|
عضو متواجد
|
رقم العضوية : 32628
|
الإنتساب : Mar 2009
|
المشاركات : 91
|
بمعدل : 0.02 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
أين الحق؟
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 20-08-2009 الساعة : 07:41 PM
ننقل من هذا الرابط
حديث المهدي من ولد الاِمام الحسن السبط عليه السلام :
مايدل على ان المهدي الموعود المنتظر هو من ولد الاِمام الحسن عليه السلام في كتب أهل السنة غير حديث واحد فقط وربما لايوجد في تراث الاِسلام حديث غيره ، وهو ما أخرجه أبو داود السجستاني في سننه ، واليك نصه :
قال : « حُدِّثْتُ عن هارون بن المغيرة ، قال : حدثنا عمر بن أبي قيس ، عن شعيب بن خالد ، عن أبي إسحاق ، قال : قال علي رضي الله عنه ـ ونظر إلى ابنه الحسن ـ فقال : ( إنّ ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم ، يشبهه في الخُلُق ولايشبهه في الخَلْق) . ثم ذكر قصة : يملأ الأرض عدلاً »(1)انتهى بعين لفظه.
(1) سنن أبي داود 4 : 108 | 4290،
بطلان الحديث من سبعة وجوه :
من دراسة سند الحديث ومتنه ، ومقارنة ذلك بأحاديث كون المهدي من ولد الحسين عليه السلام ، يطمئن الباحث بوضعه ، وذلك من سبعة وجوه وهي:
الوجه الاَوّل : اختلاف النقل عن أبي داود في هذا الحديث ، فقد أورد الجزري الشافعي (ت|833 هـ) هذا الحديث بسنده عن أبي داود نفسه وفيه اسم : (الحسين) مكان (الحسن) ، فقال : « والاَصح انه من ذرية الحسين بن علي لنصّ أمير المؤمنين علي على ذلك ، فيما أخبرنا به شيخنا المسند رحلة زمانه عمر بن الحسن الرّقي قراءة عليه ، قال : أنبأنا أبو الحسن بن البخاري ، أنبأنا عمر بن محمد الدارقزي ، أنبأنا أبو البدر الكرخي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو عمر الهاشمي ، أنبأنا أبو علي اللؤلؤي ، أنبأنا أبو داود الحافظ قال : حُدِّثْتُ عن هارون بن المغيرة ، قال : حدثنا عمر بن أبي قيس ، عن شعيب بن خالد ، عن أبي اسحاق قال : قال علي عليه السلام ـ ونظر إلى ابنه الحسين ـ فقال : « إنَّ ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم ، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم ، يشبهه في الخُلُق ، ولايشبهه في الخَلْق ». ثم ذكر قصة يملأ الاَرض عدلاً.
هكذا رواه أبو داود في سننه وسكت عنه »(1)، انتهى بعين لفظه .
وأخرجه المقدسي الشافعي في عقد الدرر ص 45 من الباب الاَول ، وفيه اسم: (الحسن)، وأشار محققه في هامشه إلى نسخة باسم: (الحسين)
____________
(1) اسمى المناقب في تهذيب اسنى المطالب | الجزري الدمشقي الشافعي : 165 ـ 168 | 61.
ويؤيد وجود هذه النسخة نقل السيد صدر الدين الصدر عنها إذ أورد الحديث عن عقد الدرر وفيه اسم : (الحسين)(1).
وهذا الاختلاف ينفي الوثوق بترجيح أحد الاسمين ما لم يعتضد بدليل من خارج الحديث ، وهو مفقود في ترجيح (الحسن) ومتوفر في (الحسين) .
الوجه الثاني : سند الحديث منقطع لاَنّ من رواه عن علي عليه السلام هو أبو إسحاق والمراد به السبيعي ، وهو ممن لم تثبت له رواية واحدة سماعاً عن علي عليه السلام كما صرح بهذا المنذري في شرح هذا الحديث(2)، وقد كان عمره يوم شهادة أمير المؤمنين عليه السلام سبع سنين ؛ لاَنّه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان في قول ابن حجر(3).
الوجه الثالث : إن سنده مجهول أيضاً ؛ لاَن أبا داود قال : (حُدِّثت عن هارون بن المغيرة) ولايُعْلَم من الذي حدّثه، ولا عِبرة في الحديث المجهول اتفاقاً . الوجه الرابع : ان الحديث المذكور أخرجه أبو صالح السليلي ـ وهو من أعلام أهل السنة ـ بسنده عن الاِمام موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد الصادق، عن جده علي بن الحسين، عن جده علي بن أبي طالب عليهم السلام ، وفيه اسم : (الحسين) لا : (الحسن) عليهما السلام (4).
(1) المهدي | السيد صدر الدين الصدر: 68.
(2) مختصر سنن أبي داود | المنذري 6 : 162 | 4121.
