|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 248
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 272
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
m-mahdi.com
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الحلقة الثامنة من بحث التوقيت للظهور محرم ومنهي عن
بتاريخ : 03-06-2007 الساعة : 11:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين.
الحلقة الثامنة من بحث التوقيت للظهور محرم ومنهي عنه (الروايات والعقل يقودان لذلك).
وقفة دلالية مع روايات بحار الانوار في الباب
في بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 52 - ص 101 - 106
باب التمحيص والنهى عن التوقيت وحصول البداء في ذلك
تنبيه :ارقام الاحاديث مرتبة حسب ترتيب كتاب بحار الانوار .
5 - عن الفضيل قال : سألت أبا جعفر عليه السلام هل لهذا الامر وقت ؟ فقال : كذب الوقاتون ، كذب الوقاتون كذب الوقاتون .
ويقال: الحديث مطلق( هل لهذا الأمر وقت) والجواب من الإمام عليه السلام مطلق في تكذيب كل من يوقت، والتخصيص يحتاج إلى مخصص وهو مفقود.
6 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كذب الموقتون ، ما وقتنا فيما مضى ، ولا نوقت فيما يستقبل .
ويقال: ان هذا الحديث ولمقام الاطلاق, ينفي ان يكون هناك وقت, لذلك اطلق الإمام عليه السلام النفي لان يكون لهذا الامر وقت,وتأكيد الإمام للتكذيب ثلاث مرات مع عدم التفصيل من قبله عليه السلام دليلٌ على عدم إرادته بيان زائد اكثر مما بين, وبمقتضى الاطلاق فان الشمولية لازمة لحكم التكذيب لكل موقت.
7 عن عبد الرحمن بن كثير قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه مهزم الأسدي فقال : أخبرني جعلت فداك متى هذا الامر الذي تنتظرونه ؟ فقد طال ، فقال : يا مهزم كذب الوقاتون ، وهلك المستعجلون ونجا المسلمون وإلينا يصيرون
ويقال: الإمام عليه السلام في هذا الحديث ينفي التوقيت أي ينفي أن يكون لهذا الأمر عندهم أو عند غيرهم وقت لمكان الاطلاق بل ويزيد الإمام عليه السلام في هذا الحديث بالبيان ليمدح المسلميّن أمرهم للائمة عليهم السلام, ويذم المستعجلين وهذا ما يأتي تفصيله في ملحق رقم (3).
8 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من وقت لك من الناس شيئا فلا تهابن أن تكذبه ، فلسنا نوقت لاحد وقتا.
ويقال : ينفي الإمام عليه السلام أن يكون قد صدر منهم وقت, و يظهر من الحديث أنهم عليهم السلام لا يوقتون لأحد,بل و يترقى الإمام عليه السلام في حديثه ليأمر أصحابه بعدم هيبة تكذيب الموقتين مطلقا.
9 - عن محمد بن الحنفية في حديث اختصرنا منه موضع الحاجة أنه قال : إن لبني فلان ملكا مؤجلا حتى إذا أمنوا واطمأنوا ، وظنوا أن ملكهم لا يزول ، صيح فيهم صيحة ، فلم يبق لهم راع يجمعهم ولا داع يسمعهم ، وذلك قول الله عز وجل " حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون " قلت : جعلت فداك ، هل لذلك وقت ؟ قال : لا لان علم الله غلب علم الموقتين إن الله وعد موسى ثلاثين ليلة وأتمها بعشر لم يعلمها موسى ، ولم يعلمها بنو إسرائيل ، فلما جاز الوقت قالوا : غرنا موسى فعبدوا العجل ، ولكن إذا كثرت الحاجة والفاقة ، وأنكر في الناس بعضهم بعضا فعند ذلك توقعوا أمر الله صباحا ومساء . بيان : " الصيحة " كناية عن نزول الامر بهم فجاءة .
ويقال: : رغم عدم صدوره من الائمة عليهم السلام إلا إن في الحديث (فيما لو قبلناه) دلالة على أن أمر التوقيت خاص بالله تعالى وهذا ما سيظهر من بعض الروايات .
