بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
الأخ الفاضل الطائي زاد الله شرفه ، أرجو من حظرتكم معاودة قرائة الموضوع بتأن ؛ فإننا استبدلنا لفظ : علم الإثبات بلفظ : علم المعصوم قبل طرو المحو عليه . فلقد سبب اللفظ الأول ارتباكاً ما ، وما كان علينا استعماله .
وقد بينا للأخ الفاضل منتظر العسكري أننا لم نجزم بشيء في مسألة علم الإمام عليه السلام بوقت خروجه ؛ غاية ما قلناه : لا ندري ، لا ندري ، لا ندري ، ثلاث مرات ..
وسبب عدم درايتنا ، هو عدم الدليل الواضح التام في المقام ، لا للنفي ولا للإثبات ..، حتى مع عقيدتنا بأنّ الأئمة عليهم السلام عالمون بما يجري إلى يوم القيامة ؛ إذ البداء (المحو الإلهي) لم يستثن الأئمة منه عليهم السلام ..
وسنرجع لبيان مناسبة ذكر ما جرى بين الخضر وموسى صلوات الله عليهم هيهنا ..، ولقد رأيت أنكم أفردتم موضوعاً في هذا في منتدى الحوار العقائدي ، لكن تقلب الاحوال ، ومشاكل العيال ، بل سوء الحال يقضي بما لا نريد ، والحمد لله رب العالمين ..
مناسبة ما نحن فيه لقضيّة موسى والخضر صلوات الله عليهما ؟!!!
تسالنا في أصل الموضوع ، هل يعدّ عدم علم المعصوم بالساعة ، أو عدم علم المهدي بوقت خروجه عليه السلام ، نقص في عصمته أو علمه ، سيما مع ملاحظة أنّ المعصومين - كإمامنا المهدي عليه السلام- هم وعاء العلم الذي فيه تبيان كل شيء ؟!!!
فكيف يكون الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وعاءً للعلم الذي فيه تبيان كل شيء ، مع أنّه لا يعلم بوقت خرجه ؟!!.
أجاب غير واحد من علمائنا جواباً كبروياً في مثل هذه الموارد ؛ فقالوا-واللفظ لي- :
يشترط من الإمام المعصوم أو النبيّ أن يكون عالماً بكلّ ما يريده الله تعالى من عباده، لا أن يعلم المعصوم كلّ ما يشاء الله تعالى ويريده ..
فيشترط في نبينا والأئمة من بعده إلى إمامنا المهدي عليهم السلام العلم التام بما يريده الله تعالى من كلّ الخلق بلا استثناء ، وهذا حاصل كما هو معلوم ضرورة ، أمّا اشتراط أن يعلم المعصوم كإمامنا المهدي عليه السلام كلّ ما يشاء الله تعالى ، كأن يعلم بوقت الساعة مثلاً ، فباطل لم يقل به عالم من علمائنا القدماء ولا المتأخرين رضوان الله تعالى عليهم ..
بلى ربما يتفضل الله تعالى عليهم ويخبرهم ، لكن العلم بها ليس من شروط العصمة والإمامة ، والأمر هو الأمر في علم مولانا المهدي بوقت خروجه ؛ فإن كان عالماً بذلك فهو فضل من الله تعالى عليه ، لكن لا يخدش بعصمته ولا إمامته عدم العلم بذلك ؛ لأنه ليس شرطاً في نبوة النبي وعصمة الإمام عليهم السلام أن يعلموا بوقت الساعة والخروج والفرج ..
قضيّة موسى الخضر صلوات الله عليه؟!!
قال صاحب البحار قدس سره : قوله تعالى : (قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ) علما ذا رشد ، ولا ينافي نبوته ، وكونه صاحب شريعة ، أن يتعلم من غيره ، ما لم يكن شرطا في أبواب الدين ؛ فإن الرسول ينبغي أن يكون أعلم ممّن ارسل إليه ، فيما بعث به من أصول الدين وفروعه ، لا مطلقا .
قلت أنا الهاد : وعلى هذا ؛ فلا يضرّ رسالة موسى عليه السلام عدم علمه بما كلف به الخضر عليه السلام ؛ ضرورة أنّ ما عند الخضر عليه السلام من علم (=تكليف) ، لا يمت بصلة لشريعة موسى عليه السلام في الأصول والفروع .
سؤال : ما هو التكليف الذي عند الخضر ؟!!
قلنا : علم الباطن ، وخلاصته : الحكم بلا بيّنة وشهود . وحسب الاخبار الواصلة إلينا ، لم يأذن به الله تعالى لأحد المعصومين إلاّ لداود النبي برهة من الزمن ، والخضر ، ومولانا المهدي عليه السلام .
سؤال : هل كان موسى عالماً بهذا العلم ؟!!.
حسب الأدلة والقرائن التي لا يسعنا البسط فيها الآن ، بلى ، كان موسى عالماً بهذا العلم ؛ مما يدل عليه أنّ رتبة موسى أفضل من دواود النبي عليهما السلام دون ريب ؛ فهو أولى منه بهذا العلم .
