قال الوهابي :
ويقول علي عليه السلام في شأن البيعة مبيناً مكانة الصحابة من المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم: (وأن الحق ما اجتمعوا فيه، وكان ذلك كتاباً أرسله إلى معاوية يطلب منه البيعة مع من بايعوا قال: إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يردّ، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين، وولاه ما تولى)
الرد :
لجهالة الوهابية فيما يقرأوه و هذه علة من علل الوهابية وهي عدم فهم ما يقرأوه
فالامام علي عليه السلام طبق على معاوية قاعدة ( ألزموهم بما ألزموا بهم أنفسهم )
لأن معاوية يعتقد أن الخلافة تكون بالشورى لا بالنص و لا بالوصايا
وفي هذه الخطبة الإمام علي عليه السلام يوضح فيها دكتاتورية ابي بكر و عمر وهي عدم إستطاعة الناس
الإختيار و التي لم يكن عليها إجماع بوضوح قوله عليه السلام : فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَخْتَارَ، وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَرُدَّ
و أصل هذه الخطبة من كتاب وقعة صفين
لكن عند رجوعي الى كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري وجدت سند هذه الخطبة ضعيف جدا
ص 27
نصر : عمر بن سعد ( لم يوثق) ، عن نمير بن وعلة( لم يوثق ) ، عن عامر الشعبي ( ناصبي لم يوثق ) ، أن عليا عليه السلام حين قدم من البصرة نزع جريرا همدان ، فجاء حتى نزل الكوفة ، فأراد علي أن يبعث إلى معاوية رسولا فقال له جرير : ابعثني إلى معاوية ، فإنه لم يزل لي مستنصحا وودا ، فآتيه فأدعوه على أن يسلم لك هذا الأمر ، ويجامعك على الحق ، على أن يكون أميرا من أمرائك ، وعاملا من عمالك ، ما عمل بطاعة الله ، واتبع ما في كتاب الله ، وأدعو أهل الشام إلى طاعتك
وولايتك ، وجلهم قومي وأهل بلادي ...إلى أن قال ... ودفع إليه كتاب علي بن أبي طالب ، وفيه :
بسم الله الرحمن الرحيم .
أما بعد فإن بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام ؛ لأنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان علي ما بويعوا عليه ، فلم يكن للشاهد أن يختار ، ولا للغائب أن يرد . وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار ، فإذا اجتمعوا على رجل فسموه إماما كان ذلك لله رضا ، فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو رغبة ردوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى ويصليه جهنم وساءت مصيرا . ..إلخ
فلا تقام بها الاحتجاج بضعف سندها و كذلك يوجد فيها الإساءة إلى ابي بكر و عمر و عثمان
و دليل أن بيعة السابقون مؤامرة قول عمر بن الخطاب عن بيعة ابي بكر أنها ( فلتة و قى الله المسلمين شرها ) و بعضها جاء بلفظ ( إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة و تمت الا و انها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها ) و أما بقية قوله لا يهمني لأنه ترقيع لأبي بكر
و ذكر قول عمر في كتاب صحيح البخاري
و السيرة النبوية لابن هشام بسند صحيح
فتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر الجزء الخامس عشر
البداية و النهاية لابن كثير في الجزء الثامن
تاريخ الخلفاء للسيوطي الجزء الأول - ص 63 - مطبعة السعادة - مصر
و شرح قول عمر : ان بيعة ابي بكر لم يتم فيها الإجماع بل وقعت بغتة بلا مشورة اي بشكل مفاجئ
و هذه البيعة أول مؤامرة في الإسلام بعد وفاة النبي صل الله عليه و آله
الزبيدي - تاج العروس - الجزء الأول - ص 568
يقال : كان ذلك الأمر فلتة أي فجأة من غير تردد ولا تدبر وعبارة المصباح أي فجأة حتى كأنه إنفلت سريعاً
وقال إبن الأثير : أراد بالفلتة الفجأة ومثل هذه البيعة جديرة بأن تكون مهيجة للشر والفتنة فعصم الله تعالى من ذلك ووقى.
