أبا تبارك ،، حياك الله أيها العزيز ،،
ماذكرته من تحليل أو تعداد لما تراه منجزات قد يكون منها خارج سلطة المالكي أي أنه جاء بدون إرادته ،، كخروج الإحتلال مثلاً ،، فالإحتلال لم يأت لبلدنا ليسلم مقاليد السلطة لنوري المالكي مضحياً بما يقارب الخمسة آلاف جندي أميركي و مليارات الدولارات من الخسائر المادية إضافة إلى قضية غاية في الخطورة هي كشف نقاط ضعف في منظومة العسكرة الأميركية نتيجة إختراق المؤسسات الإستخبارية العسكرية للجيش الأميركي على يد المليشيات الشيعية ( التي كانت تستهدف المحتل وحده ) سواء بعناصر بشرية مباشرة تعمل داخل خطوط العدو أو باعتراض طائرات التجسس الأكثر تطوراً في العالم و الدخول على تردداتها و أختراق أحدث و أقوى آلات الدمار الحربية بأسلحة معظمها مصنع محلياً ،، هنالك عوامل اكبر من إرادة الحكومة العراقية قد أجبرت الأميركان على تغيير خططهم الستراتيجية في العراق و الإنسحاب و لعل من أهمها هو إنهيار جزء كبير من المنظومة المصرفية في الولايات المتحدة التي أدت إلى تأثر الإقتصاد العالمي برمته و المقاومة الشيعية العراقية المتنامية التي كانت تنذر بظهور تكتلات مليشياتية تشابه حزب الله و تتحرك بمساحات أوسع و تمتلك عمقاً إستراتيجياً ديموغرافياً مع إيران ..
كذلك الوضع الأمني في العراق ،، لا شك أن السيد رئيس الوزراء كان له الدور الفاعل في ضبط الإنفلات الأمني الذي سببه جموح التيار الصدري الغير منضبط في الكثير من المناطق و خصوصاً بعد أحداث الشعبانية في كربلاء المقدسة ،، و التي جاء بعدها المالكي بصولة الفرسان فقضت على وصاية جيش المهدي القسرية على المحافظات الشيعية ، و هذا يحسب للسيد المالكي ،
غير أن ما يحسب عليه هو عدم إطلاق صولة فرسان مثلها في المناطق السنية التي تحتضن تنظيم القاعدة الذي هو أشد التنظيمات الإرهابية وحشية لأنه يعمد إلى إحراق البلد بأطفاله و كباره مستهدفاً الشيعة لإبادتهم و اجتثاثهم من على وجه الأرض ،، إذ لربما يكون المالكي هنا قد أذعن لجانب القوة التي تفرضها سطوة الإحتلال الأميركي الغاشم و الذي كان يميل إلى الجانب السني بسبب عمقه العروبي و عدائه الشديد لإيران الشيعية ،، كذلك الوضع الأمني هذه الأيام في تراجع ملحوظ ،، و لعل السبب هو عدم إختيار وزير للداخلية يستطيع تحمل مسؤوليته و يستطيع أن يدير الوزارة و الملف الأمني فيها بحنكة و دراية كالوزير السابق الأستاذ باقر جبر الزبيدي الذي أثبت بكل جدارة قدرته على فرض الأمن و تحسين أداء القوات الأمنية التابعة له طوال فترة وزارته
نعم يحسب للسيد المالكي المشاريع العمرانية التي تحققت في كثير من المدن لكن مع التشديد على دور الحكومات المحلية في تلك المشاريع وهذا ما شاهدناه في النجف الأشرف حيث الدور الكبير الذي لعبه أسعد أبو كلل و عبد الحسين عبطان و من بعدهم الزرفي في النهضة العمرانية في المدينة المقدسة ،، كذلك ما أبدع فيه محافظ ميسان في إعمار مدينته ،، و ما تحقق عندكم في الناصرية ،، غير أن كل تلك المشاريع لا ترتقي إلى مستوى أن العراق بلد نفطي له من الثروة النفطية أن لو بقي برميلا نفط في العالم فإن أحدهما سوف يكون عراقياً..
