العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية خلدون العراقي
خلدون العراقي
عضو برونزي
رقم العضوية : 63547
الإنتساب : Dec 2010
المشاركات : 1,222
بمعدل : 0.24 يوميا

خلدون العراقي غير متصل

 عرض البوم صور خلدون العراقي

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : ناصر بيرم المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-04-2013 الساعة : 02:29 PM


الله ينطيك الصبر اخي الطالب 313
وكل الاخوة المحاورين
على هذه النماذج

وهيج عقليات
,,,,,,,,,,,,,,
الله يوفقكم لنصرة المذهب


توقيع : خلدون العراقي


اللهم صل على محمد وال محمد
من مواضيع : خلدون العراقي 0 علمتني الرياضيات
0 ليونارد يولر
0 كيف انزل برامج للايفون مجاناً
0 تعاريف لاب توب ديل انسبيرون dell Inspiron N5110 على Windows 7
0 ممكن مساعدة اميلي الياهو لاينفتح

حمزة الباحث
مــوقوف
رقم العضوية : 77028
الإنتساب : Jan 2013
المشاركات : 165
بمعدل : 0.04 يوميا

حمزة الباحث غير متصل

 عرض البوم صور حمزة الباحث

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : ناصر بيرم المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-04-2013 الساعة : 02:30 PM


طيب يا طالب لمادا لا تجيب ؟
اولا- هل جاء في تفاسير السنة على أن المقصود بالاية علي والاثنا عشر ؟
ثانيا- هل الاية محكمة لا تقبل تفسير اخر كقول الله عز وجل: محمد رسول الله. ؟


اعتبرني طالب عندك وجاوب بشكل صريح

من مواضيع : حمزة الباحث

الصورة الرمزية abumuhamed
abumuhamed
عضو نشط
رقم العضوية : 73040
الإنتساب : Jul 2012
المشاركات : 214
بمعدل : 0.05 يوميا

abumuhamed غير متصل

 عرض البوم صور abumuhamed

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : ناصر بيرم المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-04-2013 الساعة : 11:03 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزة الباحث [ مشاهدة المشاركة ]
طيب يا طالب لمادا لا تجيب ؟
اولا- هل جاء في تفاسير السنة على أن المقصود بالاية علي والاثنا عشر ؟
ثانيا- هل الاية محكمة لا تقبل تفسير اخر كقول الله عز وجل: محمد رسول الله. ؟


اعتبرني طالب عندك وجاوب بشكل صريح

في تفسير الجلالين
{ قَالَ وَمِن ذُرّيَّتِى } أولادي اجعل أئمة { قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي } بالإمامة { الظالمين } الكافرين منهم دل على أنه ينال غير الظالم .

(اقول فالذي اشرك لا ينالها )
والآية هي محكمة بأمامة اولاد ابراهيم في غير الظالمين
اما الأسماء لم ترد بالقرآن مثل محمد رسول الله , لكن جاءت التفاصيل والأمر بأتباع العترة من رسول الله (وهو مفترض الطاعة طاعته طاعة الله وهي اية محكمة ومن يطع الرسول فقد اطاع الله)




من مواضيع : abumuhamed 0 هذه هي الحقيقة
0 هل بن باز يرى بن عثيمين عاصي كافر ضال
0 تراجع المحكمة العليا في السعودية عن ثبوت هلال شعبان في مساء الثلاثاء 29 رجب
0 ماذا قال ائمة الجرح والتعديل في صحيح البخاري ومسلم
0 هل وضوء اهل السنة والشيعة خطأ

الصورة الرمزية نعيم الشرهاني
نعيم الشرهاني
عضو متواجد
رقم العضوية : 77826
الإنتساب : Mar 2013
المشاركات : 79
بمعدل : 0.02 يوميا

نعيم الشرهاني غير متصل

 عرض البوم صور نعيم الشرهاني

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : ناصر بيرم المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-04-2013 الساعة : 06:04 PM


السلام عليكم اخي الطالب 313
والله ياخي اتعب نفسك مع هؤلاء الجهلاء الذين لادين لهم سوى عبادة شاب امرد يركب حمار ينزل على بيوتهم الله عليك اخي الي يعتقد
هكذا اعتقاد عنده عقل ويفتهم معنى الامامه والله ياخي هؤلاء كالانعام بل اظل سبيلا
حماك الله ياخي الطالب ووفقكم عسى الله ان يهديهم ولو لااعتقد ولكن نقول عسى فهولاء ياخي مساكين والسبب هو علمائهم اولا ثم عقولهم المتحجره
وشكرا لك اخي


من مواضيع : نعيم الشرهاني 0 كيف صار الرافضونَ لسنة النبي(صلى الله عليه واله) أهل السنة والجماعة !!
0 عمر يفتي بجواز تحريف القرآن !
0 صحِّحوا مصاحفكم أو خطِّئوا مصادركم !
0 أوجه الشبه بين الوهابية والخوارج
0 عمر ابن الخطاب يشرب الخمر

الصورة الرمزية الطالب313
الطالب313
شيعي حسيني
رقم العضوية : 62834
الإنتساب : Oct 2010
المشاركات : 12,168
بمعدل : 2.40 يوميا

الطالب313 غير متصل

 عرض البوم صور الطالب313

  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : ناصر بيرم المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-04-2013 الساعة : 09:13 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نعيم الشرهاني [ مشاهدة المشاركة ]
السلام عليكم اخي الطالب 313

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نعيم الشرهاني [ مشاهدة المشاركة ]
والله ياخي اتعب نفسك مع هؤلاء الجهلاء الذين لادين لهم سوى عبادة شاب امرد يركب حمار ينزل على بيوتهم الله عليك اخي الي يعتقد
هكذا اعتقاد عنده عقل ويفتهم معنى الامامه والله ياخي هؤلاء كالانعام بل اظل سبيلا
حماك الله ياخي الطالب ووفقكم عسى الله ان يهديهم ولو لااعتقد ولكن نقول عسى فهولاء ياخي مساكين والسبب هو علمائهم اولا ثم عقولهم المتحجره
وشكرا لك اخي




حياكم الله مولانا الرجل مفلس لايملك سوى النسخ واللصق

وصدق لنجف الاشرف عندما قال لاحوار الا مع مشايخهم فممكن ان نجد احدهم يفهم اما هولاء فانهم يصلحون لشرب الشاي والتصفيق والتهريج فقط


توقيع : الطالب313


اسحب نسختك --صب الحميم على رؤوس اصحاب التجسيم
اضغط



من مواضيع : الطالب313 0 خالد الوصابي يثبت (العصمة+والوحي+والتشريع+ والنبوة)لعمر ابن الخطاب
0 #زومبي_زومبي_زومبي تابع المقطع ستصدم
0 مجدد العصر الالباني - يقول ان يد الله تبارك وتعالى غير أذنه- فيثبت الاذن لمعبوده
0 مجدد العصر الالباني - يقول ان يد الله تبارك وتعالى غير أذنه- فيثبت الاذن لمعبوده
0 معبود الوهابية الشاب الامرد يكشر عندما يضحك ويبتسم

ناصر بيرم
مــوقوف
رقم العضوية : 77949
الإنتساب : Apr 2013
المشاركات : 20
بمعدل : 0.00 يوميا

ناصر بيرم غير متصل

 عرض البوم صور ناصر بيرم

  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : ناصر بيرم المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-04-2013 الساعة : 06:44 PM


آيـة ابتلاء إبراهيم وعلاقتها بـ(الإمامة)

*
المقدمة
ملخص الاحتجاج بالآية
زيادة واستطراد
المقدمة الأولى -إمامة إبراهيم هل هي اصطلاحية أم لغوية
الإمامة تتجزأ
الإمامة قد تكون هي النبوة
الإمامة والابتلاء
نتائج بناء الإمامة على الابتلاء
لا علاقة للعصمة من الظلم بـالإمامة
إمامة الأشرار
المقدمة الثانية -هل -الجعل- في الآية قدري أم سببي
هذا هو الجعل الشرعي السببي
المقدمة الثالثة -هل إن قوله: لا ينال عهدي الظالمين يستلزم العصمة من الذنب
الخطيئة السابقة لا تناقض الإمامة
مخالفة العصمة لظاهر القرآن
انهيار الحجة
وأخيرا



المقدمة

*

*

إن أصول الدين وأساسياته التي انبنى عليها لا يصح أن تكون في طبيعتها قابلة للخطأ والصواب، وإلا فسد الدين واختل من الأساس لأن أصوله صارت ظنية مترددة بين أن تكون حقاً وأن تكون باطلاً. وما ذاك بدين لأن الدين مبناه على القطع واليقين.

وهكذا صارت أصول الدين مصونة عن احتمال الخطأ لسببين: أولهما أن كل آية محفوظة لفظاً. فإذا كانت صريحة محكمة كانت محفوظة من التحريف معنى.

هكذا ثبت أصل التوحيد و نبوة محمد وغيرها من أصول الاعتقاد. كذلك الصلاة والصيام وبقية أركان الإسلام. وكذلك الانتهاء عن أصول المحرمات كالقتل والزنا والكذب…الخ دون اللجوء إلى رأي راءٍ أو رواية راوٍ. فلا تأصيل بمعزلٍ عن محكم التنزيل.

وقبل أن نناقش الآية ودلالتها على (الإمامة) من عدمها يجب أن نعرف أن الخلاف في (الإمامة) خلاف في مسألة أصولية إذ يعتقد الإمامية أنها كالنبوة أصل من أصول الدين من جحده كفر.

