مختلفة . ولذالك قد يكون المقصود بهم متعلقه الترك والقيسيين ونضيف اليهم جماعة عوف السلمي التي تذكرها بعض الروايات ومنطلقها من العراق في محافظة صلاح الدين ( تكريت ) . والانبار خصوصا لانها قريبة حدوديا وتربطهم روابط نسبية مع اهل الجزيرة في سوريا وكذالك يظهر من الروايات ان حركة عوف السلمي سوف يقضي عليها السفياني مباشرتا بعد قرقيسيا ودخوله العراق
والخلاصة فان هناك على الارجح عندي ثلاث اطراف رئيسية ستشترك في معركة قرقيسيا هم السفياني والاتراك والقيسيين . والله اعلم
الأولى: تتعلق بتعيين موقع (الجزيرة) ..
فإنّ الموقع الذي حدّدتموه هو الجزء السوريّ (بحسب الحدود الحديثة) من الجزيرة، وإلا فإن الجزيرة أعمّ وأكبر من هذا..
فإن العرب يطلقون اسم الجزيرة على المناطق الممتدة بين دجلة والفرات (القسم الاشمالي بينها).. لا على المناطق التي تقع بين الخابور والفرات.
وتقسم إلى ثلاث أجزاء:
الجزيرة العليا، وهي داخل الحدود التركية الآن.
والجزيرة الوسطى، وهي ضمن الحدود التركية.
والجزيرة السفلى، وهي ضمن حدود جمهورة العراق.
قال البكري الأندلسي (معجم ما استعجم 2/ 282):
"وسميت الجزيرة لأنها بين الفرات ودجلة مثل الجزيرة ".
وقال ياقوت الحمويّ (معجم البلدان 2/ 134):
"وهي التي بين دجلة والفرات
مجاورة الشام تشتمل على ديار مضر وديار بكر ،
سميت الجزيرة لأنها بين دجلة والفرات......
ومن أمهات مدنها (حران) و(الرها) و(الرقة)
و(رأس عين) و(نصيبين) و(سنجار) و(الخابور) و(ماردين) و(آمد)
و(ميافارقين) و(الموصل)".
بل حتى (تكريت) و(هيت) و(عانة) هي من توابع الجزيرة..
وهذه الخريطة هي الخريطة الدقيقة لـــ(الجزيرة):
وينقل أن البدو لا يزالون يطلقون اسم الجزيرة على مناطق شرق الفرات إلى دجلة.
------------------------------------------
أما الملحوظة الثانية:
فتتعلق بالمقصود من (قيس)..
فإن كلام الشيخ جلال الدين الصغير -أدامه الله- في المقام لا يخلو عن بعض اشتباهات..
فإنّ (قيس) إذا أطلقت أريد بها (قيس عيلان) حصراً وهي نصف (مضر) العدنانيين، وإن كان في العرب قبائل تدعى بقيس، ولكنها إن أريدت قُيّدت، فيقال مثلاً (قيس بن ثعلبة)..
فلا علاقة للجبور والطائيين بمسمى قيس..
والقيسيون الموجودون في المناطق الغربية ليسوا بقوة وحضور غيرهم..
ونشير إلى أنّ (السلميّ) إن اطلق أريد به النسبة إلى قبيلة (سُليم) وهي من كبريات قبائل (قيس عيلان)..
وعموماً.. ليس واضحاً المقصود من (قيس) في هذ المناطق..
فقيس القبيلة (جيس): وهي بقايا قبائل قيس عيلان.. لا يشكلون جبهة مستقلة أو طرفاً قوياً..
فلعل المقصود -والله العالم- جهة معادية لأهل البيت وللأمويين معاً.. فهم نواصب يعادون المنهج الأموي سياسياً..
فإن (قيس) في التأريخ أيدت ابن الزبير ضدّ الأمويين، بل إن قيساً بقضها وقضيضها وقفت مع الزبيريين في معركة (مرج راهط) ضد الأمويين والمروانيين خاصة، وقد كانت كبرى القبائل التي تدعم الأمويين هي قبيلة (كلب)!
مما سبب شرخاً كبيراً بين العرب.. بين (قيس) والمضريين من جهة وبين (كلب) والقحطانيين من جهة أخرى.. حتى انتقل العداء بينهم إلى الأندلس في حوادث معروفة..