و بخصوص الوضع الإقتصادي في البلد فأن تحسنه لا يقاس بقوة الرواتب الحكومية بل بقدرة الإقتصاد العراقي على الإنتاج ، فنحن لا نمتلك لحد الآن مؤسسات صناعية إنتاجية يعتد بها و لم تظهر لدينا أية مشاريع تنموية واعدة بل لا توجد لدينا خطط خمسية و لا عشرية و لا غير ذلك لوضع البلد على طريق الإنتاج و هذا في غير صالح الحكومات العراقية و أبرزها حكومة السيد المالكي
و أما مسألة التوازن في المؤسسات الأمنية و إعطاء الحقوق إلى أصحابها في هذا الجانب قد الإمكان فأنا أوافقك عليه ،، نعم بفضل قانون الدمج الذي أكن له الإحترام و التقدير بالرغم من الكثير من المؤاخذات عليه فأن المؤسسات العسكرية و الأمنية قد شهدت توازنا ملحوظاً لصالح الشيعة المغيبين عن هكذا مؤسسات ،، و لعل واحد من أهم الأسباب في كون المنطقة الخضراء آمنة هي كون الأعم الأغلب من ضباط الجيش و باقي الأجهزة الأمنية فيها هم من الدمج ..
التعديل الأخير تم بواسطة الرجل الحر ; 20-07-2013 الساعة 07:20 PM.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
المالكي رجل لم ينصفه ابناء جيله وانا واثق بان الاجيال القادمة ستضع اكاليل الزهور على قبره وتكتب الاقلام الشريفة عن أنجازاته وشجاعته
والمشكلة التي اراها باننا نحسب اخطاء الجهاز الاداري للدولة العراقية ونلصقها بالمالكي وهذا ناشئ من قلة أنصاف ناتج اما عن جهل او عن أنتماء تحزبي مضاد لرجل المرحلة
واتابع الردود وبعدها اضع لي بصمة
والسلام عليكم
الأستاذ العزيز ،،
نعم هنالك طبقات من المجتمع لا سيما الشيعي المظلوم و المضطهد على مدى قرون و كذلك السني و الكوردي كان المالكي لها أمانا في مختلف جوانب حياتها ،، لكن ،، هل يكون المالكي معذوراً لو ألبسنا أخطاء حكومته للدائرة المحيطة به من وزراء و أعضاء حزب و مدراء و أقارب و محسوبين على بيت فلان و بيت علان ؟؟،،
كلا المالكي بحق و في مراحل عدة كان رجل المرحلة ،،
لذا فعليه أن يكون أكثر دراية بما يحدث و أكثر قدرة على التغيير و أكثر قدرة على خلق طبقات بديلة من الإداريين و الرقابيين لأن فشلهم يعني فشله و نجاحهم يعني نجاحه ..
التعديل الأخير تم بواسطة الرجل الحر ; 20-07-2013 الساعة 07:32 PM.
المالكي بعد دورتين انتخابيتين كان له كريزما سياسية حاضرة جعلت منه شخصية مؤثرة وذات نفوذ
عالي وبما أنني قد قررت وجهة نظر لي متواضعة وهي أن ما يحصل في العراق من حراك سياسي
هو اسلام سياسي وليس سياسة اسلامية، أي أن جميع من تصدى للسياسة نفذ أفكار ومناهج
سياسية وايدلوجيات ورؤى تنحسب على الواقع المعاش والعرف السائد والمغالبة وإن كان بعضهم
يرى في نفسه منهجا ًمثاليا ًدينيا ًيلتزم بقواعد وأصول ومعطيات الدين الاسلامي ككل ومذهب
أهل البيت بالخصوص ...