10- عن أبي بصير قال : قلت له : ألهذا الامر أمد نريح إليه أبداننا وننتهي إليه ؟ قال : بلى ولكنكم أذعتم فزاد الله فيه .
ويقال: يقول كان له وقت ولكن اذاعة الوقت هي التي زادت فيه مدة غير معلومة لا للائمة عليهم السلام ولا لغيرهم, فهذا علم اختص به الله تعالى نفسه نظير وقت الساعة.
11 - عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : إن عليا عليه السلام كان يقول إلى السبعين بلاء ، وكان يقول بعد البلاء رخاء وقد مضت السبعون ولم نر رخاء ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام يا ثابت إن الله تعالى كان وقت هذا الامر في السبعين ، فلما قتل الحسين اشتد غضب الله على أهل الأرض فأخره إلى أربعين ومائة سنة فحدثناكم فأذعتم الحديث ، وكشفتم قناع الستر فأخره الله ولم يجعل له بعد ذلك وقتا عندنا ، ويمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب . قال أبو حمزة : وقلت ذلك لأبي عبد الله عليه السلام فقال : قد كان ذاك . الغيبة للنعماني : الكليني ، عن علي بن محمد ومحمد بن الحسن ، عن سهل ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله تعالى قد [ كان ] وقت إلى آخر الخبر. [ بيان : قيل : السبعون إشارة إلى خروج الحسين عليه السلام والمائة والأربعون إلى خروج الرضا عليه السلام إلى خراسان . أقول : هذا لا يستقيم على التواريخ المشهورة ، إذ كانت شهادة الحسين عليه السلام في أول سنة إحدى وستين ، وخروج الرضا عليه السلام في سنة مائتين من الهجرة . والذي يخطر بالبال أنه يمكن أن يكون ابتداء التاريخ من البعثة ، وكان ابتداء إرادة الحسين عليه السلام للخروج ومباديه قبل فوت معاوية بسنتين فان أهل الكوفة - خذلهم الله - كانوا يراسلونه في تلك الأيام وكان عليه السلام على الناس في المواسم كما مر ، ويكون الثاني إشارة إلى خروج زيد ، فإنه كان في سنة اثنتين وعشرين ومائة من الهجرة ، فإذا انضم ما بين البعثة والهجرة إليها ، يقرب مما في الخبر أو إلى انقراض دولة بني أمية أو ضعفهم ، واستيلاء أبي مسلم إلى خراسان ، وقد كتب إلى الصادق عليه السلام كتبا يدعوه إلى الخروج ، ولم يقبله عليه السلام لمصالح ، وقد كان خروج أبي مسلم إلى خراسان ، في سنة ثمان وعشرين ومائة من الهجرة فيوافق ما ذكر في الخبر من البعثة . وعلى تقدير كون التاريخ من الهجرة يمكن أن يكون السبعون لاستيلاء المختار فإنه كان قتله سنة سبع وستين ، والثاني لظهور أمر الصادق عليه السلام في هذا الزمان وانتشار شيعته في الآفاق مع أنه لا يحتاج تصحيح البداء إلى هذه التكلفات .
ويقال : فإذا لم يجعل له وقت عند الائمة فهل يعقل ان يجعل له وقت عند غيرهم.
‹ 12- عن عثمان النوا قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : كان هذا الامر فيّ ، فأخره الله ويفعل بعد في ذريتي ما يشاء .
ويقال: الحديث هنا يصرح إن الامر في روايات التوقيت لم يُرد به أمر القائم المهدي عليه السلام, بل اريد به أمر إمام ذلك الزمان وهو الصادق عليه السلام, حيث يصرح الإمام الصادق عليه السلام في هذا الحديث أن الامر كان فيه (كان هذا الامر فيَّ) ثم بعد ذلك أخره الله تعالى وجعله أي الأمر (وليس خروج القائم المهدي عليه السلام الذي بشرت به الاديان القديمة والجديدة) في ذرية الإمام الصادق عليه السلام.
14- عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن قول الله " أتى أمر الله فلا تستعجلوه " قال : إذا أخبر الله النبي بشئ إلى وقت فهو قوله " أتى أمر الله فلا تستعجلوه " حتى يأتي ذلك الوقت ، وقال : إن الله إذا أخبر أن شيئا كائن فكأنه قد كان
ويقال: في هذا الحديث تفسير لاية عدم إستعجال أمر الله تعالى, ويوصي الإمام الصادق عليه السلام أصحابه بعدم الاستعجال حتى يجيء وقت ذلك الأمر الذي هو غير محدد, وتوضيحه في الملحق(3).
15 - عن أبي جعفر عليه السلام أنه سمعه يقول : لا تزالون تنتظرون حتى تكونوا كالمعز المهولة التي لا يبالي الجازر أين يضع يده منها ، ليس لكم شرف تشرفونه ، ولا سند تسندون إليه أموركم. بيان : " المهولة " أي المفزعة المخوفة ، فإنها تكون أقل امتناعا و " الجازر " القصاب .
ويقال: في هذا الحديث يبين الإمام طول الانتظار وضعف الامة ومع ذلك لم يخف الإمام عليه السلام من بيانه لطول الانتظار, كما يدعية البعض ويعبر عنه إن عدم التوقيت أو التوقيت لفترة طويلة يوجب تفرق الناس عن الحق.
16 - عن البزنطي قال : سألت الرضا عليه السلام عن مسألة للرؤيا فأمسك ثم قال : إنا لو أعطيناكم ما تريدون ، لكان شرا لكم واخذ برقبة صاحب هذا الامر قال : وقال : وأنتم بالعراق ترون أعمال هؤلاء الفراعنة وما أمهل لهم ، فعليكم بتقوى الله ولا تغرنكم الدنيا ، ولا تغتروا بمن أمهل له فكأن الامر قد وصل إليكم .
ويقال: في هذا الحديث يقرر الإمام عليه السلام انه ليس كل شيء يجب بيانه ,لان أعطاء الاتباع كل ما يريدون موجب لهلاك الأمة وصاحب الأمر.
17 - قرب الإسناد : بهذا الاسناد قال : قلت للرضا عليه السلام : جعلت فداك إن أصحابنا رووا عن شهاب ، عن جدك عليه السلام أنه قال : أبى الله تبارك وتعالى أن يملك أحدا ما ملك رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثا وعشرين سنة ، قال : إن كان أبو عبد الله عليه السلام قاله جاء كما قال ، فقلت له : جعلت فداك فأي شئ تقول أنت ؟ فقال : ما أحسن الصبر وانتظار الفرج ، أما سمعت قول العبد الصالح " فارتقبوا إني معكم رقيب ، و انتظروا إني معكم من المنتظرين " فعليكم بالصبر فإنه إنما يجئ الفرج على اليأس وقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم . وقد قال أبو جعفر عليه السلام هي والله السنن القذة بالقذة ، ومشكاة بمشكاة ولابد أن يكون فيكم ما كان في الذين من قبلكم ولو كنتم على أمر واحد كنتم على غير سنة الذين من قبلكم ولو أن العلماء وجدوا من يحدثونهم ، ويكتم سرهم لحدثوا ولبثوا الحكمة ، ولكن قد ابتلاكم الله عز وجل بالإذاعة وأنتم قوم تحبونا بقلوبكم ويخالف ذلك فعلكم ، والله ما يستوي اختلاف أصحابك ، ولهذا أسر على صاحبكم ليقال مختلفين . ما لكم لا تملكون أنفسكم ، وتصبرون حتى يجيئ الله تبارك وتعالى بالذي تريدون ؟ إن هذا الامر ليس يجيئ على ما تريد الناس إنما هو أمر الله تبارك وتعالى وقضاؤه والصبر ، وإنما يعجل من يخاف الفوت . إن أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - عاد صعصعة بن صوحان فقال له : يا صعصعة لا تفخر على إخوانك بعيادتي إياك ، وانظر لنفسك ، وكأن الامر قد وصل إليك ، ولا يلهينك الامل ، وقد رأيت ما كان من مولى آل يقطين ، وما وقع من عند الفراعنة من أمركم ، ولولا دفاع الله عن صاحبكم ، وحسن تقديره له ولكم ، هو والله من الله ودفاعه عن أوليائه ، أما كان لكم في أبي الحسن صلوات الله عليه عظة ؟وقال : لو أعطيناكم ما تريدون ، لكان شرا لكم ولكن العالم يعمل بما يعلم .