* * * * * وبما إن (الإمامة) جُعلت كذلك فيجب إذن أن تكون النصوص القرآنية المثبتة لها محكمة أي صريحة قطعية في دلالتها، وليست متشابهة أي ظنية محتملة. وإلا بطل الاحتجاج بها.

*
ملخص الاحتجاج بالآية

*

يدعي الإمامية أن (الإمامة) هبة إلهية -كالنبوة- مقدرة (بجعل) من الرب لا بسعي من العبد.وعلى هذا فإن اختيار الإمام (أو الخليفة) ليس من حق الأمة. إنما هو من شأن الله وحده فهو الذي يعين الإمام ويسميه و(يجعله). هذا بالنسبة لمبدأ (الإمامة) عموماً.

وأما الاستدلال بالآية على (إمامة) علي وبقية (الأئمة) فقائم على أن العهد الذي هو (الإمامة)، لا ينال ولا يجعل للظالمين.والظالم كل من كان مشركاً. أو اقترف ذنباً برهة من حياته. وإن تاب وأصلح !

إن الآية ليست نصاً فيما ذهبوا إليه وإنما غايتها أن تكون مشتبهة تحتمل هذا وتحتمل غيره. ومجمل القول أن الآية الكريمة ليست نصاً صريحاً في (إمامة) علي. ولا أحد غيره. إنما هي حديث عن إمامة إبراهيم . وموضوعنا هنا (إمامة) علي لا إمامة إبراهيم. وهو لا ذكر له، ولا أثر في الآية !

وبما أن الآية ليست نصاً صريحاً في (إمامة) علي. فهي ليست دليلاً أو نصاً في (إمامته).

وبما أن أصول الدين مبناها على النص القرآني الصريح وليس الاستنباط، وبما أن الآية ليست نصاً صريحاً في ذلك فهي ليست دليلاً صالحاً للاحتجاج على المطلوب. وهو المطلوب.

*
زيادة واستطراد

*

أما إذا أردنا الاستطراد من أجل أن لا نحرم القارئ من فوائد وأسرار وحكم والتفاتات قيمة من باب: ولكن ليطمئن قلبي. فنقول: إن الاحتجاج بالآية على (الإمامة) عموماً. و(إمامة) علي خصوصاً مبني على ثلاث مقدمات تحتاج إلى إثبات:

الأولى: أن الإمامة المذكورة جاءت بالمعنى الاصطلاحي عند الإمامية. وليس اللغوي. أي *أنها منصب آخر غير منصب النبوة. وليست وصفاً لازماً لها.

والثانية: أن (الجعل) في قوله تعالى: إنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً قدري تكويني. لا شرعي سببي. حتى تكون (الإمامة) –كالنبوة- هبة من الله لا سعياً من العبد.

والثالثة: أن الآية تتحدث عن شرط (العصمة) بالنسبة لـ(الإمام). وهذا مبني على تفسير الظالم بأنه مطلق من ارتكب ذنباً. وإن تاب منه وأصلح.

وهذا كله لا ينفع. إلا بعد إثبات أن علياً معصوم مع أحد عشر آخرين.إن هذه المقدمات ما هي إلا قضايا ظنية وشبهات افتراضية. فهي لا تصلح دليلاً على أي مسألة اعتقادية . واليك الدليل على ظنيتها. وبعدها الشاسع عن اليقين
*



المقدمة الأولى

*

إمامة إبراهيم هل هي اصطلاحية أم لغوية،أي هل هي منصب آخر غير النبوة ؟ أم هي وصف لازم لها ؟

على شرط أن تثبت كمنصب بالدليل القطعي. الذي لا يتطرق إليه الاحتمال. وإلا بطل الاستدلال.وهذا ينتقض بأمور كثيرة منها:

لفظ (الإمام) مشترك

إن لفظ (الإمام) في الآية لا يمكن العدول به عن معناه اللغوي إلى المعنى الاصطلاحي إلا على سبيل الاحتمال.فاللفظ في أحسن أحواله مشترك بين المعنيين : اللغوي. الذي هو القدوة الذي يؤتم به ويتبع. وبين الاصطلاحي الذي هو منصب آخر غير النبوة.

ترجيح كون الإمامة لغوية وليست اصطلاحية

وهذه جملة أمور ترجح كون الإمامة في الآية لغوية وليست اصطلاحية.

إن قوله تعالى إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً يمكن حمله على أنه جملة مفسرة للجملة السابقة. وهي قوله تعالى: وَإِذْ ابْتَلَى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ…..فتكون وما بعدها تفسيراً للكلمات التي ابتلى الله بهن إبراهيم *.

فأول ما ابتلي به إبراهيم أن أخبره الله تعالى بأنه جاعله للناس إماماً. أي نبياً ورسولاً يقتدي به الناس، والنبي أول ما يوحى إليه بالنبوة، ثم يؤمر بدعوة الناس، وهي الرسالة، فيكون رسولاً، فقوله:إني جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً، أي رسولاً يقتدى به، وكل رسول إمام ولا بد. وإلا كيف كان رسولاً ؟ وليس كل إمام رسولاً.

فالإمامة وصف لازم للرسالة. وليست شيئاً خارجاً عنها حتى يصح القول بأن *الرسول يمكن أن يكون إماماً أو لا يكون. إذ بمجرد أن يكون الرجل رسولاً يكون إماماً. لأن الإمامة من الأوصاف اللازمة للرسالة.

وذلك كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) الأحزاب /45،46.

فإن الشاهد والمبشر والنذير والداعي والسراج المنير ليست مناصب مستقلة عن النبوة، وإنما هي أوصاف لازمة لكل رسول،

- * *ومنها أن الله تعالى لم يجعل إبراهيم خليفة أو حاكماً متصرفاً في أمور الناس، وإنما جعله قدوة ونموذجاً للتأسي والاتباع. و(الإمام) من معانيه في مصطلح الإمامية الخليفة أو الحاكم المتصرف في أمور الناس بتعيين من الله، وليس القدوة المجرد عن ذلك، فلو كان مقصود الله تعالى بالإمامة ذلك، لما تخلف وعد الله لإبراهيم بها على هذا المعنى، ولصار إبراهيم خليفة وحاكماً مطاعاً.

* * * والحاصل: أن الإمامة والخلافة شيئان مختلفان.

ولذلك فرق الله تعالى بين داود وإبراهيم في اللفظ. فقال لداود(يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ (ص:26. بينما قال لإبراهيم(إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً) لأن داود كان خليفة وحاكماً متصرفاً. وإبراهيم لم يكن كذلك.

وعلي لم يأت نص قرآني في خلافته كداود . ولا (إمامته) كإبراهيم !

- * *ومنها أن الذرية الذين طلب إبراهيم لهم الإمامة بقوله: (ومن ذريتي) صرح بمقصوده منهم بقوله:من آمن منهم بالله واليوم الآخر،فهم مطلق المؤمنين، والإيمان وصف عام ليس خاصاً بـ(المعصومين).

وقد كرر إبراهيم اللفظ الدال على التبعيض -وهو الحرف (من)- في الموضعين، لأنه يعلم أن ذريته لا بد أن يكون بعضها -وليس جميعها- فاسقاً، فإنه حين طلب الإمامة لبعض ذريته طلب الرزق معها لهذا البعض، فقال:وَإِذْ قَالَ إبراهيم رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ (البقرة/126، فبين الله له أن الرزق ليس *خاصاً بالمؤمنين - كالإمامة- بل يعم المؤمن والكافر والظالم أو الفاسق، فقال:وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً.

- * *ومنها أن العـهد المذكور في قوله تعالى:لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ، مبهم، فتفسيره بخصوص (الإمامة) المصطلح عليها يحتاج إلى دليل. فقد يكون هو مطلق ما يصح أن يكون به المؤمن إماماً وقدوة، كالقيام على شؤون بيت الله، وما شابه من الأمور الدينية.

وهذا هو الذي تكرر مجيئه في القرآن، كقوله تعالى أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (يس /60،61.

فعهد الله هنا - وهو أعظم عهد- الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك.

. *كما في قولهالَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (الفتح/10.وهذا اقرب إلى معنى اللفظ . بقرينة أن الله تعالى قال بعده مباشرةوَعَهِدْنَا إِلَى إبراهيم وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود (البقرة/125. فتطهير البيت والقيام على شؤونه إذن من العهد الذي لا ينال الظالمين حقاً في شرع الله. ومن هذا الباب سمي إمام المسجد إماماً. وكل من صلى بالناس فهو إمام لهم في تلك الصلاة.



الإمامة تتجزأ

*

وهذا يعني أن الإمامة تتجزأ. فتتسع وتضيق. فقد يكون الإنسان إماماً في مسجد. أو إماماً لمصر من الأمصار. أو يكون إماماً للأمة. أو إماماً للناس كإبراهيم. وهذا هو الذي حصل له. فإن أتباع الديانات السماوية الثلاث يتشرفون بالانتساب إليه، والاقتداء به. وهو أبو الأنبياء. حتى إن رسول الله أوحى الله إليه:أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إبراهيم حَنِيفًا (النحل/123.

وهذه الإمامة لم تتهيأ لأحد من الأنبياء سواه.

إن بعض الأنبياء قد لا يكون إماماً لغير أهله أو قومه. وبعضهم إمامته ليست كاملة من جميع الوجوه المطلوبة للنبي. كيونس الذي قصر في الصبر المطلوب من أمثاله. فنهى الله نبيه محمداً أن يتخذه قدوة فيه. كما جاء في قوله:فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ (القلم/48). أما إبراهيم فهو من أولي العزم الذين أمر الله نبيه محمداً بالاقتداء بهم. فقال: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ(الأحقاف/35).

