بسم الله الرحمـن الرحيم
الحمدلله قاصم الجبابرة ومذل الأكاسرة ومدمر الطواغيت مالك الملك ذو البطش الشديد
وصلى الله على من جُعل رزقه تحت ظل رمحه وعلى اله وصحبه
والله لم يخطر ببالي إلا أن أقول عنكم وعن حالكم
وكم من عائب قولا صحيحا ــــــ وآفته من الفهم السقيم
والله إني لأستغرب منكم كيف تفكرون
وكيف تقرؤون وكيف تكتبون ؟؟
أقول وبالله وحده أصول وأجول
البخاري يثبت الوجه لله ويستدل بالاية على ذلك
لأنه بوب في كتاب التوحيد
( وكتاب التوحيد عقده لامور التوحيد في الاسماء والصفات وغيرها )
فيه باب:
16 - باب قول الله تعالى { كل شيء هالك إلا وجهه } / القصص 88 /
6971 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } . قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أعوذ بوجهك ) . فقال { أو من تحت أرجلكم } . فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أعوذ بوجهك ) قال { أو يلبسكم شيعا } . فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( هذا أيسر )
ولا تعارض بين تفسير مجاهد رحمه الله تعالى بقوله (إلا ما أُريد به وجه الله)
وبين أن الاية دالة على ان لله سبحانه وتعالى وجها
وبالاية نفسها استدل البخاري رحمه الله تعالى بالاية على صفة الوجه له سبحانه وأثبت تحتها حديث استعاذ به رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفة من صفاته وهي وجهه سبحانه
والله سبحانه لا يماثله احد لا في ذاته ولا في صفاته
فالإمام البخاري رحمه الله
يثبت صفة الوجه فلا مجال للأفتراء عليه بأنه يؤول صفة الوجه !!!
وأما قوله في تفسير سورة القصص فهو كلام عن تفسير آية في معرض معين فقد يختلف السلف في دلالة آية على صفة من الصفات دون اختلافهم في إثبات الصفة
كما اختلفوا في دلالة يوم يكشف عن ساق في دلالتها على الصفة مع اتفاقهم على ثبوت الصفة بالسنة
و ظاهر كلام الإمام البخاري أنه يثبت الوجه صفة لله
فإنه نقل الخلاف في المراد بها ولم ينقل الخلاف في الصفة فقال :
(كل شيء هالك إلا وجهه)
إلا ملكه ويقال إلا ما أريد به وجه الله
فكأنه قال : قيل في تفسير الآية إلاّ ملكه
وقيل الصفة ولم ينكر هذا القول فدل ذلك على أن أصل إثبات الصفة مستقر عنده وقد وضح ذلك الكتاب الذي ساقه لأجل إثبات الصفات بجلاء إذ ذكر فيه نصوص إثبات الوجه لله جل جلاله
ثم إن الامام الحافظ ابن كثير قال في تفسيره :
قال مجاهد والثوري في قوله ( كل شيء هالك إلا وجهه ) أي إلا ما أريد به وجهه وحكاه البخاري في صحيحه كالمقرر له ))
فهنا نرى أن الحافظ ابن كثير نقل تفسير الامام البخاري الصحيح وهو :
إلا ما أُريد به وجهه سبحانه و تعالى وفيها :
اثبات صفة الوجه
أيضاً قول البخاري إلا ما أُريد به وجهه اثبات لصفة الوجه
قوله إلا وجهه إلا ملكه في رواية النسفي وقال معمر فذكره ومعمر هذا هو أبو عبيدة بن المثنى وهذا كلامه في كتابه مجاز القرآن لكن بلفظ إلا هو وكذا نقله الطبري
عن بعض أهل العربية
ثم أنقل لكم قول شيخ الإسلام وحبيب الأنام وبدر التمام ابن تيمية
قال رحمه الله:
فإنه كثيرا ما يغلط الناس في هذا الموضع إذا تنازع النفاة والمثبتة في صفة ودلالة نص عليها يريد المريد أن يجعل ذلك اللفظ حيث ورد دالا على الصفة وظاهرا فيها ثم يقول النافى وهناك لم تدل على الصفة فلا تدل هنا وقد يقول بعض المثبتة دلت هنا على الصفة فتكون دالة هناك بل لما رأوا بعض النصوص تدل على الصفة جعلوا كل آية فيها ما يتوهمون انه يضاف إلى الله تعالى إضافة صفة من آيات الصفات كقوله تعالى ((فرطت فى جنب الله)) وهذا يقع فيه طوائف من المثبتة والنفاة وهذا من أكبر الغلط فإن الدلالة في كل موضع بحسب سياقه وما يحف به من القرائن اللفظية والحالية وهذا موجود في أمر المخلوقين يراد بألفاظ الصفات منهم في مواضع كثيرة غير الصفات وأنا أذكر لهذا مثالين نافعين أحدهما صفة الوجه فإنه لما كان إثبات هذه الصفة مذهب أهل الحديث والمتكلمة الصفاتية من الكلابية والاشعرية والكرامية وكان نفيها مذهب الجهمية من المعتزلة وغيرهم ومذهب بعض الصفاتية من الاشعرية وغيرهم صار بعض الناس من الطائفتين كلما قرأ آية فيها ذكر الوجه جعلها من موارد النزاع فالمثبت يجعلها من الصفات التي لا تتأول بالصرف والنافي يرى أنه إذا قام الدليل على أنها ليست صفة فكذلك غيرها مثال ذلك قوله تعالى:
((ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله)) أدخلها في آيات الصفات طوائف من المثبتة والنفاة حتى عدها أولئك كابن خزيمة مما يقرر إثبات الصفة وجعل النافية تفسيرها بغير الصفة حجة لهم في موارد النزاع ولهذا لما اجتمعنا في المجلس المعقود وكنت قد قلت: أمهلت كل من خالفنى ثلاث سنين إن جاء بحرف واحد عن السلف يخالف شيئا مما ذكرته كانت له الحجة وفعلت وفعلت، وجعل المعارضون يفتشون الكتب فظفروا بما ذكره البيهقي فى كتاب الأسماء والصفات فى قوله تعالى ولله:
((المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله))
فإنه ذكر عن مجاهد والشافعى أن المراد: قبلة الله، فقال أحد كبرائهم في المجلس الثاني قد أحضرت نقلا عن السلف بالتأويل فوقع في قلبي ما أعد، فقلت لعلك قد ذكرت ما روي في قوله تعالى:
((ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله))
قال نعم، قلت المراد بها قبلة الله، فقال قد تأولها مجاهد والشافعي وهما من السلف، ولم يكن هذا السؤال يرد علي فإنه لم يكن شيء مما ناظرونى فيه صفة الوجه ولا أثبتها لكن طلبوها من حيث الجملة وكلامي كان مقيدا كما في الأجوبة فلم أر إحقاقهم في هذا المقام بل قلت هذه الآية ليست من آيات الصفات أصلا ولا تندرج في عموم قول من يقول لا تؤول آيات الصفات، قال: أليس فيها ذكر الوجه، فلما قلت المراد بها قبلة الله، قال أليست هذه من آيات الصفات، قلت لا ليست من موارد النزاع فإني إنما أسلم أن المراد بالوجه هنا القبلة فإن الوجه هو الجهة في لغة العرب يقال قصدت هذا الوجه وسافرت إلى هذا الوجه أى إلى هذه الجهة، وهذا كثير مشهور فالوجه هو الجهة، وهو الوجه كما في قوله تعالى: ((ولكل وجهة هو موليها)) أى متوليها، فقوله تعالى: ((وجهة هو موليها)) كقوله: ((فأينما تولوا فثم وجه الله)) كلا الآيتين في اللفظ والمعنى متقاربتان، وكلاهما في شأن القبلة والوجه والجهة هو الذي ذكر في الآيتين أنا نوليه نستقبله، قلت والسياق يدل عليه لأنه قال أينما تولوا وأين من الظروف وتولوا أى تستقبلوا فالمعنى: أى موضع استقبلتموه فهنالك وجه الله فقد جعل وجه الله في المكان الذى يستقبله هذا بعد قوله:
((ولله المشرق والمغرب))
وهي الجهات كلها كما في الآية الأخرى:
((قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء الى صراط مستقيم))
فأخبر أن الجهات له فدل على أن الإضافة إضافة تخصيص وتشريف كأنه قال جهة الله وقبلة الله ولكن من الناس من يسلم أن المراد بذلك جهة الله أى قبلة الله، ولكن يقول هذه الآية تدل على الصفة وعلى أن العبد يستقبل ربه كما جاء فى الحديث إذا:
(قام أحدكم الى الصلاة فان الله قبل وجهه وكما فى قوله لا يزال الله مقبلا على عبده بوجهه ما دام مقبلا عليه فإذا انصرف صرف وجهه عنه)
ويقول أن الآية دلت على المعنيين، فهذا شيء آخر ليس هذا موضعه والغرض أنه إذا قيل فثم قبلة الله لم يكن هذا من التأويل المتنازع فيه الذي ينكره منكروا تأويل آيات الصفات، ولا هو مما يستدل به عليهم المثبتة، فإن هذا المعنى صحيح في نفسه والآية دالة عليه وإن كانت دالة على ثبوت صفة فذاك شيء آخر ويبقى دلالة قولهم فثم وجه الله على فثم قبلة الله، هل هو من باب تسمية القبلة وجها باعتبار أن الوجه والجهة واحد أو باعتبار أن من استقبل وجه الله فقد استقبل قبلة الله فهذا فيه بحوث ليس هذا موضعها.."