ويقال: في هذا الحديث يقرر الإمام رجحان الصبر وانما الفرج يأتي على اليأس ,ويقرر أيضاً ان الذين كانوا قبلنا أصبر منا. ويضيف الإمام عليه السلام ان السبب في عدم حديث العلماء وكتم أسرارهم هو الاذاعة من السامعين، وان القلوب معهم و تحبهم والافعال تخالف القلوب.
ثم يقرر عليه السلام القاعدة ا لمهمة حيث يقول ان هذا الامر لا يأتي على مرادات الناس إنما هو أمر الله تعالى وقضاؤه (أي ليس الامر بيد الناس بل هو بيد الله تعالى) وليس للناس سوى الصبر وا لدعاء، اما الذي يتعجل ويوقت فهو الذي يخاف الفوت، وبعد ذلك يستشهد الإمام عليه السلام بكلام لأمير المؤمنين عليه السم لبعض أصحابه من ان الائمة لا يعطون أصحابهم كل ما يريدون لان ذلك ليس في صالحهم (وهم الأعلم).
18 - علي بن يقطين قال : قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام : ما بال ما روي فيكم من الملاحم ليس كما روي ، و ما روي في أعاديكم قد صح ؟ فقال صلى الله عليه : إن الذي خرج في أعدائنا كان من الحق فكان كما قيل ، وأنتم عللتم بالأماني فخرج إليكم كما خرج .
ويقال:هذا الحديث حمّال وجوه , راجع كلام المجلسي في الحديث الرابع من هذا الباب , تركناه للاختصار.
19 - الإحتجاج : الكليني ، عن إسحاق بن يعقوب ، أنه خرج إليه على يد محمد ابن عثمان العمري : أما ظهور الفرج ، فإنه إلى الله وكذب الوقاتون .
ويقال: هنا الرواية تتحدث عن أن الظهور بيد الله تعالى دون غيره ولمقام الأطلاق، وكونها صادرة من آخر المعصومين وهو الإمام المهدي عليه السلام، يتأكد شمولها لكل ما عداها، وبذلك نحصل على قاعدة عامة شاملة لكل مفردات هذا الباب وهي (إن ظهور الفرج لله تعالى وبيده دون غيره) فلا نتصور من غيره تعالى ان بين لنا متى ظهور الفرج، وبعد بيان هذه القاعدة يؤكد الإمام على أن كل من يوقت فهو كذاب، ولم يقل الإمام عليه السلام اذا كان التوقيت صادر منا فهو كذب، واذا كان صادراً من غيرنا فهو صدق، بل قال كذبَ ُمطلق الوقاتين سواء من نقل عنا الوقت أو لم ينقله عنا.
20 - إكمال الدين : أبي ، عن علي ، عن أبيه عن محمد بن الفضل ، عن أبيه ، عن منصور قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا منصور إن هذا الامر لا يأتيكم إلا بعد إياس لا والله حتى تميزوا ، لا والله حتى تمحصوا ، لا والله حتى يشقى من يشقى ، ويسعد من يسعد .
ويقال: : يقرر الإمام عليه السلام هنا إن الامر لا يأتي إلا بعد اليأس والتمييز والتمحيص، ويتبين الشقي من السعيد، دون تحديد وقت معين.
26 - عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، قال : إذا فقد الخامس من ولد السابع من الأئمة فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم عنها أحد يا بني إنه لابد لصاحب هذا الامر من غيبة ، حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به ، إنما هي محنة من الله امتحن الله بها خلقه .
ويقال: في هذا الحديث يقرر الإمام إن الامر والفرج لا يكون ا لا بعد المحنة والرجوع عن القول به.
28 - عن جابر الجعفي قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : متى يكون فرجكم ؟ فقال : هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا يقولها ثلاثا حتى يذهب الكدر ويبقى الصفو .