ومن بين ذلك نجح المالكي نجاحا ًبينا ًولمع نجمه لمعانا ًباهرا ًوارغم خصومه في خارج ائتلافه و
من داخل ائتلافه على السير خلف خطاه ففي الدورة الانتخابيةالأولى حقق ذلك بامتياز وجعل من
الخصوم لعبة في يديه سياسيا ًوأفهمهم معنى السياسة التي لا تتخفى وراء عباءة الدين أو تتموه
به بل أجبرهم على تبع خطاه السياسية بحذافيرها ؛ وجعلهم مكشوفين أمام نخبهم وهم في تبع
خطاه ...
وخلال بناءه لأسس الدولة ومقولته في احدى لقاءاته عندما سئل أنه متعصب للسنة على الشيعة
قال أنا ضربت الشيعة أكثر من السنة ؛ وقد قصد بذلك ضرب من خرج على الدولة وقانونها وأصبح دولة
داخل دولة في الجنوب والوسط والشمال ماقبل 2007 ومابعدها كانت المفخخات وعمليات القتل و
التهجير والميلشيات المسلحة تفرض قوتها لكنه استطاع اخضاعها وإسكاتها بحذق وهو مالم
يفعله لا الجعفري ولا أياد علاوي من قبله ؛ ونجح في تفاوضه مع المحتل ومع الجارة الكويت وقرأ
الأحداث سياسيا ًفي سوريا وأثرها على العراق رغم أن هذه الأحداث شائكة معقدة ...
وفي ما يخص الاقليم في كردستان وحركات الثورة في المنطقة الغربية كان محكا ًلإبراز ماتدافنا
عليه وإخراجه إلى العلن فالأقليم في كردستان أراد أن يؤكد سطوته وسيطرته على القرار في
العراق الاتحادي ككل وفي الاقليم بالخصوص لكن المالكي افهم الاكراد أن المصلحة العليا في
التفاهمات والتعاقدات للعراق الفيدرالي الذي عاصمته بغداد ولاقيمة للاتفاقات والتعهدات الجانبية
التي تعقد في الغرف المغلقة ؛ وكذلك استطاع ان يشق اطراف المنطقة الغربية ويجعلها في حيرة
من أمرها وهو مابان واتضح في الاشهر الماضية ....
أمافي الانتخابات المحلية ونجاحه فيها كدولة قانون مع حلفاء ينحسبون على غيره والذين كان
لهم نفس التوجه السابق كما هو مع تغير العناوين ؛ فقد افادوا من منادات المالكي بالاغلبية و
حاصروه من خلالها وحصلوا على مجالس المحافظات وبسياسة دنيوية بحتة بل دهاء وليس
ذكاء ما سيجعلهم على المحك الذي وضعوا غيرهم به قبلا ً...
وهناك فقرتين أود أن اتحدث عنهما بواقعية ...
الفقرة الأولى التراجع الذي حصل في الخدمات وترديها وما يخص الأمن والارهاب والقتل
والكواتم ومليشيات مزعومة ما هو إلا نتاج الخوف من النجاح السياسي الذي قد يحققه
المالكي ويؤسس لدولة قانون ومؤسسات والذي تخفى في نقد وخطاب سياسي متشنج
واتهام ولوم مكثف لشخص المؤسسة التنفيذية وقائدها تشارك به بالخفاء بعض الاحزاب
الدينية أو تتغابى عنه في مسيرتها لتسقيط العملية السياسية والصعود على أطلال
ذلك السقوط للظهور براية المنقذ الذي كان محايدا ًأو كان مهمشا ًأو كان مظلومامغبونا ً
الفقرة الثانية فيما يخص البعث والفساد والسرقات والصفقات المشبوهة وأموال النفط
الضائعة وتعطيل التشريع للقوانين والاحزاب وتمويلها فقد اشترك فيها الجميع دون حصرها
بالمالكي فلو نقدنا المالكي كرئيس وزراء ادخلنا كل من توافق معه في الوزرارة ولو نقدنا
المالكي كدولة قانون في البرلمان نقدنا الجميع من تحالف معه ومن لم يتحالف معه في
المؤسسة التشريعية ؛ أما مايخص السفرات المكوكية تركيا ايران قطر الكويت سوريا روسيا
فهي من خصوصيات وحصريات رئيس الوزراء وقائد القوات المسلحة لا فلان ولا علان ....
