قال صلّى الله عليه وآله: « في أمرِ عليٍّ عليه السّلام » (140).
وهكذا بقيَ القرآن الكريم يهاجم في كثير من آياته مَن كذّب رسول الله صلّى الله عليه وآله في قضيّة قُرْب رسول الله من الإمام عليٍّ، وتفرده بالخصوصيّات والمهمّات التي كان صلّى الله عليه وآله يمنحها لعليٍّ، وكشف القرآن ذاتَ الرسول وأذيّتَه النفسيّة التي كان يتلقّاها من مُبغضي الإمام عليّ عليه السّلام.
فجاء في قوله تعالى: فمَنْ أظلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ على اللهِ وكَذَّبَ بالصِّدْق (141) هو مَن رَدَّ قولَ رسول الله صلّى الله عليه وآله في عليّ عليه السّلام (142).
أما قوله تعالى: والذينَ يُؤْذُونَ المؤمنين والمُؤمناتِ بغير مَا آكتَسَبوا فَقدِ آحتَمَلُوا بُهتاناً وإثْماً مُبيناً (143)، فيفضح مظالمَ المنافقين للإمام عليٍّ عليه السّلام وتبين نزاهتَه، فقد ورد أنّها نزلت في الإمام عليّ عليه السّلام؛ لأنّ نفراً من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه (144).
وتوضح الآية الكريمة التالية أيضاً أنّ الله ينتقم من أعدائه بعليّ عليه السّلام، وبهذا يستلزم أنّ كلّ مَن قاتل عليّاً عليه السّلام هو عدوٌّ الله: فإمّا نَذْهَبنَّ بكَ فإنّا مِنُهم مُنتَقِمُون (145).
قال ابن عباس: بعليٍّ عليه السّلام (146).
وعن أبي عبدالله الجدليّ قال: قال لي عليٌّ عليه السّلام: « ألا اُنْبِئُك بالحسنة التي مَن جاء بها أدخله الله الجنّة، والسيئةِ التي مَن جاء بها أكبَّه الله في النار ولم يقبل منه عملاً ؟ قلت: بلى. ثمّ قرأ مَن جاءَ بالحَسَنةِ فَلَه خَيرٌ منها وهُم مِن فزعٍ يَومئذٍ آمِنون * ومَن جاءَ بِالسَّيِّئةِ فَكُبَّت وُجُوهُم في النار (147) ثم قال: يا أبا عبدالله، الحسنةُ حبُّنا، والسيّئةُ بُغضُنا » (148).
ولَحِق الخطابَ القرآنيَّ في تصدّيه لأعداء الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام تأكيدُ الرسول صلّى الله عليه وآله، حيث ورد عددٌ من الروايات تصنف في دلالتها الناسَ إلى مَن هو محبّ للإمام عليّ عليه السّلام ومَن هو مبغض له، ولا تفكّك بين مَن يحبّ الرسولَ صلّى الله عليه وآله ومَن لا يحبّ الإمام عليّاً عليه السّلام، وإنّما الإيمان هوالحبُّ لهما معاً، لأنّهما نفْسٌ واحدة « وأنفُسَنا ».
جاء في مسند أحمد من عدة طرق أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: « مَن آذى عليّاً فقد آذاني » (149)، و « أيُّها الناس، مَن آذى عليّاً بُعِثَ يومَ القيامة يهوديّاً أو نصرانيّاً » (150).
وفي مسند أحمد أيضاً: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: « لا يُحبُّك إلاّ مؤمن، ولا يُبغضك إلاّ منافق » (151).
وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله مشيراً إلى أمير المؤمنين عليه السّلام: « أيها الناس، اِمتحنوا أولادَكم بحبّه؛ فإنّ عليّاً لا يدعو إلى ضلالة، ولا يُبعد عن هدىً، فمن أحبَّه فهو منكم، ومَن أبغضه فليس منكم » (152).
ثانياً: تأكيد الرسول صلّى الله عليه وآله وحمايته المستقبلية لخطّ الإمامة ركّز الرسول صلّى الله عليه وآله في ذهن الأُمّة أهميّة دور الإمام عليّ عليه السّلام، ولزوم التمسّك بولايته، فهو الذي ينجي الأُمّة ويحصنها من مزالق التَّيه والانحراف؛ ولهذا أشار صلّى الله عليه وآله لعمار: « ستكونُ في أُمّتي بعدي هَناة واختلاف، حتّى يختلفَ السيفُ فيهم حتّى يقتلَ بعضُهم بعضاً، ويتبرأ بعضُهم من بعض... يا عمار مَن تقلّد سيفاً أعان به عليّاً على عدوّه؛ قلّده الله يوم القيامة وشاحَينِ من دُرّ، ومَن تقلّد سيفاً أعان به عدوَّه؛ قلّده الله وشاحَين مِن نار، فإذا رأيتَ ذلك فعليك بهذا الذي عن يميني ـ يعني عليّاً » (153).
وأشار القرآن الكريم إلى المحن التي تتعرّض لها الأُمّة بعد الرسول صلّى الله عليه وآله، حيث تؤدَّي إلى تشقّق الصفّ واختلاف كلمتها مما تكون نتيجة ذلك دخول كثير من الطوائف المتناحرة في النار، ولا تنجو إلاّ الفرقة التي تتولّى الإمامَ عليّاً عليه السّلام وتتّبع خطّه، وبهذا يسجل الإمام عليه السّلام أرقى قيمة في فضله على الباقين من المسلمين. فقد جاء في قوله تعالى:
إن الذينَ فَرَّقُوا دِينَهم وكانوا شِيَعاً (154) قال زاذان أبو عمر: قال لي علي عليه السّلام: أتدري على كم افترَقَتِ اليهود ؟ قلت: اللهُ ورسوله أعلم، قال: افترقَتْ على إحدى وسبعين فِرقة، كلُّها في الهاوية، إلاّ واحدة هي الناجية.
