اتجهنا للمسـجد لقد كـان قريباً من منـزل سيد مهـدي
.. دخلـنــا .. ثمَّ توضـأ جميـع من كـان في المسجد
طلب سيد مهـدي من قـاسم أن يأذن فلبَ طلبهُ من غيـر معارضة..!
هَـلهَـلَ بِصَـوْتٍ شَجِيٍ يُؤَذَنْ
بِاللهُ أَكَبــْـرُ أَربعٌ بِصَوتِهِ يـُرَدد
بِأشهدِ أَن لا إله إلا اللهِ يُعَظْـم
بأشهدِ أن مُحَمَدٍ رَسُـول اللهِ يُحَمد
بأشهدِ أَن عَلياً وَلي اللهِ يـُعَــلــي
بِحَي علىَ الصَلاةِ لِجَمَـالِهـا يُـــنَغِــم
بِحَي علىَ الفَلاحِ لفَوحانِ عطرها يُـجَلل
بِحَي علـىَ خيـرِِ العَمَـل لِصَفـائِهَـا يُمَجْــد
باللهِ أكَبـر ولا إله إلا الله
لِعظمتهـما ونُـورِهُمـا يُكَـرر
فأم سيد مهـدي بالنــاس
هيمنـا فـي عـالمً آخـر
عـالـم الـراحـة والسعــادة
عــالم الخشــوع والخشيــة
فـهيمت روحـي فـي بحر عشقِ للعبـادة
روحٌ تناثرتْ عليهـا أنقاءُ الطـاهـرة
روحٌ تـرسمتْ لهـا رَيــاحينُ الطفولة
روحٌ شَعشعتْ لهـا أَنـامـلُ السعادة
روحٌ سَارتْ خــطـواتٍ لطريق العبـادة
روحٌ للصــلاةِ غدتْ تَعْشَقُ بِكـلِ إرادة
..!..
انتهوا من الصــلاة والأدعيـة وعـاد وليد كمـا كـان
سيد مهـدي : غفـر اللهُ لكـم
الجميـع: وإليك سيدنا
وليد –يخـاطب رفاقه- : سيأتي والدي قريباً .. استعدوا
أكـبر: حسناً
سـالم – مستاء- : سنعود للمنزل ونبدأ بتحضيــر دروسنـا المدرسية .. أوه هذا مُمل
قـاسم: أجـل مُملٌ كثيراً .. أشعـر بنعاس أودُ أن أنــام
وليد: أنهـا دروس بسيطة ستؤذونها بعدهـا تستطيعا أن تناما
أكبـر: أجـل
قـاسم: حسناً .. حسناً
سامي – ينظـر للسيد مهدي- : أنظـروا .. الجميـع محاط بالسيد مهـدي .. أنهم مستمتعون فيمـا يقـوله
قــاسم: نعم .. يا لهُ من عالمٍ .. إنهُ فخـراً لنـا
وليد: أجل
بـعد بـرهة جـاء حيـدر وسـلمَ عليـهم ، قبّـل رأس سيد مهـدي
سيد مهـدي: سعدتُ بلقـائك أبا وليـد
حيدر – البسمة طبعة على شفتيه- : وأنـا كذلك سيدنـا الجـليـل
سيد مهـدي: وليد كانَ رائـعاً اليـوم .. لقـد ألقى الدرس بنفسه
حيـدر – مندهشاً وسعيداً قي آنٍ واحد- : هـل هذا صحيـح وليـد
ولـيد – محمـر الوجنتين- : أجـل أبتاه
حيـدر: هذا ممتـاز
سيـد مهـدي: أنتبه لهُ جيداً .. هذا الطفـل سيكون قدوةٌ لمن في سنه
حيـدر –متبسم- : إنشاء الله .. سنذهب سيدنـا .. أتريد منا شيء ..؟
سيد مهـدي: سلامتكم .. حفظكم الله ورعـاكم .. وليـد لا تنسـى الدرس أبداً وأجعلهُ دائماً في قلبك وعقلك في أي تصرف تتصرفه وأنتم كذلك أبنائي
أكبر- قـاسم- سامي- سالم : إن شاء الله
تفـاجئتُ كثيـراً..!