مع الاعتزاز والاحترام للأخ الرجل الحر وجميع الاعضاء المداخلين هنا ...
الرجل الحر تحياتي
حول خروج الاحتلال اني قلت المشهد له عدة وجوه .
ما تفضلت به حول المقاومة و الازمة المالية وبصورة عامة (امريكا تفاجئت بكثير من الوقائع التي لم تحسب لها حساب )
كل هذا استفاد منه المالكي وبالتالي عزز من موقف المفاوض العراقي , والجميع يعلم ان امريكا خرجت بالاتفاقية الامنية وفق جداولها .
وبالتالي خرجت من دون ان تترك قاعدة واحدة !!
وحتى داخل البيت الابيض بعد خروج القوات بفترة قصيرة اعترض الكثير على الانسحاب الكامل واعتبره خطأ و وقع اللوم على المفاوض الامريكي
المهم اني انسبه للمالكي لانه حدث بوقته ولان هذا الملف ملف سيادي وهو من اختصاص الحكومة المركزية ( بالتالي نجحت في ادارة هذا الملف بالشكل الذي اخرج الاحتلال بالكامل )
واتذكر في حينها كان هناك حديث عن الشراكة والمشاركة وان الحكومة والمالكي يتفرد بالقرار ( من خصومه ) ,, وحينها وضع المالكي الملف بيد البرلمان والكتل ( ان اتخذوا قرار هل نمدد او لا هل نبقي قاعدة او لا ) هذا في مفاوضات تطبيق الاتفاقية , وكل الكتل تبرئت من الملف وقالت هذا ملف حكومة والحكومة تتخذ القرار فيه لانها تقدر جاهزية القوات الامنية والملفات السياسية الاخرى , وقال لهم اني اضعكم امام القدرات العراقية بالكامل وانطيكم كل المعلومات المتعلقة بقدراتنا والمرتبطة بالملف وانتم قرروا او اشيروا علينا , وايضا رفضوا التدخل .
لانه القرار كان جدا خطير , حيث العراق لا جيش فيه ولا بسط يد ولا يستطيع الدفاع عن شبر واحد من ارضه !!
ورغم هذا رجع الملف لمجلس الوزراء وحتى مجلس الوزراء عجز عن اتخاذ قرار ,, واوكلوا الامر للمالكي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة .. والمالكي تحدث عن مرارة التفاوض ( في الاتفاقية وفي تطبيقها ) وصعوبتها وتحدياتها حتى انه غير الوفد المفاوض لاكثر من مرة ,, هذا الحديث اثناء الاتفاقية وبعدها حين كان هناك تفاوض على تنفيذها ... وهو قال اني كتبت ذلك والكثير مما لا استطيع التحدث به الان في مذكراتي .
المهم حتى بعد ان وقع وتمت المصادقة على الاتفاقية استمرت المفاوضات حول تطبيقها واستمرت الضغوطات حول بقاء قواعد محددة . والقرار كان واضح بضرورة تطبيق الجداول كما في الاتفاقية ورفض بقاء اي قاعدة او طلب بقاء اي قاعدة .
انا كما قلت لك لا انكر تعقيد المشهد ( بالخصوص الانسحاب ) وتعدد عوامله , لكن الرجل استطاع ادارة هذا الملف بجدارة واستطاع تحقيق نتيجة تاريخية ..
تحياتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته * رمضان كريم على جميع الاخوه والاخوات وتقبل الله صيامكم وطاعاتكم - اضم صوتي لكلام استاذنا الرجل الحر لانه كلام واقعي يصب في واقع المرحله الحاليه ولكن لي اضافه واحده وهي ان السيد رئيس الوزراء لو كان اختار حكومة الاغلبيه دون تدخل وزراء من الكتل السياسيه الاخرى لكان افضل بكثير من الناحيه الاقنصاديه والامنيه والخدميه /وانا لاابخس المنجزات الحاليه التي قامت بها حكومته /ولكن اعتقد بكل الاحوال ستكون افضل من الحكومه الحاليه المتلكه لاسباب انتم تعرفونها جيدا /فقط كل الدمار الذي يرتكبه الوزراء لتسقيط هذا الرجل خيانه للامانه وخيانه للشعب / وهذه الامور ادركها ابسط انسان عراقي
ابو مرتضى تحياتي
لوكانت هناك حكومة اغلبية وحق اختبار الوزراء من قبل المالكي , لكانت الرؤية اكثر وضوح ومازت الكثير من الملفات المتداخلة واعتقد هذا الامر مهم جدا في المرحلة القادمة
تحية رمضانية مباركة لجميع الأخوة الأعزاء في هذا المنتدى الفكري المتميز، ليست أول مرة يقترح أخي العزيز الرجل الحر موضوعاً جديراً بالنقاش، ولا يكتفي بذلك بل يقدم اطاراً منهجياً متكاملاً للطرح والنقاش واستخلاص النتائج، وقد غمرني بكرمه من قبل بتسجيل ملاحظاته على مقالاتي المتواضعة، وكل من يقرأ مواضيعه المنشورة وحتى من لا يتفق معه يدرك جيداً أن مصدرها عقل راجح ونير.
غالباً ما يكتب المحللون السياسيون ضمن محددات ظرفية، تفرضها عليهم الوقائع المستجدة من مواقف وأحداث، والمحترفون منهم ملزمون بجداول زمنية للنشر، وبمساحات أو أوقات محددة في وسائلهم الإعلامية، وغالباً يتوقع منهم الإلتزام بالخط السياسي العام لهذه الوسائل، لذلك نجد البعض منهم يعمدون إلى تجاوز هذه القيود من خلال تخصيص بعض أوقاتهم وجهودهم لإعداد ونشر الكتب السياسية، التي تكون أكثر شمولية في محتوياتها وعمقاً في تحليلها وفي إلتزامها بالمنهجية المهنية الرصينة، وهذا تقليد معروف بين مشاهير المحللين السياسيين في أمريكا وأوروبا ودول أخرى.
تجتزأ المواضيع السياسية المنشورة في وسائل الإعلام الواقع، في تركيزها على نقاط معينة، وبالتالي إهمالها لجوانب أخرى للموضوع، مما ينقص من شمولية بياناتها ويخل بصدق وموضوعية تحليلاتها ومنهجيتها، وينطبق هذا الوصف على تقييم الساسة العراقيين في وسائل الإعلام، إذ قد ينطلق من موقف مبدئي، يشوبه بعض أو الكثير من التحيز، فقد يكون الكاتب منحاز أصلاً مع أو ضد هذا السياسي، والنتائج التي يريد التوصل لها ماثلة في ذهنة، حتى قبل أن يبدأ بكتابة التقييم، وبالنتيجة يكون انتقائياً في بياناته ومتحاملاً في انتقاداته ومتحيزاً في استنتاجاته، ولا ينتج عن موضوعه غير رضا المتفقين مع الكاتب في الرأي واغاظة مخالفيه، وفوائده في ترشيد الأداء السياسي وتوعية الجمهور قليلة إن لم تكن معدومة، بل من المحتمل أن تكون له مساويء في إثارته أو ترسيخه للخلافات السياسية وتعميق الهوة بين الأحزاب والجماعات السياسية.