أتدري على كم تفترق هذه الأُمّة ؟ قلت: اللهُ ورسوله أعلم، قال: تفترق إلى ثلاثٍ وسبعين فرقة، كلُّها في الهاوية، إلاّ واحدة هي الناجية.
أتدري على كم تفترق فيَّ ؟ قلت: وإنه لتفترق فيك ؟ قال: نعم، تفترق فيَّ آثنتَي عشرة فرقة، كلّها في الهاوية، إلاّ واحدة هي الناجية، وأنت منهم يا أبا عمر » (155).
وآية: فَسْأَلُوا أهلَ الذِّكْرِ إنْ كنتُم لا تَعلَمُون (156).
تؤكّد كونَ الإمام عليه السّلام هو المرجعَ بعد الرسول صلّى الله عليه وآله في حالة التباس الأُمور وطغيان المحن وعدم معرفة الصحيح من الاستفهامات الطارئة والمستجدّات، فقد جاء في تفسيرها عن جابر الجُعفيّ قال: لمّا نزلت فسألوا أهلَ الذِّكْرِ إنْ كنتُم لا تَعلَمُون ، قال عليّ عليه السّلام: نحنُ أهلُ الذِّكْر (157). وبهذا يكون عليّ عليه السّلام الإمامَ للفِرقة الناجية، وهو المعلِّم لغيره من الصحابة، مخافةَ الانخراط من غير علم ضمنَ الفِرق الضالة.
عن أبي سعيد الخدريّ يقول: كنّا جلوساً ننتظر رسولَ الله صلّى الله عليه وآله، فخرج علينا مِن بعض بيوتِ نسائه، قال: فقُمْنا معه فآنقطعت نعلُه، فتخلّف عليها عليٌّ عليه السّلام يخصفها، فمضى رسولُ الله صلّى الله عليه وآله ومضينا معه، ثم قام ينتظره وقمنا معه، فقال: إنّ منكم مَن يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلتُ على تنزيله. فاستشْرَفْنا وفينا أبو بكر وعمر، فقال صلّى الله عليه وآله: لا، ولكنّه خاصف النعل. قال: فجئنا نبشّره، قال في أحدهما: وكأنه قد سمعه، وقال في الآخر: فلم يرفع به رأساً كأنّه قد سمعه (158).
وتمييزاً آخَرَ لصفّ الإمام عليّ عليه السّلام عن غيره من الناحية المصداقية؛ لتكون البيّنة آكدَ، ولا تبقى حجّة بيد المناوئين للإمام، فقد قال صلّى الله عليه وآله لعمار الموالي للإمام عليّ عليه السّلام والمناصر له: تَقتُلك الفئةُ الباغية.
عن عِكرمة أنّ ابن عباس قال له ولابنه عليّ: « إِنطلِقا إلى أبي سعيدٍ الخُدْري فآسمعا مِن حديثه، قال: فانطلقا فإذا هو في حائط له، فلمّا رآنا أخذ رداءه فجاءنا فقعد، فأنشأ يحدّثنا حتّى أتى على ذِكْر بناء المسجد، قال: كنّا نحمل لُبنةً لبنة وعمّارُ بن ياسر يحمل لبنتين لبنتين، قال: فرآه رسولُ الله صلّى الله عليه وآل فجعل ينفض التراب عنه ويقول: يا عمّار، ألاَ تحمل لبنةً كما يحمل أصحابك ؟! قال: إنّي أُريد الأجرَ من الله، قال: فجعل ينفض التراب عنه ويقول: وَيْحَ عمّار! تقتله الفئةُ الباغية، يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النار. قال: فجعل عمّار يقول: أعوذ بالرحمان مِن الفتن » (159).
ومن إشارات الرسول وتنبيهاته للحوادث المستقبليّة، والتي تتضمّن الكشفَ عن صفة الاندماج والاتحاد بين إمامة الإمام عليّ عليه السّلام وخطّ الرسالة، وكونه الامتدادَ الشرعيَّ لها، وتُحقّق في الوقت نفسه حصانَة الأُمّة ووقايتَها من ضرر شعارات الضلالة ودعوات الانحراف، فقد حذّر صلّى الله عليه وآله من خطورة حركة الخوارج التي تظهر فيما بعد ومناوأتها للإمام عليّ عليه السّلام، بهذا التنبيه يمثل الإمامُ عليٌّ عليه السّلام خط الإمامة والمجسِّد للقيم الإلهيّة، أما باقي الدعوات المخالفة فتتهاوى نحو الحضيض والانحراف.
فعن أبي سعيد الخُدْريّ قال: بينما نحن عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو يقسّم قسماً، أتاه ذو الخويصرة ـ وهورجل من بني تَميم ـ فقال: يا رسول الله اعدِلْ، فقال: ويلك! ومَن يعدل إذْ لم أعدل ؟! قد خِبْتَ وخَسِرتَ إن لم أكنْ أعدل، فقال عمر: يا رسول الله أتأذن لي فيه فأضربَ عنقه ؟ قال: دعه؛ فإنّ له أصحاباً يحقر صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يقرأون القرآنَ لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدِّين كما يمرق السهمُ مِن الرمية. إلى أن قال: آيتُهم رجلٌ أسود إحدى عَضُدَيه مثل ثَدْي المرأة، أو مثل البضعة تدر درّاً، ويخرجون على خير فرقة من الناس. قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلّى الله عليه وآله، وأشهد أنّ عليَّ بن أبي طالب عليه السّلام قاتَلَهم وأنا معه، فأمَر بذلك الرجل فالتُمس فأُتي به حتّى نظرتُ إليه على نَعْت النبيّ صلّى الله عليه وآله الذي نَعَت به (160).
