|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 53658
|
الإنتساب : Aug 2010
|
المشاركات : 592
|
بمعدل : 0.11 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
المصطلحات الفقهية في الرسائل العملية
بتاريخ : 12-06-2012 الساعة : 06:36 AM
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ ... وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ ------------------ قبل الدخول في صلب الموضوع والخوض في بيان بعض المصطلحات الواردة في الرسائل العملية للفقهاء الكرام أعلى الله تعالى شأنهم ، لا بأس ببيان أهمية الرسائل العملية في حياتنا فأقول :
خلقنا الله تعالى وألقى في عهدتنا مجموعة من التكاليف وأوجب علينا واجبات وحرّم علينا محرّمات وألزمنا بلزوم التقيّد بها وامتثالها ، واقتضت حكمتُه تعالى أن يبلّغنا بهذه التكاليف ويطلعنا عليها بإرسال الرسل ، فأرسل لنا رسلاً جعلهم واسطة بينه وبين عباده ليخبر عباده عن طريقهم بما يريد وما لا يريد وما أوجب وما حرّم وكان آخرهم سيد الأولين والآخرين من الخلق أجمعين رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) ( آل عمران 164 ) . ثم بعد رحيل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله اقتضت الحكمة أن يخلف من بعده أوصياء كما هي سيرة كل الأنبياء ليكملوا التبليغ الإلهي فكان الأمر كذلك اذ لا بد للناس من إمام وهادٍ في كل زمان فأوصى من بعده الى اثني عشر خليفة وهم الأئمة المعصومون عليهم أفضل الصلوات وأزكى السلام والبركات ( إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ) وسائل الشيعة ج 18 - ص 19 ، و عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : ( لا يزال أمر الناس ماضيا ما وَلِيَهم اثنا عشر رجلاً ، ثم تكلم النبي بكلمة خفيت علي ، فسألت أبي ماذا قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ فقال : كلهم من قريش ) صحيح مسلم ج 12 ص 202 ، مسند أحمد ج 5 ص 98.
ثم لما اقتضت الحكمة غيبة الإمام الثاني عشر أوصوا عليهم السلام بالأمر في غيبته الى العلماء الفقهاء العدول الأمناء لإكمال المسيرة والرسالة التبليغية حتى الظهور المبارك فعن مولانا العسكري عليه السلام ( فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه مخالفا على هواه ، مطيعا لأمر مولاه ، فللعوام أن يقلدوه ) وسائل الشيعة ج 18 - ص 95
ومن هنا نعرف أهمية الفقهاء فهم يقومون بدور الأوصياء عليهم السلام الذي هو دور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو عبارة عن الوساطة بين الله تعالى وعباده في إيصال أحكام الله تعالى اليهم وتعريفهم بحلاله وحرامه مع فارق الآلية والمصدر فرسول الله يخبر عن الوحي ، والأوصياء بالإلهام وتعليم رسول الله ، والعلماء بالاجتهاد والاستنباط .
ثم إنه جرت العادة على أن تكون وسيلة التواصل بين الفقهاء والمكلفين عبر ما يعرف بالرسالة العملية التي تمثل الأحكام الشرعية الإسلامية بنظر الفقيه ، ومن هنا تبرز أهمية هذه الرسائل العملية لفقهائنا فهي وسيلتنا الى عبادة الله تعالى ومعرفة حلاله من حرامه وما يريد وما لا يريد وأنه من خلالها نستطيع الخروج من عهدة التكاليف الإلهية ، وهي تمثل جانباً من جوانب رسول الله والأوصياء بيننا وتقوم بدورهم في تبليغ الأحكام ...
وإذا كان للرسائل العملية كل هذه الأهمية والقدسية فحري بنا أن نوليها الاهتمام اللائق بها ، ومن جملة ذلك أن نتدارسها ونفهم ما فيها من تعابير ومصطلحات ، ولأجل ذلك جاءت هذه المحاولة لتسليط الضوء على أهم المصطلحات المتداولة في الرسائل العملية ، بطريقة نحاول فيها الخروج عن المألوف في بيان المصطلحات الفقهية الى ما هو أكثر نفعاً وفائدة مع الحفاظ على وضوح البيان إن شاء الله تعالى ، والله الموفق .
ملاحظة / المقصود هنا هو شرح المصطلحات الواردة في الرسائل العملية الا أننا قد نلجأ الى شيء من التوسعة ونتعرض الى شرح بعض المصطلحات الفقهية مما لم يرد في الرسائل العملية وربما الى بعض المصطلحات الأصولية حيث ما يوجد داعٍ الى ذلك كما لو توقف إيضاح بعض ما ورد في الرسائل العملية على ذلك او من باب اكتمال الصورة والفكرة وقد يكون لمجرد الاستطراد وإتمام الفائدة ، وأيضاً قد نلجأ الى ذكر بعض الفوائد والتنبيهات لعين ما ذكر من دواعٍ وفوائد .
أسأل الله تعالى لي ولإخواني المؤمنين السداد وأن يفقهنا في دينه ويعيننا على ما كلفنا به وأن نكون من عبادنا الصالحين المخلصين
الكلام أولاً سيكون في مصطلح ( الحكم الشرعي ) وتقسيماته
يأتي إن شاء الله تعالى
|
|
|
|
|