العصمة شأن وجودي ومرتبة نغسانية لا يطلع عليها ولا يعلم المتصف بها إلا الله..
ولا يمكن رصدها والجزم بثبوتها من خلال بضع تصرفات..
فهي لا تثبت لأحد من خلال موقف له أو كلام.. فليست هي كالعدالة التي يكفي في إثباتها حسن الظاهر..
فلا نستطيع تمييز المعصوم وتشخيصه كاستطاعتنا تمييز الورِع والمتّقي والعادل..
وإنما المعصوم من عيّنه الله -أعني من شخّصه- مباشرة أو بواسطة معصوم عيّنه مسبقاً
كلام سليم، لكن لا يُغفَل أنّ العصمة المكتسبة هي العدالة والورع في أقصى درجاتها، بحيث لا يتصوَّر معها ارتكاب المعصية.
اقتباس :
يبقى الكلام في رواية الكليني، هل تدل على ذلك أو لا؟
والجواب: أنْ لا دلالة لها على العصمة، لأنّ ظاهر استدلالكم:
أنها دالة على أن زينب موصى إليها من قبل المعصوم
والموصى إليه من قبل المعصوم معصوم
إذن: فزينب معصومة!
ليس الكلام في هذا، وقد يكون نشأ هذا التصوّر بسبب الخطأ في الطرح ـ أستميحكم عذراً ـ، فليس كلّ من يُوصي إليه المعصوم معصوماً، وليس الكلام في مجرّد الوصية، إنما استدلالنا أن الإمام المعصوم حمّلها أعباء الإمامة، فكانت هي الإمام في الظاهر، وهذا صريح الحديث.
وبهذا لا يمكن تصوّر وقوع الكذب أو الجهل أو النيسان أو الخطأ فيمن تحمّل أعباء التبليغ عن الإمام، ولو في الظاهر.
نسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق، ورجاءنا أن لا تنسونا من خالص دعواتكم في هذه الأيام الشريفة والليالي المباركة.
أخي جنّة الحسين أنا أقطع أن مقصودكم الشريف هو زبدة قولنا أعلاه!!!!!!!
فزبدته هو أنّ : زينب والمعصومة والعباس وأضرابهم -إن وجد قرين لهم- صلوات الله عليهم ، فوق الخلق مرتبة ، ودون المعصوم رتبة، وعلى هذا الإجماع -ولو كان مركباً- والعلم الضروري ؛ فهذا هو مقصودكم الشريف في أكبر ظنّي ، بل لا أشكّ في ذلك .
بقي شيء : العصمة على قسمين !!!
القسم الأول : العصمة اللدنيّة: وهي المختصة -في الإسلام- بالأربعة عشر عليهم السلام ، وهذا معلوم ضرورة .
القسم الثانيّ : العصمة الإكتسابية : وهذه شاملة لكل مؤمن متق مخلص بكسر اللام .
ومرتبة زينب صلوات الله عليها وإن كانت فوق الثانية بجزم ويقين ، لكنها دون الأولى بجزم ويقين أيضاً ..؛ فما بين القسمين كما ما بين السماء والأرض ، لا يعلمه إلاّ الله وأهل البيت عليهم السلام ، فاحفظ هذا .
أحسنتم شيخنا الفاضل الجليل، فقد اختصرتم لي الطريق وأوضحتم السبل، وهذا هو عين ما كان مقصوداً من إطلاق (العصمة) على مقام السيّدة زينب (عليها السلام) التالية لأُمها الزهراء (صلوات الله عليها)، ولا أظنّ أحداً قائل بغير هذا..
ويبدو أنّ الخطأ في الطرح هو ما أثار هذا الإشكال، لذا أكرر الاعتذار، إذ كان المتصوَّر أنّ ذلك بديهي.