الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
وكما عودناكم دائماً هنا في هذا الصرح الإمامي الشيعي الفكري توضيحاً للحقائق ودحراً للباطل وأهله ومتبعيه وأعلاءً لكلمة الدين وإظهاراً للحق المبين فيه وبيان أهله ومعدنه وأصله
موضوعنا اليوم في سلسلة حلقات مختصة - قدر الإمكان - توضيح الفرق والحقائق التي عُمــيت عن أهل الإسلام وأمته وخصوصاً أحبيتنا وأخواننا في دين الله القويم أهل السنة والجماعة في أمر بني أمية الطلقاء وما فعلوه بهذا الدين وأهله من ويلات بقيت وتبقى آثارها إلى أن يأذن الله تعالى بظهور دينه على الدين كله ولو كــــــــــــره الكافرون
وبحثنا اليوم بخصوص بيان إســـــــلام النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله الصحيح الأصيل الغير مشوب ولا محرف وكما أبتغاه الله تعالى ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
والإســـلام المشوه على أيدي بني الطلقاء الأمويين الظالمين وأذنابهم من الأولين والآخرين
ومرادنا فيه كله فقط توضيح الواضحات والحقائق الحقة وفضح التزييف والمزيف وما غلفه الباطل بالحق لمن ألقى السمع وهو شهـــيد وتعيها أذن واعية ، وليس المراد فيه فقط الخلاف والأختلاف وبذر بذور الفرقة والأختلاف والشحناء والعداء والعياذ بالله تعالى
من المعلوم عند المفكريين والمطلين وعند طوائف الإسلام قاطبة إن ...
ركائز الإسلام النبوي المحمدي الأصيل هم إثنان هما :
- القرآن . .
- آل البيت . .
لا ثالث لهما وهذا جلي واضـــح بتقرير صحيح على لسان نبي الرحمة الواسعة في حديث الثقلين ...
وعليه فبخصوص القرآن الكريم فلقد أوصى الرسول صلى الله عليه وآله الأمة بالقرآن وحث عليه في روايات ومواضع كثيرة كانت آخرها حجة الوداع حيث أوصى الأمة بضرورة التمسك بالكتاب والعترة آل البيت . .
> يروي البخاري عن طلحة قال سألت عبد الله بن أبي أوفى أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : لا . فقال : كيف كتب على الناس الوصية . أمروا بها ولم يوص ؟ قال : أوصى بكتاب الله . . )
> ويروى : عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : خيركم من تعلم القرآن وعلمه . . )
> ويروى : إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه . . )
> ويروى : تعاهدوا القرآن . فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها . . )
> ويروى : اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم . . )
( أنظر البخاري . كتاب فضائل القرآن . باب 18 ،21،23،37 ) .
> ويروي مسلم عن الرسول قوله في خطبة الوداع : . . كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه . . ) (أنظر مسلم . كتاب فضائل الصحابة . باب من فضائل على ) .
ومثل هذه الروايات إنما تشير إلى أن القرآن كان موجودا على عهد الرسول صلى الله عليه وآله وكان الصحابة يتناولونه من الرسول نفسه . وقد برز من بينهم من هو ماهر فيه ملتزم به يحفظه عن ظهر قلب . وعلى رأس هؤلاء كان الإمام علي وابن مسعود وأبي ابن كعب ومعاذ بن جبل . .
> روى البخاري عن الرسول صلى الله عليه وسلم : خذوا القرآن من أربعة : من عبد الله بن مسعود وسالم ومعاذ وأبي بن كعب . . ) ...
(أنظر البخاري . كتاب فضائل القرآن . باب 8 )
ويبدو أن أنصار الخط الأموي لم تعجبهم هذه الرواية على الرغم من عدم وجود علي بن أبي طالب فيها لكون الأربعة من أنصار الإمام ومن المناهضين لهم فاخترعوا رواية أخرى تناقضها فيها ثلاثة آخرين . ...!
> يروي البخاري عن أنس قال : مات الرسول ولم يجمع القرآن غير أربعة : أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد .
(أنظر البخاري . كتاب فضائل القرآن . باب 8 مع ملاحظة الراوي وهو "أنس" الذي كان على الخط الأموي ) .
ويروى عن ابن مسعود قوله : والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن أنزلت . ( أنظر البخاري . كتاب فضائل القرآن . باب 8 ، ويلاحظ أن هذه الرواية جاءت على لسان الإمام علي بنفس النص . أنظر طبقات ابن سعد ج2 / 338 ) .
إلا أن أبا بكر حين قام بجمع القرآن لم يستعن إلا بزيد بن ثابت وحده . وعثمان حين ألزم الأمة بمصحف واحد اختار مصحف حفصة الذي كان قد جمعه أبو بكر ولم يختر مصحف الإمام علي أو ابن مسعود أو أبي بن كعب أو ابن عباس ولم يستعن بأي من هؤلاء لا في عهد أبي بكر ولا في عهد عثمان حتى أنه كان هناك مصحف لدى عائشة أيضا لم يستعن به .
( أنظر البخاري . وكتب تأريخ القرآن . وفصل القرآن في كتاب "الخدعة " لصالح الورداني . . ) .
إن هذا القرآن الذي تركه الرسول صلى الله عليه وآله وتلقاه منه الإمام علي ابن مسعود وابن عباس وأبى وغيرهم هو ركيزة الإسلام النبوي التي حض عليها ووصى بها .
وإن ما ورثه الإمام عن النبي من تفسيرات حوله وورثها عنه شيعته هي الدافع الفعلي الذي دفع أنصار الإسلام القبلي ومن بعدهم أنصار الإسلام الأموي إلى ضرب هذا القرآن واستبداله بقرآن آخر لا يحوي هذه التفسيرات وليس مرتبا على الترتيب النبوي .
( أنظر المراجع السابقة . والإتقان في علوم القرآن للسيوطي ) .
وقوله تعالى للرسول صلى الله عليه وآله :
( إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه ) ...
يحوي الدليل القاطع على أن القرآن كان مجموعا في عهد الرسول وأن الرسول تلقى بيانه من جبريل
و هنا ســــؤال يطرح نفسه هنا :
أين بيان القرآن . ولماذا لم يظهر في عملية الجمع . . ؟
إن الإجابة على هذا السؤال تكشف لنا حقيقة المؤامرة التي نسجت خيوطها بعد وفاة الرسول فالقرآن النبوي ببيانه لا يتماشى مع الحظ القبلي والأموي من بعده . فمن ثم كانت الحاجة إلى تجريد القرآن من هذا البيان حتى يمكن أن يتماشى مع الاتجاه السائد . ...
أنتهى الجزء الأول ....
تابعونا
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله الا أنت، أستغفرك وأتوب إليك