فالإمامة التي سألها إبراهيم لبعض ذريته من هذا الجنس.وهي قد تحصل لكل مؤمن. بدليل أن الله أرشد عباده جميعاً أن يسألوه إياها وذلك في قوله:وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إماماً(الفرقان/74).

*وعلاقة الإمامة هنا بالأزواج والذرية: هي أن من تصدى لإمامة الناس. إذا كان له زوجة سيئة، وذرية عاقة مشاكسة، انشغل بهم وبمشاكلهم عن مطالب الإمامة. فلم ينجح في أدائها. مما يدل على أن الإمامة ليست منحة قدرية كائنة لا محالة. دون سبب أو سعي من صاحبها.

*
الإمامة قد تكون هي النبوة

*

ومن القرائن التي تناقض الإمامة الاصطلاحية: أن الإمامة التي سألها إبراهيم ربه، تحتمل أن تكون النبوة لا غيرها. من حيث أن النبي إمام. وكيف يكون نبياً وهو لا يصلح أن يكون قدوة وإماماً ؟! فسماه إماماً بالنظر إلى هذه الحيثية. لأن النبوة إنما تكون ابتلاءاً من جهة أنها معنى يسلتزم التقدم بالناس وقيادتهم في الخير ودعوتهم إليه. وهذا هو معنى الإمامة. فيكون الخطاب الإلهي بذلك في أول الوحي لإبراهيم بالنبوة.

*صحيح أنه لم يكن له آنذاك ذرية. لكن لا مانع من توقع وجودهم في المستقبل.

ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى عن إبراهيم:وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ (العنكبوت/27). ولم يقل: الإمامة. ولا مانع من أن نجعل ذلك تفسيراً لقول إبراهيم *في الآية: (ومن ذريتي)
. واستجابةً لدعائه. فالله حين أخبره أنه جاعله للناس إماماً، طلب أن يجعل هذه الإمامة لذريته. والله قد استجاب دعاءه. وأخبرنا عن ذلك بقوله:وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ.أي شيء جعل في ذريته ؟ قال: النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ. ولم يقل: (الإمامة والكتاب). وهذه قرينة قوية تشهد لما نقول. ومما ينبغي أن يلاحظ أن لفظ (الإمامة) لم يرد في القرآن إنما ورد لفظ (النبوة)*

*
الإمامة والابتلاء

*

وأما القول بأن الابتلاء متقدم على (الإمامة). على اعتبار أنها حصلت كجزاء على النجاح في الابتلاء. كما قال به الطوسي في (التبيان). والطبرسي في (مجمع البيان .ومن المتأخرين (آية الله العظمى) جعفر سبحاني. فهو قول مرجوح من الناحية اللغوية. لأنه لو كان الأمر كذلك لكان الأولى أن يقال: (وَإِذْ ابْتَلَى إبراهيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ فقَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماما). فيؤتى بـ(الفاء) كرابطة، ليكون ما قبلها (وهو الابتلاء) سبباً لما بعدها (وهو الإمامة). وبعدم وجود (الفاء) يترجح كون العبارة تفسيراً – وليس جزاءاً- لما قبلها.

صحيح أن الإمامة في الدين تنال بالصبر والابتلاء القائم على اليقين. ولكن هذه هي الإمامة اللغوية التي هي القدوة. أما الاصطلاحية فهي- على حد قول الإمامية – هبة كالنبوة لا داعي لأن يتقدمها الابتلاء. بل الابتلاء يحصل بعدها. فرسول الله إنما ناله الأذى والابتلاء بعد النبوة لا قبلها. فالنبوة أول الابتلاءات.

والخلاصة أن القول بأن (الإمامة) حصلت كجزاء على الابتلاء – ليسلم الادعاء بأنها منصب متأخر عن النبوة- ظن مرجوح لغة. وأصول العقيدة لا تبنى على الظن الراجح فكيف بالمرجوح!

*
نتائج بناء (الإمامة) على الابتلاء

*

ولو سلمنا جدلاً بهذا القول. وهو أن (الإمامة) تحصل بالابتلاء. فإنه يوقع أصحابه في مطبات وإحراجات تنسف (الإمامة) من الأساس! منها: أن الإمامية يقولون بأن (الإمامة) كائنة مع (الإمام) منذ وجوده. بل (الأئمة) كانوا (أئمة) *قبل خلق آدم *فالقول بحصولها بعد الابتلاء يتناقض مع أصـل قولهم بـ(الإمامة).

وسبب وقوعهم في هذا التناقض. هو أن القول بأن (الإمامة) منصب غير منصب النبوة يحتاج –لإثباته بوضوح من خلال الآية- إلى القول بتأخره عن الابتلاء. ليحصل التمييز بين المنصبين. على اعتبار أن منصب النبوة حصل أولاً . ثم حصل منصب (الإمامة) آخراً. إذن هما منصبان متميزان.

*ولهذا - وحتى يتبين الأمر ويثبت أكثر- وضعوا له تلك الرواية التي تقول بأن الله اتخذ إبراهيم إماماً بعد أن اتخذه خليلاً ورسولاً…الخ

وأغمضوا الطرف عن التناقض بين هذا. وبين قولهم بأن (الإمامة) هبة كائنة مع (الإمام) منذ وجوده.

وهذا يدل على أن قواعد الإمامية تصنع حسب الطلب. فإن احتاجوا لقاعدة وضعوها وإن تناقضت مع قاعدة أخرى وضعوها مسبقاً.

• * * * *وأيضا فإن (الإمامة) إذا كانت إنما حصلت بعد اجتياز الابتلاءات. والنجاح في الامتحانات فقد حصلت بأسباب وسعي من العبد. والإمامية يقولون بأن (الإمامة) –كالنبوة- لا يدَ للعبد في تحصيلها. إنما هي هبة ممنوحة من الرب.

ومن هذه المفاسد والتناقضات: أن بعض (الأئمة) لم يحصل لهم ابتلاء. و قد نالتهم (الإمامة) –حسب العقيدة الإمامية- بلا سابق امتحان. مثل محمد الجواد. وابنه علي. وكذلك (المهدي). إذ حصلت لهم (الإمامة) منذ الطفولة. كما اعترف بذلك جعفر سبحاني بقوله: قد بلغ بعض الأئمة المعصومين لدى الشيعة إلى القمة من الكمال والصلاح من دون أن يتعرضوا للابتلاء.



لا علاقة للعصمة من الظلم بـ(الإمامة)

*

إن (العصمة) -التي حصل التشدد في اشتراطها لـ( الإمامة). بحيث لو وقع ذنب من إنسان ولو لبرهة من حياته وإن تاب وأصلح كان مانعا من الإمامة – لا يوجد دليل معتبر عليها. بل الأدلة إلى غير جانبها.

ويكفينا في هذا الموضع دليل واحد. هو أن آدم وقع في الخطيئة، وارتكب الظلم بنص القرآن كما قال تعالى:وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (البقرة/35).

فالأكل من الشجرة يجعل الآكل من الظالمين وقد أكل آدم منها ولذلك اعترف هو وحواء قائلين:رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (الأعراف/23).

إن هذا ينقض (العصمة). ويجعل التائبين – كآدم- غير مشمولين بوصف الظلم المذكور في قوله سبحانه: لا ينال عهدي الظالمين أي أن العصمة -والتي من شروطها عدم حصول ذنب سابق- ليست مقصودة في الآية التي هي موضع الاحتجاج.

*

*
إمامة الأشرار

*

ومما يبين بطلان منصب (الإمامة) بوضوح: أن الله تعالى تحدث لنا عن إمامة أخرى هي إمامة الأشرار، وذكر أنها (بجعل) منه فاستعمل اللفظ نفسه في الإمامتين، كما قال تعالى عن فرعون وملئه:وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ (القصص/41). فقد جعل الله تعالى للكفر والشر أئمة يقتدى بهم وسماهم (أئمة): فقاتلوا أئمة الكفر (التوبة/12) كما جعل للإيمان والخير أئمة يقتدى بهم.

ولا شك أن إمامة الأشرار ليست منصباً يتم بالتعيين الإلهي مع كونها بـ(جعل) من الله، فكذلك إمامة الأخيار لأن اللفظ المخبر عن الإمامتين واحد. فلو كان اللفظ (جعلناهم أئمة) يعني أن الإمامة منصب لكانت كذلك إمامة الأشرار. لأن اللفظ واحد في الإمامتين: فهنا قال:وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وهناك قال:وَجَعلْنَاهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا (الأنبياء /73). وقال:وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا(السجدة/24).

ومن هنا صح أن يدعو كل مؤمن قائلاً: اجعلني للمتقين إماماً. كما يدعو ويقول: اجعلني فائزاً اجعلني خاشعاً.. وهكذا.

وبالجملة فقد صار القول بأن الإمامة منصب غير النبوة غايته أن يكون مجرد ظن وشبهة. بينه وبين القطع واليقين مفاوز ومسافات تنقطع دونها الآمال. وأصول العقيدة مبناها على اليقين ، لا على الظن فبطل الاستدلال .

*
المقدمة الثانية

*

هل (الجعل) في الآية قدري أم سببي؟


وهذا جنحوا إليه من أجل إبطال إمامة الصديق وصحة خلافته -بل الخلافة الإسلامية على مر التاريخ!- على اعتبار أنها تمت باختيار من الناس. لا بنص و تعيين أو (جعل) من الله. فهو من جنس (قواعد تحت الطلب) .