سؤال: إذن أيّ شيء تعلّمه موسى من الخضر ؟!!
علم المحو ، هو ما أراد موسى تعلّمه من الخضر عليهما السلام ، بيان ذلك :
لم يكن موسى يعلم أنّ الله تعالى قد أذن لأحد من الخلق -في زمانه- بتطبيق حكم الباطن ..، فإنّ الذي أراد موسى معرفته من الخضر صلوات الله عليهما ، هو مقدار الإذن الإلهي المعطى للخضر، وقد بان له أنّه في أعلى مراتبه ، يدلّ عليه قتل الغلام غير المكلّف .
وكذلك أراد أن يبيّن له فضل علم القائم المنتظر من آل محمد عليهم السلام ؛ إذ ما مقام من يكون الخضر من أصحابه بين يديه ؟!!
وقد ورد في الأخبار أنّ الخضر بعدما جرى في الحوادث الثلاث ، سرد لموسى ما يجري على محمد وآل محمد حتى شهقا وبكيا ، حتى قال موسى قولته الشهيرة : ليتني كنت من آل محمد .
سؤال : إذن لماذا اعترض موسى عليه صلوات الله عليهما؟!!
قلت: لأنّ شريعة موسى قاضية بحرمة ذلك ، وموسى مكلّف ببيانها ؛ يدل عليه المروي عن الخضر لموسى : كلفت بأمر لا تطيقه ، وكلفت بأمر لا أطيقه .
قلت أنا الهاد : كلّ ما سقناه أعلاه رأي جماعة من العلماء ، وهو الراجح ، وهناك من ذكر غير ذلك ، والحديث في هذا يطول ، يحتاج لرسالة كاملة ، لا يسعها مقامنا ..
وأعتذر من كل الأخوة الكرام أني ربما أنقطع عن المنتدى ، أو يكون دخولي متقطعاً ؛ لظروف قاهرة ألمت بنا ..، لا تنسونا بالدعاء في مظان الإجابة ..
الشيخ الهاد حفظه الله ، رعاكم الله ويسر اموركم
شكرا كثيرا لكم تواصلكم ، وشكرا لتوضيحكم بخصوص علم الاثبات .
بالحقيقة لم يربكنا كثيرا قدر فهمنا وعلمنا المتواضع قياسا بجنابكم شيخنا الجليل .
فاذا رجعنا الى القران وتوصيفه فهو يحل ارباك او تعدد المصطلحات ، فنحن نعلم ان هناك :
1- مرتبة من علم الله يسميها القران اللوح المحفوظ ، ام الكتاب ، الكتاب الكنون
2- مرتبة من علم الله هي في قوله تعالى ( يمحو الله ما يشاء ويثبت ) ، واصطلح عليها لوح المحو ( لوح الحو والاثبات احيانا )
انقل الرواية التالية من اصول الكافي
(باب كراهية التوقيت) ( 368 )
1 - علي بن محمد ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر*(عليه السلام)*يقول: يا ثابت إن الله تبارك وتعالى قد كان وقت هذا الامر في السبعين، فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل الارض، فأخره إلى أربعين و ومائة، فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر ( السر) ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.
اقول : على فرض صحة الرواية ، فان النظر في هذا المتن الكريم يمكن به استخراج وفهم حقائق متعلقة بلوح المحو ، وكذالك اللوح المحفوظ
وهو انّ المعصوم ع يبين ان الله تعالى قد وقت ليوم الظهور كما يظهر من الرواية اعلاه
السؤال هنا هو اين محل علم هذا التوقيت الذي وقته الله ومن ثم غيره حتى جعله اخيرا ليس له وقت .
هناك احتمالين إما ان يكون محله مرتبة علمه التي اشار اليها القران ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ) اي لوح المحو اصطلاحا .
او ان يكون محل هذا العلم هو الذي يسميه القران ام الكتاب او اللوح المحفوظ او الكتاب الكنون .
وحيث مما نفهم من صريح القران والرواية ، ان اللوح المحفوظ هو مرتبة العلم الثابت الذي لا يتغير ( علم الله الازلي )
فان ثبات العلم لا يتناسب وتغيره بما يجري من بداء وهذا ما يناسب مرتبة علم الله في لوح المحو
ولذالك لما قال الامام ع ان الله وقّت ، فان هذا هو التوقيت المشروط ، ويظهر انه كان هناك له ذكر في لوح المحو حتى حينٍ من الزمان ثم رفع العلم منه فاصبح غيبا بالنسبة لمرتبة علم الله في لوح المحو
فاذا رفع علمه من مرتبة علم المحو ، فلا يبقى له محل يحمله الا اللوح المحفوظ الذي هو علم الله الثابت الذي لا يتغير ، ولا يمسه الا المطهرون .