وجاء عن الرسول صلّى الله عليه وآله روايات أُخرى تتّجه نحو تبنّي الإمام عليّ عليه السّلام وعلى نحو الإطلاق، أي تبيّن أفضليّة الإمام عليٍّ عليه السّلام على غيره، سواءً من قد كان عاصَرَه من المسلمين مع النبيّ صلّى الله عليه وآله أو مَن يأتي مستقبَلاً، وتوضّح أيضاً أن سلوك الإمام عليه السّلام ومواقفه لا تمثل حالةً طارئة تُنتَزع عنه في ظرف آخر، وإنما تمسّكُ الإمام عليٍّ عليه السّلام بالحقّ، أو علاقته بالحقّ والحقّ بعليّ، هي علاقة اتّحاد المفهوم بالمصداق.
فقد روي عن ثابت مولى أبي ذر قال دخلت على أُمّ سلمة فرأيتها تبكي وتذكر عليّاً عليه السّلام وقالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « عليٌّ مع الحقّ والحقُّ مع عليّ، ولن يَفْتَرِقا حتّى يَرِدا عَلَيّ الحوضَ يومَ القيامة » (161).
وجاء أيضاً عن النبيّ صلّى الله عليه وآله من عدة طرق: « إنّ عليّاً منّي وأنا مِن عليّ، وهو وليُّ كلِّ مؤمنٍ بَعدي، لا يُؤدّي عنّي إلاّ أنا أو عليّ » (162).
ثالثاً: الإخبارات الغيبيّة والكرامات عند الإمام عليٍّ عليه السّلام لقد امتاز الإمام عليُّ بن أبي طالب عليه السّلام على باقي الصحابة بكرامات عديدة، حتّى شكّلت إخباراته بالحوادث المستقبلية ظاهرةً مشهودة في حياته، فمِن ضمن ما أَخبَرَ به وتحقّق خارجاً، ما يلي:
1 ـ إخباره عليه السّلام بعمارة بغداد ومُلْك بني العبّاس وذِكْرِ أحوالهم وأخذ المغول منه. قال عليه السّلام: « وما أدراك ما الزوراء! أرض ذات أثل، يُشيَّد فيها البنيان، ويكثر بها السكّان، يتّخذها وُلْدُ العبّاس مَوْطناً، ولزخرفهم مسكناً، تكون لهم دارَ لَهْوٍ ولَعِب، ويكون بها الجورُ الجائر والحيف المحيف، والأئمّة الفجرة، والقُراء الفَسَقة، والوزراء الخَوَنة، يخدمهم أبناءُ فارسَ والروم، لا يأتمرون بينهم بمعروفٍ إذا عَرَفُوه، ولا يَنتَهُون عن منكرٍ إذا نَكِرُوه... » (163).
2 ـ جاء رجلٌ إلى أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي مررتُ بوادي القرى، فرأيت خالدَ بن عرفطة قد مات، فاستغفرْ له.
فقال عليه السّلام: « إنّه لم يَمُت، ولا يموتُ حتّى يقودَ جيشَ ضَلالةٍ، صاحبُ لوائهِ حبيبُ بن جمّاز ». فقام رجل من تحت المنبر فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي لك شيعة، وإني لك محبّ.
فقال: ومن أنت ؟ قال: حبيبُ بن جمّاز. فقال عليه السّلام: « إيّاك أن تحملها، ولتحملنّها فتدخل بها مِن هذا الباب »، وأومأ بيده إلى باب الفيل.
فلما مضى أمير المؤمنين عليه السّلام ومضى الحسن ابنُه مِن بعده، وكان من أمر الحسين عليه السّلام ما كان؛ بعث ابنُ زياد بعُمَرِ بنِ سعد إلى الحسين عليه السّلام وجعل خالد بن عرفطة على مقدّمته، وحبيبَ بن جمّاز صاحبَ رايته، حتّى دخل المسجدَ مِن باب الفيل (164).
3 ـ ورُوي عنه عليه السّلام أنّه لمّا توجّه إلى صِفِّين لحرب معاوية ووصل إلى كربلاء؛ وقف عليه السّلام ناحيةً من المعسكر، ثمّ نظر يميناً وشمالاً وقال: « هذا واللهِ مناخُ رِكابِهم، وموضعُ منبتهِم ». وبكى بكاءً طويلاً.
فقيل له: يا أمير المؤمنين، ما هذا الموضع ؟ ومَن هؤلاء ؟ فقال عليه السّلام: « هذه كربلاء، يُقتل فيها فئةٌ من آل محمّدٍ ظلماً وعدواناً، ويُقتَل معهم قومٌ يدخلون الجنّةَ بغيرِ حساب ».
ثم سار عليه السّلام وكان الناس لا يعرفون تأويل ما قال، حتّى كان من أمر الحسين عليه السّلام ما كان (165).
4 ـ ولما خرج الإمام عليّ عليه السّلام إلى أهل النهروان؛ أقبل رجل من أصحابه ممن كان على مقدّمته يركض، حتّى انتهى إلى الإمام عليٍّ عليه السّلام فقال: البشرى يا أمير المؤمنين! قال: « ما بُشراك ؟ ».
قال: إنّ القوم عبروا النهر لمّا بلغهم وصولك، فأبشِرْ، فقد منحك الله أكتافَهم، فقال له: « آلله أنت رأيتَهم قد عبروا! » قال: نعم، فأحلَفَه ثلاث مرّات، في كلّها يقول: نعم، فقال الإمام عليّ عليه السّلام: « واللهِ ما عبروه ولن يَعبروه، وإنّ مصارعَهم لَدُون النطفة، والّذي فلَقَ الحبّة، وبرأ النَّسَمة،لن يبلغوا الأثْلاث ولا قَصْر بَوازِن، حتّى يقتلهم الله، وقد خابَ مَن افترى ».
