|
محـــــاور عقائدي
|
رقم العضوية : 7206
|
الإنتساب : Jul 2007
|
المشاركات : 3,190
|
بمعدل : 0.50 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الهميسع
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 07-08-2007 الساعة : 12:12 AM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
اقتباس :
|
وهنا يبرز على الساحة سؤال آخر لا يقل أهمية عن الأول وهو هل الحق غاب عن عباد الله بغياب الإمام المهدي عليه السلام وأصبح الحق يدور مع المرجعيات نواب الإمام عليه السلام الآن الناقصين العلم مهما بلغوا من العلم والذين يخطئون مهما توخوا الحذر والحيطة لعدم الوقوع به . وهل هم الهداة لعباد الله بغياب المهدي عليه السلام .
و أليس المرجعيات الدينية هم من عباد الله فهل يتبعون هدي أنفسهم لأنفسهم وهم بين بعضهم مختلفين وكلاً منهم له مقلدين يؤمنون به ويتبعونه والله يقول
(( قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ )) يونس 35
والله عز وجل يبين تخطيء رأي الأكثرية بقوله تعالى
(( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ )) الأنعام 116
(( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ )) الأنبياء 24
|
وبه أستعين ......
أخي الكريم ..
أن وجود الامام المهدي عليه السلام حق ولا غبار عليه على الأقل في معتقداتنا نحن الشيعة الإمامية الأثني عشرية ، ناهيك عن تحقيقات الطوائف الأخرى واعترافاتهم بوجوده ومولده ونسبه وقضية غيبته عليه السلام والهدف منها وسر الله تعالى بخصوصها وحجيتها من الله تعالى على عباده ليؤمن من آمن منهم ويكفر بها من كفر بها ولن اخوض في هذه المسألة بالذات وأدعها في مبحث آخر ومشاركة أخرى إن احببت والجميع حتى لا يكون الموضوع متشعبا أكثر تشعبه حاليا ...
وبالنسبة لسؤالك أعلاه أخي الكريم بخصوص المرجعيات وغيبة الامام عليه السلام وانتفاعنا به في زمن غيبته أو عدمها ...، أعلم أخي الكريم إن الغَيبة سُنّة فَعَلها بعضُ الأنبياء عليهم السلام ، وليست الغَيبة بِدعةً في تاريخ البشريّة، فقد فعلها أنبياء الله تعالى وأولياؤه لمصلحةٍ وأسرارٍ نعلم بعضها، ولا نهتدي إلى بعضها الآخر.
اتّفق علماء المسلمين على أنّ الخضر عليه السلام ، موجود منذ عهد النبيّ موسى عليه السلام إلى وقتنا هذا، لا يعرف أحد مستقرّه، ولا نعرف عنه إلاّ ما جاء به القرآن من قصّته مع موسى عليه السلام ، وقد جمع الخضر بين الغَيبة والعُمر الطويل لمصلحةٍ اقتضاها التدبير الإلهيّ.
وهذا نبي الله موسى عليه السلام هرب من وطنه، وتَخفّى مدّة من الزمن فلم يظفر به فرعون ورهطه، حتّى بعثه الله عزّوجلّ نبيّاً، فعاد إلى وطنه ودعاهم إلى عبادة الله تعالى، فعرفه الوليّ والعدوّ.
وغاب نبي الله يوسف عليه السلام عن أبيه وإخوته، حتّى كان إخوته يدخلون عليه ويكلّمونه ويكلّمهم دون أن يعرفوا أنّه أخوهم، ثمّ كشف الله أمره بعد كرّ السنين والأعوام.
وها هم أهل الكهف غابوا واستتروا عن قومهم فراراً بدينهم، بل صرّح القرآن الكريم بأنّهم رقدوا في الكهف ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعاً، تُقلّبهم يد القدرة الإلهيّة، وتتزاور عن كهفهم الشمس، ثمّ أحياهم الله الخبير بحكمته فعادوا إلى قومهم، وقصّتهم مشهورة في ذلك.
وغاب عُزَير عن قومه بعد أن أماته الله تعالى مائة عام ـ كما في القرآن الكريم ـ ثمّ بعثه الله عزّوجلّ دون أن يتغيّر طعامه وشرابه!
