خطبتها وهي(: أبتدئ بحمد من هو أولى بالحمد و الطول و المجد ، الحمد لله على ما أنعم و له الشكر بما ألهم . و قالت في آخرها : فاتقوا الله حق تقاته ، و أطيعوه فيما أمركم به ، فإنما يخشى الله من عباده العلماء ، و احمدوا الله الذي لعظمته و نوره يبتغي من في السموات و الأرض إليه الوسيلة . و نحن وسيلته في خلقه ، و نحن خاصته و محل قدسه ، و نحن حجته في غيبه ، و نحن ورثة أنبيائه .
ثم قالت : أنا فاطمة ابنة محمد ، أقول عودا على بدء ، و ما أقول ذلك سرفا و لا شططا ، فاسمعوا بأسماع واعية و قلوب راعية ! ثم قالت : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) فإن تعزوه تجدوه أبي دون آبائكم و أخا ابن عمي دون رجالكم ... ثم ذكرت كلاما طويلا تقول في آخره : ثم أنتم الآن تزعمون أن لا إرث لي !
( أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)؟ إيها معاشر المسلمين ! ابتز إرث أبي !
يا بن أبي قحافة ! أفي كتاب الله أن ترث أباك و لا أرث أبي !! لقد جئت شيئا فريا !! إلى آخر خطبتها)
فشق عليه مقالتها فصعد المنبر وقال : أيها
الناس ! ما هذه الرعة الى كل قالة !ا
أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله (ص)
؟! ألا من سمع فليقُل ! ومن شهد فليتكلم !
إنما هو ثعالة , شهيدهُ ذنبه , مُربٌ لكل فتنة ,
هو الذي يقول : كروها جذعة بعدما هرمت ,
يستعينون بالضعفة , ويستنصرون بالنساء ,
كأم طحال أحب أهلها إليها البغي , ألا إني لو
أشاء أن أقول لقلت ولو قلت لبُحت , إني
ساكتٌ ما تُركت .
ثم التفت الى الأنصار فقال : قد بلغني يا معشر
الأنصار مقالة سفهائكم , وأحق من لزم عهد
رسول الله (ص) أنتم ! فقد جاءكم فآوتيم و
نصرتم , ألا إني لست باسطاً يداً ولا لساناً
على من لم يستحق ذلك منا .
ثم نزل , فانصرفت فاطمة (ع) الى منزلها .
اسالكم بالله هل يليق بخليفه رسول الله ان يتطاول على ابنته بهذا الكلام البذئ والجارح ويشبهها بام طحال فو الله ثم والله قمه الوقاحه وسوء الادب