قال: ثم أقبل فارس آخر يركض، فقال كقول الأوّل، فلم يكترث الإمام عليّ عليه السّلام بقوله، وجاءت الفرسان تركض كلّها تقول مثل ذلك، [ فقال: « فلا يبقى منهم إلاّ أقلّ من عشرة، ولا يُقتَل من أصحابي إلاّ أقلُّ من عشرة » ].
فقام الإمام عليّ عليه السّلام فجال في متن فرسه، قال: فيقول شابّ من الناس: واللهِ لأكوننّ قريباً منه، فإن كانوا عبروا النهر لأجعلنّ سِنانَ هذا الرمح في عينه، أيدّعي عِلمَ الغَيب ؟
فلمّا انتهى عليه السّلام إلى النهر؛ وجد القومَ قد كسروا جفونَ سيوفهم وعرقَبوا خيلهم، وجَثَوا على رُكَبهم وحكّموا تحكيمة واحدة بصوت عظيم له زَجل، فنزل ذلك الشابّ فقال: يا أمير المؤمنين إنّي كنت شككتُ فيك آنفاً، وإنّي تائب إلى الله وإليك فاغفرْ لي.
فقال عليّ عليه السّلام: « إنّ الله هو الذي يَغفر الذنوب، فآستغْفِرْه » (166).
5 ـ عن إسماعيل بن رجاء، قال: قام أعشى باهلة (167) ـ وهو غلام يومئذٍ حدث ـ إلى عليٍّ عليه السّلام وهو يخطب ويذكُر الملاحم، فقال: يا أميرَ المؤمنين، ما أشبه هذا الحديث بحديث خرافة!
فقال عليّ عليه السّلام: « إن كنتَ آثماً فيما قلتَ يا غلام، فرماك الله بغلامِ ثَقيف ».
ثم سكت، فقام رجال فقالوا: ومَن غلامُ ثقيف يا أمير المؤمنين ؟!
قال عليه السّلام: « غلامٌ يملك بلدتكم هذه، لا يتركُ لله حُرمةً إلاّ انتهَكَها، يضرب عُنُقَ هذا الغلام بسيفه ».
فقالوا: كم يملُك يا أمير المؤمنين ؟
قال: « عشرين إنْ بَلَغها ».
قالوا: فيُقتَلُ قتلاً أم يموت موتاً ؟
قال: « بل يموت حَتْفَ أنفه بِداءِ البَطن، يثقب سريرَه لكثرة ما يخرج من جَوفه ».
قال إسماعيل بن رجاء: فواللهِ لقد رأيتُ بعينَيّ أعشى باهلة، وقد أُحضر في جملة الأسرى الذين أُسِروا من جيش عبدالرحمان بن محمّد بن الأشعث بين يَديِ الحجّاج فقرّعه ووبّخه.
واستنشده شِعرَه الذي يحرّض فيه عبدالرحمان على الحرب، ثم ضرب عنقَه في ذلك المجلس (168).
ومن كراماته عليه السّلام ما جاء في تفسير الفخر الرازيّ، في ذيل تفسير قوله تعالى: أم حَسِبتَ أنّ أصحابَ الكهفِ والرَّقيمِ كانوا من آياتِنا عَجَباً (169)، قال: وأمّا عليّ عليه السّلام فيُروى أنّ واحداً من مُحبّيه سرق، وكان عبداً أسود.
فاُتيَ به إلى عليّ عليه السّلام فقال له: « أسرَقْت ؟ » قال: نعم، فقطع يده.
فانصرف من عند عليٍّ عليه السّلام فلقيه سلمانُ الفارسي وابن الكوّاء، فقال ابن الكوّاء: مَن قطع يدك ؟ قال: أميرُ المؤمنين، ويعسوب المسلمين، وخِتنُ الرسول، وزَوج البتول.
فقال: قطعَ يدَك وتمدحه ؟! فقال: ولِمَ لا أمدحه وقد قطع يَدي بحقّ وخلّصني من النار. فسمع سلمان ذلك، فأخبر به عليّاً عليه السّلام فدعا الأسود ووضع يده على ساعده وغطّاها بمنديل، ودعا بدعوات، فسمعنا صوتاً من السماء: اِرفَعِ الرداء عن اليد، فرفعناه فإذا اليد قد بَرِئت بإذن الله تعالى وجميلِ صنعه (170).
وعن أبي ذرّ رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلّى الله عليه وآله أدعو عليّاً، فأتيتُ بيته فناديتُه، فلم يُجِبْني، فعُدتُ فأخبرت رسولَ الله صلّى الله عليه وآله فقال لي: « عُدْ إليه، اُدْعه فإنّه في البيت ». قال: فعدتُ أُناديه، فسمعت رحىً تطحن، فشارفتُ فإذا الرّحى تطحن وليس معها أحد، فناديتُه فخرج إليّ منشرحاً، فقلت له: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله يدعوك، فجاء، ثمّ لم أزل أنظر إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وينظر إليّ، ثمّ قال: « يا أبا ذرّ ما شأنك ؟ ».
فقلت: يا رسول الله، عجيب من العجب، رأيت رحىً تطحن في بيت عليّ عليه السّلام وليس معها أحدٌ يرحى.
فقال: « يا أبا ذرّ، إنّ لله ملائكةً سيّاحين في الأرض، وقد وُكِّلوا بمؤونة آلِ محمّد » (171).
الخلاصة:
لقد ترك الإمام عليُّ بن أبي طالب عليه السّلام من الانطباعات الخيّرة في نفوس الصحابة، ما جعل تصريحاتِهم بأفضليّته على الصحابة تملأ كتب التفسير والحديث والتاريخ.
كما أن الإمام عليّاً عليه السّلام قد جسّد بسلوكهِ الإيمانيّ، وطاقاته العلميّة والجهاديّة والأخلاقيّة ما خطّتْه الرسالة بما لا يَخفى على أحد، فكان المثلَ الأعلى في تطبيقها بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله، في الوقت الذي يعجز باقي الصحابة عن الرُّقيّ إليها.