الكافي:8/295: عن الإمام الباقر عليه السلام قال لميسر: ( يا ميسر كم بينكم وبين قرقيسا ؟ قلت: هي قريب على شاطئ الفرات فقال: أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير . تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء ، يهلك فيها قيس ولايدعى لها داعية ) قال: وروي غير واحد وزاد فيه وينادي مناد هلموا إلى لحوم الجبارين.
وفي غيبة النعماني ص278: عن حذيفة بن المنصور، عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: ( إن لله مائدة-وفي غير هذه الرواية مأدبة- بقرقيسياء يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين )
في غيبة النعماني ص303: عن الإمام الباقر عليه السلام قال: ( إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسياء، يشيب فيها الغلام الحزور، يرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلى طير السماء وسباع الارض اشبعي من لحوم الجبارين ، ثم يخرج السفياني
الإختصاص للشيخ المفيد ص 255: عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: ....... فيلقي السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لايكون همه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين ، ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً .
**********
اقول: عبارة المعصوم ع بانه لم يخلق مثل معركة قرقيسيا منذ آدم ع والى يوم القيامة. لهو توصيف عظيم لشأنها بلا شك.
ويؤيد ذالك قول المعصوم ايضا في عبارة " يشيب فيها الغلام الحزور" اي الشديد .
هنا يدفعنا عظيم الوصف هذا لان نقول هل انه ما ذكر من عدد القتلى المذكور " مائة الف من الجبارين" هو عينه او للتقريب.
الجواب: ظاهر التوصيف لا يناسب كثيرا عدد القتلى ، وقد شهد تاريخ البشرية قتل اعداد اكثر في معارك سابقة ولا ندري باللاحقة وكذا شدة الفتك وقوة السلاح وسرعة القتل ايضا شهدها العصر الحديث.
لذالك نحمّل هذا الوصف من باب التقريب او لعله في واحدة من وقعات هذه المنازلة العظمى التي لم ولن يشهد تاريخ حروب البشرية مثله .
وستكون حسب توصيف الرواية الشريفة مأدبة للطير والسباع لتشبع منها.
وهذا يقتضي بطبيعة المنطق ان يكون امرين
الاول : اعداد جيوش الاطراف المتحاربة كبيرة جدا بالقياس
الثاني : السلاح المستخدم في زمن المعركة شديد الفتك ، ولعل سرعة احداث حركة راية السفياني في المنطقة تؤيد ذالك. لذالك ينتج منه:
الثالث : زمن المعركة في ظل الاسباب اعلاه ليس بالطويل( اي قد لا يتجاوز الشهر ) .
ولعل هناك امور يمكن اضافتها كسبب يزيد في كبر الخسائر هو الموقع الجغرافي لمحل المعركة اذا كان اسقاطنا دقيقا ، ( انظر الى خارطة محل موقع قرقيسيا/ مدينة البصيرة) .
حيث ان معركة قرقيسيا ستكون شدتها في المثلث الذي راسه للاسفل ، على يمينه نهر الخابور وعلى شماله نهر الفرات وقاعدته في الاعلى هي مفتوحة باتجاه الشمال من حيث نزول الترك ،
وبطبيعة الحال وجود نهرين على يمين وشمال الجيش التركي هو فاصل دفاعي طبيعي له. وهذا يساعد في تحشيد القوات والتمركز والاستعداد لصد قوات السفياني القادمة . والله اعلم.
بقي بعد ما وصلنا به من بحث في هذه المعركة العظيمة في تاريخ البشرية في احداث الظهور ، انه يمكن استنتاج امر مهم لعله لم يلتفت اليه احد من الباحثين من قبل نستخرجه من منطق فهم معركة قرقيسيا ، وهو تقييم قوة السفياني من خلال فهم معركة قرقيسيا.
الكافي:8/295: عن الإمام الباقر عليه السلام قال لميسر: ( يا ميسر كم بينكم وبين قرقيسا ؟ قلت: هي قريب على شاطئ الفرات فقال: أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير . تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء ، يهلك فيها قيس ولايدعى لها داعية ) قال: وروي غير واحد وزاد فيه وينادي مناد هلموا إلى لحوم الجبارين.