هنا يبقى السؤال المترتب على ما وصلنا اليه بحدود هذه الرواية وفهمها
وهو هل يعلم الامام المعصوم ع من ال البيت عليهم السلام بهذا الغيب / العلم / الذي هو تحديدا توقيت يوم الظهور الثابت في علم الله الازلي ومحله اللوح المحفوظ
الجواب : طالما اثبتنا نيل المعصوم عليه السلام لعلم الله في هذه المرتبة العالية ، فيكون الاصل هو علمه بها ( وهذه قاعدة على الاقل منطقية )
واما عدم العلم به فهو ما لا يساعد عليه الدليل او تحتاج الى دليل لفرضها
ولقد قلنا ا( بالمعنى سابقا ) ن مقام علم المعصوم بمرتبة اللوح المحفوظ هي مرتبة خاصة ويظهر ان لها احكام خاصة ، ومنها انهم لا يطلعون احدا على علم فيه الا باذن من الله او يمكنهم معرفة اي علم اذا ارادو علمه
اقتبس مقطع من رواية للامام امير المؤمنين ع كما يلي :
يا معشر الناس، سلوني قبل أن تفقدوني. هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، هذا ما زقني رسول الله «صلى الله عليه وآله» زقاً زقاً.
سلوني فإن عندي علم الأولين والآخرين، أما والله لو ثنيت لي وسادة، فجلست عليها، لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة، فتقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الإنجيل، فيقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في.
وأنتم تتلون القرآن ليلاً ونهاراً، فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه؟! ولولا آية في كتاب الله عز وجل لأخبرتكم بما كان وبما يكون، وبما هو كائن إلى يوم القيامة، وهي هذه الآية: ﴿يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾
اقــــــــــول : محل الشاهد فيها ، نهايتها ، فالامام ع يبين ان علم الله في لوح المحو يطراء عليه البداء ومن ثم التغير ، ولذالك فهو وان اعلمهم بما فيه فهو ليس بالامكان ان يكون ثابت ، بل الثابت هو مقام علم الله الذي هو اللوح المحفوظ
ولا يخفى ان هذا يعني ان مرتبة العلم المتغير ( لوح المحو ) ادنى مرتبة من مرتبة اللوح المحفوظ
هذا مقدار علمنا اذا وفقنا الله واصبنا الحق ، ولسنا بمحل الجزم على ما نقول لاننا لسنا من مختصين العلم في هذا المجال .
الشيخ الهاد حفظه الله ، رعاكم الله ويسر اموركم
شكرا كثيرا لكم تواصلكم ، وشكرا لتوضيحكم بخصوص علم الاثبات .
بالحقيقة لم يربكنا كثيرا قدر فهمنا وعلمنا المتواضع قياسا بجنابكم شيخنا الجليل .
فاذا رجعنا الى القران وتوصيفه فهو يحل ارباك او تعدد المصطلحات ، فنحن نعلم ان هناك :
1- مرتبة من علم الله يسميها القران اللوح المحفوظ ، ام الكتاب ، الكتاب الكنون
2- مرتبة من علم الله هي في قوله تعالى ( يمحو الله ما يشاء ويثبت ) ، واصطلح عليها لوح المحو ( لوح الحو والاثبات احيانا )
انقل الرواية التالية من اصول الكافي
(باب كراهية التوقيت) ( 368 )
1 - علي بن محمد ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر*(عليه السلام)*يقول: يا ثابت إن الله تبارك وتعالى قد كان وقت هذا الامر في السبعين، فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل الارض، فأخره إلى أربعين و ومائة، فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر ( السر) ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.
اقول : على فرض صحة الرواية ، فان النظر في هذا المتن الكريم يمكن به استخراج وفهم حقائق متعلقة بلوح المحو ، وكذالك اللوح المحفوظ
وهو انّ المعصوم ع يبين ان الله تعالى قد وقت ليوم الظهور كما يظهر من الرواية اعلاه
السؤال هنا هو اين محل علم هذا التوقيت الذي وقته الله ومن ثم غيره حتى جعله اخيرا ليس له وقت .
هناك احتمالين إما ان يكون محله مرتبة علمه التي اشار اليها القران ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ) اي لوح المحو اصطلاحا .
او ان يكون محل هذا العلم هو الذي يسميه القران ام الكتاب او اللوح المحفوظ او الكتاب الكنون .
وحيث مما نفهم من صريح القران والرواية ، ان اللوح المحفوظ هو مرتبة العلم الثابت الذي لا يتغير ( علم الله الازلي )
فان ثبات العلم لا يتناسب وتغيره بما يجري من بداء وهذا ما يناسب مرتبة علم الله في لوح المحو
ولذالك لما قال الامام ع ان الله وقّت ، فان هذا هو التوقيت المشروط ، ويظهر انه كان هناك له ذكر في لوح المحو حتى حينٍ من الزمان ثم رفع العلم منه فاصبح غيبا بالنسبة لمرتبة علم الله في لوح المحو
فاذا رفع علمه من مرتبة علم المحو ، فلا يبقى له محل يحمله الا اللوح المحفوظ الذي هو علم الله الثابت الذي لا يتغير ، ولا يمسه الا المطهرون .