(3) تهذيب التهذيب 8 : 56 | 100. (4) التشريف بالمنن للسيد ابن طاووس : 285 | 413 ب 76 ، أخرجه عن فتن السليلي باختلاف يسير
الوجه الخامس : انه معارض بأحاديث كثيرة من طرق أهل السنة تصرح بأنّ المهدي من ولد الاِمام الحسين منها حديث حذيفة بن اليمان قال: « خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكرنا بما هو كائن ، ثم قال: لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد، لطول الله عزّ وجلّ ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من ولدي ، اسمه اسمي. فقام سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال : يا رسول الله ! من أي ولدك ؟ قال: من ولدي هذا ، وضرب بيده على الحسين »(1).
الوجه السادس : احتمال التصحيف في الاسم من (الحسين) إلى (الحسن) في حديث أبي داود غير مستبعد بقرينة اختلاف النقل، ومع عكس الاحتمال فإنه خبر واحد لايقاوم المتواتر كما سنفصله في محلّه .
الوجه السابع : يحتمل قوياً وضع الحديث لما فيه من العلل المتقدمة ، ويؤيد هذا الاحتمال أن الحسنيّين وأتباعهم وأنصارهم زعموا مهدوية محمد بن عبدالله بن الحسن المثنى ابن الاِمام الحسن السبط عليه السلام ، الذي قتل سنة (451 هـ) في زمن المنصور العباسي، نظير ما حصل ـ بعد ذلك ـ من قبل العباسيين وأتباعهم في ادعاء مهدوية محمد بن عبدالله المنصور الخليفة العباسي الملقب بالمهدي (158 ـ 169 هـ) لما في ذلك من تحقيق اهداف ومصالح سياسية كبيرة لايمكن الوصول اليها بسهولة من غير هذا الطريق المختصر.
____________
(1) المنار المنيف لابن القيم : 148 | 329 فصل | 50 ، عن الطبراني في الاوسط ، عقد الدرر : 45 من الباب الاَول وفيه : (أخرجه الحافظ أبو نعيم في صفة المهدي) ، ذخائر العقبى | المحب الطبري : 136 ، وفيه : (فيحمل ماورد مطلقاً فيما تقدم على هذا المقيد) ، فرائد السمطين 2 : 325 | 575 باب | 61 ، القول المختصر لابن حجر : 7 | 37 باب | 1 ، فرائد فوائد الفكر : 2 باب | 1 ، السيرة الحلبية 1 : 193 ، ينابيع المودة 3 : 63 باب | 94 ، وهناك أحاديث أُخرى بهذا الخصوص في مقتل الاِمام الحسين عليه السلام للخوارزمي الحنفي 1 : 196 ، وفرائد السمطين 2 : 310 ـ 315 | الاحاديث 561 ـ 569، وينابيع المودة 3 : 170 | 212 باب 93 وباب 94.
ومن مصادر الشيعة أُنظر : كشف الغمة 3 : 259 ، وكشف اليقين : 117 ، واثبات الهداة 3 : 617 | 174 باب 32 ، وحلية الابرار 2 : 701 | 54 باب | 41، وغاية المرام : 694 | 17 باب | 141 ، وفي منتخب الاَثر الشيء الكثير من تلك الاحاديث المخرجه من طرق الفريقين ، فراجع.
مع فرض صحة الحديث ـ على الرغم مماتقدم فيه ـ فإنّه لاتعارض بينه وبين الاحاديث الاَُخرى المصرحة بكون المهدي من ولد الاِمام الحسين عليه السلام ويمكن الجمع بينه وبينها ، بأن يكون الاِمام المهدي عليه السلام حسيني الاَب حسني الاَُم ؛ وذلك لاَنّ زوجة الاِمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، أُم الاِمام الباقر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام هي فاطمة بنت الاِمام الحسن المجتبى عليه السلام .
وعلى هذا يكون الاِمام الباقر عليه السلام حسيني الاَب حسني الاَُم ، وذريته تكون من ذرية السبطين حقيقة .
وهذا الجمع له مايؤيده من القرآن الكريم قال تعالى : (ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلاً هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان... وعيسى وإلياس كل من الصالحين) الانعام : 6 | 84 ـ 85.
فعيسى عليه السلام أُلحق بذراري الانبياء من جهة مريم عليها السلام ، فلا مانع اذن في ان تُلحق ذرية الإمام الباقر بالامام الحسن السبط من جهة الاَُم كما أُلحق السبطان برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جهة فاطمة الزهراء عليها السلام .
وهذا الجمع بين الاخبار لاينبغي الشك فيه مع افتراض صحة حديث أبي داود وان كان مخالفاً للصحة من كل وجه كما تقدم .
وإلى هنا اتضح لنا أن الاحتمال الثاني ـ أعني كون الاِمام المهدي من ولد الاِمام الحسين عليه السلام ـ لم يكن مجرد احتمال، وإنما هو الواقع بعينه ، سواء قلنا بصحة حديث كون المهدي من ولد الاِمام الحسن السبط عليه السلام أو لم نقل بذلك .
أمّا مع فرض القول بصحة الحديث، فلا تعارض بينه وبين أحاديث كون المهدي من ولد الاِمام الحسين عليه السلام ، بل هو مؤيد لها كما تقدم. وأمّا مع القول بعدم صحته ـ وهو الحق لما تقدم في الوجوه السبعة
|
|
|
|
|