والآن لنا أن نسأل: ما الدليل القطعي على أن (الجعل) في الآية قدري تكويني. لا شرعي سببي. واللفظ -في أصله- يحتمل الأمرين ؟!

إن كل حركة في الكون إنما هي بقدر من الرب. لكن بعضها قدري محض لا دخل للأسباب البشرية في حدوثها، كلون البشرة وصورة الوجه ودوران الأرض وإشراقة الشمس. وبعضها يتوقف على هذه الأسباب.

الذرية - مثلاً- تكون بقدر من الله، لكن لا بد من الزواج كسبب لولادتهم ووجودهم، وكذلك الزرع والرزق والذهاب والمجيء، كلها بقدر و(جعل) من الله،

*
هذا هو الجعل الشرعي السببي

*

فحينما نقول: إن (الجعل) سببي لا نقصد استقلاله عن القدر، وإنما نقصد اشتراكهما فيه معاً لإيجاد ما بني عليه. أما إذا قلنا: إن (الجعل) قدري فنقصد به استقلاله عن السبب البشري، وهذا واقع لا محالة، بخلاف (الجعل) السببي الذي قد يقع وقد لا يقع.

والملاحظ أن إبراهيم سأل عدة أشياء له ولذريته، واللفظ واحد في جميع هذه الأسئلة وهي:

قَالَ إِنِّي جَاعلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي (البقرة/124) .

رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ (البقرة/128).

رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي (إبراهيم/40).

وقد اشتركت الأسئلة الثلاثة (الإمامة والإسلام والصلاة) بلفظ (جعل) . ولفظ (ومن ذريتي) مما يشير إلى أن (الجعل) *فيها واحد، وأن الإمامة هي من جنس بقية الأسئلة لا علاقة لها بعصمة أحد أو تعيينه من الله.

والنتيجة أن أعلى ما يطمع فيه المحتج بالآية، أن اللفظ يحتمل الأمرين، فعاد الأمر إلى الظن والاحتمال . فبطل الاستدلال.والجنة لا تنال إلا بعمل العبد.

فكل (جعل) هنا متوقف على سبب، وكذلك (الجعل) في قوله تعالى: إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً. والدليل -كذلك- قولهم : إنه حصل بعد الابتلاءات واجتياز الامتحانات. إذن هو متوقف على هذه الأسباب، ولولاها لما حصل أثره وهو الإمامة.

فما علاقة ذلك بالتعيين الإلهي ؟!

ومما يبطل الاحتجاج بالآية تماماً : أن (الإمامة) التي أثبتها الإمامية لـ(الأئمة) قدرية كائنة مع الإمام منذ وجوده. وإمامة إبراهيم -والقول لا زال للإمامية –حادثة بعد أن لم تكن. فهي ليست قدرية تكوينية. فإما أن تكون (الإمامة) حادثة كإمامة إبراهيم فهي ليست (الإمامة) التي أثبتوها لـ(الأئمة). وأما أن تكون غيرها فلا وجه للاحتجاج لها بإمامة إبراهيم.

*
المقدمة الثالثة

*

هل إن قوله: لا ينال عهدي الظالمين يستلزم (العصمة) من الذنب ؟

وهذا التقرير استنتاج وليس نصاً صريحاً، والأصول مبناها على النصوص الصريحة وليس على الاستنتاج أو الاستنباط.

إن هذا المعنى بعيد جداً عن النص ولا يخطر على البال مهما تفكر فيه القارئ إلا إذا كان في ذهنه من البداية، وهو يلف ويدور يبحث له عما يؤيده من النصوص المشتبهة والمحتملة ولو بتكلف شديد.

إن الأمر مبني على أن لفظ (الظالمين) يشمل كل من كان قد سبق منه ظلم - شركاً كان أم معصية- وإن تاب وأصلح.

يقول محمد حسين الطباطبائي في تفسيره (الميزان): إن المراد بالظالمين في قوله تعالى: ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين مطلق من صدر عنه ظلم ما من شرك أو معصية. وإن كان منه في برهة من عمره ثم تاب وصلح .أهـ

إن أول ما يبطل هذا القول أن تعرف أنه دعوى بلا دليل. فإن لفظ (الظالمين) جمع (ظالم) والظالم اسم للمتلبس بالظلم المقيم عليه أما من تاب وانخلع منه فلا يسمى ظالما وإلا لم يدخل أحد من التائبين الجنة لأنهم (ظالمون)، والله تعالى يقول:ألا لعنة الله على الظالمين(هود/18) وتوعدهم بالعذاب فقال:إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها (الكهف/29) ومثله في القرآن كثير.

فكيف يصح أن يقال: (إن المراد بالظالمين في هذه الآية مطلق من صدر عنه ظلم ما من شرك أو معصية وإن كان منه في برهة من عمره ثم تاب وصلح) ؟! إذن كل المسلمين في النار!

ولا شك أن قولاً هذه نتيجته هو من أفسد الأقوال وأبطلها. فبطل ما بني عليه من (العصمة) و(الإمامة) عموماً. و(عصمة) و(إمامة) أحد من الناس بعينه خصوصاً.

إن (الظالم) اسم مشترك بين المشرك أو الكافر الخارج عن الملة، وبين الفاسق أو العاصي المسرف على نفسه من أهل الملة ما دام مقيماً على فسقه وعصيانه.

*وهو اسم يشمل من خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، وغلبت سيئاته على حسناته وهؤلاء لا يكونون أئمة يقتدى بهم ما داموا مقيمين على ما هم عليه.

وذلك كقوله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ: وهو الذي اجترح من السيئات وترك من الواجبات ما صار به مقصراً عن درجة النجاح.ومنهم مقتصد: وهو من ترك ما استطاع من السيئات، وعمل بما استطاع من الواجبات. وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ (فاطر/32) وهو الذي عمل على قدر استطاعته، فأتى بالواجبات والمستحبات وترك المحرمات والشبهات والمكروهات.

فالإمامة مقصورة على الصنفين الأخيرين دون الصنف الأول ومثله قوله تعالى وهو يذكر إبراهيم:

وباركنا عليه وعلى إسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين (الصافات/113) .

هذا هو مقصود آية إبراهيم. فما علاقة (العصمة) بها؟!


*
الخطيئة السابقة لا تناقض الإمامة

*

ويؤيد ذلك أن آدم نصص الله على (جعله) خليفة بقوله تعالى: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً (البقرة/30) وهو يشمل آدم قطعاً، فآدم أول خليفة وأول إمام، وقد أسجد الله تعالى له ملائكته، فالملائكة -فما دون- تبع لآدم. وهذه الإمامة هي السبب في حسد إبليس وعداوته له، كما حسد الفرس العرب على إمامتهم ورئاستهم التي ابتدأت بالصديق.

وقد اصطفاه الله تعالى فقال: إن اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إبراهيم وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (آل عمران/33) . والاصطفاء مما يحتج بها الإمامية على (الإمامة) ومع هذا صرح الله تعالى بذكر ظلمه ومعصيته، وأنه كان وزوجه من (الظالمين) في عدة مواضع من القرآن، منها ما جاء في سياق ذكر خلافته، وهو قوله تعالى: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (البقرة/35) .

وقد أكلا من الشجرة فكانا من الظالمين واعترفا صراحة بتحقق وصف الظلم فيهما، وذلك في قوله تعالى عنهما:قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (الأعراف/23)

وقال أيضاً: وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى(طه/121) .

وقال:وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْما(طه/115) .

وفيه ذكر العهد، فالعهد نال آدم رغم ظلمه السابق لأنه تاب واستغفر وأناب كما قال سبحانه: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(البقرة/37) . فهو ليس من (الظالمين) الذين لا ينالهم عهد الله.

وكذلك سليمان ، وقد قال الله عنه:وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي(ص/34-35).

وقبلها ذكر قصة انشغاله بالخيل حتى فاتته صلاة العصر. وجاء ذلك مصرحاً في رواية لابن بابويه القمي عن جعفر الصادق أنه قال : (إن سليمان بن داودعرض عليه ذات يوم بالعشي الخيل فاشتغل بالنظر إليها حتى توارت الشمس بالحجاب فقال للملائكة ردوا الشمس علي حتى اصلي صلاتي في وقتها) مما يدل على أن التوبة بعد الخطيئة لا تحرم العبد من الفضل . بل ترتفع به فيكون أقرب إلى الرب الذي يحب التوابين ويحب المتطهرين. ولولا الذنب لما حصلت التوبة والتطهر. الذي به ينال العبد حب الرب. (ومن المعلوم أنه قد يكون التائب من الظلم أفضل ممن لم يقع منه. ومن اعتقد أن كل من لم يكفر ولم يذنب أفضل من كل من آمن بعد كفره واهتدى بعد ضلاله وتاب بعد ذنوبه، فهو مخالف لما علم بالاضطرار من دين الإسلام. فمن المعلوم أن السابقين أفضل من أولادهم ، وهل يشبِّه أبناء المهاجرين والأنصار بآبائهم عاقل؟)وهذا كله يتناقض مع تفسير علماء الإمامية للفظ (الظالمين) الذي بنوا عليه القول باشتراط العصمة من الآية.



