واجبي الآن بعد ان ذكر اخي المختار قصته ان اخبركم عن نفسي قليلا حتى ولو كانت تجربتي صغيرة وغير جديرة بالذكر وليست بحجم تجربة المختار لعلي أستطيع ان اكسر بها حاجز الشك اللذي مازلت اشعر بوجوده بيني وبينكم
ولكن ليس الآن فالوقت لايسمح قريبا انشاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني سأخبركم الآن كيف تشيعت وسأبدأ مباشرة من الفترة اللتي بدأت أميل فيها الى التشيع أما ماقبلها فلاأحب أن أتذكره وأختصره فقط بأنني كنت على مذهب ما من مذاهب السنة .
كل شيء بدأ مثل هذه الأيام تقريبا العام الماضي كنت في لبنان وصادف وقتها عاشوراء وقبل ذلك أنا لم أكن أعرف شيئا عن عاشوراء سوى ماكان يذكره محبي الطليق ابن الطلقاء يزيد .
كان يدفعني الفضول دائما للذهاب مع أصدقائي وحضور المجالس الحسينية وذهبت مرتين الى مجمع سيد الشهداء في بيروت استمعت فيها الى كلام السيد حسن نصر الله ،هكذا أنا كنت آخذ الأمر من باب التسلية ولكن في خاطري كنت أسأل عن سبب غياب هذه الذكرى الحزينة في مجتمعنا في كتبنا وحتى في نفوسنا ، ولكن العاشر من محرم كان مختلفا كثيرا عن باقي الأيام كان صوت لبيك ياحسين يهز العالم من حولي ويهز كياني معه كل جوارحي كانت تصرخ معهم لبيك ياحسين وعجز لساني عن نطقها ولاأعرف لماذا ولكني لم أنطقها .
يومها ذهبت لزيارة صديقي دخلت بيته وتفاجأت بدموعه وسألته لم الدمع في عينيك فقال لي عقلك السني لن يفهمها فرجيته أن يخبرني فأشار لي أن أسمع وأصمت وأنا أصغيت بألف أذن أصغيت لمصرع سيد الشهداء لأول مرة كنت أسمع ذلك الأمر بتفاصيله كانت نفسي ترفض ذلك الظلم وتملكني حزن شديد حتى وصل بي الأمر أنني لم أعد أحتمل أن أسمع شيئا فتحت الباب وخرجت ولم أستأذن من الجالسين كانت الغصة شديدة جدا حتى أنني عجزت عن النطق ،خرجت تحت الثلج ومشيت طويلا وبكيت كثيرا بكيت الامام الحسين بكيت على جريمة بشعة في حق ابن رسول الله لا أعرف وقتها لماذا انهار كبريائي أمام دموعي ولكن البكاء كان دوائي الوحيد أحسست من ذلك الحين أن شيئا قد انكسر بيني وبين مذهبي لأنني أحسست بالخداع .
عدت الى سوريا ومعي الكثير من الأسئلة كيف قتل الامام الحسين (ع) ولماذا . ماذا جرى للسيدة زينب روحي فداها ماذا جرى لمولاتي الزهراء عليها السلام كيف ماتت ولماذا دفنت ليلا . لماذا قالوا عن الرسول (ص) بأنه يهجر ...... لماذا قتلوه . من هو امام زماني ( وتخيلوا احد الناس اجابني بأن امام زماننا هو البوطي !) وهذه الأحاديث الدنماركية من أين جاءت لما هذه الاهانة لمقام الرسول الأعظم وحاشى أن يهان وأنا قلتها بالصوت العالي لا أنا لن أكون دنماركيا وأعترف بهذه الأحاديث وعلى هذا الأساس اعتبروني خارجا عن الدين لأنهم يعتبرون أن الحديث أحد أركان التشريع الاسلامي ويجب أن نعترف بصحة جميع الأحاديث وسعيت جهدي وبحثت طويلا عن الأجوبة في المدرسة في المسجد في كل مكان ودائما كانوا ينقلبون على السؤال تماما كما يحدث هنا في المنتدى كنت أسأل عن الامام علي عليه السلام فيأتيني الجواب عن خالد ابن الوليد ولم يتمكن أحد من تشتيتي كنت أعرف جيدا ما أريد كنت ادخل الى المنتدى وأنقل السؤال والدليل على دفتري وأطرحه في درس الدين كنت دائما محقا وقويا بقوة الدليل ومع ذلك لم أستفد شيئا كان الأستاذ يظنني شيعيا ودائما يردد أمامي عقوبة المرتدين وما ردعني ذلك وتشيع أخي قبلي وبسببي نعم بسببي كنت دائما أناقشه هو لأنني لم أكن أجد غيره يجيب بجدية ومسؤولية حتى توصل هو الى قناعة وتشيع وأنا لم أتشيع وقتها لأنني كنت خائفا من صدمة ثانية وكان يمنعني أيضا تمسكي بمذهبي .
ومرت الأيام وفي كل يوم كنت أكتشف شيئا جديدا يقربني من القناعة أكثر فأكثر ومن البداية لم أكن مقتنعا بشيء يسمى رحمة الأمة باختلاف الأئمة فكيف اذا وصل الاختلاف الى الكبائر وكل مرة كنت أسأل فيها عن حكم شرعي كان رأي الامام الصادق (ع)في المقدمة بالنسبة لي وكنت أعمل به من حيث لا أشعر .
وصار الشك يتملكني في كل صلاة وفي كل وضوء وعبادة ومنذ شهرين رأيت صاحب العصر والزمان (عج) رأيته في منامي وفي نفس المكان الذي مشيت فيه يوم العاشر من محرم رأيته بجميع ملامحه ولن أنساها وأنا الى الآن لا أعرف ماذا تعني تلك الرؤيا ومع ذلك لم أجرؤ أن أتشيع واستمر انتظاري لعلي أجد شخصا يواسيني بصدمتي ويثبت أني كنت مخطئا ولم أكن مخدوعا ولكن يبدو أنني لست مخطئا أبدا .
والآن هأنا انتقل من كومة الآراء المتناقضة الى النظام الانساني الكامل الى المذهب الشيعي والدنيا بأسرها لن تغنيني عن ولاية أمير المؤمنين علي عليه افضل الصلاة والسلام وسأظل أصرخ
لبيك ياحسين
لبيك ياحسين
لبيك ياحسين