(3) ســورة النســآءْ ( وفيها خمس آياتْ )
وفيها خمس آيات
1_ } يَا أيّها الّذينَ أُوتُوا الكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزّلنَا مُصَدِّقاً لـِمَا مَعَكُمْ مِنْ قبلِ أنْ تَطمِسَ وُجوهاً فَنَردُّها عَـلى أَدبَارِهَـا{( الآية 47 )(الآية 47)
2_ }َأَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكمْ{(الآية 59 )
3_ } الّذِينَ أَنْعمَ اللّهُ عَلَيْهمْ مِنَ النّبـيينْ وَ الصّدّيقِيين وَ الشُّهَدَاءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولَـئـِكَ رَفِيقاً {(الآية 69)
4_ }وَلَوْ رَدّوه إِلى الّرسُولِ وَإلى أُولِي الأمْرِ مِنْهمْ لَعَلِمَهُ الّذينَ يستنبِطُونَه مِنْهُمْ {(الآية 83)
5_ }وَإنّ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إلا لَيُؤمِنَنّ بِهِ قـَبْلَ مَوْتِهِ {(الآية 159 )
1- يَا أيّها الّذينَ أُوتُوا الكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزّلنَا مُصَدِّقاً لـِمَا مَعَكُمْ مِنْ قبلِ أنْ تَطمِسَ وُجوهاً فَنَردُّها عَـلى أَدبَارِهَـا{( الآية 47 )
رَوَى الحافِظ القَنْدوزِي ( الحنفي ) بإسنادِه قال : عنْ محمّد الباقر (رض) في قولِه تعالى : } يَا أيّها الّذينَ أُوتُوا الكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزّلنَا مُصَدِّقاً لـِمَا مَعَكُمْ مِنْ قبلِ أنْ تَطمِسَ وُجوهاً فَنَردُّها عَـلى أَدبَارِهَـا{ قال :لايفلت من جيش السفياني الهالكين في خسفِ البيدآء إلا ثلاثة يُحوّلْ اللّه وُجوهَهمْ في أقفيتهم ، وذلكَ عندَ قيام (القائم المهدي) (1) .
(أقول) هذا تأويل الآية في السفياني وجيشه ، وتفسيرها في أولئك الذين لمْ يؤمنوا برسول الله (صلى الله عليه وآله) ولامنافاة بينَ المعنيين( التأويل – والتفسير ) فإنّ للقرآنِ تفسيراً وتأويلاً ، وظاهراً وباطناً ، كما دلّت على ذلك آيات قرآنية ، وأحاديث شريفة .
2َ - أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكمْ{( سورة النساءْ الآية 59 )
روى العلامَة البحراني عن العالِم الشافعي إبراهيم بن محمد الحمويني ( بإسناده المذكور ) قال : عن سليم بن قيس الهلالي _ في حديث المناشدة المفصّل _ أنّ عليّاً ناشد أكثرَ من مائتي رجل من الأصحابْ والتابعين في أيام عهد عثمان بن عفان فقال فيما قال لهم : أنشدكم باللّه أتعلمون حيث نزلت: }يَاأيّـها الّذينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكمْ { قال الناسْ : أخاصّة في بعض المؤمنين أم عامّة لجميعهم؟
فأمر اللّه عزّ وجل نبيّه (صلى الله عليه وآله ) أن يعلمهم ولاة أمرهمْ ، وأن يفسّر لهم من الولاية مافسّر لهم من صلواتهم ، وزكاتهم وحجّهم ( إلى أن قال ) : قال (صلى الله عليه وآله) :]هم[ عليّ أخي ، ووزيري ، ووارثي ، ووصيّي ، وخليفتي في أمّتي وليّ كلِّ مؤمنٍ من بعدي ، ثمّ ابني الحسن ، ثمّ ابني الحسين ، ثمّ تسعة من ولد الحسين واحداً واحداً القرآنُ معهُم وهمْ مع القرآن ، لا يفارقونه ولا يفارقهمْ حتّى يردّوا عليّ الحوض ، فقالوا كلهم : نعمْ سمعنا ذلك وشهِدنا كما قلتَ سواء (2) .
_______________
(1)ينابيع المودّة ص 504.
(2)غاية المرام ص 244- 245.
( أقول ) فالمقصود من [ أولي الأمر ] همْ الأئمة الإثني عشر عليهم السلام وآخرهم المهدي المنتظر(عجل الله فرجه).
