|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 33894
|
الإنتساب : Apr 2009
|
المشاركات : 797
|
بمعدل : 0.14 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
كريم آل البيت
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 16-06-2009 الساعة : 03:15 PM
اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صوفي
[ مشاهدة المشاركة ]
|
تابع أخي كريم آل البيت .. بحق محمد وآله ،
واصل تفسير الآية الكريمة لو سمحت :
( قالت الأعراب آمنا ... )
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
قال جل شأنه :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ .. قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ .. إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) ،
حبيبنا صوفي ،
هذه هيَ الآيات البيّنات التي جاء فيها ذِكر الآية التي قُلنا أن الجاهِلون قد إحتجوا بها ( ظنّاً ) بغير عِلم .. فأحتجوا بأن الإيمان هوَ .. أقوى مِن ( الإسلام ) ؟!!
نبدأ معك أولاً ومَن يُتابع .. بأن نُعرِّف :
ما هوَ الإسلام ( الحقّ ) .. الذي مَن يدين به فلا يكون ( أحسن ) مِنه ديناً .. والإيمان هوَ ( جُزء ) مِن الإسلام ( الحقّ ) .. وهوَ يؤدّي إلى ( التسليم ) الكامِل لله رب العالمين .
ولمّا كُنا قد قُلنا وبيّنا مِن قَبل أن الله أمر ( المؤمنين ) ألا يموتوا إلا وهُم ( مُسلِمون ) !!
أولاً ......
يجب أن تعلم أن الله في كُل كِتابه العظيم لم يقُل أبدا : يا أيها الذين ( أسلموا ) .. ولا ما حولها .. أي ولا : يا أيها ( المُسلِمون ) ؟!
وذلِك لأن الدين الكامِل الحقّ هوَ ( عِند ) الله هوَ : الإسلام ،
والإسلام المقصود مِن الله والذي كان عليه كُل الأنبياء والرُسُل .. هوَ ( التسليم الكامِل ) لله وحده لا شريك له .. وكما ذكرنا الآية العظيمة التي يقول فيها الموالى جل وعلا :
( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مُخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) .
فأسمع وتدبّر جيداً في تِلك الآية .. إخلاص الدين كُله لله هوَ : دين ( القيّمة ) .. أي الدين القيّم .. وليتك تستوعِب وتتدبّر ما علاقة لفظ الدين ( القيّم ) في الآية التي قُلنا مِن قَبل أنها ( آية الفصل ) .. عِدّة الشهور ( عِند ) الله .. إثنا عَشَر شهراً .. وتدبّر جيداً قوله سُبحانه بعدها إذ قال : ذلِك الدين ( القيّم ) .
فالدين ( القيّم ) عِند الله : إثنا عشر شهراً يوم أن خلق السماوات والأرض .
فما لهم لا يؤمنون وإذا قُريء عليهم القُرآن لا يسجدون !!!
بل الذين ( كفروا ) يُكذِّبون والله أعلم بما يوعون ؟؟
ألا إن لعنة الله على الكافرين المُكذّبين ......
ونعود معك أيها الحبيب لِما كُنا نتحدّث عنه عن الإسلام والإيمان .. فنقول :
كُنا نقول أن ( كُل ) آيات الخِطاب مِن الله في كتابه .. لم يقُل البتّة : يا أيها الذين أسلموا أو ما حولها .. أي يا أيها المُسلِمون .
لأن الإسلام هوَ الغاية والدين ( كُل ) الدين .
يقول جل شأنه :
( بلى من أسلم وجهه لله وهو مُحسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) .
وبالطبع لك أن تتدبّر قوله للفظ : وجهه .. وهوَ دلالة على ( الكُل ) .
كذلِك قوله وهوَ ( مُحسِن ) .. أي وهوَ ( يعمَل ) بذلِك الإسلام ولا يقوله ( فقط ) .. فهل الإحسان يكون إلا في ( العَمَل ) ؟!
ويقول جل شأنه عن ( الإسلام ) الحقّ .. فقال :
( أفغير دين الله يبغون وله أسلم مَن في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون ) .
وقال :
( ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو مُحسِن واتبع مِلّة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا ) ،
ثانياً .....
وبالعودة إلى الآية محلّ البحث والتأويل .. وبعد أن بيّنا ما بيّناه ( أولاً ) .. لِما له مِن أهميّة عُظمى وقُصوى فيما سنُبيّنه ونؤوّله مِن آية الأعراب .. فنقول :
كان رسولنا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .. كان يدعو الأعراب للإيمان الحقّ الذي بعده يكونوا ( مُسلمين ) لله كُل الدين .. فيُصبِح إسلامهم ( كامِل ) بأن يُسلِموا لله ( كُل ) الدين .. فلا يكون بعد ذلِك أحسن مِنهُم ديناً إن أسلموا لله .
