١، اولا الرضوان يأتي عندما تتبع أهل الحق، وهو المعصوم بأكمل صورة:
{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } - [ سورة التوبة : 100 ]
والدليل على أنه المعصوم، عندما قال الله عن إسماعيل صادق الوعد عليه السلام:
{ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا } - [ سورة مريم : 55 ]
وقال الطبرسي رحمه الله في الآية: (قد رضي أعماله لأنها كلها طاعات لم تكن فيها قبائح) وكذلك الشيخ الطوسي والخ. من العلماء رضي الله عنهم.
وكذلك دعاء النبي زكريا عليه السلام:
{ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا } - [ سورة مريم : 6 ]
• (تعليق: الهجرة ليس فقط هجرة جوارحية، بمعنى انك تترك أرض وتهاجر إلى أخرى، بل هناك هجرة جوانحية مثل لوط عليه السلام: { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ۘ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي ۖ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } - [ سورة العنكبوت : 26 ]
- اي معنوية، وكذلك الأنصار، فالنصر الحقيقي هو إتباع المعصوم، مثل عيسى نبي الله عليه وسلم: { فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } - [ سورة آل عمران : 52 ] - فإذا كانت هجرة جوانحية وجوارحية معا فخيرا على خير!!)
٢، ثانيا، إتباع هذا المعصوم، يولد أيضا الرضوان:
{ لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا } - [ سورة الفتح : 18 ]
.. لكن بشرط التسليم المطلق له بالقول والفعل:
{ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } - [ سورة النساء : 65 ]
بل في آية أخرى يقول هكذا:
{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } - [ سورة غافر : 51 ]
الخلاصة: رضوان الله هو المعصوم وإتباعه والأخذ عنه والتسليم المطلق وهو الذي سيرث الأرض ومن عليها ويحكم. ثم سؤال: هل هناك رضوان أعظم من رسول الله صلى الله عليه وآله؟