|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 20501
|
الإنتساب : Jul 2008
|
المشاركات : 11
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
تلميذ الدمشقية
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 03-08-2008 الساعة : 06:47 PM
اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حيدر الحسناوي
[ مشاهدة المشاركة ]
|
وفقكم الله اخي وأسمح لنا ان نجيبكم على سؤالكم الاول
فنقول سؤالكم غاية في الروعة والبعض يتصور ان صور الخلاف هي صور منحصرة في الامور التاريخية وان متانة مذهب اهل البيت عليهم السلام منحصر في بعض الامور والاحداث والوقائع مع ان الانسان المتتبع للامور الدقيقة في عقيدة الامامية يستشف وبوضوح ان هذا المذهب لم ياتي من عقول اناس بسيطين وانما يتيقن ان هذه التعليلات انما نطق بها اناس لهم من الدراية والمعرفة ما تفوق مقدرة الانسان العادي وسوف نقول وكل ما نقوله هو من فيوضات ائمة اهل البيت عليهم سلام الله اجمعين
فلنا في الجواب اخي مقدمة نتدرج من بعدها الى صلب الجواب فلا باس بتحملنا قليلا ولكم علينا المنة في ذلك
وقال الصدوق في التوحيد : إعتقادنا في أفعال العباد أنها مخلوقة لله خلق تقدير لا خلق تكوين ، ومعنى خلق التقدير أن الله عالم بمقاديرها . وقال أيضا في الكتاب المذكور في معنى الخالق : إن الخلق في اللغة تقديرك الشيء ، وإن أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين ، وخلق عيسى من الطين كهيئة الطير هو خلق تقدير أيضا ، ومكون الطير وخالقه في الحقيقة هو الله تعالى .
وقال بعض الأعلام : قد يظن أن الخالق البارئ المصور في أسماء الله تعالى ألفاظ مترادفة ، وان الكل يرجع إلى معنى الخلق والاختراع ، وليس كذلك بل كلما يخرج من العدم إلى الوجود مفتقر إلى تقديره أولا ، وإيجاده على وفق التقدير ثانيا ، وإلى التصوير بعد الإيجاد ثالثا ، فالله تعالى خالق من حيث هو ، مقدر وبارئ من حيث هو مخترع وموجد ومصور من حيث أنه مرتب صور المخترعات أحسن ترتيب وقوله : ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) بمعنى أحسن المقدرين والمصورين . أو أن الخالق قد يطلق بمعنى الأعم ، وهو ما يشمل لمعنى الموجد ولمعنى مظهر الخلق ، إذا كان ذلك المظهر فاعلا مختارا ، فيشمل الله تعالى وسائر الخلق ، فقيل بهذا الاعتبار أحسن الخالقين نظير قوله تعالى : ( والله خير الرازقين ) .
وهو خالق النور والظلمة ، والخير والشر ، والرحمة والغضب ، والنجاة والعطب ، والأنبياء والشياطين ، والسعادة والشقاوة
ولا يلزم منه التضاد اخي لكون الضدان المتواجدين في محل واحد وفي زمن واحد ..هذا اذا ركزنا على المحل الذي استقرا فيه ..اما اذا ركزنا على منشئهما وهي الذات المقدسة وقلنا كيف لهذه الذات ان يصدر منها ماهو متناقض فكذلك نقول لاتناقض لكوننا قلنا التناقض اجتماع الضدين في محل واحد وفي زمن واحد وهنا انما صدور لا اجتماع فتبه لهذا الامر اخي اعزكم الله
. وورد في الأخبار الكثيرة أيضا في الكافي وغيره ما حاصله أن خالق الخير والشر هو الله ،
وانه تعالى أجرى الخير بيد من أحبه ، وأجرى الشر بيد من أبغضه ، وان من قال إن الشيطان خلق الشر فقد أشركه مع الله في سلطانه ،
وقال تعالى في القرآن المجيد بعد ذكر الحسنة والسيئة : ( قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ) . ومن أول الأحاديث المذكورة بأن المراد من خلق الخير والشر هو خلق الخير والشر بخلق التقدير لا خلق التكوين ،
فالخالق لأفعال العباد أيضا في الحقيقة هو الله سبحانه خلقا تقديريا اي عالم بمقاديرها بعلمه الشامل المطلع على كل شيء لا خلقا تكوينيا اي هو من يوجدها كما قالت الجبرية
ولا يلزم من ذلك أن يكون هو الفاعل لها ، فإن الفاعل غير الجاعل ، إذ الفاعل للفعل هو المظهر المختار ، والجاعل هو الموجد باختيار هذا المظهر المختار له ،
فالعبد يختار المشي إلى المسجد أو الخمار ، والله يخلقه بذلك الإختيار ، فيكون العبد فاعلا لا جاعلا ، والله تعالى خالقا لا فاعلا ، وليس في الأخبار ما ينافي ما ذكرنا بل كلها منطبقة على ما قررنا . .
بعد ان اتضحت هذه الكلمات نقول الله هو من خلق الخير والشر خلقا تقديريا ولكن من يخرج ذلك الخير او الشر للخارج هو الفاعل المختار ولنقل الانسان ومن هنا صح الثواب والعقاب فلو كان الشر نحن من يقدره ويوجده بالخارج لتعطلة قدرة الله ولو كان الله هو من يقدره اي يقدر الشر والخير وهو من يخرجه للخارج لفسد الثواب والعقاب فلابد من ان هناك دور لله وهو الجاعل ودور للفاعل وهو الانسان
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|
اخي ( حيدر الحسناوي )
جوابكم اجمل اخي
كلامكم جميل وفيه نكته جميلة جدا وهو خلاف طرح السنة في هذا الامر
وسنبين لكم اخي ما فهمته من كلامكم اولآ ولي طلب منكم ثانيا
فهمي لكلامكم :
انتم تريدون القول ان كل شيء هو مخلوق لله وهذا يوافق قول السنة تماما ولكن لكم نبرة خلاف في نقطة الا وهي مع كون كل شيء مخلوق لله ألا ان هذا الخلق على نحوين خلق تقديري وخلق تكويني فالشر والخير هو من مخلوقات الله التقديرية وليس التكوينية ولازم هذا القول ان الفاعل للخير وللشر هو الانسان المختار وان كان الخالق للخير وللشر هو الله وهذه نقطة صراحة جميلة جدا
والان ان كان فهمي على وفق ما تبتغون اطلب منكم طلب اخي حيدر الحسناوي ان تاتيني بروايات عن ائمتكم تشير الى هذا المعنى ان امكن
ولكم مني مزيد من التقدير والاحترام
|
|
|
|
|