مخالفة (العصمة) لظاهر القرآن

*

ثم إن عصمة الأنبياء المطلقة من الأخطاء والذنوب مخالفة لظاهر القرآن، ولا يمكن القول بها إلا على سبيل الظن بعد التكلف الشديد والتعسف الواضح في تأويل النصوص القرآنية لإخضاعها وجعلها ذيلاً تابعاً للآراء محكوماً بها لا حاكما عليها.

. فالقرآن تابع في سورة متبوع، والله تعالى يقول:اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ(الأعراف/3).

اقرأ قوله تعالى عن موسى حين قتل نفساً لا يحل قتلها: قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (القصص/15-16) . والآيات تصرح بارتكاب موسى لظلم قتل النفس وتوبته منه فكيف اختاره الله رسولاً إماما ؟! وهل هناك أعظم ذنبا بعد الشرك من القتل ؟!

فأين: العصمة المطلقة ؟

وأين: من ارتكب ظلما في برهة من عمره فهو من (الظالمين) وإن تاب وصلح ؟!

والقرآن فيه الكثير من الآيات التي تذكر للأنبياء

أحوالا وأخطاء عاتبهم الله أو عاقبهم عليها

بل إن كبار علماء ومفسري الإمامية أجازوا صدور الكفر والشرك من الأنبياء أول حياتهم، معتمدين على ظاهر معنى بعض الآيات. من ذلك قوله تعالى:وَكَذَلِكَ نُرِي إبراهيم مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِين فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ(الأنعام/75-78) .

ذكر الطوسي في تفسيره (التبيان) أربعة أوجه لمعنى الآية:

ملخص الوجه الأول والثاني بالنص: (إن هذا القول كان من إبراهيم في زمن مهلة النظر …فلما أكمل الله عقله وخطر بباله ما يوجب عليه النظر وحركته الدواعي على الفكر والتأمل له قال ما حكاه الله لأن إبراهيم لم يخلق عارفاً بالله وإنما اكتسب المعرفة لما أكمل الله عقله) أو (إن ما حكى الله عن إبراهيم في هذه الآية كان قبل بلوغ وكمال عقله ولزوم التكليف له غير أنه لمقاربته كمال العقل خطرت له الخواطر وحركته الشبهات والدواعي على الفكر فيما يشاهده من هذه الحوادث).

وملخص الوجه الثالث والرابع بالنص: (إنما قال ذلك على سبيل الإنكار على قومه) أو (على وجه المحاجة لقومه بالنظر). ولم يرجح واحداً من هذه الوجوه . بل أبقى الأمر معلقاً محتملاً.وما رواه القمي في تفسيره [1/207] قال: وسئل أبو عبد الله (ع) عن قول إبراهيم (ع):" هذا ربي" ، هل أشرك في قوله: هذا ربي؟ فقال: من قال هذا اليوم فهو مشرك. ولم يكن من إبراهيم شرك، وإنما كان في طلب ربه وهو من غيره شرك.

*
انهيار الحجة

*

وبانهيار المقدمات الثلاث تنهار النتيجة المبنية عليها، كما ينهار البناء إذا انهار أساسه.

إن الاحتجاج بالآية على (الإمامة) عموماً يحتاج إلى الإثبات القطعي لهذه المقدمات . وذلك مستحيل لأن الأمر في أحسن أحواله راجع إلى الظن والاحتمال . وأصول الاعتقاد مبناها على أساس القطع واليقين . وحيث لم يثبت الأساس فلا بناء . فبطل الاحتجاج بالآية على (الإمامة). لا ذكر لعلي ولا أحد من (الأئمة) الاثني عشرفي الآية

وعلى افتراض صحة هذه المقدمات جدلاً، *فالاحتجاج بها على إمامة علي أو غيره ممن ادعيت لهم (الإمامة) لا يستقيم للأسباب الآتية:

1- إن هؤلاء غير مذكورين صراحة في نص الآية، بل ولا إشارة! فالآية تتكلم عن إمامة إبراهيم وليس عن إمامة علي أو أحد غيره فإقحامهم فيها محض تخرص وافتراض لا سند له إلا شبهات، لا يمكن بحال أن ترقى إلى اليقين الذي هو أساس ابتناء الأصول. ولقد نص الله تعالى في كتابه على خلافة داود . بينما الأمة بحاجة إلى النص على إمامة علي وخلافته أكثر من النص على إمامة إبراهيم وخلافة آدم وداود . فلا يعقل أن ينص الله على أمر كمالي . ويترك النص على أمر أساسي أصولي! ومن الملاحظ أن كل الأمور العظيمة المشتركة بين الشرائع القديمة وشريعة الإسلام -كالتوحيد والنبوة والمعاد والصلاة والزكاة والصيام وحرمة القتل والزنا والسرقة- يصرح الله بذكرها في تلك الشرائع . ثم يعود ليؤكد ذكرها صراحة مرة أخرى في شريعة الإسلام بالنصوص القرآنية الواضحة . فلو افترضنا جدلاً أن (الإمامة) موجودة في الشرائع القديمة . فلماذا لم يؤكد الله تعالى ذكرها في شرعنا بالنصوص القرآنية التي تصرح بذكر (الإمامة) عموماً، و(إمامة) علي و(الأئمة) من بعده خصوصاً؟. فعاد القول (بإمامة) علي احتجاجاً بالآية إلى المتشابه لا إلى المحكم، وذلك دليل بطلانه.

2- إن استنباط (إمامة) علي من الآية -بناءاً على أن علياً لم يقع منه شرك أو ذنب- لا يمكن القطع به وإنما هو دعوى -ودعوى عظيمة- تحتاج إلى دليل قطعي من خارج الآية، وإلا فإن الآية لا تنص على علي ولا على عصمته، فضلاً عن غيره، فاحتاجت الآية إلى حجة من خارجها فبطل الاستدلال بها.

3- إن القول (بعصمة علي) دعوى تحتاج -كما قلت- إلى نص قرآني صريح . وذلك مفقود - والأمر مبناه على الافتراض الظني وذلك لا ينفع في الأصول .

*
وأخيراً

*

وأخيراً نقول: هل يعقل أن تكون هذه الآية المحتملة لهذه الوجوه التي لا تحصى من الاختلافات- حجة على العباد في أصل من أصول الدين . يتوقف على ثبوته الإيمان . ويلزم من إنكاره الكفر ؟!

أعط الآية لرجل دخل في الإسلام لأول وهلة لم يسمع بموضوع (الإمامة) و(العصمة) وعلي والحسن والحسين………الخ . غير أنه يحسن العربية . ثم انظر هل يمكن أن يفهم منها (إمامة) شخص هو علي؟ أو (إمامة) اثني عشر معصوماً أوجب الله الإيمان بإمامتهم؟!

يستحيل ذلك ولو قرأ الآية ألف مرة *!

لكن أعطه هذه الآية مثلاً : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (الأنفال/74) .إنه سيقول لك بداهة : إن الآية تتحدث عن إيمان حقيقي يثبته الله لصنفين من الناس : صنف آمن وهاجر وجاهد . وصنف آوى ونصر -أي المهاجرين والأنصار- وستكون النهاية المغفرة لهم ، والجزاء بالرزق الكريم. بل أعطه هذه الآية : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحْ اللَّهُ لَكُمْ (المجادلة/11). هل يمكن أن لا يفهم منها الإرشاد إلى التفسح في المجالس ؟! أو هذه الآية : وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (النساء/86) . ألا يفهم منها بوضوح الأمر برد التحية وآدابها ؟!


أفيأتي التفسح في المجالس والتحية بالنصوص الواضحة الجلية . وهما أمران فرعيان -بل من فروع الفروع- ولا تأتي كذلك (إمامة) علي . وهي أعلى شأناً من النبوة ؟! ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إن لكم فيه لما تخيرون(القلم/36-38).

ولو كانت هذه الآية -وغيرها من الآيات التي يحتج بها الإمامية- دالة على (إمامة) علي لكان هو أول المحتجين بها، وتلك الآثار الواردة عنه في جميع الكتب تصمت صمتاً كاملاً عن ذلك مما يوضح بجلاء أن هذه العقيدة استنبطوها بعيداً عن نصوص القرآن، ثم جاءوا إلى القرآن ليجعلوا منه تابعاً ومحكوماً يوقّع على ما يقولون ويحكمون.


من مواضيع : ناصر بيرم 0 ناصر بيرم يطلب من منتدى أنا شيعي محاور عن (الإمامة) ،،فمن لها

الصورة الرمزية الطالب313
الطالب313
شيعي حسيني
رقم العضوية : 62834
الإنتساب : Oct 2010
المشاركات : 12,168
بمعدل : 2.40 يوميا

الطالب313 غير متصل

 عرض البوم صور الطالب313

  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : ناصر بيرم المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-04-2013 الساعة : 09:05 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر بيرم [ مشاهدة المشاركة ]
آيـة ابتلاء إبراهيم وعلاقتها بـ(الإمامة)

*
زيادة واستطراد

*

أما إذا أردنا الاستطراد من أجل أن لا نحرم القارئ من فوائد وأسرار وحكم والتفاتات قيمة من باب: ولكن ليطمئن قلبي. فنقول: إن الاحتجاج بالآية على (الإمامة) عموماً. و(إمامة) علي خصوصاً مبني على ثلاث مقدمات تحتاج إلى إثبات:

الأولى: أن الإمامة المذكورة جاءت بالمعنى الاصطلاحي عند الإمامية. وليس اللغوي. أي *أنها منصب آخر غير منصب النبوة. وليست وصفاً لازماً لها.