هنا يبقى السؤال المترتب على ما وصلنا اليه بحدود هذه الرواية وفهمها
وهو هل يعلم الامام المعصوم ع من ال البيت عليهم السلام بهذا الغيب / العلم / الذي هو تحديدا توقيت يوم الظهور الثابت في علم الله الازلي ومحله اللوح المحفوظ
الجواب : طالما اثبتنا نيل المعصوم عليه السلام لعلم الله في هذه المرتبة العالية ، فيكون الاصل هو علمه بها ( وهذه قاعدة على الاقل منطقية )
واما عدم العلم به فهو ما لا يساعد عليه الدليل او تحتاج الى دليل لفرضها
ولقد قلنا ا( بالمعنى سابقا ) ن مقام علم المعصوم بمرتبة اللوح المحفوظ هي مرتبة خاصة ويظهر ان لها احكام خاصة ، ومنها انهم لا يطلعون احدا على علم فيه الا باذن من الله او يمكنهم معرفة اي علم اذا ارادو علمه
اقتبس مقطع من رواية للامام امير المؤمنين ع كما يلي :
يا معشر الناس، سلوني قبل أن تفقدوني. هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول الله «صلى الله عليه وآله»، هذا ما زقني رسول الله «صلى الله عليه وآله» زقاً زقاً.
سلوني فإن عندي علم الأولين والآخرين، أما والله لو ثنيت لي وسادة، فجلست عليها، لأفتيت أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة، فتقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل الإنجيل بإنجيلهم حتى ينطق الإنجيل، فيقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في، وأفتيت أهل القرآن بقرآنهم حتى ينطق القرآن فيقول: صدق علي ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله في.
وأنتم تتلون القرآن ليلاً ونهاراً، فهل فيكم أحد يعلم ما نزل فيه؟! ولولا آية في كتاب الله عز وجل لأخبرتكم بما كان وبما يكون، وبما هو كائن إلى يوم القيامة، وهي هذه الآية: ﴿يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾
اقــــــــــول : محل الشاهد فيها ، نهايتها ، فالامام ع يبين ان علم الله في لوح المحو يطراء عليه البداء ومن ثم التغير ، ولذالك فهو وان اعلمهم بما فيه فهو ليس بالامكان ان يكون ثابت ، بل الثابت هو مقام علم الله الذي هو اللوح المحفوظ
ولا يخفى ان هذا يعني ان مرتبة العلم المتغير ( لوح المحو ) ادنى مرتبة من مرتبة اللوح المحفوظ
هذا مقدار علمنا اذا وفقنا الله واصبنا الحق ، ولسنا بمحل الجزم على ما نقول لاننا لسنا من مختصين العلم في هذا المجال .
الاستاذ الفاضل الهاد بارك الله فيكم بحث رائع ومنطقي مبني على الادلة العقلية والنقلية وفقتم ..
الاخ الفاضل الباحث الطائي ,, اخي الفاضل مثل هذه القضايا قضايا المحو والاثبات واللوح المحفوظ وهي من العلوم اللدنية والتي لايجب ان يبحث فيها غير العلماء الفضلاء اصحاب المقام والعلم الرفيع الذي يؤهلهم لهذا الامر ,,
فان اتيتم بالادلة القرانية فقط فهذا الامر لا يستقيم ولا يناسب المقام مطلقا ,, صحيح انكم لم تجزموا ولكن عليكم الانتباه لما تكتبوه وماتخوضون فيه فكما ارى انه لم يقم على دليل نقلي ..
قال رسول الله صلوات الله وعلى اله اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعتر تي اهل بيتي ..
فان اردتم ان تقيموا الحجة (بعدم علم او علم الامام المهدي عج بوقت الظهور ) من القران فقط فهذا مالانرضاه لان لا انتم ولا اكبر عالم يستطيع ان يثبت امرا من القران الكريم فقط لان ظاهره انيق وباطنه عميق ولا يعلم بطونه وتخومه الا الثقل الثاني وهم العترة الطاهرة صلوات الله عليهم ...
سماحة الشيخ اقام البحث على دليل قراني وروائي موثق صحيح السند ومع ذلك (لانه خاف من ان يقع في امر ربما يجره للحرام والعياذ بالله )
روى الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله و لا سنة فننظر فيها؟!!
فقال عليهم السلام : لا أما إنك إن أصبت لم تؤجر و إن أخطأت كذبت على الله عز و جل.
الخلاصة : لم يصدر على لسان الامام المهدي او الائمة المعصومون رواية (بانهم يعلمون بوقت الظهور الشريف ) بل ورد ما ينافي ذلك وهذا لا يعني اننا نقر بعدم علمهم بوقت الظهور , بل نقول بالضرس القاطع ان هذا الامر موكول لله تعالى ولا نستطيع الخوض بتفاصيل اكثر ربما توقعنا باخطاء ..
الفاضلة الجزائرية
نعم كما تقولين يرحمكم الله ، فقط مع ملاحظة اننا اشفعنا الدليل القراني ببعض الروايات كما في محلها بقدر الامكان وما حضرنا منها .
