|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 447
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 93
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
روح الحسين
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 02-03-2007 الساعة : 08:51 PM
شكراً من الأعماااق
لـ أرواحكم الطاهرة التي تواجدت هنا
بين هذه الصفحة...
وهاهو هنا لكم الفصل الجديد والسموحة عن التأخير
الفصل الثاني
][ الموت " خروج الروح من الجسد" ][
" الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا"
في تلك الأثناء انتبهت إلى وجود شبح طويل القامة يرتدي ثيابا بيضاء قد نشب يديه على أطراف أصابع قدمي وأخذ يتجه نحو الأعلى من جسدي ولم أكن أشعر بالألم عندما كان عند قدمي لكن الألم أخذ يزداد كلما أرتفع نحو الأعلى وكأن الألم بأجمعه أخذ يتحرك إلى الأعلى من جسدي حتى وصلت يده إلى حلقومي حينها أصبح جسدي بلا شعور بيد أن رأسي أصبح ثقيلا بحيث كنت أشعر بأنه سينفجر من شدة الضغط أو أن عيني ستخرجان من حدقتيهما.
تقدم عمي الشيخ العجوز نحوي وقد أمتلآت عيناه بالدموع وقال لي : يا ولدي أقرأ الشهادتين أنا أقرأها وأنت رددها معي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأن عليا ولي الله ...
لقد كنت أراه وأسمع صوته فتحركت شفتاي ببطء وما أن أردت التلفظ بالشهادتين حتى أحاطت بي أشباح سوداء قبيحة والحّوا عليّ أن لا انطق بالشهادتين لقد كنت سمعت بأن الشياطين تحاول سلب إيمان المرء عند موته لكنني لم أكن أتصور أبدا أنهم يفلحون في صدّي.
ومرة أخرى أدنى عمي وجهه مني وتلفظ بالشهادتين ولما أردت تحريك لساني تحرك الشياطين مرة أخرى ولكن طريق التهديد في هذه المرة.
لقد كانت لحظات عجيبة فمن ناحية كان الذي يرتدي ثيابا بيضاء يمارس أعمالا مدهشة ومن جهة ثانية كنت أواجه إصرار عمي على النطق بالشهادتين وثالثة محاولات الأشباح الخبيثة في سلب إيماني في آخر لحظات حياتي.
ثقل لساني وكأن شفتي قد خبطت مع بعضها لقد اعتراني العجز وكنت أريد الخلاص من هذا الوضع المؤلم ولكن كيف؟ وعن أي طريق؟ وبواسطة من؟ في غضون ذلك التجاذب ظهرت من بعيد أنوار ساطعة فقام الرجل ذو الثياب البيضاء إجلالا لها فيما ولت تلك الوجوه القبيحة هاربة ورغم معرفتي في تلك اللحظات لتلك الأنوار الطاهرة الفريدة لكنني عرفت فيما بعد إنهم الأئمة الأطهار عليهم السلام قد حضروني في اللحظات الحساسة وببركة وجودهم أشرق وجهي وأنفتح لساني فحركت شفتي ونطقت بالشهادتين هنا امتدت يد ذلك الرجل ذي الثياب البيضاء لتمسح على وجهي وشعرت بالاطمئنان بعد أن كنت أعاني شدة الألم والاضطراب.
لقد أصبحت وكأنني التقيت الآلام والعذاب بأجمعه على كاهل أهل الدنيا لأنني شعرت بالاستقرار وكأنني لم أر حرية واستقرار كالذي عشته في ذلك اليوم فقد أنفتح لساني وأشرح عقلي. كنت أرى الجميع وأسمع أحاديثهم. هنا وقعت عيناي على ذلك الرجل ذي الثياب البيضاء فسألته: من أنت؟ وماذا تريد مني؟ فإنني أعرف كل الذي حولي إلا أنت فقال: كان عليك أن تعرفني أنا ملك الموت فاضطربت لسماع اسمه واهتز كياني فوقفت أمامه أتخضع وقلت: السلام عليك يا ملك ربي فلطالما سمعت باسمك ومع ذلك لم استطع معرفتك حين الموت هل تريد الإذن مني كي تقبض روحي؟ فأجاب مللك الموت مبتسما: إنني لا أحتاج إلى إذن من أي أحد لأنتزع روحه من جسده وإذا ما تأملت جيدا سترى إنك قد ودعت الحياة الفانية أنظر إلى جسدك قد بقي بين أهل الأرض فنظرت إلى الأسفل فاستحوذت علي الدهشة والحيرة إذ أن جسدي مطروح على الأرض بلا حراك بين أقاربي ومعارفي فيما كانت زوجتي وأبنائي وكثير من ا|لأقارب يحومون حولي وهم يبكون وترتفع صرخاتهم إلى عنان السماء وأخذ آخرون بالشكوى والتساؤل: لقد تعجل عليه الموت لماذا؟
أخذت أفكر مع نفسي: لم ينوح هؤلاء؟ ومن أجل من؟ أردت دعوتهم لالتزام الهدوء وهل يكون ذلك؟ صرخت فيهم: أيها الأعزاء التزموا الهدوء أما تريدون راحتي واستقراري؟ فلماذا هذا التفجع والحزن؟ بعد الألم المضني أصبحت الآن في كامل الراحة والسعادة إنني أخاطبهم أما تسمعون؟ لم هذا البكاء؟ مم عويلكم وبكاؤكم؟ نوروا الدار بالدعاء وذكر الله تعالى.
أستمر عويل واستغاثة الحاضرين يعلو ويعلو هنا سمعت صوت ملك الموت يقول: ما الذي دهى هؤلاء؟ مم صراخهم وعويلهم؟ ولو هذه الشكوى والتفجع؟ لم هذا البكاء واللطم على الرؤوس؟ اقسم بالله إنني لم أرتكب ظلما بحقه فلقد نفد رزقه في هذه الدنيا ولو كنتم مكاني لقبضتم روحي بأمر من الله اعلموا أن دوركم سيأتي يوما ما وسأتردد على هذه الدار حتى لا أدع أحدا فيها إن عبادتي وطاعتي لله هي أن اقطع كل يوم وليلة أيدي الكثيرين عن هذه الدنيا.
الناس مستمرون بعملهم لا يسمعون هذه الإنذارات ولو مرة واحدة في الحياة الدنيا كي تكون عبرة لي... لكن واحسرتاه ثم واحسرتاه.
لفوني بقطعة قماش وبعد ساعة حملوني إلى المغتسل إنه مكان معروف لدي فطالما جئت هنا لغسل أمواتنا وهنا لفت انتباهي المغسل حيث كان يقلبني كيف شاء ودون عناء ونظرا لعنايتي بجسمي فقد صرخت بالمغسل: تمهل قليلا! أرفق بي! فقبل لحظات خرجت الروح من هذه العروق فأضعفتها وأعجزتها ... لكنه واصل عمله دون أدنى عناية بمطالبي المتكررة.
انتهى الغسل ثم لفوني بذلك الكفن الذي كنت قد اشتريته بنفسي... لقد كنت أفكر آنذاك بأن شراء الكفن إنما هو عمل روتيني ولكن ما أسرع أن لف جسدي بالبياض. حقا أن الدنيا دار جواز.
وعند سماعي لنداء الصلاة ... الصلاة... الصلاة... دخلني نوع من الطمأنينة.
كونوا بخير جميعاً
أيها الأحبة
أختكم في الله
روح الحسين
|
|
|
|
|