وغاب عيسى عليه السلام عن قومه بعد أن رفعه الله تعالى إليه وقد كاد أعداؤه يقتلونه، ووعدت الروايات المتواترة عن النبيّ الأكرم عليه السلام أنّه سينزل عند ظهور المهديّ عليه السلام ، فيُعينه في مهمّته الكبيرة في إرساء دعائم العدل الشامل.
وشاءت المشيئة الإلهيّة لخاتم الأوصياء من نسل رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: المهديّ عليه السلام أن يَغيب، حتّى يُظهره الله تعالى في اليوم الموعود، ليجري على يديه الوعد الذي قطعه للمؤمنين، بأنّه سيستخلفهم في الأرض ويُمكّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، ويُبدلهم من بعد خوفهم أمناً.
وكما أسلفنا أخي الكريم لقد غاب بعض أنبياء الله وأوليائه لمصلحة وأسرار نستبين بعضها ـ على ضوء ما جاء في القرآن الكريم والسنّة النبويّة الكريمة ـ ونجهل بعضها الآخر، فلماذا غاب الإمام المهدي عليه السلام الذي ادّخره الله تعالى لمهمة نشر العدل والقسط في ربوع البسيطة ؟؟؟
إنّ استقراءً سريعاً للظروف التي سبقت غيبة الإمام عليه السلام وعاصرتها من شأنه أن يجلّي لنا بعض العوامل التي أفضت إلى غيبته عليه السلام :
1 ـ الضغوط العباسيّة الخانقة:
أمعن بنو العبّاس منذ تولّيهم زمام السلطة في ظلم العلويين وإرهاقهم، ولاحقوهم وسجنوهم وقتلوهم تحت كلّ حجر ومدر، حتّى منعوا الناس من زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام وهدموه وحرثوا أرضه وأجرَوا عليه الماء ليعفوا أثره، وفي ذلك يقول الشاعر(حسب نقل السيوطي في تاريخ الخلفاء):
تاللهِ إن كانت أُميــــــــــّـةُ قـد أتَـت***قَتلَ ابن بنتِ نبيِّـها مظلـومـا
فلقد أتـــــــــــاهُ بنـو أبيـهِ بمِــثـلهـا***هذا لَعَمـرُكَ قبـرُهُ مـهدومـا
أسِفوا على أن لا يكونـوا شاركـوا*** في قتلهِ.. فتتبّعوه رَميما!
حتّى أن المتوكّل أمر بسَلّ لسان العالِم الشهير ابن السِّكّيت ـ مؤدّب ولدَيه المعتزّ والمؤيّد ـ حين سأله: مَن أحبّ إليك: وَلَداي المعتزّ والمؤيد أم الحسن والحسين ؟ فقال ابن السكّيت: قنبر ـ يعني خادمَ أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ـ خيرٌ منهما.
وبلغت حال العلويّين في المدينة من البؤس حدّاً لم يُعهد له مثيل، فقــد روى أبو الفرج الإصفـــهاني فــي مقاتل الطالبيين أنّ القميـــص مقاتل الطالبيين أنّ القميص يومذاك يكون بين جماعة من العلويّات يُصلّين فيه الواحدة بعد الواحدة، ثمّ يرقّعنه ويجلسن على مغازلهنّ عواري حواسر.
وفي مثل هذه الظروف العصيبة كانت ولادة الإمام المهدي عليه السلام ، وحياة أبيه الحسن العسكري عليه السلام - كما نعتقد نحن الامامية - وهي ظروف وُضع فيها أئمّة أهل البيت وأشياعهم المؤمنون في الحصار السلطوي تحت الرقابة المشدّدة، ومخبرو السلطة يتلصّصون في كل مكان لنقل أخبار أهل البيت عليهم السلام ، ويترصّدون مولد الإمام الثاني عشر الموعود المنتظر.
2 ـ عدم بيعته عليه السلام لظالم ...:
روي عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه سُئل عن علّة غيبة الإمام المهدي عليه السلام ، فقال:
( لئلاّ يكون في عُنقه لأحد بيعة إذا قام بالسيف ).