وشهد القرآنُ الكريم وصرّحت أقوالُ الرسول صلّى الله عليه وآله بفضل الإمام عليّ عليه السّلام على الصحابة، كما مرّ ذكره في أكثر من مناسبة.
وكان عليه السّلام هو المرجعَ للصحابة في حل المعضلات بشكل عامّ للحكّام قبلَه بنحو خاصّ.
وعليه، يكون الإمامُ عليُّ بن أبي طالب عليه السّلام أفضلَ الصحابة على الإطلاق بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله دون منازِع، ويكون هو الأَولى بالأخذ عنه وتولّيه واتّباعه وطاعته، والإقرار بولايته وإمامته وترجيحِ قولهِ على أقوال غيره من الصحابة، والاعتقاد بفرض مودّته، وفوقيّة منزلته، وأشرفيّة مقاماته، وأولويّة خلافته، صلوات الله عليه وعلى أبنائه الأئمّة الطاهرين.
المصادر والأدلة:
[1] المستدرك على الصحيحين: 3/126و 127، تاريخ بغداد: 11/49 و 50، جامع الاُصول: 9/473، ح 6489، اُسد الغابة: 4/22، البداية والنهاية: 7/372. وقد رواه الترمذي في سننه : 5/637 بلفظ: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
[2] تفسير الرازي: 8/21 ـ عندتفسير قوله تعالى: (إنّ الله اصطفى آدم ونحواً وآل ابراهيم...)آل عمران: 23، وكنز العمّال: 13/114 ح 36372 .
[3] المناقب لابن شهر آشوب : 2/38 ، ارشاد القلوب : 2/14 ، بحار الأنوار : 40/153 .
[4] نهج البلاغة، قصار الحكم: 147.
[5] الأرشية: جمع رشاء بمعنى الحبل، والطوى جمع طوية وهي البئر البعيدة العميقة.
[6] نهج البلاغة: الخطبة 5 .
[7] فتح الباري: 8/459 سورة الذاريات، كنزالعمال: 13/165 ح36502،الجرح والتعديل: 6/192، تهذيب الكمال:20/487،واُسد الغابة: 4/22،الرياض النضرة: 3/167 . ترجمة علي بن أبي طالب(عليه السلام)، الترجمة رقم: 4089 .
[8] الرياض النضرة: 3/166 وينابيع المودّة: 286 وذخائر العقبى: 83 .
[9] مسند أحمد: 5/26 .
[10] المناقب للخوارزمي: 49 تحقيق المحمودي، والمتقي في كنز العمال: 11 / 614 ح 32977 .
[11] كفاية الطالب: 70 و 92 وشمس الأخبار :29.
[12] كنز العمال: 11/614، ح 32981، وكشف الخفاء: 1/204.
[13] الرياض النضرة: 2/194 وتفسير النيسابوري في سورة الأحقاف، ومناقب الخوارزمي: 48، وتذكرة الخواص: 87، وفيض القدير: 4/257.
[14] رواه الحاكم في المستدرك: 2/122 .
[15] المناقب لابن المغازلي: 420، وتاريخ ابن عساكر: 2/498 .
[16] الفتح: 29.
[17] شواهد التنزيل: 2 / 183، وتفسير الخازن وفي هامشه النسفي: 4/113، وتفسير الكاشف: 3/469، وروح المعاني: 16/117.
[18] تذكرة الخواص: 63.
[19] خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 46.
[20] شرح نهج البلاغة: 1/10.
[21] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/27.
[22] شرح نهج البلاغة: 1/9.
[23] الحديد: 19.
[24] رواه في كتاب الفضائل من فضائل علي(عليه السلام) في حديث 154 و 339 ومنهاج السنّة على ما في تعليقة شواهد التنزيل: 2 /224، وفيه رواه الحسكاني بأسانيد متعددة، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): والصدّيقون ثلاثة حبيب النجار مؤمن آل ياسين، وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب الثالث أفضلهم، ورواه في الصواعق المحرقة: 123، والتفسير الكبير: 27/57، وذخائر العقبى: 56، والرياض النضرة: 2/153، وفيض القدير: 4/137، والدر المنثور: 5/262.
[25] التوبة: 19 .
[26] تفسير ابن كثير: 2/241 وتفسير الطبري: 10/68، وجامع الاُصول: 9/477، والتفسير الكبير: 16/10، وأسباب النزول للواحدي: 139، الدر المنثور: 3/318، 319.
[27] السجدة: 18.
[28] تفسير الطبري: 21/68، وتفسير ابن كثير: 3/462، وفتح القدير: 4/247، وأسباب النزول: 263، وذخائر العقبى: 88، وشواهد التنزيل: 1/444، وأنساب الأشراف للبلاذري: 1/162، وتاريخ دمشق: 61/199.
[29] الأحزاب: 6 .
[30] رواه ابن مردويه في كتاب المناقب، ونقله في إحقاق الحق: 3/419، عن الترمذي في مناقب المرتضوي: 62 .
[31] علل الحديث لابن أبي حاتم الرازي: ح 2664، مناقب المرتضوي للترمذي: 95، وروي في كنز العمال: 13/122، ح36392 عن ابن عباس، قال عمر بن الخطاب: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): أنت يا علي أول المؤمنين إيماناً وأوّلهم إسلاماً.
[32] مسند أحمد: 3/86، ح 8764، مجمع الزوائد: 9/123، التاريخ الكبير للبخاري: 7/263، الطبقات الكبرى لابن سعد: 2/110 باب غزوة رسول الله(صلى الله عليه وآله)خيبر، خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للنسائي: 59.
[33] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13/261 و 285، 19/61.
[34] مسند أحمد بن حنبل: 1/199.
[35] ابن المغازلي في مناقبه: 72، 106.
[36] تاريخ مدينة دمشق: 42/383.