وفي غيبة النعماني ص278: عن حذيفة بن المنصور، عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: ( إن لله مائدة-وفي غير هذه الرواية مأدبة- بقرقيسياء يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين )
في غيبة النعماني ص303: عن الإمام الباقر عليه السلام قال: ( إن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيسياء، يشيب فيها الغلام الحزور، يرفع الله عنهم النصر، ويوحي إلى طير السماء وسباع الارض اشبعي من لحوم الجبارين ، ثم يخرج السفياني
الإختصاص للشيخ المفيد ص 255: عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: ....... فيلقي السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لايكون همه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين ، ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً .
**********
اقول: عبارة المعصوم ع بانه لم يخلق مثل معركة قرقيسيا منذ آدم ع والى يوم القيامة. لهو توصيف عظيم لشأنها بلا شك.
ويؤيد ذالك قول المعصوم ايضا في عبارة " يشيب فيها الغلام الحزور" اي الشديد .
هنا يدفعنا عظيم الوصف هذا لان نقول هل انه ما ذكر من عدد القتلى المذكور " مائة الف من الجبارين" هو عينه او للتقريب.
الجواب: ظاهر التوصيف لا يناسب كثيرا عدد القتلى ، وقد شهد تاريخ البشرية قتل اعداد اكثر في معارك سابقة ولا ندري باللاحقة وكذا شدة الفتك وقوة السلاح وسرعة القتل ايضا شهدها العصر الحديث.
لذالك نحمّل هذا الوصف من باب التقريب او لعله في واحدة من وقعات هذه المنازلة العظمى التي لم ولن يشهد تاريخ حروب البشرية مثله .
وستكون حسب توصيف الرواية الشريفة مأدبة للطير والسباع لتشبع منها.
وهذا يقتضي بطبيعة المنطق ان يكون امرين
الاول : اعداد جيوش الاطراف المتحاربة كبيرة جدا بالقياس
الثاني : السلاح المستخدم في زمن المعركة شديد الفتك ، ولعل سرعة احداث حركة راية السفياني في المنطقة تؤيد ذالك. لذالك ينتج منه:
الثالث : زمن المعركة في ظل الاسباب اعلاه ليس بالطويل( اي قد لا يتجاوز الشهر ) .
ولعل هناك امور يمكن اضافتها كسبب يزيد في كبر الخسائر هو الموقع الجغرافي لمحل المعركة اذا كان اسقاطنا دقيقا ، ( انظر الى خارطة محل موقع قرقيسيا/ مدينة البصيرة) .
حيث ان معركة قرقيسيا ستكون شدتها في المثلث الذي راسه للاسفل ، على يمينه نهر الخابور وعلى شماله نهر الفرات وقاعدته في الاعلى هي مفتوحة باتجاه الشمال من حيث نزول الترك ،
وبطبيعة الحال وجود نهرين على يمين وشمال الجيش التركي هو فاصل دفاعي طبيعي له. وهذا يساعد في تحشيد القوات والتمركز والاستعداد لصد قوات السفياني القادمة . والله اعلم.
بقي بعد ما وصلنا به من بحث في هذه المعركة العظيمة في تاريخ البشرية في احداث الظهور ، انه يمكن استنتاج امر مهم لعله لم يلتفت اليه احد من الباحثين من قبل نستخرجه من منطق فهم معركة قرقيسي ، وهو تقييم قوة السفياني من خلال فهم معركة قرقيسيا.
اقول : قول الامام الباقر عليه السلام في توصيف معركة قرقيسيا ( أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير . تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء )
وكذالك غيرها من العبارات
كما ظهر لنا من خلال المبحث السابق وما هو واضح منها . ان مثل هذه المعركة العظمى في تاريخ البشرية وخاصتا بعد ان اطلعنا في عصرنا المشهود على كبير حجم دمار الاسلحة الفتاكة التي صنعها الانسان بالاضافة
الى كبير عدد قتلى هذه المعركة وفي ضرف زماني قصير نسبيا .
ويكون النصر لراية السفياني التي هي اصلا قد خاضت معركة شرسة مع الابقع والاصهب وحسمت الامر لها .
اذن كيف يمكن تصور جيش السفياني عدّةً وعدد - وكذالك حجم الدعم والاسناد الذي ممكن كثيرا ان يتلقاه من اليهود والغرب .
بالتاكيد انه وبحسب ظاهر الروايات سيكون جيش السفياني حتى يحقق النصر في مثل معركة بهذا الحجم والوصف متسلح بقوة كبيرة فتاكة قياسا بعصرها .