والثانية: أن (الجعل) في قوله تعالى: إنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً قدري تكويني. لا شرعي سببي. حتى تكون (الإمامة) –كالنبوة- هبة من الله لا سعياً من العبد.

والثالثة: أن الآية تتحدث عن شرط (العصمة) بالنسبة لـ(الإمام). وهذا مبني على تفسير الظالم بأنه مطلق من ارتكب ذنباً. وإن تاب منه وأصلح.

وهذا كله لا ينفع. إلا بعد إثبات أن علياً معصوم مع أحد عشر آخرين.إن هذه المقدمات ما هي إلا قضايا ظنية وشبهات افتراضية. فهي لا تصلح دليلاً على أي مسألة اعتقادية . واليك الدليل على ظنيتها. وبعدها الشاسع عن اليقين
*


المقدمة الأولى

*

إمامة إبراهيم هل هي اصطلاحية أم لغوية،أي هل هي منصب آخر غير النبوة ؟ أم هي وصف لازم لها ؟

على شرط أن تثبت كمنصب بالدليل القطعي. الذي لا يتطرق إليه الاحتمال. وإلا بطل الاستدلال.وهذا ينتقض بأمور كثيرة منها:

لفظ (الإمام) مشترك

إن لفظ (الإمام) في الآية لا يمكن العدول به عن معناه اللغوي إلى المعنى الاصطلاحي إلا على سبيل الاحتمال.فاللفظ في أحسن أحواله مشترك بين المعنيين : اللغوي. الذي هو القدوة الذي يؤتم به ويتبع. وبين الاصطلاحي الذي هو منصب آخر غير النبوة.

ترجيح كون الإمامة لغوية وليست اصطلاحية

وهذه جملة أمور ترجح كون الإمامة في الآية لغوية وليست اصطلاحية.

إن قوله تعالى إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً يمكن حمله على أنه جملة مفسرة للجملة السابقة. وهي قوله تعالى: وَإِذْ ابْتَلَى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ…..فتكون وما بعدها تفسيراً للكلمات التي ابتلى الله بهن إبراهيم *.

فأول ما ابتلي به إبراهيم أن أخبره الله تعالى بأنه جاعله للناس إماماً. أي نبياً ورسولاً يقتدي به الناس، والنبي أول ما يوحى إليه بالنبوة، ثم يؤمر بدعوة الناس، وهي الرسالة، فيكون رسولاً، فقوله:إني جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً، أي رسولاً يقتدى به، وكل رسول إمام ولا بد. وإلا كيف كان رسولاً ؟ وليس كل إمام رسولاً.

فالإمامة وصف لازم للرسالة. وليست شيئاً خارجاً عنها حتى يصح القول بأن *الرسول يمكن أن يكون إماماً أو لا يكون. إذ بمجرد أن يكون الرجل رسولاً يكون إماماً. لأن الإمامة من الأوصاف اللازمة للرسالة.

وذلك كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) الأحزاب /45،46.

فإن الشاهد والمبشر والنذير والداعي والسراج المنير ليست مناصب مستقلة عن النبوة، وإنما هي أوصاف لازمة لكل رسول،

- * *ومنها أن الله تعالى لم يجعل إبراهيم خليفة أو حاكماً متصرفاً في أمور الناس، وإنما جعله قدوة ونموذجاً للتأسي والاتباع. و(الإمام) من معانيه في مصطلح الإمامية الخليفة أو الحاكم المتصرف في أمور الناس بتعيين من الله، وليس القدوة المجرد عن ذلك، فلو كان مقصود الله تعالى بالإمامة ذلك، لما تخلف وعد الله لإبراهيم بها على هذا المعنى، ولصار إبراهيم خليفة وحاكماً مطاعاً.

* * * والحاصل: أن الإمامة والخلافة شيئان مختلفان.

ولذلك فرق الله تعالى بين داود وإبراهيم في اللفظ. فقال لداود(يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ (ص:26. بينما قال لإبراهيم(إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً) لأن داود كان خليفة وحاكماً متصرفاً. وإبراهيم لم يكن كذلك.

وعلي لم يأت نص قرآني في خلافته كداود . ولا (إمامته) كإبراهيم !

- * *ومنها أن الذرية الذين طلب إبراهيم لهم الإمامة بقوله: (ومن ذريتي) صرح بمقصوده منهم بقوله:من آمن منهم بالله واليوم الآخر،فهم مطلق المؤمنين، والإيمان وصف عام ليس خاصاً بـ(المعصومين).

وقد كرر إبراهيم اللفظ الدال على التبعيض -وهو الحرف (من)- في الموضعين، لأنه يعلم أن ذريته لا بد أن يكون بعضها -وليس جميعها- فاسقاً، فإنه حين طلب الإمامة لبعض ذريته طلب الرزق معها لهذا البعض، فقال:وَإِذْ قَالَ إبراهيم رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ (البقرة/126، فبين الله له أن الرزق ليس *خاصاً بالمؤمنين - كالإمامة- بل يعم المؤمن والكافر والظالم أو الفاسق، فقال:وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً.

- * *ومنها أن العـهد المذكور في قوله تعالى:لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ، مبهم، فتفسيره بخصوص (الإمامة) المصطلح عليها يحتاج إلى دليل. فقد يكون هو مطلق ما يصح أن يكون به المؤمن إماماً وقدوة، كالقيام على شؤون بيت الله، وما شابه من الأمور الدينية.

وهذا هو الذي تكرر مجيئه في القرآن، كقوله تعالى أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (يس /60،61.

فعهد الله هنا - وهو أعظم عهد- الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك.

. *كما في قولهالَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (الفتح/10.وهذا اقرب إلى معنى اللفظ . بقرينة أن الله تعالى قال بعده مباشرةوَعَهِدْنَا إِلَى إبراهيم وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود (البقرة/125. فتطهير البيت والقيام على شؤونه إذن من العهد الذي لا ينال الظالمين حقاً في شرع الله. ومن هذا الباب سمي إمام المسجد إماماً. وكل من صلى بالناس فهو إمام لهم في تلك الصلاة.



الإمامة تتجزأ

*

وهذا يعني أن الإمامة تتجزأ. فتتسع وتضيق. فقد يكون الإنسان إماماً في مسجد. أو إماماً لمصر من الأمصار. أو يكون إماماً للأمة. أو إماماً للناس كإبراهيم. وهذا هو الذي حصل له. فإن أتباع الديانات السماوية الثلاث يتشرفون بالانتساب إليه، والاقتداء به. وهو أبو الأنبياء. حتى إن رسول الله أوحى الله إليه:أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إبراهيم حَنِيفًا (النحل/123.

وهذه الإمامة لم تتهيأ لأحد من الأنبياء سواه.

إن بعض الأنبياء قد لا يكون إماماً لغير أهله أو قومه. وبعضهم إمامته ليست كاملة من جميع الوجوه المطلوبة للنبي. كيونس الذي قصر في الصبر المطلوب من أمثاله. فنهى الله نبيه محمداً أن يتخذه قدوة فيه. كما جاء في قوله:فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ (القلم/48). أما إبراهيم فهو من أولي العزم الذين أمر الله نبيه محمداً بالاقتداء بهم. فقال: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ(الأحقاف/35).

فالإمامة التي سألها إبراهيم لبعض ذريته من هذا الجنس.وهي قد تحصل لكل مؤمن. بدليل أن الله أرشد عباده جميعاً أن يسألوه إياها وذلك في قوله:وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إماماً(الفرقان/74).

*وعلاقة الإمامة هنا بالأزواج والذرية: هي أن من تصدى لإمامة الناس. إذا كان له زوجة سيئة، وذرية عاقة مشاكسة، انشغل بهم وبمشاكلهم عن مطالب الإمامة. فلم ينجح في أدائها. مما يدل على أن الإمامة ليست منحة قدرية كائنة لا محالة. دون سبب أو سعي من صاحبها.

*
الإمامة قد تكون هي النبوة

*

ومن القرائن التي تناقض الإمامة الاصطلاحية: أن الإمامة التي سألها إبراهيم ربه، تحتمل أن تكون النبوة لا غيرها. من حيث أن النبي إمام. وكيف يكون نبياً وهو لا يصلح أن يكون قدوة وإماماً ؟! فسماه إماماً بالنظر إلى هذه الحيثية. لأن النبوة إنما تكون ابتلاءاً من جهة أنها معنى يسلتزم التقدم بالناس وقيادتهم في الخير ودعوتهم إليه. وهذا هو معنى الإمامة. فيكون الخطاب الإلهي بذلك في أول الوحي لإبراهيم بالنبوة.

*صحيح أنه لم يكن له آنذاك ذرية. لكن لا مانع من توقع وجودهم في المستقبل.

ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى عن إبراهيم:وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ (العنكبوت/27). ولم يقل: الإمامة. ولا مانع من أن نجعل ذلك تفسيراً لقول إبراهيم *في الآية: (ومن ذريتي). واستجابةً لدعائه. فالله حين أخبره أنه جاعله للناس إماماً، طلب أن يجعل هذه الإمامة لذريته. والله قد استجاب دعاءه. وأخبرنا عن ذلك بقوله:وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ.أي شيء جعل في ذريته ؟ قال: النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ. ولم يقل: (الإمامة والكتاب). وهذه قرينة قوية تشهد لما نقول. ومما ينبغي أن يلاحظ أن لفظ (الإمامة) لم يرد في القرآن إنما ورد لفظ (النبوة)*

*
الإمامة والابتلاء

*

وأما القول بأن الابتلاء متقدم على (الإمامة). على اعتبار أنها حصلت كجزاء على النجاح في الابتلاء. كما قال به الطوسي في (التبيان). والطبرسي في (مجمع البيان .ومن المتأخرين (آية الله العظمى) جعفر سبحاني. فهو قول مرجوح من الناحية اللغوية. لأنه لو كان الأمر كذلك لكان الأولى أن يقال: (وَإِذْ ابْتَلَى إبراهيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ فقَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماما). فيؤتى بـ(الفاء) كرابطة، ليكون ما قبلها (وهو الابتلاء) سبباً لما بعدها (وهو الإمامة). وبعدم وجود (الفاء) يترجح كون العبارة تفسيراً – وليس جزاءاً- لما قبلها.