وقيل : أراد بالفلتة الخلسة ، أي أن الإمامة يوم السقيفة مالت الأنفس إلى توليها ، ولذلك كثر فيها التشاجر فما قلدها أبوبكر إلاّ إنتزاعاً من الأيدى وإختلاساً كما في لسان العرب ، ومثله في الفائق والمحكم وغيرها .
الأزهرى : إنما معنى فلتة البغتة قال : وإنما عوجل بها مبادرة لأنتشار الأمر حتى لا يطمع فيها من ليس لها بموضع.
وكذلك ذكر في الصحيحين عند المخالفين إن الإمام علي عليه السلام لم يبياع ابي بكر إلا بعد ستة أشهر كرهاً وهو ما رواه ابن عباس رضي الله عنه ( أخذت الموضع الشاهد و أما البقية ترقيع لأبي بكر ) :
فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر
و لا ننسى خطبة الشقشقية المتواترة و هي أعلى حجية من الحديث الصحيح و التي يظهر فيها أحقيته و شرعيته بالخلافة دون غيره و يذم فيها من سبقوه و سرقوا الخلافة منه
و كذلك روي عنه بخطبة صحيحة الإسناد في كتاب الكافي في الجزء الثامن لثقة الإسلام الكليني طاب ثراه و فيه يذم الثلاثة الذين سبقوه
حيث قال الامام علي عليه السلام : قد كانت أمور لم تكونوا عندي فيها معذورين ، أما إني لوأشاء أن أقول لقلت ، عفا الله عما سلف ، سبق الرجلان ، وقام الثالث كالغراب همته بطنه ، ويله لو قص جناحاه وقطع رأسه لكان خيرا له .
و أيضاَ ذكرت هذه الخطبة في الارشاد في معرفة حجج الله على العباد - الجزء الاول ص 227
وذكرها ايضاً من العامة أبو عبيدة معمر بن المثنى
و ايضاً في كتاب الأوائل للعسكري وهو من العامة في ج 1 ص 59 (( قد كانت أمور ملتم فيها عن الحق ميلاً كبيراً، كنتم فيها غير محمودين، ولو أشاء لقلت عفا الله عما سلف، مضى الرجلان، وقام الثالث كالغراب، همته بطنه))
و أيضاً ذكر في نهج البلاغة - ج1 - ص 131 يوضح مظلوميته حيث قال :
و قد قال قائل إنك على هذا الأمر يا ابن أبي طالب لحريص فقلت بل أنتم و الله لأحرص و أبعد و أنا أخص وأقرب و إنما طلبت حقا لي و أنتم تحولون بيني و بينه و تضربون وجهي دونه فلما قرعته بالحجة في الملإ الحاضرين هب كأنه بهت لا يدري ما يجيبني به .
و ذكر عند المخالفين قول الإمام علي عليه السلام :
ما لقي أحد من هذه الأمة ما لقيت ولى أبو بكر رضى الله عنه وكنت أحق الناس بالخلافة
و بعضها جاءت بلفظ : وأنا أحق الناس بهذا الأمر
ذكرت هذه الرواية في ميزان الاعتدال ( ج3 - ص 410 ) لكن الذهبي تورط و انكرها و قال كذباً و زوراً انها موضوعه على ابو عوانه فكيف تكون موضوعه الى ابو عوانة و رواها عنه ثلاثة ؟؟
و كذلك ذكرت في الأنساب الاشراف للبلاذري في الجزء الأول
و ذكرت في السنة الجزء الثالث لعبد الله بن أحمد بن حنبل لكن دلس فيها
و في كتاب بغية الطالب في تاريخ حلب ج 4
و ذكرت أيضاً في كتاب التاريخ الكبير في الجزء الأول لكن تم تدليسها و غيرت في كلماتها
و غيرها