وروي عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قيل له: إنّا نرجو أن تكون صاحبَ هذا الأمر... فقال:
( ما مِنّا أحد اختلفت الكُتُب إليه وأُشير إليه بالأصابع وسُئل عن المسائل وحُملت إليه الأموال إلاّ اغتيل... حتّى يبعث الله لهذا الأمر غلاماً منّا خفيّ المولد والمنشأ، غير خفيّ في نَسَبه ).
3 ـ الامتحان والاختبار ...:
جرت سُنّة الله تعالى في عباده في امتحانهم وابتلائهم، ليجزيهم بأحسن ما كانوا يعملون، وغيبة الإمام عليه السلام من موارد الامتحان، فلا يؤمن بها إلاّ من خَلُص إيمانُه وصدّق بما جاء عن رسول الله عليه السلام ، والأئمّة الهداة من آله عليهم السلام .
روي عن النبيّ الأكرم عليه السلام أنّه قال:
( أمَا واللهِ لَيغيبَنّ إمامُكم سبتاً من دهركم، ولتُمحّصُنّ ـ الحديث ).
وروي عن الإمام الكاظم عليه السلام أنّه قال:
( إذا فُقد الخامس من ولد السابع، فاللهَ اللهَ في أديانكم لا يزيلنّكم عنها، فإنّه لابدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتّى يرجع عن هذا الأمر مَن كان يقول به، إنّما هي محنة من الله يمتحن الله بها خلْقَه ) ـ الحديث.
4 ـ الغيبة من أسرار الله عزّوجلّ ...:
تبقى الحكمة في الغيبة من أسرار الله تعالى التي لم يُطْلع عليها أحداً من الخلق، وقد أبقى الله عزّوجلّ أشخاصاً في هذا العالم أحياءً أطول بكثير ممّا انقضى من حياة الإمام المهدي عليه السلام ، وذلك لحِكم وأسرار لا نهتدي إليها بأجمعها، لكننا ـ على كلّ حال ـ نؤمن بها إيماناً قطعيّاً. ونحن ـ بصفتنا مسلمين جميعا ـ نؤمن بأنّ الله تعالى لا يفعل شيئاً عبثاً، ونؤمن أيضاً بمغيَّبَات كثيرة قامت عليها البراهين المتينة من العقل والنقل.
الانتفاع من الإمام في الغَيبة ....:
ربّما يدور في الأذهان سؤال، وهو: ما مدى الانتفاع من وجود الإمام المهدي عليه السلام إذا كان غائباً مستوراً ؟
وقد سُئل الإمام الصادق عليه السلام : كيف ينتفع الناس بالحجّة الغائب المستور ؟ قال:
( كما ينتفعون بالشمس إذا سترها سحاب ).
ومن الفوائد التي تتعلّق بالأمّة من غيبة الإمام عليه السلام :
1 ـ أنّ ظهور الإمام عليه السلام لمّا وُصف بأنّه سيكون بغتةً، مَثَله كمَثَل الساعة، فإنّ ذلك يدعو كلّ مؤمن إلى الاستقامة على الشريعة، والالتزام بأوامرها ونواهيها.
2 ـ أنّ ذلك يدعو كلّ مؤمن إلى أن يكون في حالة استعداد، من حيث التهيّؤ للانضمام إلى ركب الإمام المهدي عليه السلام ، والاستعداد للتضحية في سبيل إقامة شرع الله تعالى وبسط حكومته الإلهيّة في كلّ الأرض.
3 ـ أنّ هذه الغيبة تحفّز المؤمن للنهوض بمسؤوليّته في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4 ـ أنّ الاُمّة التي تعيش الاعتقاد بالمهدي الحيّ الموجود تعيش حالة الشعور بالكرامة والعزّة، فلا تذلّ لجبروت الطغاة، وتأنف من الذلّ والهوان، وتستصغِر قوى الاستكبار، وتترقّب ظهور الإمام عليه السلام المظفّر في كلّ ساعة.
5 ـ تحصيل الثواب والأجر على الانتظار، وقد مرّ أنّ مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهليّة.