29 قلت لأبي الحسن عليه السلام : جعلت فداك مات أبي على هذا الامر وقد بلغت من السنين ما قد ترى ، أموت ولا تخبرني بشئ ؟ فقال : يا أبا إسحاق أنت تعجل ، فقلت : إي والله أعجل . ومالي لا أعجل وقد بلغت من السن ما تري ؟ فقال : أما والله يا با إسحاق ما يكون ذلك ، حتى تميزوا وتمحصوا ، وحتى لا يبقى منكم إلا الأقل ثم صعر كفه .
ويقال:: في هذا الحديث يقرر الإمام عليه السلام لأحد أصحابه إنه يعجل (يا أبا إسحاق أنت تعجل)، ثم بعد ذلك يبين الإمام لصاحبه ان هذا الامر لا يكون إلا بعد التمييز والتمحيص ومعه لا يبقى إلا الأقل.
40 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت : ما لهذا الامر أمد ينتهى إليه نريح أبداننا ؟ قال : بلى ولكنكم أذعتم فأخره الله .
ويقال: هذا الحديث على فرض صحته يقرر وجود توقيت من الائمة عليهم السلام ولكن ليس للامام المهدي, بل لعنوان الامر بقرينة قول الصادق عليه السلام في الحديث رقم (12) ص106 ج52، ولكن بعد أن اذاعة الموالي والاتباع له, أخره الله تعالى.
41 - عن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا محمد من أخبرك عنا توقيتا فلا تهابه أن تكذبه فانا لا نوقت وقتا .
ويقال: في هذا الحديث ينفي الإمام عليه السلام أن يكون قد صدر منه توقيت، وبملاحظة هذا الحديث مع ما سبق, نجد إن عدم حمل الامر في الاحاديث الدالة على التوقيت على الاعم, يلزم منه التنافي مع الاحاديث الدالة على عدم صدور التوقيت منهم عليهم السلام مطلقاً للامام المهدي عليه السلام.
وبهذا الحمل نتمكن من الجمع العرفي بين الروايات ,هذا إن قلنا بالتعارض، والا واقع المطلب يقتضي خلاف ذلك (أي عدم وجود التعارض) لان موضوع كل منهما يختلف عن الأخر.
42 - عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : قد كان لهذا الامر وقت وكان في سنة أربعين ومائة فحدثتم به وأذعتموه فأخره الله عز وجل
ويقال: ان هذا الحديث بنفس المضمون السابق.
43 - عن إسحاق بن عمار قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا إسحاق إن هذا الامر قد اخر مرتين .
ويقال: ان هذا الحديث بنفس المضمون السابق.
44 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن القائم فقال : كذب الوقاتون ، إنا أهل بيت لا نوقت ، ثم قال : أبى الله إلا أن يخالف وقت الموقتين .
ويقال:في هذا الحديث يقرر الإمام عليه السلام إن التوقيت للامام المهدي عليه السلام لم يصدر من أهل البيت عليهم السلام مطلقاً ومن أخبر عنهم ذلك فحكمه التكذيب، بل مطلق من يخبر عن وقت لخروجه عليه السلام حكمه التكذيب.
45 - عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : إن لهذا الامر وقتا ؟ فقال : كذب الوقاتون إن موسى عليه السلام لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلاثين يوما فلما زاده الله تعالى على الثلاثين عشرا قال له قومه : قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا [ قال ] فإذا حدثناكم بحديث فجاء على ما حدثناكم به فقولوا : صدق الله ، وإذا حدثناكم بحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا : صدق الله تؤجروا مرتين .
ويقال:في هذا الحديث يسأل الفصل بن يسار الإمام عليه السلام هل لهذا الامر وقت، وبقرينة الروايات التي وقتت للأمر (بمعنى إمامة الأئمة السياسية), ولكن الاذاعة وعدم الكتمان كان السبب في ذهابه، نستكشف إن المراد بالامر هنا (أي المقصود من الامر في لسان السائل) هو أمر الإمام المهدي عليه السلام، وقرينة هذا الظهور هو نفي الإمام الصادق عليه السلام لان يكونوا عليهم السلام قد وقتوا له وقتاً (حيث ورد في الحديث السابق قوله عليه السلام: ((إنا أهل بيت لا نوقت)) وقوله عليه السلام في الحديث الآتي: (إنا لا نوقت هذا الامر) فكيف لا يوقتون هذا الامر وقد مر علينا روايات تقول: (قد كان لهذا الامر وقت) ورواية اخرى تقول: ( يا أبا اسحاق إن هذا الامر قد اخر مرتين).