وكذالك فعل سماحة الشيخ الهاد ، وبالتالي فكلامكم باننا اعتمدنا على القران فقط ساقط من الاعتراض .
ولكن نعم لكم الحق ان هذه مسالة اختصاصية ، وحتى في هذه فنحن وان لم نكن مختصين ولكن مطلعين جيدا ودارسين لمحاضرات مباحث التوحيد والامامة على الاقل سنتين لاحد اساتذة الفن من الفقهاء المعاصرين ، ومنها وما فهمناه وربطناه بالموضوع كنا نناقش قدر الامكان . ولولا ذالك لما تواصلنا مع سماحة الشيخ الهاد وفقه الله .
---------------------------
اقتبس التالي :
الخلاصة : لم يصدر على لسان الامام المهدي او الائمة المعصومون رواية (بانهم يعلمون بوقت الظهور الشريف ) بل ورد ما ينافي ذلك وهذا لا يعني اننا نقر بعدم علمهم بوقت الظهور , بل نقول بالضرس القاطع ان هذا الامر موكول لله تعالى ولا نستطيع الخوض بتفاصيل اكثر ربما توقعنا باخطاء ..
اقــــــول : نعم احسنتِ ، هذا هو خلاصة مفيدة نحتاج ان يلتفت اليها المتابع لنا .
الحاصل :علم المعصوم على قسمين :
الأول : علم المعصوم قبل طرو المحو عليه (أي قبل طروّ البداء) : وكل المعصومين يعلمون ما كان وما يكون إلى يوم القيامة .
الثاني : العلم بعد عروض المشيئة الإلهيّة (علم المحو=*العلم بعد طرو البداء) : وهو عروض مشيئة الله تعالى على ذلك العلم ؛ لقوله تعالى : ( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23)*إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ*) وهذا هو*البداء*.
اقــــول : قولكم الكريم - بان كل المعصومين ع يعلمون ما كان ويكون الى يوم القيامة ( قبل طرو المحو عليه / البداء )
فهذا هو نفسه مرتبة علم الله التي يسميها القران يمحو الله ما يشاء ويثبت ( لوح المحو )
فاذا اثبت الله تعالى منه شيئ ( بعد ان يجري البداء " علم المحو " الذي هو مختص علمه بالله تعالى ) فانه سيكون ثابت موافق لما في الكتاب المكنون / اللوح المحفوظ . وهنا نعلم من القران ان ال البيت ع ممن ينال هذا المقام والعلم ولو بالعموم يقينا ، اضافة الى تفاصيل الروايات .
انقل للفائدة ما ورد في تفسير الميزان بهذا الخصوص كمثال :
*** الشهب على الشياطين، أو مساقط الكواكب في مغاربها، و أول الوجوه هو السابق إلى الذهن.
قوله تعالى:*«و إنه لقسم لو تعلمون عظيم»*تعظيم لهذا القسم و تأكيد على تأكيد.
قوله تعالى:*«إنه لقرآن كريم - إلى قوله - من رب العالمين»*لما كان إنكارهم حديث وحدانيته تعالى في ربوبيته و ألوهيته و كذا إنكارهم للبعث و الجزاء إنما أبدوه بإنكار القرآن النازل على النبي*(صلى الله عليه وآله وسلم)*الذي فيه نبأ التوحيد و البعث كان إنكارهم منشعبا إلى إنكار أصل التوحيد و البعث أصلا، و إلى إنكار ذلك بما أن القرآن ينبئهم به، فأورد تعالى أولا بيانا لإثبات أصل الوحدانية و البعث بذكر شواهد من آياته تثبت ذلك و هو قوله:*«نحن خلقناكم - إلى قوله - و متاعا للمقوين»، و ثانيا بيانا يؤكد فيه كون القرآن الكريم كلامه المحفوظ عنده النازل منه و وصفه بأحسن أوصافه.
فقوله:*«إنه لقرآن كريم»*جواب للقسم السابق، الضمير للقرآن المعلوم من السياق السابق و يستفاد من توصيفه بالكريم من غير تقييد في مقام المدح أنه كريم على الله عزيز عنده و كريم محمود الصفات و كريم بذال نفاع للناس لما فيه من أصول المعارف التي فيها سعادة الدنيا و الآخرة.
و قوله:*«في كتاب مكنون»*وصف ثان للقرآن أي محفوظ مصون عن التغيير و التبديل، و هو اللوح المحفوظ كما قال تعالى:*«بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ»: البروج: 22.
و قوله:*«لا يمسه إلا المطهرون»*صفة الكتاب المكنون و يمكن أن يكون وصفا ثالثا للقرآن و مآل الوجهين على تقدير كون لا نافية واحد.
و المعنى: لا يمس الكتاب المكنون الذي فيه القرآن إلا المطهرون أو لا يمس القرآن الذي في الكتاب إلا المطهرون.
و الكلام على أي حال مسوق لتعظيم أمر القرآن و تجليله فمسه هو العلم به و هو في الكتاب المكنون كما يشير إليه قوله:*«إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون و إنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم»: الزخرف: 4.