3- } الّذِينَ أَنْعمَ اللّهُ عَلَيْهمْ مِنَ النّبـيينْ وَ الصّدّيقِيين وَ الشُّهَدَاءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولَـئـِكَ رَفِيقاً {( سورة النساء الآية 69)
أخرجَ الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال : أخبرنا أبو العبّاس الفرغاني (بسنده المذكور) عن حذيفة بن اليمان قال : دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) ذاتَ يوم وقد نزلت عليهِ هذهِ الآيه : } الّذِينَ أَنْعمَ اللّهُ عَلَيْهمْ مِنَ النّبـيينْ وَ الصّدّيقِيين وَ الشُّهَدَاءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ أُولَـئـِكَ رَفِيقاً { فأقرأنِـها، فقلت : يانبيّ الله فداك أبي وأمي من هؤلاءْ ؟ إنـّي أجدُ الله بهمْ حفياً (أي : مكثراً من المدح والثناءْ والإجلال . أقرب الموارد ).
قال (صلى الله عليه وآله ): ياحذيفه أنا } مِنَ النّبيّـينْ { الذينَ أنعم الله عليهم ، أنا أولهم في النبوّة وآخرهم في البعث ، ومنَ }الصّدّيقينْ{ علي ابن أبي طالب ، ولما بعثني الله عزّ وجل برسالته كانَ أوّل من صدّق بي ، ثمّ منَ }الشُّهَدَاءِ{ حمزة وجعفر ، ومن }الصّالِحِينْ{ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنه ، }وَحَسُنَ أولَـئِكَ رَفِيقَاً{ المهدي في زمانِه (1) .
( أقول ) أي : في عهد رجعته الذي تمتلىء بهِ الأرض عدلاً وقسطاً بعدما مُلئتْ ظلماً وجوراً فإنهم يجتمعون عندَ الرّجعة ، وتكونُ دنيا مؤلّفة من خيرة الصالحين والأولياءْ.
4- } وَلَوْ رَدّوه إِلى الّرسُولِ وَإلى أُولِي الأمْرِ مِنْهمْ لَعَلِمَهُ الّذينَ يستنبِطُونَه مِنْهُمْ {( سورة النساء الآية 83)
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) (بإسناده) قال: عن ابن معاوية عن محمّد الباقر(رضي الله عنه) أنه قال: في حديث _ وقال عزّ وجلّ : }وَلَوْ رَدّوه إِلى الّرسُولِ وَإلى أُولِي الأمْرِ مِنْهمْ لَعَلِمَهُ الّذينَ يستنبِطُونَه مِنْهُمْ { فردّ أمر الناس إلى أولي الأمر منهمْ الذين أمر الناس بطاعتهم وبالردّ إليهم ، وروي عن الصادق (جعفر بن محمّد) في تفسير كلمة [أولي الأمر] أنه قال _ في حديث : " فكان علي ، ثمّ صار من بعدهِ حسن ، ثمّ حسين ، ثمّ من بعده علي بن الحسين ، ثمّ من بعده محمد بن علي ، وهكذا يكونُ الأمر ، إنّ الأرض لا تصلح إلا بإمامْ (2).
_________________________
(1)شواهد التنزيل \ مج1 ، ص155.
(2)ينابيع المودة ص 504.
( أقول ) هذا دليل على أنّ هذا اليوم الإمام موجود ، وليسَ هوَ غير الإمام المهدي (عجل الله فرجه). فتكون الآية الكريمة في الإمام المهدي وآبائه الكرام (عليهم السلام).
5- } وَإنّ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إلا لَيُؤمِنَنّ بِهِ قـَبْلَ مَوْتِهِ وَيَومَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَليْهِمْ شَهـِيداً { ( سورة النساءْ،الآية 159 )
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) (بإسناده) قال: عن محمّد الباقر (عليه السلامْ) في قوله تعالى :}وَإنّ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ إلا لَيُؤمِنَنّ بِهِ قـَبْلَ مَوْتِهِ وَيَومَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَليْهِمْ شَهـِيداً {
قال : إنّ عيسى (عليه السلام) ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا ، فلا يبقى أهل ملّة ، يهودي ولا غيره ، إلا آمنوا بهِ [ أي : بالمهدي ] قبل موتهم ، ويصلي عيسى خلف المهدي ( عجل الله فرجه )(1) ، وأخرجَ نحواً منه علامة (ال ؟؟؟؟ ) ابن الصباغ أيضاً وغيره (2) .
(أقول) يعني : ينزل عيسى بن مريم إلى الدنيا قبل القيامة ، حين يظهر الإمام المهدي (عجل الله فرجه) ، ويصلي عيسى خلف الإمام المهدي ، فيؤمن النصارى بالإمام المهدي لصلاة عيسى خلفه ، ويؤمن اليهود بالإمام المهدي لإخراجه ألواح التوراة من (فلسطين) وفيها علامات المهدي وأدلته ، ويؤمن أهل سائر الملأ به بمعجزاتٍ آخر نظير ذلك . قوله تعالى : }لَيُؤمنّنّ{ بهِ الضمير عائد _ في التأويل _ إلى الإمام المهدي (عجل الله فرجه ) .
_____________________
(1ينابيع المودة ، ص504.
(2)الفصول المهمة ، الباب الثاني عشر