إذن هذا يدل عى ان لفظ الامر الوارد في الروايات تارة يقصد به أمر الائمة عليهم السلام عموماً واخرى يقصد به امر الامام المهدي عليه السلام خاصة.
ثم إن إستشهاد الإمام عليه السلام بقصة موسى عليه السلام من التغير في الوقت تؤكد ما نقول حيث إن موسى رغم كونه نبي معصوم إلا انه عندما ذهب للقاء الله تعالى وواعد قومه ثلاثين يوماً حصل تغيير في هذا الموعد من قبل الله تعالى وليس الغرض من هذا التغيير سوى الامتحان والابتلاء.
46 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ذكرنا عنده ملوك بني فلان ، فقال : إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الامر إن الله لا يعجل لعجلة العباد ، إن لهذا الامر غاية ينتهى إليها ، فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة ولم يستأخروا .
ويقال:في هذا الحديث يؤكد الإمام الصادق مرة إخرى إن التوقيت يدخل تحت عنوان الاستعجال وبالتالي يسبب الهلاك للمستعجلين، فلا ينبغي أن نقوم بالتوقيت لنعجل الخروج المبارك، فانه (الخروج المبارك) له غاية ينتهي اليها, وهي في علم الغيب عند الله تعالى، ولو حصلت تلك الغاية فلا تقديم ولا تأخير حتى ولو ساعة, حيث يقول الإمام عليه السلام: ((إنما هلك الناس من إستعجالهم لهذا الامر إن الله لا يعجل لعجلة العباد)) ثم يعلل الإمام عليه السلام سبب ذلك بقوله: ((إن لهذا الامر غاية يننتهي اليها، فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة ولم يستأخروا)).
47 - عن الحضرمي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إنا لا نوقت هذا الامر .
ويقال: يؤكد الإمام عليه السلام في هذا الحديث (على ما تقدم منّا اكثر من مرة) على الفارق بين نوعين من الامر، أمرٌ يمكن ان يوقتون له عليهم السلام وشروط تحققه بيد الناس، وامر اخر لا يمكن ان يوقتون له, لا هم عليهم السلام ,ولا غيرهم وشروطه بيد الله تعالى (كما دلت عليه جملة من الروايات, على قول) حيث يقول عليه السلام: ((إنا لا نوقت هذا الامر)).
48 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك متى خروج القائم عليه السلام ؟ فقال : يا با محمد إنا أهل بيت لا نوقت ، وقد قال محمد عليه السلام : كذب الوقاتون ، يا با محمد إن قدام هذا الامر خمس علامات أولهن النداء في شهر رمضان ، وخروج السفياني ، وخروج الخراساني وقتل النفس الزكية ، وخسف بالبيداء . ثم قال : يا با محمد إنه لابد أن يكون قدام ذلك الطاعونان : الطاعون الأبيض والطاعون الأحمر ، قلت : جعلت فداك أي شئ الطاعون الأبيض ؟ وأي شئ الطاعون الأحمر ؟ قال : الطاعون الأبيض الموت الجاذف ، والطاعون الأحمر السيف ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث وعشرين [ في شهر رمضان ] ليلة جمعة ، قلت : بم ينادى ؟ قال : باسمه واسم أبيه : ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وأطيعوه ، فلا يبقى شئ خلق الله فيه الروح إلا سمع الصيحة فتوقظ النائم ، ويخرج إلى صحن داره ، وتخرج العذراء من خدرها ، ويخرج القائم مما يسمع ، وهي صيحة جبرئيل عليه السلام . بيان : " الجاذف " السريع .