مجموع الفتاوى (جزء 6 - صفحة 12)
قم أنقل لكم تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية في قوله تعالى ( كل شيئ هالك إلا وجهه )
وهذا نص كلامه :
وإذا كان المقصود هنا الكلام في تفسير الآية فنقول:
تفسير الآية بما هو مأثور ومنقول عن من قاله من السلف والمفسرين من أن المعنى:
كل شيء هالك إلا ما أريد به وجهه فإنه ذكر ذلك بعد نهيه عن الإشراك وأن يدعو معه إلها آخر وقوله لا إله إلا هو يقتضي أظهر الوجهين وهو أن كل شيء هالك إلا ما كان لوجهه من الإيمان والأعمال وغيرهما
روى عن أبي العالية قال:
إلا ما أريد به وجهه وعن جعفر الصادق
إلا دينه ومعناهما واحد ..."
بيان تلبيس الجهمية (جزء 1 - صفحة 580)
ومما يشبه هذا الموضع قوله تعالى:
(يوم يكشف عن ساق)
فإن كلمة ساق هنا نكرة غير مضافة إلى الله لا إضافة صفة ولا حتى إضافة تشريف
والعجب كل العجب ممن يجعلها من موارد النزاع وغاية ما هنالك أن إثبات صفة الساق إنما ثبت بالحديث لا بالآية
على اعتبار أن الحديث مفسر للآية فمن فسرها دون النظر إلى الحديث على أنه مفسر لها
فماذا عليه لو قال بأن الساق في الآية تعني الشدة ؟
قال الحافظ-رحمه الله-
في الفتح (جزء 13 - صفحة 389):
"وقال البيهقي تكرر ذكر الوجه في القرآن والسنة الصحيحة وهو في بعضها صفة ذات كقوله:
(إلا رداء الكبرياء على وجهه)
وهو ما في صحيح البخاري عن أبي موسى، وفي بعضها بمعنى من أجل
كقوله:
(إنما نطعمكم لوجه الله)
وفي بعضها بمعنى الرضا
كقوله: (يريدون وجهه إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى) وليس المراد الجارحة جزما والله أعلم"
قال ابن بطال رحمه الله في شرحه لـ
- باب قَوله تَعَالَى: {كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} [القصص: 88]
في صحيح البخاري:
34 - فيه: جَابِر، لَمَّا نَزَلَتْ على النَّبِىّ - صلى الله عليه وسلم - :
{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام: 65]،
قَالَ - صلى الله عليه وسلم - : « أَعُوذُ بِوَجْهِكَ » ، فَقَالَ:
{أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}، قَالَ عليه السّلام: « أَعُوذُ بِوَجْهِكَ » ، قَالَ: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا}، قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - : « هَذَا أَيْسَرُ » .
استدلاله من هذه الآية والحديث على أن لله تعالى وجهًا هو صفة ذاته لا يقال: هو هو، ولا هو غيره بخلاف قول المعتزلة، ومحال أن يقال:
هو جارحة كالذى نعلمه من الوجوه، كما لا يقال: هو تعالى فاعل وحى وعالم، كالفاعلين والأحياء والعلماء الذين نشاهدهم، وإذا استحال قياسه على المشاهدين فالحكم له بحكمهم مع مشاركتهم له فى التسمية كذلك يستحيل الحكم لوجهه الذى هو صفة ذاته بحكم الوجوه التى نشاهدها، وإنما لم يجز أن يقال: إن وجهه جارحة لاستحالة وصفه بالجوارح لما فيها من أثر الصنعة، ولم يقل فى وجهه أنه هو لاستحالة كونه تعالى وجهًا، وقد أجمعت الأمة على أنه لا يقال:
يا وجه، اغفر لى، ولم يجز أن يكون وجهه غيره؛ لاستحالة مفارقته له بزمان أو مكان أو عدم أو وجود، فثبت أن له وجهًا لا كالوجوه؛ لأنه ليس كمثله شىء.
أكتفي بهذا القدر وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه والتابعين
والعاقبة للمتقيــــــــــــــــــــــــــن ..
|