صحيح أن الإمامة في الدين تنال بالصبر والابتلاء القائم على اليقين. ولكن هذه هي الإمامة اللغوية التي هي القدوة. أما الاصطلاحية فهي- على حد قول الإمامية – هبة كالنبوة لا داعي لأن يتقدمها الابتلاء. بل الابتلاء يحصل بعدها. فرسول الله إنما ناله الأذى والابتلاء بعد النبوة لا قبلها. فالنبوة أول الابتلاءات.

والخلاصة أن القول بأن (الإمامة) حصلت كجزاء على الابتلاء – ليسلم الادعاء بأنها منصب متأخر عن النبوة- ظن مرجوح لغة. وأصول العقيدة لا تبنى على الظن الراجح فكيف بالمرجوح!

*
نتائج بناء (الإمامة) على الابتلاء

*

ولو سلمنا جدلاً بهذا القول. وهو أن (الإمامة) تحصل بالابتلاء. فإنه يوقع أصحابه في مطبات وإحراجات تنسف (الإمامة) من الأساس! منها: أن الإمامية يقولون بأن (الإمامة) كائنة مع (الإمام) منذ وجوده. بل (الأئمة) كانوا (أئمة) *قبل خلق آدم *فالقول بحصولها بعد الابتلاء يتناقض مع أصـل قولهم بـ(الإمامة).

وسبب وقوعهم في هذا التناقض. هو أن القول بأن (الإمامة) منصب غير منصب النبوة يحتاج –لإثباته بوضوح من خلال الآية- إلى القول بتأخره عن الابتلاء. ليحصل التمييز بين المنصبين. على اعتبار أن منصب النبوة حصل أولاً . ثم حصل منصب (الإمامة) آخراً. إذن هما منصبان متميزان.

*ولهذا - وحتى يتبين الأمر ويثبت أكثر- وضعوا له تلك الرواية التي تقول بأن الله اتخذ إبراهيم إماماً بعد أن اتخذه خليلاً ورسولاً…الخ

وأغمضوا الطرف عن التناقض بين هذا. وبين قولهم بأن (الإمامة) هبة كائنة مع (الإمام) منذ وجوده.

وهذا يدل على أن قواعد الإمامية تصنع حسب الطلب. فإن احتاجوا لقاعدة وضعوها وإن تناقضت مع قاعدة أخرى وضعوها مسبقاً.

• * * * *وأيضا فإن (الإمامة) إذا كانت إنما حصلت بعد اجتياز الابتلاءات. والنجاح في الامتحانات فقد حصلت بأسباب وسعي من العبد. والإمامية يقولون بأن (الإمامة) –كالنبوة- لا يدَ للعبد في تحصيلها. إنما هي هبة ممنوحة من الرب.

ومن هذه المفاسد والتناقضات: أن بعض (الأئمة) لم يحصل لهم ابتلاء. و قد نالتهم (الإمامة) –حسب العقيدة الإمامية- بلا سابق امتحان. مثل محمد الجواد. وابنه علي. وكذلك (المهدي). إذ حصلت لهم (الإمامة) منذ الطفولة. كما اعترف بذلك جعفر سبحاني بقوله: قد بلغ بعض الأئمة المعصومين لدى الشيعة إلى القمة من الكمال والصلاح من دون أن يتعرضوا للابتلاء.


لا علاقة للعصمة من الظلم بـ(الإمامة)

*

إن (العصمة) -التي حصل التشدد في اشتراطها لـ( الإمامة). بحيث لو وقع ذنب من إنسان ولو لبرهة من حياته وإن تاب وأصلح كان مانعا من الإمامة – لا يوجد دليل معتبر عليها. بل الأدلة إلى غير جانبها.

ويكفينا في هذا الموضع دليل واحد. هو أن آدم وقع في الخطيئة، وارتكب الظلم بنص القرآن كما قال تعالى:وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (البقرة/35).

فالأكل من الشجرة يجعل الآكل من الظالمين وقد أكل آدم منها ولذلك اعترف هو وحواء قائلين:رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (الأعراف/23).

إن هذا ينقض (العصمة). ويجعل التائبين – كآدم- غير مشمولين بوصف الظلم المذكور في قوله سبحانه: لا ينال عهدي الظالمين أي أن العصمة -والتي من شروطها عدم حصول ذنب سابق- ليست مقصودة في الآية التي هي موضع الاحتجاج.

*

*
إمامة الأشرار

*

ومما يبين بطلان منصب (الإمامة) بوضوح: أن الله تعالى تحدث لنا عن إمامة أخرى هي إمامة الأشرار، وذكر أنها (بجعل) منه فاستعمل اللفظ نفسه في الإمامتين، كما قال تعالى عن فرعون وملئه:وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ (القصص/41). فقد جعل الله تعالى للكفر والشر أئمة يقتدى بهم وسماهم (أئمة): فقاتلوا أئمة الكفر (التوبة/12) كما جعل للإيمان والخير أئمة يقتدى بهم.

ولا شك أن إمامة الأشرار ليست منصباً يتم بالتعيين الإلهي مع كونها بـ(جعل) من الله، فكذلك إمامة الأخيار لأن اللفظ المخبر عن الإمامتين واحد. فلو كان اللفظ (جعلناهم أئمة) يعني أن الإمامة منصب لكانت كذلك إمامة الأشرار. لأن اللفظ واحد في الإمامتين: فهنا قال:وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وهناك قال:وَجَعلْنَاهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا (الأنبياء /73). وقال:وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا(السجدة/24).

ومن هنا صح أن يدعو كل مؤمن قائلاً: اجعلني للمتقين إماماً. كما يدعو ويقول: اجعلني فائزاً اجعلني خاشعاً.. وهكذا.

وبالجملة فقد صار القول بأن الإمامة منصب غير النبوة غايته أن يكون مجرد ظن وشبهة. بينه وبين القطع واليقين مفاوز ومسافات تنقطع دونها الآمال. وأصول العقيدة مبناها على اليقين ، لا على الظن فبطل الاستدلال .

*
المقدمة الثانية

*

هل (الجعل) في الآية قدري أم سببي؟

وهذا جنحوا إليه من أجل إبطال إمامة الصديق وصحة خلافته -بل الخلافة الإسلامية على مر التاريخ!- على اعتبار أنها تمت باختيار من الناس. لا بنص و تعيين أو (جعل) من الله. فهو من جنس (قواعد تحت الطلب) .

والآن لنا أن نسأل: ما الدليل القطعي على أن (الجعل) في الآية قدري تكويني. لا شرعي سببي. واللفظ -في أصله- يحتمل الأمرين ؟!

إن كل حركة في الكون إنما هي بقدر من الرب. لكن بعضها قدري محض لا دخل للأسباب البشرية في حدوثها، كلون البشرة وصورة الوجه ودوران الأرض وإشراقة الشمس. وبعضها يتوقف على هذه الأسباب.

الذرية - مثلاً- تكون بقدر من الله، لكن لا بد من الزواج كسبب لولادتهم ووجودهم، وكذلك الزرع والرزق والذهاب والمجيء، كلها بقدر و(جعل) من الله،

*
هذا هو الجعل الشرعي السببي

*

فحينما نقول: إن (الجعل) سببي لا نقصد استقلاله عن القدر، وإنما نقصد اشتراكهما فيه معاً لإيجاد ما بني عليه. أما إذا قلنا: إن (الجعل) قدري فنقصد به استقلاله عن السبب البشري، وهذا واقع لا محالة، بخلاف (الجعل) السببي الذي قد يقع وقد لا يقع.

والملاحظ أن إبراهيم سأل عدة أشياء له ولذريته، واللفظ واحد في جميع هذه الأسئلة وهي:

قَالَ إِنِّي جَاعلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي (البقرة/124) .

رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ (البقرة/128).

رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي (إبراهيم/40).

وقد اشتركت الأسئلة الثلاثة (الإمامة والإسلام والصلاة) بلفظ (جعل) . ولفظ (ومن ذريتي) مما يشير إلى أن (الجعل) *فيها واحد، وأن الإمامة هي من جنس بقية الأسئلة لا علاقة لها بعصمة أحد أو تعيينه من الله.

والنتيجة أن أعلى ما يطمع فيه المحتج بالآية، أن اللفظ يحتمل الأمرين، فعاد الأمر إلى الظن والاحتمال . فبطل الاستدلال.والجنة لا تنال إلا بعمل العبد.

فكل (جعل) هنا متوقف على سبب، وكذلك (الجعل) في قوله تعالى: إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً. والدليل -كذلك- قولهم : إنه حصل بعد الابتلاءات واجتياز الامتحانات. إذن هو متوقف على هذه الأسباب، ولولاها لما حصل أثره وهو الإمامة.

فما علاقة ذلك بالتعيين الإلهي ؟!

