الأخ عصف الرياح
هوّن عليك
فقد صدر منك الاعتذار للاخت الفاضلة الجزائرية وأرجو أن يكون ذلك سبباً لتطييب الخواطر , ونشوء حالة من التسامح والتقدير , وعودة المياه الى مجاريها بينكما . فنحن وإيّاكم إن شاء الله بهذا المنتدى أخوة وأخوات نتباحث في أمور شتى من أجل مصلحتنا وما يُصلحُ شأننا كُلّه حتى لا تعصف بنا الفتن التي أحاطت بنا وإتجهت لنا من كل حدبٍ وصوب !! لهذا آمل أن تستمر معنا بالنقاش وتُبيّن لنا رأيك بوضوح دون الحاجة الى اعتماد بحوث سابقة في هذا المجال . فما كتبه مُجتبى السادة يُمثل وجهة نظره فقط و كان ذلك منذُ سنوات قبل أن تستجد و تتغيّر الأمور كثيراً كما هو خاصل هذه الأيام !!
عموماً عودة لأُس موضوعنا ومضمون بحثنا هذا أرجو أن تتقبل مني أنت وبقية الأخوة المتحاورون هذه الاضافة
عن عبد الرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبد
الله عليه السلام إذ دخل
عليه
مهزم فقال له: (جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظر متى هو؟ فقال:
يا مهزم كذب الوقّاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المُسلّمون)
الكافي 1/368، غيبة النعماني 197، غيبة الطوسي 262.
من خلال هذا الحديث الشريف وغيره ممن وافقه بالمعنى والمضمون نجد أن الأئمة
عليهم السلام يطلبون من القواعد الشعبية المؤمنة المُعاصرة لهم أو التي تلتْهُم بقرون بالتريث وعدم العجلة ، لأن الاستعجال تعبير واضح عن قلق النفس واضطرابها، واليأس من تغيير واقع الظلم السياسي والاجتماعي الموجه ضد الجماهير المؤمنة، ولذا فالاستعجال ردة فعل لمن ليست لديهم القدرة على الصبر وتحمل الأذى، أو التحرك في الحياة بمفهوم إيجابي للانتظار، وليست لديهم حالة كبيرة من الاستعداد النفسي لتغيير واقعهم الفاسد.. كذلك يترك (الاستعجال) قلقاً عصابياً في النفس إذا طالت فترة الغيبة الكبرى، مما يؤدي إلى فشل هؤلاء المستعجلين في التغيير، حيث يتفجر حقدها، وتيأس، ويذبل الأمل لديها.
في مثل هذه الظروف (طول فترة الغيبة الكبرى) فإن أئمة أهل البيت
عليهم السلام أخذوا يوصون أولياءهم ومحبيهم وشيعتهم بانتظار الفرج !!!
والذي عبرت عنه الروايات بأنه أفضل العبادة، فقد مدحت أخبار أهل البيت
عليهم السلام
المنتظرين لخروجه، كما وضحت كيفية هذا الانتظار وشروطه، كما بينت تكاليف
المنتظرين في زمن الغيبة الكبرى.. عن أمير المؤمنين
عليه السلام: (انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح
الله فإن أحب الأعمال إلى
الله عليه السلام انتظار الفرج مادام
عليه العبد المؤمن، و
المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل
الله)( 1).. ولتوضيح معنى الانتظار: جاء في رواية عن
الإمام ال
صادق عليه السلام أنه قال: (من سره أن يكون من أصحاب
القائم، فلينتظر، وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر، فإن مات وقام
القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدوا وانتظروا هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة)( 2).. وبما أن التوقيت للسابقين لنا من الشيعه قد يعود سلباً عليهم لعلم الأئمة عليهم السلام بعدم ظهور الإمام المهدي عليه السلام الاّ بعد عدة قرون تلي قترة وجود أولئك الشيعه فقد بينوا لهم بضرورة عدم التوقيت والاستعجال والتحلّي بالصبر !! لأن عدم الصبر يتعارض مع معنى الانتظار الإيجابي، سئل
الإمام الجواد عليه السلام لم سمّي
المنتظر قال: (
لأن له غيبة يكثر أيامها، ويطول أمدها ، فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، ويستهزئ بذكره الجاحدون، ويكذب فيه الوقّاتون، ويهلك فيه المستعجلون، وينجو فيه المسلّمون).( 3)
والمعروف أن الانتظار هو حالة ترقب واستعداد وتهيئة النفس والمساعدة في تهيئة الظروف والتمهيد لقرب الظهور.. وبما أن أجلى مصاديق الانتظار هو الاطلاع على (الثقافة المهدوية) والتشبُّع بها، ومتابعة كل ما يرتبط ب
الإمام الغائب عجل
الله فرجه، ومعرفة شرائط الظهور وعلاماتة، والحرص على متابعة العلامات ومطالعة الأحداث التي تسبق ظهور
القائم عليه السلام..