الموضوع المطروح هنا هو كما فهمته تقييم أداء السيد المالكي، وهو موضوع شائك ومعقد، إذا أردنا تحري الموضوعية والانصاف، ويستعصي الإلمام بكافة جوانبه ضمن المهلة الزمنية المحددة، لذا تظهر الحاجة في تقديري المتواضع إلى التفكير بالبدائل المتاحة لمقاربة هذا الموضوع، وتوجد عدد من الطرق لإدارة هذا النقاش أود اقتراحها هنا على الزملاء والزميلات الكرام وبالأخص الاخ الأستاذ الرجل الحر، وهي كما يلي:
أولا": اتباع الطريقة المعتادة في النقاش والتي تتمثل في مساهمة الزملاء الراغبين بإدراج ارائهم وتقييماتهم على هذا الموضوع ويمكن في ختام النقاش تجميعها في خلاصة، ومن مزايا هذه الطريقة إتاحة الحرية التامة للمشاركين بإبداء مواقفهم من دون إلزامهم بالتقيد بأطر محددة مسبقاً لكنها من ناحية أخرى لا تضمن مشاركة واسعة ولا تؤدي إلى تقييم دقيق.
ثانياً: اعتماد الطريقة المبينة في أولاً مع تعديل جوهري، وذلك بوضع محاور للنقاش، بشكل أسئلة مفتوحة أو عناوين لمواضيع فرعية، وعلى سبيل المثال يمكن أن تكون محاور النقاش المقترحة كما يلي:
1.الملف الأمني ومحاربة الإرهاب
2. تحسين الخدمات مثل الكهرباء والطرق والمواصلات والإسكان
3. الأوضاع المعيشية ( الدخل الفردي والتضخم)
4. الانماء الاقتصادي وفرص العمل والاستثمار
5. القضاء على الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية
6. التحالفات والعلاقات الخارجية
7. إدارة العملية السياسية
8. القضاء على الفساد
9. معالجة مخلفات النظام البائد.
10. السمات القيادية
ويطلب من الزملاء والزميلات الكرام التقيد بها وابداء موقفهم من كل منها، وبهذه الطريقة يكون النقاش مُرشداً ومنظماً، ولكن وكما في البديل الأول يصعب التوصل إلى تقييم وصفي أو رقمي دقيق للأداء.
ثالثاً: قياس الأداء باعتماد عدد من المؤشرات والتعبير عنها بقيم وصفية أكثر دقة أو حتى رقمية، ويتطلب هذا البديل إعداد مقياس للأداء، مثل تلك المقاييس المستخدمة في البحوث الاجتماعية والنفسية أو قياس الأراء والاتجاهات أوفي تقييم أداء أو رضا المديرين والموظفين، وهي قد لا تتيح للمشارك التعبير بحرية تامة عن مواقفه حول الأداء لكنها أعلى ترشيداً لعملية التقييم، كما أنها توفر فرصة المشاركة لعدد أكبر من الزملاء، وتتطلب أولاً تحديد محاور أو نقاط التقييم، مثل المبينة في البديل السابق، ومن ثم تفصيل جوانبها بشكل أسئلة أو مواد مع بدائل الإجابة عليها، ويطلب من المشاركين اختيار الإجابة المناسبة التي تعبر عن تقييمهم، وعلى سبيل المثال وضمن محور مدى نجاح المالكي في مكافحة الفساد يمكن وضع المواد أو الاسئلة التالية، وهي على سبيل المثال لا الحصر أيضاً:
1. انتشار الفساد في المؤسسات الحكومية نتيجة مباشرة لسياسات وقرارات المالكي:
( بدائل الإجابة: موافق تماماً، موافق، لست متأكداً، غير موافق، غير موافق تماماً)
2. المسؤول الرئيسي عن الفساد الإداري هي المحاصصة السياسية والطائفية لا سياسات المالكي:
(بدائل الإجابة المبينة في البند الأول)
3. المالكي مقصر في معاقبة الفاسدين
(بدائل الإجابة المبينة في البند الأول)
4. ينبغي على المالكي تطهير الفاسدين المنتمين إلى حزبه أولاً.
(بدائل الإجابة المبينة في البند الأول)
5. يبذل المالكي أقصى ما هو ممكن للحد من الفساد.
