{ الشُـــبهة التاســـــعة }
يقول طريد الأزهر " الدمشقية " تعليقاً على حادثة إسقاط المحسن (ع) وهجوم الدار من قبل الأشـــرار :
الفاجعة الحقيقية فاجعة الكذب وارتضاء ما هب ودب صيانة للمذهب.
1ـ ذكر المسعودي صاحب تاريخ(مروج الذهب) المتوفى سنة 346 هجرية، وهو مؤرخ مشهور ينقل عنه كل مؤرخ جاء بعده، قال في كتابه(إثبات الوصية) عند شرحه قضايا السقيفة والخلافة: فهجموا عليه [ علي عليه السلام ] وأحرقوا بابه، واستخرجوه كرهاً وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسناً!!
نعم، المسعودي مؤرخ مشهور، ولكنه رافضي. فرافضي لا حجة به عندنا وإن كان مشهوراً. وما يرويه بمنزلة ما يرويه الخميني عندنا. فلا اعتبار بما يرويه.
2ـ ونقل أبو الفتح الشهرستاني في كتابه الملل والنحل 1/57: وقال النظّام: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها. وكان يصيح [عمر] أحرقوا دارها بمن فيها، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين. انتهى كلام الشهرستاني.
3ـ قال الصفدي في كتاب (الوافي بالوفيات 6/76) في حرف الألف، عند ذكر إبراهيم بن سيّار، المعروف بالنظّام، ونقل كلماته وعقائده، يقول: إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها!
نقول : إنّ الشهرستاني يعدد هنا مخازي وضلالات النظام المعتزلي وذكر من بلاياه أنه زعم أن عمر ضرب فاطمة حتى ألقت جنينها. قال الشهرستاني «ثم زاد على خزيه بأن عاب علياً وعبد الله بن مسعود لقولهما أقول برأيي». أرأيتم معشر المسلمين منهج الرافضة في النقل.
كذلك فعل الصفدي في تعداد مخازي عقائد المعتزلة.
الله أكبر. صدق من وصف الرافضة بأنهم نجوا من العقل ومن النقل بأعجوبة. فكانوا بهذه النجاة سالمين...!
(راجع : ما كتبه عبد الرحمن الدمشقية في موقع فيصل النور)
-- الرد على الشبهة --
القـــــــــول:
1ـ إن المسعودي مؤرخ مشهور، ولكنه رافضي. فرافضي لا حجة به عندنا وإن كان مشهوراً. وما يرويه بمنزلة ما يرويه الخميني عندنا. فلا اعتبار بما يرويه.
الجواب:
أولاً: هذه الشبهة كثير ما يرددها القوم، وهي بالحقيقة حجة واهية ضعيفة، يتشبث بها من ينقصه الدليل على إثبات دعواه، وعجزه عن إضعاف حجة الخصم.
فدعواكم أنّ المسعودي رافضي : فلم نجد من وصفه بالرفض، ولو كان كذلك لذكره الذهبي المعروف بتتبعه لأحوال الرجال؛ لا سيما من يُعرف بهذا الوصف، وهذا معلوم عند أهل الفن؛ بل نجد أن الذهبي أثنى عليه، حيث قال في تأريخ الإسلام:
( وهو صاحب مروج الذهب أبو الحسن علي بن الحسين بن علي. من ذرية ابن مسعود رضي الله عنه، وكان إخبارياً علامة )
(الذهبي: تاريخ الإسلام ج25 ص341، والصفدي الوافي بالوفيات ج21 ص6).
إذن فالذهبي مدحه(بالعلامة) وهي صيغة تشير لغزارة علمه وأيضاً تشير إلى مدحه.
وإن كان مرادكم أنّه شيعي؛ فلازم ذلك إخراج جل علمائكم من مذهبكم كشعبة بن الحجاج (ت160هـ) قال الذهبي شعبة بن الحجاج بن الورد، الإمام الحافظ، أمير المؤمنين في الحديث، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن [يعني في الرجال وبصره بالحديث ]
( سير أعلام النبلاء: ج7 ص 202 /80 )
فهذا الرجل عدّه ابن قتيبة والشهرستاني من رجال الشيعة ...!
( راجع الشهرستاني: الملل والنحل، ج1 ص 170).
وكذلك سليمان بن مهران (ت 148 هـ ) قال الذهبي : سليمان بن مهران، الإمام شيخ الإسلام، شيخ المقرئين والمحدثين، أبو محمد الأسدي الكاهل، مولاهم الكوفي الحافظ، قال البخاري عن ابن المديني: له نحو ألف وثلاث مئة حديث.
(سير أعلام النبلاء، ج6 ص226 /110)
وهذا الرجل أيضاً عدّه ابن قتيبة والشهرستاني من رجال الشيعة......!!
(الملل والنحل، ج1 ص 170)
وغيرهم من العلماء الذين هم من كبار المذهب السني. فلو كان كل شيعي لا يحتج به للزم إخراجهم من مذهبكم، وهذا لازم لا تلتزمزن به أبـــــــــــداً ........!!!
ثانياً :
قولكم : ولكنه رافضي لا حجة به عندنا ....
لازمه سقوط معظم روايات البخاري ومسلم فإنهما كثير ما يرويان الحديث عن الشيعي الرافضي والشيعي المغالي فعبيد الله بن موسى، وسليمان بن قرم النحوي، وعباد بن يعقوب الرواجني، ووكيع بن الجراح، هؤلاء نماذج عرفوا بالرفض ومع هذا نقل عنهم البخاري ومسلم وقبلت رواياتهم. وكان أحمد بن حنبل يقرّب عبد الرحمن بن صالح ويدنيه مع كونه رافضياً.