و المطهرون - اسم مفعول من التطهير - هم الذين طهر الله تعالى نفوسهم من أرجاس المعاصي و قذارات الذنوب أو مما هو أعظم من ذلك و أدق و هو تطهير قلوبهم من التعلق بغيره تعالى، و هذا المعنى من التطهير هو المناسب للمس الذي هو العلم دون الطهارة من الخبث أو الحدث كما هو ظاهر.
فالمطهرون هم الذين أكرمهم الله تعالى بتطهير نفوسهم كالملائكة الكرام و الذين طهرهم الله من البشر، قال تعالى:*«إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا»: الأحزاب: 33، و لا وجه لتخصيص المطهرين بالملائكة كما عن جل المفسرين لكونه تقييدا من غير مقيد.
و ربما جعل*«لا»*في*«لا يمسه»*ناهية، و المراد بالمس على هذا مس كتابة القرآن، و بالطهارة الطهارة من الحدث أو الحدث و الخبث جميعا - و قرىء*«المطهرون»*بتشديد الطاء و الهاء و كسر الهاء أي المتطهرون - و مدلول الآية تحريم مس كتابة القرآن على غير طهارة.
وكذالك انقل لكم من تفسير الميزان ما يخص آية المحو ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ) :
*** و قوله:*«لكل أجل»*أي وقت محدود*«كتاب»*أي حكم مقضي مكتوب يخصه إشارة إلى ما يلوح إليه استثناء الإذن و سنة الله الجارية فيه، و التقدير فالله سبحانه هو الذي ينزل ما شاء و يأذن فيما شاء لكنه لا ينزل و لا يأذن في كل آية في كل وقت فإن لكل وقت كتابا كتبه لا يجري فيه إلا ما فيه.
و مما تقدم يظهر أن ما ذكره بعضهم أن قوله:*«لكل أجل كتاب»*من باب القلب و أصله: لكل كتاب أجل أي إن لكل كتاب منزل من عند الله وقتا مخصوصا ينزل فيه و يعمل عليه فللتوراة وقت و للإنجيل وقت و للقرآن وقت.
وجه لا يعبأ به.
قوله تعالى:*«يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب»*محو الشيء هو إذهاب رسمه و أثره يقال: محوت الكتاب إذا أذهبت ما فيه من الخطوط و الرسوم قال تعالى:*«و يمح الله الباطل و يحق الحق بكلماته»: الشورى: 24 أي يذهب بآثار الباطل كما قال:*«فأما الزبد فيذهب جفاء»*و قال:*«و جعلنا الليل و النهار آيتين فمحونا آية الليل و جعلنا آية النهار مبصرة»: أسرى: 12 أي أذهبنا أثر الإبصار من الليل فالمحو قريب المعنى من النسخ يقال: نسخت الشمس الظل أي ذهبت بأثره و رسمه.
و قد قوبل المحو في الآية بالإثبات و هو إقرار الشيء في مستقره بحيث لا يتحرك و لا يضطرب يقال: أثبت الوتد في الأرض إذا ركزته فيها بحيث لا يتحرك و لا يخرج من مركزه فالمحو هو إزالة الشيء بعد ثبوته برسمه و يكثر استعماله في الكتاب.
و وقوع قوله:*«يمحوا الله ما يشاء و يثبت»*بعد قوله:*«لكل أجل كتاب»*و اتصاله به من جانب و بقوله:*«و عنده أم الكتاب»*من جانب ظاهر في أن المراد محو الكتب و إثباتها في الأوقات و الآجال فالكتاب الذي أثبته الله في الأجل الأول إن شاء محاه في الأجل الثاني و أثبت كتابا آخر فلا يزال يمحى كتاب و يثبت كتاب آخر.
و إذا اعتبرنا ما في الكتاب من آية و كل شيء آية صح أن يقال لا يزال يمحو آية و يثبت آية كما يشير إليه قوله:*«ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها»*الآية: النحل: 101.
فقوله:*«يمحوا الله ما يشاء و يثبت»*على ما فيه من الإطلاق يفيد فائدة التعليل لقوله:*«لكل أجل كتاب»*و المعنى أن لكل وقت كتابا يخصه فيختلف فاختلاف الكتب باختلاف الأوقات و الآجال إنما ظهر من ناحية اختلاف التصرف الإلهي بمشيته لا من جهة اختلافها في أنفسها و من ذواتها بأن يتعين لكل أجل كتاب في نفسه لا يتغير عن وجهه بل الله سبحانه هو الذي يعين ذلك بتبديل كتاب مكان كتاب و محو كتاب و إثبات آخر.