(بدائل الإجابة المبينة في البند الأول)
6. لا يتحمل المالكي المسؤولية عن الفساد الموروث عن العهد السابق وفترة الاحتلال
(بدائل الإجابة المبينة في البند الأول)
7. هنالك حاجة ماسة لكي يفعل المالكي المزيد في مكافحة الفساد
(بدائل الإجابة المبينة في البند الأول)
وهكذا يصبح لدينا مقياس فرعي حول اداء المالكي بخصوص مكافحة الفساد يضاف إلى المقاييس للمحاور الفرعية الأخرى، التي يتكون بمجموعها المقياس العام لأداء المالكي، وتخصص قيم رقمية لكل إجابة وبمجموعها ينتج تقييم رقمي للأداء الكلي.
ومن الممكن تعميم هذا المقياس على منتديات أخرى لتتوسع المشاركة فيه.
رابعاً: الجمع بين البديلين الثاني والثالث بحيث يطلب من المشاركين تقييم الأداء على استبيان المقياس كما يتاح لهم ابداء أرائهم على المحاور.
إن وقع الاختيار على أي من البديلين الثالث أو الرابع فلا بد من تولي زميل أو فريق تصميم ومراجعة وتعديل مقياس الأداء ومن ثم استلام الإجابات واعداد النتائج بحيث نخلص إلى تقييم عام وتفصيلي على كل محور للأداء، وبعد ذلك يعد مقال واف حول الموضوع، وأنا مستعد للمساهمة في ذلك بما ترونه مناسباً وعلى قدر الاستطاعة، ومن الله التوفيق.
هذه بعض الأفكار المقترحة لتنفيذ الحوار حول السيد المالكي واكرر شكري لأخي العزيز الفاضل الرجل الحر على ثقته الغالية وأرجو من الله أن يحتسب هذا النشاط في شهر رمضان المخصص للعبادات والطاعات ضمن باب التفكر في أحوال العباد المرخص به والذي لا يخل بنقاء العبادة ولا ينقص من تمام الطاعة.
معذرة على الاطالة والإسهاب مع تحياتي للجميع ودمتم بكل خير
رمضان كريم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
موضوع رائع ومن المنطقي تقييم السياسيين في أدائهم
اشارك بعد اذنكم واقول
المالكي رجل السياسة الاول اليوم
وهو من فرض الامن في قبال معادلة الارهاب
ويكفيه هذا كانجاز رغم تكالب قوى الشر عليه
سواء من ابناء جلدته ام من غيرهم
فاطم ،، مرحباً بك ها هنا ،،
مشاركتك القيمة لها بالغ التقدير عندنا ،، نحن في وسط النقاش حول ما تتفضلين به
السيد المالكي ..
هو بحق رجل المرحلة مابعد سقوط صنم العوجة ..
استطاع بحنكته ورياسته وعقيدته الاسلامية (الانانية) ان يرسم ملامح مابعد سقوط الصنم بأسمه ..لاغير ..بل اكتسح اسماء وعناوين سبقته بذلك سنوات طويلة ماقبله ..من مثل (علاوي ..والجعفري ..عبد المهدي ..وغيرهم من قادة وزعماء من احزاب علمانية واسلامية بشقيها السني والشيعي ..كانت لها الباع الطويل فيما يسمى الكفاح والنضال ضد الحكم البعثي ..من مثل الحزب الاسلامي ..بل وبكل قوة استطاع ان يختزل حكم حزب الدعوة الاسلامي بشخصه وحده ..بل ابعد من ذلك اختزل التنظيم كله بأسمه ..هو وحده لاغيره ...
لكن هل تحسب له هذه ..ام عليه ..
حتى من خلال قيادته للسلطة التنفيذية في العراق استطاع وبكل فدرة من اختزال اغلب قيادات المؤسسات التنفيذية القوية المستمكنة بيديه ولم يبالي بالذي يصيح او يثور او يعترض ..
اصبح ..بلا شك ولاريب ..
نقطة الالتقاء للمصالح والنفوذ الامريكي الغربي مع النفوذ والمصالح الايرانية القوية في العراق..
فاصبح بذلك الاسم والعنوان الضرورة للارادة الغربية والامريكية مع الارادة الايرانية ...