يُضاف إلى هذه الثمرات فوائد أخرى يكتسبها المعتقِد بظهور الإمام المهديّ عليه السلام في آخرته، منها تصحيح اعتقاده بعدل الله تعالى ورأفته بهذه الأمّة التي لم يتركها الله سدىً ينتهبها اليأس ويفتك بها القنوط، دون أن يمدّ لها حبل الرجاء بظهور الدين على أرجاء البسيطة بقيادة الإمام المهديّ عليه السلام .
فتدبر أخي الكريم والجميع وأيانا .....
فيه كله تعرف الحق وأهله ونحن جميعا إن شآء الله تعالى على هدى والله المستعان ...
وبخصوص المراجع أخي الكريم في معقداتنا والحق فيه ... حسب رأينا ..
يقول الله تعالى ... :
(( فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ))
وهذه نحن نستدل بها أخي الكريم والجميع - بكل أحترام - على ضرورة تقليد بعض الرجالات في احكام الدين والفقه فيه من احكام الصلاة والصوم والحج وغيرها من الفرائض وبقية فروع الدين لا أصوله ، وضرورة الرجوع اليهم فيما يختص بالأحكام الفقيه وما يستجد من أمور العباد والبلاد من مستجدات فقية وشرعية ، أو إشكالات وشبهات في الدين وخصوصا في زمن غيبة ولي أمرنا عليه السلام - كما ذكرنا اعلاه - والحكمة فيها ، وليس من الضرورة أن يكونوا أولئك المراجع أخي الكريم في صف واحد من مقام الإمام عليه السلام - حاشا لله تعالى - من قدسية أو مقام أو غيره مما خصه الله تعالى به كما أبائه واجداده الطيبين الطاهري عليهم السلام جميعا ، ولكن عندنا شروط معينة ودقيقة جدا جدا بخصوص من يستحق منا التقليد له ونحن شديدي الحرص - بحول الله وقوته - في هذا الأمر بالذات عاملين بقول أمير المؤمنين علي عليه السلام ( أخوك دينك فأحط لدينك ) ......
واما بخصوص أنهم - المراجع - يتبعون هدي انفسهم من أنفسهم فهذ كلام مردود أخي الكريم ،،،،
فالهدى عندنا هدى الله تعالى وحده لا شريك له لا هدى غيره ..
(( قل ان الهدى هدى الله ان يؤتى احد مثل ما اوتيتم او يحاجوكم عند ربكم قل ان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله
واسع عليم )) ...
(( قل ان هدى الله هو الهدى وامرنا لنسلم لرب العالمين )) ...
وهم فقط رجال دين تفقهوا في دين لله تعالى وعملوا بأستنباط الآحكام الشرعية والفقيه عملا بالآية التي ذكرتها لك أعلاه ، مع ما يملكون من ملكة استنباط تلك الأحكام وكل له حجة ومنهاج في ذلك وطريقة ، وإن تشابهت طرق الأستنباط في مجملها كما نعتقد نحن ولكن يظهر اختلافهم فقط في بعض تفاصيل الأحكام وفقهيتها وشروط تطبيقها فقط ، وكذلك ان اختلافهم في بعض تلك التفاصيل هو من باب الرحمة من الله تعالى لأمة نبيه (ص) في تطبيق الفرائض والسنن واحكامها (( اختلاف أمتي رحمة )) .......، وما الأستنباط عندنا لكل هذه الأحكام والفقه ألا من كتاب الله تعالى وما صح عندنا بعد تمحيص وتدقيق دراسة في سنة رسول الله واهل بيته عليهم السلام جميا واحاديثهم ....
وبالنسبة لرأي الأكثرية وانهم على غير هدى كما أسلفت أخي الكريم وكما جاء في الايات الشريفة ، فهذا لا ينفي أن يكون السعي من قبلهم والجميع أن يكونوا في فرقة القلة من المؤمنين كما يصفهم الله تعالى ويمدحهم في آيات كثيرة( وان ليس للإنسان ألا ما سعى ) ... ، وان يكونوا ممن مدحهم الله تعالى ( وقليل من عبادي الشكور ) ...، وألا لأصبح الحال من الناس جميعا القنوط من رحمة الله تعالى في أن يكونوا من تلكم القلة من المؤمنين لعموم ما أوردته انت اخي الكريم في أمرهم ، ، ، .....