و قوله:*«و عنده أم الكتاب»*أي أصله فإن الأم هي الأصل الذي ينشأ منه الشيء و يرجع إليه، و هو دفع للدخل و إبانة لحقيقة الأمر فإن اختلاف حال الكتاب المكتوب لأجل بالمحو و الإثبات أي تغير الحكم المكتوب و القول المقضي به حينا بعد حين ربما أوهم أن الأمور و القضايا ليس لها عند الله سبحانه صورة ثابتة و إنما يتبع حكمه العلل و العوامل الموجبة له من خارج كأحكامنا و قضايانا معاشر ذوي الشعور من الخلق أو أن حكمه جزافي لا تعين له في نفسه و لا مؤثر في تعينه من خارج كما ربما يتوهم أرباب العقول البسيطة أن الذي له ملك - بكسر اللام - مطلق و سلطنة مطلقة له أن يريد ما يشاء و يفعل ما يريد على حرية مطلقة من رعاية أي قيد و شرط و سلوك أي نظام أو لا نظام في عمله فلا صورة ثابتة لشيء من أفعاله و قضاياه عنده، و قد قال تعالى:*«ما يبدل القول لدي»: ق: 29، و قال:*«و كل شيء عنده بمقدار»: الرعد: 8 إلى غير ذلك من الآيات.
فدفع هذا الدخل بقوله:*«و عنده أم الكتاب»*أي أصل جنس الكتاب و الأمر الثابت الذي يرجع إليه هذه الكتب التي تمحى و تثبت بحسب الأوقات و الآجال و لو كان هو نفسه تقبل المحو و الإثبات لكان مثلها لا أصلا لها و لو لم يكن من أصله كان المحو و الإثبات في أفعاله تعالى إما تابعا لأمور خارجة تستوجب ذلك فكان تعالى مقهورا مغلوبا للعوامل و الأسباب الخارجية مثلنا و الله يحكم لا معقب لحكمه.
و إما غير تابع لشيء أصلا و هو الجزاف الذي يختل به نظام الخلقة و التدبير العام الواحد بربط الأشياء بعضها ببعض جلت عنه ساحته، قال تعالى:*«و ما خلقنا السماوات و الأرض و ما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق»: الدخان: 39.
فالملخص من مضمون الآية أن لله سبحانه في كل وقت و أجل كتابا أي حكما و قضاء و أنه يمحو ما يشاء من هذه الكتب و الأحكام و الأقضية و يثبت ما يشاء أي يغير القضاء الثابت في وقت فيضع في الوقت الثاني مكانه قضاء آخر لكن عنده بالنسبة إلى كل وقت قضاء لا يتغير و لا يقبل المحو و الإثبات و هو الأصل الذي يرجع إليه الأقضية الآخر و تنشأ منه فيمحو و يثبت على حسب ما يقتضيه هو.
و يتبين بالآية أولا: أن حكم المحو و الإثبات عام لجميع الحوادث التي تداخله الآجال و الأوقات و هو جميع ما في السماوات و الأرض و ما بينهما، قال تعالى:*«ما خلقنا السماوات و الأرض و ما بينهما إلا بالحق و أجل مسمى»: الأحقاف: 3.
و ذلك لإطلاق قوله:*«يمحوا الله ما يشاء و يثبت»*و اختصاص المورد بآيات النبوة لا يوجب تخصيص الآية لأن المورد لا يخصص.
ولقد ذكر في البحث الروائي ما يلي :
*** و في الكافي، بإسناده عن هشام بن سالم و حفص بن البختري و غيرهما عن أبي عبد الله*(عليه السلام): في هذه الآية:*«يمحوا الله ما يشاء و يثبت»*قال: فقال: و هل يمحى إلا ما كان ثابتا؟ و هل يثبت إلا ما لم يكن؟: أقول: و رواه العياشي في تفسيره عن جميل عنه*(عليه السلام).
و في تفسير العياشي، عن الفضيل بن يسار قال. سمعت أبا جعفر*(عليه السلام)*يقول: من الأمور أمور محتومة كائنة لا محالة و من الأمور أمور موقوفة عند الله يقدم فيها ما يشاء و يمحو ما يشاء و يثبت منها ما يشاء لم يطلع على ذلك أحدا يعني الموقوفة فأما ما جاءت به الرسل فهي كائنة لا يكذب نفسه و لا نبيه و لا ملائكته.
أقول: و روي بطريق آخر و كذا في الكافي بإسناده عن الفضيل عنه*(عليه السلام)*ما في معناه.
و فيه، عن زرارة عن أبي جعفر*(عليه السلام)*قال: كان علي بن الحسين*(عليهما السلام)*يقول: لو لا آية في كتاب الله لحدثتكم بما كان و بما يكون إلى يوم القيامة فقلت له. أية آية؟ فقال: قال الله:*«يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب».
أقول: معناه أن اللائح من الآية أن الله سبحانه لا يريد من خلقه إلا أن يعيشوا على جهل بالحوادث المستقبلة ليقوموا بواجب حياتهم بهداية من الأسباب العادية و سياقة من الخوف و الرجاء، و ظهور الحوادث المستقبلة تمام ظهورها يفسد هذه الغاية الإلهية فهو سبب الكف عن التحديث لا الخوف من أن يكذبه الله بالبداء فإنه مأمون منه فلا تعارض بين الرواية و ما قبلها.