ولكِن الأعراب كان الرسول ( ص ) يقُص عليهم ما ذكره الله في الآية السابقة .. مِن قوله : إنا جعلناكم شعوباً وقبائِلا لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم .. وكان في نفس السورة يُلقي عليهم أوامِر وتعليمات مِن الله في الخِطاب .
وهُنا ( قالت ) .. هُنا الأعراب ( قالت ) آمنّا .. والقول بالإيمان لا يكون باللِسان أبداً ,, إنما ما يكون باللِسان هوَ ( تسليمك ) لأمر أو أوامِر مّا تُلقى عليك .. فتُسلِّم بها ولها .. ولا لم يكُن قوله سُبحانه عِندما قال في تِلك الآية : لا تقولوا آمنّا ولكِن ( قولوا ) أسلمنا .. فليس لهذا الإسلام أي شأن بالإسلام لله .. بل كان عن الإسلام ( أي التسليم ) لِما يُقال لهم .. فكان مِن الأجدر بهم أن ( يقولوا ) : أسلمنا ( أي سلّمنا لِما تقوله لنا يا محمد ) .
فكان قوله جل شأنه عن أمره لهم بأن ( يقولوا ) : أي يردّوا على مُحمد ( ص ) .. بأن يجب أن يقولوا : أسلمنا لِما تقوله يا محمد أي ( سلّمنا ) به .
ولا يقولوا آمنا .. لأن الإيمان ليس بـ ( قول ) .. إنما القول يكون للتسليم بأمر مّا يُقال لك أو لِمن يستمِع إليه ؟؟
ويُتابِع الله في كتابه في الآية محل البحث والتأويل .. بأن قال سُبحانه : إنما المؤمنون الذين ...... ،
وتدبّر هُنا حبيبنا دِقة الآية مِن الله العزيز الحكيم .. فحين كان ينهاهُم عن ( القول ) بأنهم قالوا آمنّا .. فقال لهم سُبحانه لا .. بل إن قُلتُم فالقول يكون بالتسليم لِما يُقال لكُم .. فإن كنتم آمنتم أيها الأعراب ما كُنتم ( قُلتم ) آمنا .. لأن الإيمان ليس محلّ القول في الذي يجب أن تقولونه حين تُسلِّموا أي تزعنوا لِما يُقال لكم مِن الرسول .
ولذلِك أيها الحبيب .. فتجد أن الحق جل شأنه في معرَض الآية بعد ذلِك .. فيُعلِّمهم ويُعلِّمنا أن الإيمان هوَ كذا وكذا وكذا وكما في بقيّة الآية .. ولم يقُل لهم جل شأنه : إنما المؤمنون الذين ( يقولون ) .. بل قال : إنما المؤمنون الذين كذا وكذا ( أي أفعال ) وليست أقوال ؟!
وخُلاصة القول في تأويل الآية أيها الحبيب .. هوَ :
* إن قول الحق سُبحانه للأعراب بأن يقولوا أسلمنا ( أي سلّمنا ) لِما يُقال لنا .. فكان يجب عليهم أن يقولوا أسلمنا ( أي سلّمنا لقولك ) .. ويستطرد سُبحانه وتعالى قائِلاً لهم .. ولا ( تقولوا ) آمنا .. لأن الردّ بالتسليم لِما يُقال لأحد هوَ أن ( يقول ) سلّمنا لِما تقوله لنا يا محمد .. ولا يكون بقول آمنا .. لأن الإيمان لا يكون قولاً للردّ على قول يُقال لهم .. فالأولى والأجدى بهم والأصحّ أن يقولوا : أسلمنا ( أي سلّمنا ) لقولك .
وليس للأمر في هذه الآية أيها الحبيب .. ليس لأمر الإسلام كدين أية عِلاقة مِن قريب أو مِن بعيد .. ولكن كان الأمر فيها للإسلام ( أي التسليم ) مِنهم لِما يُقال لهم مِن الرسول ( ص ) .
ونختم معك فنقول مِن الله لك :
( ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو مُحسِن واتبع مِلّة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا ) ،
فتدبّر ...............
لك منا والموالين الحق خالص التحية والود والتقدير ....
ولكم مِن الله السلام ..
فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،
هذا وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين .....
|
|
|
|
|