وليس العهدة فقط أن يكونوا - المراجع - هم الهادين للناس دون الرجوع الي أولياء امرنا وأئمتنا عليهم السلام وتفردهم في ذلك الامر بهداية الناس في زمن غيبة الامام عليه السلام والأستغناء عنه - حاشا الله تعالى - والأستكانة لهم فقط والأعتماد عليهم في هذا الامر بالخصوص ، فهذا امر ومرفوض عندنا ، كما لا ندعي أن يكون - المراجع - كلهم او بعضهم مع اتصال مع الامام بأي وسيلة أتصال بخصوص هداية الناس وإرشادهم - وإن كنا نعتقد بوجود هذا الأتصال بشكل محدود لبعض من تشرف بأختياره الامام ع - واعتمادا على هذا الأتصال فقط ، ولكنا نقول ونعتقد كذلك بأن التسديد من الله تعالى حق وواجب لحكمته جل وعلا في عباده بهدايتهم بأي وسيلة يراها الله تعالى وتكون في عرف الناس او في غير عرفهم ....، فهذا هو غراب من خلق الله تعالى هاديا ومعلما لأحد أبناء أبينا آدم عليه "قابيل" في كيفية مواراة جثة أخيه "هابيل" بعد قتله له لعجزه عن مواراة دفنه .......!
وما هذا الا بحكمة الله تعالى في خلقه يقتضيها كيف يشآء ومتى يشآء سبحانه وتعالى دون ان يكون لهم الخيرة من أنفسهم ، ودون ان يكون لزاما على خلقه معرفة السر فيه الحكمة منه .....
وعندنا احاديث كثيرة بخصوص تفرد المراجع الكرام بالبت والأستنباط وإطلاق أحكمام الدين والتفقه فيه وإهداء من لا سبيل له ألا أن يكون تابعا أو مقلدا لمن هم في مستوى الأفتاء والتدين الحق بما أمر الله تعالى .....
>> (( فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ))
>> روي عن إمامنا جعفر الصادق عليه السلام :
(( أنظروا إلي رجل منكم روى حــــــــديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا ، فأرضـــــــــوا به حكما فإنيقد جعلته عليكم حاكما وإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فكأنما بحكم الله أستخف وعلينا رد ، والراد علينا كالراد على الله وهو على حد الشرك )) ...
ولو دققنا النظر في الحديث ونصه وشروط رجال المجتهدين لدينا لوجدت انهم على قدر كبير من الأهمية بخصوص استحقاقهم أن يكونوا في مثل هذا المقام من الأفتاء ..
>> عن الإمام اللحسن العسكري عليه السلام ...:
(( فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه ، مخالفا لهواه ، مطيعا لأمر مولاه ، فللعوام أن يقلدوه ))
وأليك هذه الشروط التي يجب توفرها في أي عالم دين لدينا ليكون مؤهــــــــــــلا ليكون مجتهدا ومهيئا بأن يكون مفتيا لدينا ومطلقا للأحكام والأمور الفقهية وغيرها ، وللعوام غيره ان يتخذوه مرجعا لهم في ذلك كله بعد أن تحققت الشروط كلها المذكورة اعلاه فيه ...
>> روي عن الإمام لاحجة المتظر عليه السلام وجل فرجه ...:
(( أما الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها إلي رواة حديثنا فأنهم حجتي عليكم وانا حجة الله )) ..
هذا الحديث موثق عندنا وسنده صحيح ، وفيه امر من ولي أمرنا عليه السلام وعجل الله تعالى فرجه بأن نرجع للمراجع الكرام والذين هم على الشروط الموضحة أعلاه في أمور ديننا كلها ....وهذه رخصة منه صريحة عليه السلام بذلك .
والله المستعان وعليه الإتكال في جميع الأمور ... أنه قدير حــــــــــــكيم
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
حيــــــــــــــــــــــدرة
|
|
|
|
|