قال تعالى " أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا ، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم " .بهذه الكلمات البسيطة في شكلها العميقة في مضمونها ، يختصر القرآن الكريم الحل لجميع المشاكل الاجتماعية ، والحروب السياسية التي تعصف بالعالم الإسلامي ، وتهد من بنيته ، وتفكك من وحدته وقوته : إنه العفو والتسامح .
ما هو العفو؟
فما هو العفو ؟ وما هي مستوياته ؟ وما أهم الأهداف التي يحققها ؟العفو سمة من أرقى السمات الأخلاقية وأكثرها أهمية فهي تعني إفراغ القلب من الضغائن والأحقاد وملئه بالحب والمودة ، ومقابلة من أساء إلينا بالعفو والصفح والمغفرة وهي لا تتأتى للشخص المؤمن إلا بعد جهد جهيد وعناء شديد في مجال التربية الروحية والنفسية .إذ ينبغي للإنسان أن يكون صدره كالبحر .. يسع الجميع ويحتوي الجميع فلا يبادر إلى الانتقام بمجرد أن يؤذيه أحد بل ينبغي النظر إلى مثل هذه الأمور بعين التسامح والصفح واللين بدل الشدة والصرامة والحزم ، وليس فخراً للإنسان أن يتحفز للانتقام لدى أقل إهانة أو احتقار عن قصد أو غير قصد وقد يستمر ذلك لعشرات السنين المليئة بالنفسية المريضة الضيقة الأفق .ومن هنا جاءت التأكيدات القرآنية في حث الرسول الكريم ـ الذي قال الله تعالى في حقه " وإنك لعلى خلق عظيم " وقال هو محدداً الغاية من دعوته :" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ـ على روح التسامح والصفح عن الآخرين فيقول تعالى :" خذ العفو ، وأمر بالعرف ، وأعرض عن الجاهلين " ويقول تعالى في آية أخرى مؤكداً على الحقيقة ذاتها : " والكاظمين الغيظ ، والعافين عن الناس ، والله يحب المحسنين " .كما نجد في أحاديث الرسول الأكرم التأكيد على ذلك :فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة ، العفو عمن ظلمك وتصل من قطعك والإحسان إلى من أساء إليك وإعطاء من حرمك ".وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : " عليكم بالعفو فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا فتصافوا يعزكم الله ".
مستويات العفو
والعفو ليس على مستوى ووتيرة واحدة وإنما على درجات عدة يتفاوت الناس فيها فيما بينهم كل حسب ما يمتلكه من صبر وحلم ومقدرة على مسك زمام النفس و كبح جماحها أمام ما يصدر من الطرف الآخر من إساءة واعتداء ، وهي :المستوى الأول : أن نسيطر على الغضب بدرجة معينة لا نستطيع معها منعه من الخروج عن الكلام الخالي عن الإيذاء والإساءة .المستوى الثاني : وهو أن نقابل الإساءة بردة الفعل القلبي فقط دون أن يظهر ذلك على الجوارح وفلتات اللسان ، بكبت الغضب والسيطرة عليه .المستوى الثالث : وهي أعلى درجات العفو وأكثرها رفعة فبها يستطيع الشخص المؤمن منع الغضب و كبح جماحه حتى المستوى القلبي والاستعاضة عنه بالصفح والحب وهي ما عبر عنه نبي الله عيسى (ع) في موعظته للحواريين بقوله : " إذا صفعك أحدهم على خدك الأيمن فقدم له خدك الأيسر " كتعبير عن الرفعة النفسية والتربية الروحية .وفي تاريخنا الإسلامي حكمة بالغة في مجال العفو والصفح عن الآخرين فهاهو رسول الله (ص) الذي قاسى الكثير من قريش بقتل أصحابه وتعذيبهم وهو القائل " ما أوذي نبي مثل ما أوذيت " ومع ذلك ما أن فتح مكة واجتمع أهلها صدح بأعلى صوته ما تظنون أني فاعل بكم ؟قالوا : أخ كريم وأبن أخ كريم .فقال : أذهبوا فأنتم الطلقاء .ليشيد بكلماته تلك مثلاً أعلى على العفو والنبل ومقابلة الإساءة بالحسنة ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى مثل هذا الخلق العظيم أن يسود بيننا كي نطرد درن الحقد والبغضاء من نفوسنا .
شكرا جزيلا على هذا الموضوع اللطيف
بارك الله بكم ووفقكم لكل خير وحماكم تحت ضل عرشه
عذرا ًفقل له عذرا ً}
يعني أنك لابدفي آخر الأمر أن تقبل العذر.