وهذا يعقوب بن يوسف المطوعي يقول: ( كان عبد الرحمن بن صالح الأزدي رافضياً، وكان يغشى أحمد بن حنبل، فيقربه ويدنيه، فقيل له: يا أبا عبد الله، عبد الرحمن بن صالح رافضي. فقال: سبحان الله! رجل أحب قوما من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، نقول له: لا تحبهم، هو ثقة )
( تهذيب الكمال، ج17 ص 180، تاريخ بغداد، ج10 ص 262 ).
وأهم من ذلك ما قاله ابن مندة:
( كان أحمد بن حنبل يدل الناس على عبيد الله، وكان معروفاً بالرفض )
(سير أعلام النبلاء، ج9 ص 557 / 215. ).
الملاك في ضعف رواة الشيعة
لوكان تشيّع الراوي ملاكاً وأساساً لضعفه فلابدّ لكم أن تحذفوا كثيراً من الروايات التي نقلتموها في صحاحكم عن الشيعة،ولذهب بذلك جملة كثيرة من الأحاديث والآثار, كما صرّح بذلك الذهبي بقوله:
« فلو ردّ حديث هؤلاء (الرواة الشيعة) لذهب جملة من الآثار النبويّة وهذه مفسدة بيّنة »
( راجعوا ميزان الاعتدال: ج1 ص5؛ تهذيب الكمال: ج32ص8؛ سير أعلام النبلاء: ج1ص59؛ لسان الميزان: ج1ص9).
وقال ابن المديني :
( لو تركت أهل الكوفة لذلك الرأي يعني التشيع، خربت الكتب.
وتعقبه الخطيب قائلاً : قوله خربت الكتب يعني لذهب الحديث )(الكفاية في علم الدراية: ص157).
وروى الخطيب أيضاً عن محمد بن نعيم الضبّي قال:
>سمعت أبا عبد اللّه محمد بن يعقوب وسئل عن الفضل بن محمد الشعراني، فقال: صدوق في الرواية إلاّ أنّه كان من الغالين في التشيع، قيل له: فقد حدثت عنه في الصحيح؟ فقال: لأنّ كتاب أستاذي ملآن من حديث الشيعة، يعنى مسلم بن الحجاج )
( الكفاية في علم الدراية: ص 159).
قال إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة:
( لولا رجلان من الشيعة، ما صحّ لهم حديث: عباد بن يعقوب، وإبراهيم بن محمد بن ميمون )
( تهذيب التهذيب: ج5 ص96 ترجمة عباد بن يعقوب ).
هذا ناهيك عن مشائخ البخاري من الشيعة فهل يعلم هذا الدمشقية هذه الحقيقة أم لا .....؟!!!
فالبخاري قد أخذ عن جمع من الشيعة، وروى عنهم في صحيحه. وإليك أسماء بعضهم:
1 ـ إسماعيل بن أبان الورّاق.
2 ـ جرير بن عبد الحميد.
3 ـ خالد بن مخلد القطواني.
4 ـ سعيد بن عمرو بن أشوع.
5 ـ سعيد بن كثير بن عفير.
6 ـ سعيد بن محمد بن سعد الجرمي.
7 ـ عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
8 ـ عبد الله بن موسى العبسي.
9 ـ علي بن الجعد المتوفى.
10 ـ الفضل بن دكين أبو نعيم.
11 ـ مالك بن إسماعيل أبو غسان.
12 ـ هشام بن عمّار.
13 ـ عبيد اللّه أبو محمد العبسي.
وهذا أبو حنيفة قد تتلمّذ على عدّة من رجال الشيعة منهم:
1ـ إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة الكوفي.
2ـ أحلج الكندي.
3ـ حبيب بن أبي ثابت أبو يحيى بن قيس الكوفى.
4ـ جابر بن يزيد بن الحارث الجعفى الكوفي.
5ـ سلمة بن كهيل الحضرمي.
6ـ عطية العوفى.
7ـ مخول بن راشد النهدى.
8ـ المنهال بن عمر الكوفي التابعي.
9ـ عدي بن ثابت الأنصارى.
10ـ زبيد بن الحارث اليامي.
وهذا الإمام أحمد بن حنبل قد تتلمذ على جمع من علماء الشيعة وروى عنهم:
1 ـ إسماعيل بن أبان الأزدي أبو إسحاق الكوفى.
2ـ إسحاق بن منصور السلوى الكوفي.
3ـ تليد بن سليمان المحاربى أبو سليمان الكوفي.
4ـ الحسين بن الحسن الفزارى الأشقر الكوفي.
5ـ خالد بن مخلد القطراني أبو الهيثم.
6ـ سعيد بن خيثم بن رشد الهلالي أبو معمر الكوفي.
7ـ عبد اللّه بن داود أبو عبد الرحمن الهمدانى.
8ـ عبيد اللّه بن موسى العبسي أبو محمد الكوفي.
9ـ عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
10ـ عباد بن العوام بن عمر الواسطى.
11ـ محمد بن فضيل بن غزوان الضبي.
12ـ عائذ بن حبى الملاح الكوفى.
13ـ علي بن غراب الفزارى أبو الحسن الكوفي.
14ـ علي بن هاشم العابدي.
15ـ علي الجعد أبو الحسن الهاشمي.
إذن مما تقدم تبين أنّ هذه الشبهة واهية وضعيفة.
أنتهى
والســــــــــــــــــــلام
.....