[37] تاريخ الطبري: 2/138.
[38] تاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة/ الإمام علي(عليه السلام): 1/142، الفصول المائة: 1/307.
[39] خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 113، ومستدرك الحاكم: 2/366، ومسند أحمد: 1/84، وكنز العمال: 6/407، والرياض النضرة: 2/200، وتاريخ بغداد: 13/302، وذخائر العقبى: 85.
[40] ينابيع المودّة للقندوزي، الباب: 40.
[41] البقرة: 207.
[42] اُسد الغابة: 4/25، وشواهد التنزيل: 1/98، ومستدرك الحاكم: 3/132، ونور الأبصار: 86، وينابيع المودّة: 92، والتفسير الكبير: 5/204، ومسند أحمد: 1/331، وتفسير الطبري: 9/140، والسيرة النبوية لدحلان في هامش السيرة الحلبية: 1/307. وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب: 4/439 وقيل: إن الآية نزلت في صهيب الرومي أقول: جعل هذه الرواية وأشباهها إنّما هو من أعداء أهل البيت(عليهم السلام)، وإلاّ فإنه يظهر بأدنى تأمّل: أن الآية الكريمة إنما هي فضيلة من بذل النفس في سبيل الله، وليس هذا إلاّ علي بن أبي طالب(عليه السلام) في الليلة التي بات فيها على فراش رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ومدلول الرواية الواردة في صهيب الرومي ليس إلاّ بذل المال، وأين هذا من ذلك، فلا ربط بينها وبين الآية الكريمة؟
[43] الإنسان: 8 ـ 9.
[44] اُسد الغابة: 5/530، وأسباب النزول للواحدي: 331، والدر المنثور: 6/299، وذخائر العقبى: 89 و 102، ونور الأبصار: 102، وروح المعاني: 29/157، وفتح القدير: 5/338، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/7، وتفسير البيضاوي: 4/235، وينابيع المودّة: 93، وشواهد التنزيل: 2/298، والتفسير الكبير: 30/244 نقلاً عن الكشاف.
[45] الأحزاب: 23.
[46] نور الأبصار للشبلنجي: 97، والصواعق المحرقة: 80.
[47] المائدة: 54.
[48] التفسير الكبير: 12/20، ومستدرك الحاكم: 3/132، وكنز العمال: 5/428 و 6/391 و 393 و 396.
[49] الأنفال: 62.
[50] النور المشتعل ما نزل من القرآن في علي للحافظ أحمد بن عبدالله الأصبهاني: 89.
[51] النحل: 76.
[52] شواهد التنزيل: 1/59 ورواه ابن مردويه في المناقب كما في كشف الغمة: 96.
[53] الأعراف: 181.
[54] ينابيع المودّة: 109، وشواهد التنزيل: 1/204.
[55] البقرة: 274.
[56] أسباب النزول للواحدي: 64، والتفسيرالكبير: 7/98، والدر المنثور: 1/363، وتفسير الكشاف: 1/164، وتفسير الخازن: 1/214، وذخائر العقبى: 88، واُسد الغابة: 4/25، والصواعق المحرقة: 87، ومجمع الزوائد: 6/334، ونور الأبصار: 70.
[57] الشعراء : 215 .
[58] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/202.
[59] مجلت يداه: عملت.
[60] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/202.
[61] القصص: 83.
[62] المناقب لابن شهر آشوب: 2/104.
[63] الروم: 38.
[64] المجادلة: 12.
[65] فرائد السمطين: 1/319 رقم 251.
[66] المصدر السابق: 2/68 رقم 392.
[67] شرح النهج لابن أبي الحديد: 1/22.
[68] النور المشتعل من كتاب ما نزل في القرآن في علي للحافظ أحمد بن عبدالله الأصبهاني: 26.
[69] الشورى: 23.
[70] خصائص الوحي المبين لابن بطريق: 81.
[71] طه: 29 .
[72] خصائص الوحي المبين لابن بطريق : 245.
[73] المائدة: 55.
[74] كأنه كان مرجاً، أي قلقاً غير ثابت.
[75] الكشاف للزمخشري: 1/648 وتفسير ابن جرير الطبري: 6/186 والسيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى: (انما وليكم الله ورسوله)في سورة المائدة قال: وأخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال: تصدق علي(عليه السلام) بخاتمه وهو راكع ، فقال النبي(صلى الله عليه وآله) للسائل: من أعطاك الخاتم؟ قال ذاك الراكع، فأنزل الله (إنما وليكم الله ورسوله).
[76] المائدة: 67.
[77] أخرج ذلك متواتراً أئمة التفسير والحديث والتاريخ، وكذا تواتر نزول الآية الكريمة في يوم الغدير، وخطبة النبي(صلى الله عليه وآله) في هذا اليوم، بمحضر من مائة ألف أو يزيدون ونقلوا احتجاج أهل البيت، وكثير من الصحابة، فنقتصر ـ طلباً للاختصار ـ على ذكر أقل القليل من تلك المصادر منها شواهد التنزيل: 1/187 والدر المنثور: 2/298 وفتح القدير: 3/57 وروح المعاني: 6/168 والمنار: 6/463 وتفسير الطبري: 6/198 والصواعق المحرقة: 75.
[78] الأحزاب: 33.
[79] راجع الإمامة والولاية لجمع من العلماء: 150.
[80] مسند أحمد : 4/107 ، أجمع المفسرون على نزول آية التطهير في فضل (أصحاب الكساء) في بيت أم سلمة وروي متواتراً عن أئمة أهل البيت ، وكثير من الصحابة، وهذا انموذج من مصادره : الحافظ الكبير، الحنفي المعروف بالحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 2/10 ـ 192 بعدّة أسانيد، والحافظ جلال الدين السيوطي في الدر المنثور : 5/198 بطرق، وكذا الطحاوي في مشكل الآثار: 1/238 ـ 332 والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/121 و 146 و 169 و 172 وأحمد بن حنبل في مسنده : 1/230 و 4/107 وابن حجر في الصواعق : 85 والطبري في تفسيره : 22/5 و 6 و 7 وابن الأثير في اُسد الغابة : 4/29 والنسائي في خصائصه : 4.