وهذا ما نحن بصدده ونعيش أدق تفاصيله ..
فقد تكشّف لنا نحن الشيعه المُعاصرون من واقع إطلاعنا على مضامين الأحاديث والروايات الشريفة التي بينت علامات وزمن الظهور بأننا نحن المعنيون بعصر الظهور أكثر من غيرنا ونستطيع الركون الى بعض ملامح وعلامات الظهور التي نستنبط منها ما يُشير الى التوقيت والشواهد على ذلك كثيرة !!
لهذا فإنني أستغرب كثيراً لأن الجدل والإختلاف في منع التوقيت لظهور الإمام أرواحنا له الفداء أو كراهية توقيت خروجه الشريف أمرٌ لا يخوض به هذه الأيام سوانا نحن الشيعه ممن ندعوا ليل نهار دون سوانا بدعاء الفرج والعهد والندبة 0
بينما أعداؤنا قد أعدوا العدّة وأخذوا مواقعهم وتمترسوا فيها من أجل التهيُء لذلك اليوم الموعود وكأن عملية إحتلال أفغانستان والعراق والسيطرة على دول الخليج العربية من قبل ونهب خيراتها ومن ثم تفتيت الدول العربية الى دويلات وتشييع الفوضى فيها مرت على البعض منا مرور الكرام !!
ومحاصرة إيران و تخريب سوريا ولبنان وقمع شعب البحرين واليمن ومحاولة تركيع قوى الممانعه الاسلامية الواعية في كل مكان من قبل اليهود والنواصب هي الأخرى مرت على البعض منا مرور الكرام !! وكأن ما يتعرض له الشيعه بتلك البلدان من قمع وقهر وتصفية ما هو إلاّ من باب الصدفة !! وليس عن سابق ترتيب وإستهداف مُبرمج ومحدد وكأنه حرب إستباقية قبل ان تتكون دولة الإمام الكبرى !!
أخي كل ما يحدث حولنا من مُستجدات ومتغيرات كونية بشرية مناخية وإقتصادية إن عرضناها على روايات رسولنا الكريم وأهل البيت عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام والمُتعلقة بحقبة آخر الزمان تُشير بأنها تهياة لذلك الظهور الشريف !!!
كما إنه هناك عدداً من العلماء المعاصرين قد أشاروا بطرق غير مباشرة لذلك الأمر فهل تراهم هم أيضاً مُخطئون ووقاتون ؟؟!!
1- الإمام الخميني قد ثبت عنه قبل وفاته أنه قال : إن أولادنا و أحفادنا (مخاطباً الشعب آنذاك) سيشهدون ظهور الإمام المهدي، يدل هذا القول للسيد الخميني أن زمن الظهور الإمام المهدي هو الزمن الذي نعيش فيه، لأن أولاد و أحفاد أنصار الثورة قد أصبحوا الآن في سن الاستعداد لهذا الظهور.
2- الشيخ بهجت قد ثبت عنه قبل وفاته أنه قال : "إن كهول هذا العصر سوف يشهدون ظهور الإمام"
3- السيد محمد صادق الصدر قال في أحد خطب الجمعه المشهورة له في جامع الكوفة بأن أمريكا لديها ملف كامل عن الأمام المهدي وما وجودها ووجود أساطيلها الحربية إلاّ لمراقبة الظهور من قرب وهي لا ينقصها في ذلك الملف سوى صورته !!!
4- السيد حسن نصرالله قال وكرر بأكثر من خطاب جماهيري له ما يفيد بأن اسرائيل ستزول حتما و خلال العشرين سنة القادمة و كان الخطاب سنة 2002 و في عدة مناسبات قال سماحته ان الامام المهدي عليه السلام هو من سيحرر القدس من اليهود الغاصبين ... و الحليم تكفيه الاشارة فهل هناك تحديد و توقيت اكثر من هذا ؟؟؟
المعروف من حالة
المنتظر لقدوم غائب أو عودة مسافر تكون بتأمل الطريق وملاحظة علامات وشروط القدوم، خاصة إذا كان المنتظَر أكثر محبوبية وأعظم نفعاً، فتزداد حالة الترقب والتلهف والشوق والاستعداد لحصول حالة اللقاء.. والأهم من هذا وذاك هو إعداد النفس لتتأهل لنصرة
الإمام عليه السلام والسير في ركبه، أسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم وسائر الشيعه المخلصين نصرة إمامنا المُؤمل المنتظر الحُجة ابن الحسن صلوات الله عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين في القريب العاجل وقبل أن يدركنا الموت فقد مسنا الضُرُّ كثيراً وربنا أرحم الراحمين ..
دُمتم بخير