لو كنا نبكي على الحسين عليه السلام لمجرد مقتله فكل أئمة أهل البيت عليهم السلام قد قتلوا السبب الطريقة التي قتل بها و ما جرى عليه و على أهل بيته عليهم السلام من أتباع يزيد بن معاوية لعنه الله هو ومن شارك بتلك الجريمة البشعة
وتكرهون الحسين رضي الله عنه بأن تقيموا له هذه المراسيم البكاء اللطم الدماء
لماذا تبكون الحسين ؟
هل لأنه شهيد ؟
بل هذا يفرح للحسين ولو كنتُ في زمن الحسين رضي الله عنه ذهبتُ إلي بيت أهله مهنئاً لهم بشهادة سيد ولد أهل الجنة وريحانة رسول الله صلى الله لعيه وسلم ..
لا أبكي والطم واشجب واصرخ وازحف على الأرض .. هو نفسه لا يرضي هذا ..
هل تبكون لأنه مات ؟
هو سيموت لا محالة فقد مات قبله الرسول صلى الله عليه وسلم .
هل تبكون لأنكم قتلتموه وتشعرون بالذنب ؟
الشرك وهو الشرك يستغفر منه بالتوبة وعمل الصالحات .. ولا يحتاج صاحبه فعل كل هذا الذي يفعل للحسين رضي الله عنه ..
وعلى فرض أنكم تبكون على قتلكم له ..
الذي قتله الآباء ما دخل الأبناء ؟
واتحدى عالم بل سيد العلماء يجيب على سؤالي هذا ..
لماذا تبكون الحسين رضي الله عنه ؟
بجواب صحيح مسند صارم واضح ... يدل على أن فعل القوم اليوم من زحف وشق للجيوب ولطم وإخراج للدماء والبكاء والعويل .. يشفع .. لهم هذا الفعل
أنه من منعكم من اذراف الدمع .. اذرفوها .
وأما أن تدموا انفسكم وتزحفواعلى الأرض وتوسخوا انفسكم وتتوسعوا .. فمن أين لكم هذا ..
وعلى ماذا أنتم تبكون وتلطمون وتضربون ؟
هل هو تأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
أم بسبب أن الحسين شهيد ولا تتمنوا له الشهادة ؟
أم لأن أباءكم قد قتلوه ؟
ياليت تجاوب أيها المحاور.
اخي نبي الله يعقوب بكى على يوسف حتى ابيضت عيناه من الحزن وهو يعلم بانه لم يتوفاه الله .
ادم صفوه الله بكى على سيد الشهداء
سيد الموحدين علي بن ابي طالب كان سريع الدمعه وهو اصبر الصابرين وبكى على ولده الحسين قبل شهادته .
الارض والسماء تبكيان على المؤمن فكيف نحن لا نبكي
ورسول الله والزهراء بكيا يوم ولاده الحسين
هذه رساله لك ولغيرك
وروى الطبراني في ( المعجم الكبير ) ج3 ص 108 عن أم سلمة قال: كان رسول الله ( ص ) جالسا ذات يوم في بيتي فقال : لا يدخل علي أحد فانتظرت فدخل الحسين ( رض ) فسمعت نشيج رسول الله يبكي فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي ( ص ) يمسح جبينه وهو يبكي فقلت : والله ما علمت حين دخل فقال : إن جبريل عليه السلام كان معنا في البيت قال : تحبه ؟ قلت : أما من الدنيا فنعم ، قال : إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء فتناول جبريل عليه السلام من تربتها فأرها النبي ( ص ) ، فلما بحسين حين قتل قال : ما اسم هذه الأرض ؟ قالوا : كربلاء قال : صدق الله ورسوله أرض كرب وبلاء
اما بالنسبه للطم والجزع
أن اللطم على الحسين مستحب لأنه بعد الاصل يدخل في إحياء شعائر الله (ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب) ومن المعلوم لدينا دخول الشعائر الحسينية في شعائر الله فان يوم الحسين يوم من ايام الله بلا جدال.
وروي في احاديث كثيرة استحباب الجزع على الحسين (عليه السلام)، وفسر الامام الباقر (عليه السلام) الجزع بقوله: ( أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل ولطم الوجه والصدر). كما رواه في الوسائل.