لمَ أنـا بذات ذكـر أسمي..؟!
أسئلة كثيـرة راودتني
ولكن سرعـان مـا تـلاشت..!!
ركبـوا السيـارة وأوصـل حيـدر سـالم وسـامـي للمنـزل ثمَّ أوصـل قـاسم وبعدهـا أكبـر
وليد – في السيارة- : أبـى .. ألديك عمـلٌ هذهِ الليـلة..؟
حيـدر: لا .. سنذهب لمنزلنا كي نتعشى وبعد ذلك سأذاكـر لكَ دروسك
وليد – سعيداً- : وبعدهـا أنـام
حيدر – متبسماً- : أجـل بُني
وصـلا للمنـزل .. خـرجا من السيارة .. دخلا
زينب - استوقفتهما- : وليـد أذهب لتتناول العشاء لقد أعددتهُ لكَ وأنتَ حيدر أريدك قليلاً
وليد – في حيـرة- : ح .. حسناً
ذهبتُ وأنـا في حيرة من أمـري
أنـا لستُ فضولياً ولا أحب هذهِ الصفة
ولكـن لمحتُ في عيني أبـي بريقاً من الحـزن..!
هــذا ما لفت انتباهي
وجعلنـي أفكــر..!
زينب: بُنـي تعـال معي لمكتب والدك
سـرتُ معهـا وأنـا لا أريدُ ذلك
أنـا أعـلم مـاذا تـريـدُ منـي
ولكني لا أريـد..!
لا أريد الزواج بزهـراء..!
سرتُ على أمـل أن يخيبُ ظنـي
وتُريدُ مني شيئا آخــر..!
دخـلا المكتب وأغلق حيدر البـاب
زينب – جالسه بجواره- : بُنـي حـان الـوقت لتتزوج
حيـدر – مغمض العينين- : لا أريد الزواج
زينب – بضيق- : أتعصي كـلام أمك حيدر..؟!
حيـدر – واقفاً- : لا أماه ، ألستِ تريدين سعادتي..؟
زينب: بتأكيد
حيدر: سعادتي بأن لا أتزوج فأرجوكِ أمـاه لا تجبريني على فعـل شيء لا أريده
زينب – بنبـرة غضب- : أنتَ لا تعـرف ما هـي مصلحتك
حيـدر – في حيـرة- : أنَّي أبـلغ من العمـر السابعة والعشـرين وللآن لا أعـرف مـا هـي مصلحتي ...؟!!
زينب: أجـل لا تعـرف ، ستتزوج بزهـراء .. ستتزوجهـا هذا إن كنت لا تريدني أن أغضب عليك .. عن أذنك
ثمَّ ذهبت
جلستُ والحـزنُ يسيطر على عقلي
هــمٌ كــبيـراٌ بأســىَ دخــلَ حيـاتــي
أراهُ يهــدم أكــبـرَ فــرحةً فــي قـلـبي
سيقضي علىَ بسمـةً غمـرتْ طفلي
يشوه معالم طفولة ابنـي وقـرة عيني
..!..
بعد بـرهة طـرقَ البـاب وليد ودخـل
دخـلتُ وقلبـي يخفق بخـوف
نظـرتُ وإذا بدمــوعً تُذرف
سالت دموعـي لمــا رأيته
لقـد كـانت دموعاً غـالية
دموعاً يذرفهــا أبـي
مـا السبب ..؟!
لم أكن أعلم
وليد -يضمُ أبيه ودموعهُ تذرف- : أبتـاه مـا بك ..؟
غداً إن شاء الله الجزء الرابع