ويقال: في هذا الحديث الشريف يصرح السائل بقوله: (متى خروج القائم عليه السلام) ((والمراد من القائم هنا هو المهدي عليه السلام بقرينة ذيل الرواية لذكره العلامات الخاصة بخروجه عليه السلام))، فيأتي الجواب من الإمام عليه السلام بنفي التوقيت عن هذا الامر، ويصدرعليه السلام حكمه على الموقتين بلزوم تكذيبهم, بل تكذيب الوقاع لهم، ثم يبين عليه السلام علامات خروجه عجل الله فرجه، حتى يوضح للجميع أن العلامة ليست توقيتاً ,لعدم تضمنها تصريحاً لسنة الخروج، اما عن قول البعض اليس قوله عليه السلام بين النفس الزكية وخروج الإمام أربعة عشر ليلة, توقيتاً، فإنه يقال كلا لان الامام قبل ذلك هو قد ظهر وخرج وهذا هو الخروج العلني، أما روايات السنة الواحدة بالتسمية لشخوص علامات الظهور فليس توقيت لعدم معلومية السنة التي يخرجون فيها.
49 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا سويا مباركا يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل ، فحدث عمران امرأته حنة بذلك وهي أم مريم . فلما حملت كان حملها بها عند نفسها غلام فلما وضعتها قالت : رب إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى أي لا تكون البنت رسولا يقول الله عز وجل " والله أعلم بما وضعت " فلما وهب الله لمريم عيسى كان هو الذي بشر به عمران ووعده إياه ، فإذا قلنا في الرجل منا شيئا فكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك .
بيان(من المجلسي) :
حاصل هذا الحديث وأضرابه
أنه قد يحمل المصالح العظيمة الأنبياء والأوصياء عليهم السلام على أن يتكلموا في بعض الأمور على وجه المجاز والتورية وبالأمور البدائية على ما سطر في كتاب المحو والاثبات ثم يظهر للناس خلاف ما فهموه من الكلام الأول فيجب عليهم أن لا يحملوه على الكذب ويعلموا أن المراد منه غير ما فهموه كمعنى مجازي أو كان وقوعه مشروطا بشرط لم يتحقق .
فربما قالوا :
*فلان القائم ومرادهم القائم بأمر الإمامة كما قالوا : كلنا قائمون بأمر الله .
*وربما فهمت الشيعة أنه القائم بأمر الجهاد والخارج بالسيف .
* أو أرادوا أنه إن أذن الله له في ذلك يقوم به.
* أو إن عملت الشيعة بما يجب عليهم من الصبر وكتمان السر وطاعة الامام يقوم به *او كما روي عن الصادق عليه السلام أنه قال : ولدي هو القائم والمراد به السابع من ولده لا ولده بلا واسطة .
ثم مثل ذلك بما أوحى الله سبحانه إلى عمران أني واهب لك ذكرا ، وكان المراد ولد الولد ، وفهمت حنة أنه الولد بلا واسطة فالمراد بقوله عليه السلام " فإذا قلنا " إلى آخره - أي بحسب فهم الناس أو ظاهر اللفظ أو المراد أنه قيل فيه حقيقة ولكن كان مشروطا بأمر لم يقع فوقع فيه البداء بالمعنى الذي حققناه في بابه ووقع في ولده . وعلى هذا ما ذكر في أمر عيسى عليه السلام إنما ذكر على التنظير وإن لم تكن بينهما مطابقة تامة أو كان أمر عيسى أيضا كذلك بأنه كان قدر في الولد بلا واسطة وأخبر به ثم وقع فيه البداء وصار في ولد الولد . ويحتمل المثل ومضربه معا وجها آخر وهو أن يكون المراد فيهما معنى مجازيا على وجه آخر ، ففي المثل أطلق الذكر السوي على مريم عليها السلام لأنها سبب وجود عيسى عليه السلام إطلاقا لاسم المسبب على السبب.
وكذا في المضرب أطلق القائم على من في صلبه القائم إما على الوجه المذكور أو إطلاقا لاسم الجزء على الكل وإن كانت الجزئية أيضا مجازية والله يعلم مرادهم عليهم السلام .
يتبع ان شاء الله تعالى.
|
|
|
|
|