لذالك هنا على الرغم من ان روايات السفياني كما يراها بعض المدققين من الباحثين انه تم في قسم منها ولاسباب سياسية تعمد التضخيم لما سيفعله من جرائم وقتل وحتى انهم يقولون انه مساحة المناطق التي سوف يدخلها في غزوه فيها تضخيم متعمد لاسباب سياسية .
ولكن !
رغم هذا وان كان حقا فلا يمنع واقع ما بيناه الى كبير قوته وبطشه من خلال فهم قوة جيشه المشترك في معركة قرقيسيا وكما ظهر لنا واضحا .
****************
ولعل واقع عصرنا الحاضر الان وباضافة فرضية عصر الظهور المطروحة في الساحة البحثية لعلامات الظهور يمكن بها تقدير قوة تناسب فهم قوة جيش السفياني .
وخاصة ان احد خصومه في معركة قرقيسيا هم الترك والذين يعتبرون في قياسات جيوش المنطقة والعالم جيش قوي ( تركيا دولة قوية وتستطيع ان تحارب عدة جيوش في وقت واحد وان تواجه اقوة الدول في العالم حيث ان
تركيا تمتلك 515,000 جندياً عسكرياً .
وتعد القوات المسلحة التركية ثاني اكبر جيش في حلف شمالي الأطلسي (ناتو) بعد الولايات المتحدة وهي ثامن أكبر جيش في العالم من حيث عديد الجنود الموضوعين في الخدمة أكبر من الجيشين الفرنسي والبريطاني مجتمعين اذ يبلغ عديده 514 ألف جندي في الخدمة و380 ألفا في الاحتياط )
اذن هنا يمكن تصور قوة جيش السفياني وقوة الدعم والاسناد الذي يحضى به ولو بشكل تقريبي جيد قياسا بما علمناه من قوة الجيش التركي .
الاخوة المتابعين - هذا التصور المنطقي الذي نخمن به قوة جيش السفياني مع حقيقة ما ورد في الروايات من عظيم معركة قرقيسيا التي ينتصر فيها السفياني لعله يفتح ابواب فهم اخرى لاشارات روائية سابقة وحجم التهديد الذي سوف يوجهه لحركة الظهور المقدس بقيادة الامام الحجة ع واتباعه .
واحدة من الامور المهمة هنا : لعل كبير قوته وبطشه هو السبب الذي يوجه فيه الامام شيعته ( بان يغيب الرجال وجوههم ) وخاصة في الشهرين الاولى من خروجه . اذا اخذنا بالاعتبار انّ العراق مثلا يشهد ضعف وتشتت في هذه الفترة . وان القوة الغازية ليست كما لعله يتصور البعض الان كعصابات القاعدة وداعش مسلحة بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة في احسن الاحوال .
بل هنا نحن امام قوة اشبه تسليحها ودعمها بالجيش النظامي
اي دبابات ودروع وطائرات واسلحة فتاكة كلها بيد قيادة مجرمة تستهدف حركة الظهور .
لذالك مقابل مثل هكذا تحدي لابد وان تكون هناك استراتيجية عسكرية مناسبة لحركة ظهور الامام ع وثورته . وهذا لعله سيكون له طرح خاص في موضوع خاص ينبثق من فهم ما عرضناه في هذا الطرح وكذالك معه احداث المنطقة الاخرى . ونحاول استظهار الخطة الاستراتيجية التي رسمها المعصومين ع في الروايات لشيعتهم لمواجهة خطر السفياني وكل تحدي اخر .
ولكن ! لاهمية وحساسية هذا المبحث الجديد فلعله اذا اقتضى الامر ان لا نعرضه على العام - بل نقتصره على الخواص . مخافة كشف اسرارنا لجبهة العدو المتربصة والمستفيدة مما يطرحه الباحثون .
الى هنا ناتي الى نهاية دراسة وبحث معركة قرقيسيا في احداث الظهور
ونقول : هذا مقدار فهمنا اذا وفقنا الله واصبنا الحق والله اعلم
الاخوة المتابعون يمكن الان طرح اي سؤال او مناقشة اي حيثية في البحث
الباحث الطائي
20 شهر رمضان 1435 هجري المصادف 17 - 7 - 2014 ميلادي
العرض العادي
