لقد وجدنا أجماعا حصريا لشراح الحديث على انه (ص) قال ذلك اجتهادا منه وظنا قبل أن يخبر من الله تعالى أنه لم يجعل لمسخ نسلا ولا عقبا.
ولعل الأدهى وأمر أن الألباني في الاحاديث الصحيحة جعل قوله هذا تحت عنوان (فائدة) قال:
(فائدة): من الظاهر ان الحديث كان رأيا منه(ص) قبل ان يعلمه الله تعالى انه لم يجعل لمسخ نسلا.
ونقول نحن:
ماأروعها من فائدة أن يعتقد المسلم في سيد الانبياء انه كان يقول (بالظن والرأي الخاطيء)
ثم ينزل عليه بعد ذلك من ربه مايكذب ظنه ويخطيء رأيه
على مرأى ومسمع من المسلمين والمنافقين والمتربصين والمشككين.
هكذا هو نصر الله لرسله وتاييده لهم وألا فلا.
ولايسعنا الا ان نقول للألباني . شكر الله ورسوله سعيك فقدت وصلت الفكرة وعمت الفائدة.
ونحن في مقام الدفاع عن النبي ضد هذه الأساءة الجماعية التي أركانها (ابو هريرة,البخاري, شراح الحديث )
ولبيان كذب النواصب ووضع الوضاعين نقول:
ان كتاب الله وسنة نبيه الصحيحة يحكمان بكذب هذه الرواية ويرميان بها عرض الجدار.
قال تعالى: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا}
فالله تعالى يقابل بين الظن وبين الحق ويجعل كل منهما على طرفي نقيض فما كان حقا لايمكن ان يكون ظنا
والعكس بالعكس.
أذا عرفنا هذا نسأل :هل ان الرسل ممن يقولون الظن كما قال شاح البخاري والألباني وغيرهم؟
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ
وقال: لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وليس بالظن والرأي الخاطيء
وهذا القدر من الآي الكريم يكفي أما السنة الصحيحة
فننقل منها حديثا صححه الالباني نفسه في الصحيحة وابوداود في سننه واحمد وغيرهم .
عن عبد الله بن عمروقال : كنت أكتب كل شىء أسمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أريد حفظه،
فنهتني قريش وقالوا: أتكتب كل شىء تسمعه ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بَشَرٌ يتكلم في الغضب والرضا،
فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم،
فأومأ باصبعه إلى فيه فقال: "اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حقٌّ".
وهذا النبي يقسم بربه ان كل مايقوله هو الحق والصدق (وليس الظن والراي الخاطيء) .
وبعد الكتاب والسنة فاننا لانرضى الا ان نجعل دليلنا الاخير مصدقا لقوله تعالى وشهد شاهد من أهلها
فلنترك ابن قيم الجوزية يرد كذبة الألباني ويفند رايه.
اعلام الموقعين لابن القيم
قال ابن وهب: وقال مالك: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام المسلمين وسيد العالمين يسأل عن الشيء فلا يجيب حتى يأتيه الوحي من السماء فإذا كان رسول رب العالمين لا يجيب إلا بالوحي وإلا لم يجب فمن الجرأة العظيمة إجابة من أجاب برأيه.
هذا هو النبي لايجيب من سأله (ظنا ولارأيا) من عنده حتى يأتيه الوحي .لان الجواب بالظن والرأي
يعد جرأة عظيمة .كما يقول ابن قيم .
فهل يعتقد مسلم ان سيد الانبياء كان يتجرأ هذه الجرأة العظيمة على المشرع المقدس جل وعلا؟!
بعد هذه الأدلة لا يبقى لمسلم عاقل الا تكذيب هذه الرواية
ولم يبق لنا ما نقوله للنواصب هؤلاء الا:
.{ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا]
واخيرا أترك متن الرواية بين يدي القاريء الكريم يعلق عليها مايراه