[81] آل عمران: 61.
[82] التفسير الكبير، للفخر الرازي: 8/81، تفسير الآية 61 من سورة آل عمران، المسألة الخامسة.
[83] قد أنهى البحراني الروايات الواردة عن النبي(صلى الله عليه وآله) والمشتملة على هذه العبارة من طرق السنّة الـى مائة حديث ومن طرق الشيعة الى سبعين حديثاً، فراجع غاية المرام: 109 ـ 152.
[84] خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 88 .
[85] سنن الترمذي : 5/596، حديث 3724 .
[86] منهاج السنّة ابن تيمية: 4/33، البرهان التاسع.
[87] هود: 17.
[88] يوسف: 108.
[89] الإمامة والولاية لجمع من العلماء: 138.
[90] غاية المرام: 301 الحديث 7.
[91] البيّنة: 7.
[92] تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: 42/371. ترجمة علي بن أبي طالب(عليه السلام) . روى الأعلام عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) بأن (خير البرية) علي وشيعته، منهم السيوطي في الدر المنثور: 6/379، وابن حجر في الصواعق: 96، 159، والشوكاني في فتح القدير: 5/464 والآلوسي في تفسيره: 30/207، والطبري في تفسيره: 3/171 والشبلنجي في نور الأبصار: 105، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 2/356.
[93] تاريخ دمشق لابن عساكر: 42/47.
[94] تاريخ دمشق لابن عساكر: 42/470.
[95] تذكرة الخواص: 40، المستدرك: 2/137، كنز العمال: 13/127، ح36403، شرح معاني الآثار: 2/408 مناقب ابن شهر آشوب: 2/44.
[96] رواه الزمخشري في كتابه المناقب: 213 مخطوط ، والشيخ جمال الدين الحنفي الموصلي في درر بحر المناقب: 116 مخطوط ، والحافظ محمد بن أبي الفوارس في الأربعين: 14 مخطوط ، وإحقاق الحق: 4/228 و 9/198 ، ورواه الشيخ سلميان في ينابيع المودّة: 82 ، والموثق الخوارزمي في مقتل الحسين: 59.
[97] مسند أحمد بن حنبل: 3/83 ، وبنفس المعنى في حلية الأولياء لأبي نعيم: 1/67 ، واُسد الغابة لابن الأثير: 3/283.
[98] مسند أحمد: 4/164 و 165 بخمسة طرق ، وخصائص أمير المؤمنين للنسائي: 19 و20 بطريقين ، وصحيح البخاري: 3/229 ، والصواعق المحرقة: 74، كنز العمّال، المتقي الهندي: 11/607، ح 32938، سنن الترمذي: 5/591، ح3712 .
[99] السنن الكبرى، النسائي: 3/265، ح 5329، وصحيح ابن حبان: 15/399، موارد الضمان، الهيثمي: 549، والمناقب لأبن شهر آشوب: 3/345 وتذكرة الخواص: 306.
[100] القول المسدد في مسند أحمد: 17، شرح نهج البلاغة: 9/173، كنز العمال: 11/598، ح 32877، و 618، ح 33004، فيض القدير: 1/120، مسند أحمد: 1/175 و 4/369، ومستدرك الحاكم: 3/4، 116 و 125، وخصائص النسائي: 13، وصحيح الترمذي: 2/301، والدر المنثور: 6/122، والصواعق المحرقة: 76 .
[101] اُسد الغابة، ابن الأثير: 4/29، ترجمة علي بن أبي طالب، تهذيب الكمال: 5/ 126، والرياض النضرة: 2/168، وكنز العمال: 13/140، ح 36440، والتاج الجامع للاُصول: 3/335، ومصابيح السنّة: 2/199، وذخائر العقبى: 92، واُسد الغابة: 3/317، وخصائص النسائي: 18.
[102] مروج الذهب: 2/61 ، وسنن الترمذي: 2/300 ، ومسند أحمد: 1/185 ، وخصائص أمير المؤمنين للنسائي: 116.
[103] تاريخ اليعقوبي: 2/111.
[104] منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد بن حنبل : 5/396.
[105] عبس: 31.
[106] الارشاد للشيخ المفيد : 1 / 200. تحقيق مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) .
[107] الرياض النضرة في مناقب العشرة لأبي جعفر الطبري: 3/162.
[108] كنز العمال : 1/154 وذخائر العقبى : 82 وفيض القدير: 3/356 ومستدرك الحاكم: 1/457 والاستيعاب في هامش الاصابة: 3/39.
[109] الرياض النضرة للمحب الطبري: 3/189.
[110] مناقب الخوارزمي، موفق بن أحمد الحنفي: 98 تحقيق مالك المحمودي.
[111] كنز العمال: 3/100 وشرح الموطأ للزرقاني: 4/25 .
[112] سورة الأحقاف: 15.
[113] الدر المنثور : 6/40.
[114] كنز العمال: 5/829 ح 14505، عن موطأ مالك وسنن البيهقي.
[115] كنز العمال: 5/469 ح 13642، عن المعجم الكبير للطبراني.
[116] الاستيعاب لابن عبدالبر: 3/41 والرياض النضرة: 2/149.
[117] ينابيع المودّة: 70.
[118] مناقب الخوارزمي: 55 وفرائد السمطين: 1/366.
[119] المستدرك: 3/41 وأسنى المطالب للجزري: 14 ، والصواعق المحرقة لابن حجر: 76.
[120] كنز العمال: 5/156 و 401.