و فيه، عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله*(عليه السلام)*قال: إن الله تبارك و تعالى كتب كتابا فيه ما كان و ما هو كائن فوضعه بين يديه فما شاء منه قدم و ما شاء منه أخر و ما شاء منه محى و ما شاء منه كان و ما لم يشأ لم يكن.
و فيه، عن ابن سنان عن أبي عبد الله*(عليه السلام)*يقول: إن الله يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء و يمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء و عنده أم الكتاب، و قال: كل أمر يريده الله فهو في علمه قبل أن يضعه، و ليس شيء يبدو له إلا و قد كان في علمه أن الله لا يبدو له من جهل.
أقول: و الروايات في البداء عنهم*(عليهم السلام)*متكاثرة مستفيضة فلا يعبأ بما نقل عن بعضهم أنه خبر واحد.
و الرواية كما ترى تنفي البداء بمعنى علمه تعالى ثانيا بما كان جاهلا به أولا بمعنى تغير علمه في ذاته كما ربما يتفق فينا تعالى عن ذلك، و إنما هو ظهور أمر منه تعالى ثانيا بعد ما كان الظاهر منه خلافه أولا فهو محو الأول و إثبات الثاني و الله سبحانه عالم بهما جميعا.
و هذا مما لا يسع لذي لب إنكاره فإن للأمور و الحوادث وجودا بحسب ما تقتضيه أسبابها الناقصة من علة أو شرط أو مانع ربما تخلف عنه، و وجودا بحسب ما تقتضيه أسبابها و عللها التامة و هو ثابت غير موقوف و لا متخلف، و الكتابان أعني كتاب المحو و الإثبات و أم الكتاب إما أن يكونا أمرين تتبعهما هاتان المرحلتان من وجود الأشياء اللتان إحداهما تقبل المحو و الإثبات و الأخرى لا تقبل إلا الثبات.
و إما أن يكونا عين تينك المرحلتين، و على أي حال ظهور أمر أو إرادة منه تعالى بعد ما كان الظاهر خلافه واضح لا ينبغي الشك فيه.
*
*
*
( الباحث الطائي ) ، اقول : مما سبق وتحصل من القران والرواية والتفسير ما يلي :
1- هناك مرتبة من علم الله هي وصفها تعالى ( يمحو الله ما يشاء ويثبت ، وعنده ام الكتاب ) ، فيها المتغير / الموقوف ، الذي يمكن ان يطرأ عليه البدآء
2- البداء ، علم المحو حسب الرواية ، هو علم مختص بالله . ( حسب تفسير / قول المعصوم ع )
3- هناك مرتبة من علم الله يرجع اليها كل علم ومرتبة ، وهي كما يصفها القران اللوح المحفوظ / ام الكتاب
وعلم الله فيها ثابت لا يتغير كالحتميات الثابته
4- ان المعصومين من ال البيت ع ( المطهرون ) هم حصرا من لهم القدرة على نيل علم اللوح المحفوظ .
5- علم المعصوم بما كان ويكون في مرتبة علم المحو هو علم ثابت مشروط ( اي مما يجري عليه البداء ) ولذالك وبسبب ذالك قال المعصوم لا نخبركم بما فيه ( كاحد اوجه السببية على الاقل ) .
6- علم المعصوم من ال البيت ع بما في اللوح المحفوظ يظهر انه علم وان استطاعوا نيله فلا يؤذن لهم بنشره الا بمقدار ما أذن الله جملتا او تفصيلا ( وهذا يفهم من جوابهم في النقطة 5 السابقة حيث وان لم يقفوا على علم المحو / البدآء ، ولكن محصلة العلم وما سيثبته الله منه هو في اللوح المحفوظ الذي لهم قدرة نيل ما فيه )
7- علم المعصوم من ال البيت ع ( الامام الحجة ع ) بتوقيت الظهور وفق الدليل والرواية والتفسير السابق سيكون كالتالي :
- مرتبة لوح المحو حيث البدآء يجري على كل مشروط / موقوف ، فانه وان افترضنا وجوده فهو علم غير ثابت فيه فلا يوجد علم بالتوقيت ثابتا هناك ، بل ورد في بعض الروايات التي ذكرناها سابقا ان علم توقيت الظهور رفعه الله من هذه المرتبة بعد كشف قناع الستر ( السر )
- مرتبة اللوح المحفوظ ، حيث هناك علم كل شيء ، وهناك علم ثابت مكنون لا يتغير . فبمقدار ما وصل الينا عنهم من القران من انهم ينالون علم هذه المرتبة فهو ممكن لهم ، ولكن لا دليل يقيني صريح خرج منهم بخصوص توقيت الخروج ، ولذالك لا يمكننا الجزم القاطع بل هو فقط ترجيح بقدر الدليل وفهمه .
والله اعلم
اترك هذا الذي استخلصناه لجناب الشيخ الهاد ليقيمه اذا وفقه الله وتفضل علينا مشكورا
والسلام عليكم
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 23-02-2015 الساعة 06:20 AM.