نوري المالكي ...
لكن هل اوجد بذلك وبتلك السطوة والحزمة الرئاسية ..ارادة ومنهج ومسلك ممكن به ان يوحد العراقيين ويجعلهم بطابور واحد يقفون خلفه بانتظار الارزاق ..منه ..
لم يستطع ..والسبب في ذلك راجع للطرفين ...شخصية المالكي القيادية التي تحب التفرد بالمسؤولية وكذلك ..طبيعية الشعب العراقي الديمغرافية .والتي لايستطيع اي محلل ستراتيجي ان يفك طلاسمها ..ويحلل رموزها ...
الفشل في انقاذ العراق بشقيه الشعبي والدولة .اقول ان الفشل في ذلك يعود الى الجهتين ...
وربما اذهب بعيدا اذ اقول انه لايصلح العراق الا بمعجزة من الله تعالى ..وقد قدًر لهذا البلد ان يكون محط رحال الامام الحجة المنتظر في حركته وظهوره ليبدا مرحلة التغيير للعالم فينطلق من العراق ..حصرا ..من العراق ..
على كل حال ..
المالكي ..
قد نجح بقيادة البلد ..وبالاخص الشيعة واوصلهم الى بر الامام نوعا ما ..ولمدة ثماني سنوات او اكثر ولدورتين النتخابيتين ...
قد يكون مفردة بر الامان ..هو تعالي على حقائق الامور بالارض ..لكن ماكان يحاك للبلد والشيعة بالاخص اكبر بكثير ممايتصور العراقيين ..وما قيادة المالكي للمرحلة الحالية الا بنتيجته الحد من المخططات التي كانت تحاك ضد البلد وخاصة الشيعة ..
لكن ..
ويكثر هنا ..مفردة ..لكن ..
هل نجاح المالكي بذلك ..هو السمة البارزة له ..
اقول لا ..
بل برزت محطات كثيرة فشل فيها المالكي ويعترف هو في ذلك ..فشل بالجانب الخدمي وكذا في مكافحة البطالة والترهل بالمؤسسات الحكومية والخدمية بلا نفع او استنفاع منها ..وفشل بالجانب الامني الى حد ما ...وفشل في مكافحة آآآآآآآآآفة الفساد التي استشرت في زمانه الى حد بعيد ..حتى وصلت الى اعلى مراكز القرار القريبة منه ..وفشل في اقامة نوعا من العلاقات المتوازنة بين العراق والعرب من جهة وايران من جهة اخرى ..وغيرذلك ..
لكن هل هذا الفشل محسوبا عليه ..اقول لالالالا..
قد وهو الاكيد يتحمل الجزء الاكبر من ذلك ..لكن في طبيعة المؤسسات الحكومية منها التنفيذية والتشريعية مما يساعد على الفشل وكذلك حكم العلاقات بين السلطتين التنفيذية والتشريعية والقضائية ..اي بين الحكومة والبرلمان والقضاء ..وحالة التجاذبات بيها اولد حالة الفشل والفساد والارهاب القاتل نوعا ما ...
وهو ربما يعطي المبرر لتحرك المالكي لغرض السيطرة على المؤسسة التشريعية والقضائية دستوريا وتشريعيا ...
لكن في خاتمة المداخلة ..
شئنا ام ابينا ...
فان المالكي استطاع ان يسجل اسمه في هذه المرحلة ..
واصبحت بحق
..مرحلة المالكي ..
فصرنا نطلق على مرحلة مابعد صقوط صنم العوجة ..
بمرحلة المالكي ..
انه رجل المرحلة ..
ولكم تقديري اخي واستاذي ابو الحسن الرجل الحر
البغدادي الأخ الحبيب ،،
رؤيتكم محل إحترام بالغ ،، و قد سلطت الضوء على الكثير ،، أرجو من جنابكم التداول مع الأخوة في الحوار بتجزيء النقاش إلى محاور كما أشار الدكتور العطية متفضلاً لغرض الإستفادة القصوى من المواضيع