[121] الاستيعاب: 1/41 ، والرياض النضرة: 2/194.
[122] الرياض النضرة: 2/198 ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي: 115.
[123] مفتاح السعادة: 1/400.
[124] جمهرة خطب العرب: 1/202.
[125] فتح الباري لابن حجر: 8/136.
[126] الاستيعاب: 3/40 ، والرياض النضرة: 2/193 ، ومناقب الخوارزمي: 45 ، والصواعق: 76 وتاريخ الخلفاء: 115 .
[127] الاستيعاب: 3/40 ، والفتوحات الاسلامية: 2/337.
[128] الاستيعاب لابن عبدالبر في هامش الاصابة: 3/39 ، وصفة الصفوة لابن الجوزي: 1/121 والاصابة: 2/509 ، والرياض النضرة: 2/194 ، والصواعق لابن حجر: 76 وفيض القدير للمناوي: 4/357.
[129] الرياض النظرة: 2/194 ومطالب السؤول: 30.
[130] الرياض النضرة: 3/162.
[131] راجع كشف الغمة: 1/163.
[132] تفسير الثعالبي (مخطوط): 254.
[133] سورة الشورى: 23.
[134] الدر المنثور : 6/7، وتفسير الطبري : 25/14 و 15 ، ومستدرك الحاكم: 2/444، ومسند أحمد: 1/199، وينابيع المودة : 15 ، والصواعق المحرقة : 11 و 12 ، وذخائر العقبى : 25 .
[135] الصافات: 24.
[136] الصواعق المحرقة : 79 ،وشواهد التنزيل : 2/106 ، وكفاية الطالب: 247.
[137] سورة محمد: 30.
[138] الدر المنثور: 6/66 ، وروح المعاني: 26/71 ، وفتح الغدير: 5/39 ، واُسد الغابة: 4/29.
[139] سورة محمد: 32.
[140] تفسير البرهان: 4/189.
[141] سورة الزمر: 32.
[142] رواه ابن مردويه في كتاب المناقب ، كما في كشف الغمة : 93 ، وتفسير البرهان: 4/76.
[143] الأحزاب: 58.
[144] تفسيرالقرطبي : 4/24 ، وأسباب النزول: 207 وشواهدالتنزيل: 2/93 وتفسير الخازن: 3/511.
[145] سورة الزخرف: 41.
[146] الدر المنثور : 6/18 ، وينابيع المودّة : 98 ، وشواهد التنزيل : 2/151 ، ومناقب ابن المغازلي: 274.
[147] سورة النمل: 89 ـ 90.
[148] خصائص الوحي المبين لابن بطريق الحلي : 217.
[149] مسند أحمد: 3/483 ، وذخائر العقبى : 65 ، والصواعق المحرقة : 73.
[150] ميزان الاعتدال: 3/151 ، ولسان الميزان : 3/90 و 4/251 ، وارجح المطالب: 119. وينابيع المودة : 251.
[151] مسند أحمد: 1/84 و 95 و 128 ، وصحيح مسلم: 1 / 41 ، والتاج الجامع للاصول: 3/335 وصحيح الترمذي: 2/301 ، وسنن النسائي: 2/271 ، وخصائصه: 27 ، وذخائر العقبى : 43 ، وتاريخ الخلفاء : 170 ، والصواعق المحرقة: 74.
[152] ترجمة الإمام علي(عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق: 2/225 / 730.
[153] ينابيع المودّة: 128 ، وبلفظ آخر لابن الأثير في اُسد الغابة: 5 /287، وتاريخ بغداد: 13/186، ومجمع الزوائد: 6/236 ، وفضائل الخمسة من الصحاح الستة: 2/397.
[154] الأنعام : 159.
[155] خصائص الوحي المبين لابن بطريق : 214، وفي تاريخ دمشق : 18/4.
[156] النحل: 43.
[157] تفسير ابن جرير الطبري : 17/5.
[158] مسند الإمام أحمد بن حنبل : 3/83 ، وبنفس المعنى في حلية الأولياء لأبي نعيم: ؤ1/67 ، واُسد الغابة لابن الأثير : 3/283.
[159] صحيح البخاري في كتاب الصلاة وصحيح مسلم في كتاب الفتن وسنن الترمذي: 5/628، باب 35 مناقب عمار بن ياسر، ح 3800، ومستدرك الصحيحين: 2/148 ومسند أحمد : 3/516، ح 11451 وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي : 13/186.
[160] صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق وخصائص النسائي : 137 ، وميزان الاعتدال للذهبي : 2/263.
[161] تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: 14/321 ، والحاكم في مستدرك الصحيحين : 3/124 وصحيح الترمذي: 2/298.
[162] مسند أحمد : 4/164 و 165 بخسمة طرق ، وخصائص أمير المؤمنين للنسائي: 19 و20 بطريقين، وصحيح البخاري : 3 /229، والصواعق المحرقة : 74 ، وسنن البيهقي : 8 / 5.
[163] كشف اليقين: 80 ، ونحوه في نهج الحق: 244 باختصار.
[164] لاحظ كشف اليقين: 79 ، وإرشاد القلوب: 2/34 ، ونهج الحق: 243 ، والمناقب لابن شهر آشوب: 2/270 في إخباره بالبلايا والمنايا. وراجع شرح ابن أبي الحديد: 2/287.
[165] راجع كشف الغمة: 1/282 وكشف اليقين: 80 وارشاد المفيد: 175.
[166] بحار الأنوار: 33/348 .
[167] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/271، وكشف الغمة باب المناقب: 1/375، اللفظ من ابن أبي الحديد وما بين المعقوفتين من كشف الغمة.
[168] أعشى باهلة، اسمه عامر بن الحارث.
[169] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/289.
[170] الكهف: 9 .
[171] التفسير الكبير للفخر الرازي : 21 ـ 22 / 88 .
[172] الرياض النضرة: 3 / 202.