فأفسح اخي الطريق وأصفح لمن أخطأ عفوا ًبحقك إذا رايته يريد إن
يتقرب إليك ويلاطفك الكلام ويريد أن يخرج من دائرة سخطك
وغضبك فأفتح له المجال وأعطه الفرصة ليشرح لك وضعه
ولا تتكلم فيما سلف ولا تعدد عليه أفعاله وأخطاءه
أسأ ل المولى عزوجل أن يهدينا جميعا إلى
مايحبه ويرضاه وأن يمنحنا سعة الصدر
والــعفو عند المقدرة
اختي الفاضلة
بارك الله فيكم على الطرح القيم
مشكور اخي الغالي لمرورك العطر
لك مني خالص الاحترام
قال تعالى " أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا ، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم " .بهذه الكلمات البسيطة في شكلها العميقة في مضمونها ، يختصر القرآن الكريم الحل لجميع المشاكل الاجتماعية ، والحروب السياسية التي تعصف بالعالم الإسلامي ، وتهد من بنيته ، وتفكك من وحدته وقوته : إنه العفو والتسامح .
ما هو العفو؟
فما هو العفو ؟ وما هي مستوياته ؟ وما أهم الأهداف التي يحققها ؟العفو سمة من أرقى السمات الأخلاقية وأكثرها أهمية فهي تعني إفراغ القلب من الضغائن والأحقاد وملئه بالحب والمودة ، ومقابلة من أساء إلينا بالعفو والصفح والمغفرة وهي لا تتأتى للشخص المؤمن إلا بعد جهد جهيد وعناء شديد في مجال التربية الروحية والنفسية .إذ ينبغي للإنسان أن يكون صدره كالبحر .. يسع الجميع ويحتوي الجميع فلا يبادر إلى الانتقام بمجرد أن يؤذيه أحد بل ينبغي النظر إلى مثل هذه الأمور بعين التسامح والصفح واللين بدل الشدة والصرامة والحزم ، وليس فخراً للإنسان أن يتحفز للانتقام لدى أقل إهانة أو احتقار عن قصد أو غير قصد وقد يستمر ذلك لعشرات السنين المليئة بالنفسية المريضة الضيقة الأفق .ومن هنا جاءت التأكيدات القرآنية في حث الرسول الكريم ـ الذي قال الله تعالى في حقه " وإنك لعلى خلق عظيم " وقال هو محدداً الغاية من دعوته :" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ـ على روح التسامح والصفح عن الآخرين فيقول تعالى :" خذ العفو ، وأمر بالعرف ، وأعرض عن الجاهلين " ويقول تعالى في آية أخرى مؤكداً على الحقيقة ذاتها : " والكاظمين الغيظ ، والعافين عن الناس ، والله يحب المحسنين " .كما نجد في أحاديث الرسول الأكرم التأكيد على ذلك :فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة ، العفو عمن ظلمك وتصل من قطعك والإحسان إلى من أساء إليك وإعطاء من حرمك ".وعنه صلى الله عليه وآله وسلم : " عليكم بالعفو فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا فتصافوا يعزكم الله ".
مستويات العفو
والعفو ليس على مستوى ووتيرة واحدة وإنما على درجات عدة يتفاوت الناس فيها فيما بينهم كل حسب ما يمتلكه من صبر وحلم ومقدرة على مسك زمام النفس و كبح جماحها أمام ما يصدر من الطرف الآخر من إساءة واعتداء ، وهي :المستوى الأول : أن نسيطر على الغضب بدرجة معينة لا نستطيع معها منعه من الخروج عن الكلام الخالي عن الإيذاء والإساءة .المستوى الثاني : وهو أن نقابل الإساءة بردة الفعل القلبي فقط دون أن يظهر ذلك على الجوارح وفلتات اللسان ، بكبت الغضب والسيطرة عليه .المستوى الثالث : وهي أعلى درجات العفو وأكثرها رفعة فبها يستطيع الشخص المؤمن منع الغضب و كبح جماحه حتى المستوى القلبي والاستعاضة عنه بالصفح والحب وهي ما عبر عنه نبي الله عيسى (ع) في موعظته للحواريين بقوله : " إذا صفعك أحدهم على خدك الأيمن فقدم له خدك الأيسر " كتعبير عن الرفعة النفسية والتربية الروحية .وفي تاريخنا الإسلامي حكمة بالغة في مجال العفو والصفح عن الآخرين فهاهو رسول الله (ص) الذي قاسى الكثير من قريش بقتل أصحابه وتعذيبهم وهو القائل " ما أوذي نبي مثل ما أوذيت " ومع ذلك ما أن فتح مكة واجتمع أهلها صدح بأعلى صوته ما تظنون أني فاعل بكم ؟قالوا : أخ كريم وأبن أخ كريم .فقال : أذهبوا فأنتم الطلقاء .ليشيد بكلماته تلك مثلاً أعلى على العفو والنبل ومقابلة الإساءة بالحسنة ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى مثل هذا الخلق العظيم أن يسود بيننا كي نطرد درن الحقد والبغضاء من نفوسنا .
شكرا جزيلا على هذا الموضوع اللطيف
بارك الله بكم ووفقكم لكل خير وحماكم تحت ضل عرشه
لكم مني خالص الاحترام والتقدير
مشكور اخي الغالي لمرورك العطر
لك مني خالص الاحترام