الطبقات الكبرى - محمد بن سعد بن منيع أبو عبدالله البصري الزهري - الجزء 2 الصفحة 242
( ذكر الكتاب الذي أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكتبه لأمته في مرضه الذي مات فيه )
أخبرنا يحيى بن حماد أخبرنا أبو عوانة عن سليمان يعني الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال اشتكى النبي صلى الله عليه و سلم يوم الخميس فجعل يعني بن عباس يبكي ويقول يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد بالنبي صلى الله عليه و سلم وجعه فقال ائتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا قال فقال بعض من كان عنده إن نبي الله ليهجر قال فقيل له ألا نأتيك بما طلبتقال أوبعد ماذا قال فلم يدع به .
أخبرنا سفيان بن عيينة عن سليمان بن أبي مسلم خال بن أبي نجيح سمع سعيد بن جبير قال قال بن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس قال اشتد برسول الله صلى الله عليه و سلم وجعه في ذلك اليوم فقال ائتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما شأنه أهجر استفهموه فذهبوا يعيدون عليه فقال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه وأوصي بثلاث قال أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم وسكت عن الثالثة فلا أدري قالها فنسيتها أو سكت عنها عمدا . انتهى
_________________________
صحيح البخاري - كِتَاب الْجِزْيَةِ - انطلقوا إلى يهود فخرجنا حتى جئنا بيت المدراس فقال أسلموا تسلموا
نلاحظ من خلال النصوص السابق عدة أمور منها :
1 - عندما شعروا بعظم و كارثة ما قاله عمر بحق نبي الرحمة سألوا رسول الله هل نأتيك بالدواة و الصحيفة ؟؟ فقال لهم رسول الله أوبعد ماذا ؟؟
أي بعد ماذا تأتوني بالكتاب لأكتبه ؟ بعد أن رميتموني بالهذيان و التخريف و الهجر ؟؟
أوبعد أن اصبحت أي كلمة أقولها أو أكتبها الآن مُشَكَّكٌ بها ..؟؟
أو بعد أن رفضتم الوحي و التبليغ بأن يدون بكتاب مع كتاب الله لا تضلوا بعده أبداً ..؟؟
فرفض رسول الله كتابة الكتاب بعد أن أصبح التشكيك بعقل النبي و لعلم رسول الله بما يجري على الأمة من بعده و بالفتن التي ستتلاقف المسلمين لهذا هو أحكم و أذكى من أن يكتب كتاب مشكوك فيه و أول من شكك به عمر لعنه الله لأن هذا الكتاب لو كان قد كُتب مع التشكيك فسيكون عمر أول الطاعنين به و أول المكذبين له و أول الرافضين له و سيجري " كعادته " سيلاً من التهديدات و الوعيد لكل من يصدق لما هو في الكتاب و سيستخدم هذا الكتاب خنجر خاصرة في الإسلام و تحدث فتنة عظمى لم يشهدها المسلمين قط لربما أنهت الإسلام عن بكرة أبيه ( فهو كان بالمهد و يحيط به المنافقون و الكفار ) ,,
القارئ لهذا الموقف من رسول الله يجد أن الرسول الأعظم صلوات ربي و سلامه عليه و آله و سلم ترك الكتابة لحكمة اقتضاها الحال و ليس كما يدندن البعض أنه وافق عمر و لعمري إن هذا التبرير بموافقة عمر لهو من أشد التبريرات سخافة و سذاجة و ربما لخبث شديد و نصب و عناد ..
لأنه ببساطة يرد بنصوص صريحة جدا من أقوال رسول الله و الله تعالى أيضا كما يرد بموقف رسول الله الرافض لعمر و اقواله و يرد بقول النبي : أوبعد ماذا ..؟؟
و يرد بفطرة المسلم السلمية التي لا ترضى لرسول الإسلام إلا أن يكون ناطقاً عن الوحي كما نص القرآن الكريم ..
و يرد بالقول إن عمر ليس أفهم و أعظم ادراكاً بمصلحة هذه الأمة من رسول الله ..
و يرد بأن رسول الله طردهم و غضب منهم ..
و يرد بأن رسول الله هو المشرع و ليس عمر إلا إذا كان نبيهم عمر و رسول الله الشخصية الثانية بعده فهذا أمرا آخر - ابتلينا بقوم لا يفقهون - !
2 - نلاحظ أن رسول الله قال لهم دعوني فما أنا فيه خير مما تدعونني اليه
على ماذا يدل ذلك ..؟؟ ألا يدل على أن النبي الأعظم كان جدا متألم مما قاله عمر ؟!
ألا يدل ذلك على أنه كان يراهم يدعونه لشر و بأس عظيم فرفض الانصياع لهم ..؟
عندما شككوا بعقل رسول الله أصبح هذا الكتاب عديم الفائدة فطلبهم من النبي الكتابة بعد أو وقع التشكيك أصبح شرا و كأنهم يطلبون من النبي كتابة دليل على أن قواه العقلية ليست على ما يرام و بالطبع رسول الله سيد الخلائق أجمعين فطن لما يدور و رفض كتابة الكتاب و لهذا قال ما أنا فيه خير مما تدعونني اليه .
تا الله إن النبي حمل بقلبه المقدس الشريف الكثير من الألم ( لعن الله مؤذيك يا رسول الله ) لكن القوم أبوا إلا ان يفارقوا نبي الرحمة بمزيد من الأذى الذي طالما تجرعه منهم .
3 - نقرأ بالرواية السابقة : (( وسكت عن الثالثة فلا أدري قالها فنسيتهاأو سكت عنها عمدا )) ما هو الذي الأمر الذي نسيه أو " تناساه " أو سكت عنه عمداً ..؟؟!!
و هل يحق له أن يكتم علم من رسول الله و قول منه صلوات ربي و سلامه عليه و آله و سلم ..؟؟