ومما يبطل الاحتجاج بالآية تماماً : أن (الإمامة) التي أثبتها الإمامية لـ(الأئمة) قدرية كائنة مع الإمام منذ وجوده. وإمامة إبراهيم -والقول لا زال للإمامية –حادثة بعد أن لم تكن. فهي ليست قدرية تكوينية. فإما أن تكون (الإمامة) حادثة كإمامة إبراهيم فهي ليست (الإمامة) التي أثبتوها لـ(الأئمة). وأما أن تكون غيرها فلا وجه للاحتجاج لها بإمامة إبراهيم.

*
المقدمة الثالثة

*

هل إن قوله: لا ينال عهدي الظالمين يستلزم (العصمة) من الذنب ؟

وهذا التقرير استنتاج وليس نصاً صريحاً، والأصول مبناها على النصوص الصريحة وليس على الاستنتاج أو الاستنباط.

إن هذا المعنى بعيد جداً عن النص ولا يخطر على البال مهما تفكر فيه القارئ إلا إذا كان في ذهنه من البداية، وهو يلف ويدور يبحث له عما يؤيده من النصوص المشتبهة والمحتملة ولو بتكلف شديد.

إن الأمر مبني على أن لفظ (الظالمين) يشمل كل من كان قد سبق منه ظلم - شركاً كان أم معصية- وإن تاب وأصلح.

يقول محمد حسين الطباطبائي في تفسيره (الميزان): إن المراد بالظالمين في قوله تعالى: ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين مطلق من صدر عنه ظلم ما من شرك أو معصية. وإن كان منه في برهة من عمره ثم تاب وصلح .أهـ

إن أول ما يبطل هذا القول أن تعرف أنه دعوى بلا دليل. فإن لفظ (الظالمين) جمع (ظالم) والظالم اسم للمتلبس بالظلم المقيم عليه أما من تاب وانخلع منه فلا يسمى ظالما وإلا لم يدخل أحد من التائبين الجنة لأنهم (ظالمون)، والله تعالى يقول:ألا لعنة الله على الظالمين(هود/18) وتوعدهم بالعذاب فقال:إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها (الكهف/29) ومثله في القرآن كثير.

فكيف يصح أن يقال: (إن المراد بالظالمين في هذه الآية مطلق من صدر عنه ظلم ما من شرك أو معصية وإن كان منه في برهة من عمره ثم تاب وصلح) ؟! إذن كل المسلمين في النار!

ولا شك أن قولاً هذه نتيجته هو من أفسد الأقوال وأبطلها. فبطل ما بني عليه من (العصمة) و(الإمامة) عموماً. و(عصمة) و(إمامة) أحد من الناس بعينه خصوصاً.

إن (الظالم) اسم مشترك بين المشرك أو الكافر الخارج عن الملة، وبين الفاسق أو العاصي المسرف على نفسه من أهل الملة ما دام مقيماً على فسقه وعصيانه.

*وهو اسم يشمل من خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، وغلبت سيئاته على حسناته وهؤلاء لا يكونون أئمة يقتدى بهم ما داموا مقيمين على ما هم عليه.

وذلك كقوله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ: وهو الذي اجترح من السيئات وترك من الواجبات ما صار به مقصراً عن درجة النجاح.ومنهم مقتصد: وهو من ترك ما استطاع من السيئات، وعمل بما استطاع من الواجبات. وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ (فاطر/32) وهو الذي عمل على قدر استطاعته، فأتى بالواجبات والمستحبات وترك المحرمات والشبهات والمكروهات.

فالإمامة مقصورة على الصنفين الأخيرين دون الصنف الأول ومثله قوله تعالى وهو يذكر إبراهيم:

وباركنا عليه وعلى إسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين (الصافات/113) .

هذا هو مقصود آية إبراهيم. فما علاقة (العصمة) بها؟!

*
الخطيئة السابقة لا تناقض الإمامة

*

ويؤيد ذلك أن آدم نصص الله على (جعله) خليفة بقوله تعالى: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً (البقرة/30) وهو يشمل آدم قطعاً، فآدم أول خليفة وأول إمام، وقد أسجد الله تعالى له ملائكته، فالملائكة -فما دون- تبع لآدم. وهذه الإمامة هي السبب في حسد إبليس وعداوته له، كما حسد الفرس العرب على إمامتهم ورئاستهم التي ابتدأت بالصديق.

وقد اصطفاه الله تعالى فقال: إن اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إبراهيم وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (آل عمران/33) . والاصطفاء مما يحتج بها الإمامية على (الإمامة) ومع هذا صرح الله تعالى بذكر ظلمه ومعصيته، وأنه كان وزوجه من (الظالمين) في عدة مواضع من القرآن، منها ما جاء في سياق ذكر خلافته، وهو قوله تعالى: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (البقرة/35) .

وقد أكلا من الشجرة فكانا من الظالمين واعترفا صراحة بتحقق وصف الظلم فيهما، وذلك في قوله تعالى عنهما:قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (الأعراف/23)

وقال أيضاً: وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى(طه/121) .

وقال:وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْما(طه/115) .

وفيه ذكر العهد، فالعهد نال آدم رغم ظلمه السابق لأنه تاب واستغفر وأناب كما قال سبحانه: فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(البقرة/37) . فهو ليس من (الظالمين) الذين لا ينالهم عهد الله.

وكذلك سليمان ، وقد قال الله عنه:وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي(ص/34-35).

وقبلها ذكر قصة انشغاله بالخيل حتى فاتته صلاة العصر. وجاء ذلك مصرحاً في رواية لابن بابويه القمي عن جعفر الصادق أنه قال : (إن سليمان بن داودعرض عليه ذات يوم بالعشي الخيل فاشتغل بالنظر إليها حتى توارت الشمس بالحجاب فقال للملائكة ردوا الشمس علي حتى اصلي صلاتي في وقتها) مما يدل على أن التوبة بعد الخطيئة لا تحرم العبد من الفضل . بل ترتفع به فيكون أقرب إلى الرب الذي يحب التوابين ويحب المتطهرين. ولولا الذنب لما حصلت التوبة والتطهر. الذي به ينال العبد حب الرب. (ومن المعلوم أنه قد يكون التائب من الظلم أفضل ممن لم يقع منه. ومن اعتقد أن كل من لم يكفر ولم يذنب أفضل من كل من آمن بعد كفره واهتدى بعد ضلاله وتاب بعد ذنوبه، فهو مخالف لما علم بالاضطرار من دين الإسلام. فمن المعلوم أن السابقين أفضل من أولادهم ، وهل يشبِّه أبناء المهاجرين والأنصار بآبائهم عاقل؟)وهذا كله يتناقض مع تفسير علماء الإمامية للفظ (الظالمين) الذي بنوا عليه القول باشتراط العصمة من الآية.


مخالفة (العصمة) لظاهر القرآن

*

ثم إن عصمة الأنبياء المطلقة من الأخطاء والذنوب مخالفة لظاهر القرآن، ولا يمكن القول بها إلا على سبيل الظن بعد التكلف الشديد والتعسف الواضح في تأويل النصوص القرآنية لإخضاعها وجعلها ذيلاً تابعاً للآراء محكوماً بها لا حاكما عليها.

. فالقرآن تابع في سورة متبوع، والله تعالى يقول:اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ(الأعراف/3).

اقرأ قوله تعالى عن موسى حين قتل نفساً لا يحل قتلها: قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (القصص/15-16) . والآيات تصرح بارتكاب موسى لظلم قتل النفس وتوبته منه فكيف اختاره الله رسولاً إماما ؟! وهل هناك أعظم ذنبا بعد الشرك من القتل ؟!

فأين: العصمة المطلقة ؟

وأين: من ارتكب ظلما في برهة من عمره فهو من (الظالمين) وإن تاب وصلح ؟!

والقرآن فيه الكثير من الآيات التي تذكر للأنبياء

أحوالا وأخطاء عاتبهم الله أو عاقبهم عليها

بل إن كبار علماء ومفسري الإمامية أجازوا صدور الكفر والشرك من الأنبياء أول حياتهم، معتمدين على ظاهر معنى بعض الآيات. من ذلك قوله تعالى:وَكَذَلِكَ نُرِي إبراهيم مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِين فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ(الأنعام/75-78) .

ذكر الطوسي في تفسيره (التبيان) أربعة أوجه لمعنى الآية:

ملخص الوجه الأول والثاني بالنص: (إن هذا القول كان من إبراهيم في زمن مهلة النظر …فلما أكمل الله عقله وخطر بباله ما يوجب عليه النظر وحركته الدواعي على الفكر والتأمل له قال ما حكاه الله لأن إبراهيم لم يخلق عارفاً بالله وإنما اكتسب المعرفة لما أكمل الله عقله) أو (إن ما حكى الله عن إبراهيم في هذه الآية كان قبل بلوغ وكمال عقله ولزوم التكليف له غير أنه لمقاربته كمال العقل خطرت له الخواطر وحركته الشبهات والدواعي على الفكر فيما يشاهده من هذه الحوادث).

وملخص الوجه الثالث والرابع بالنص: (إنما قال ذلك على سبيل الإنكار على قومه) أو (على وجه المحاجة لقومه بالنظر). ولم يرجح واحداً من هذه الوجوه . بل أبقى الأمر معلقاً محتملاً.وما رواه القمي في تفسيره [1/207] قال: وسئل أبو عبد الله (ع) عن قول إبراهيم (ع):" هذا ربي" ، هل أشرك في قوله: هذا ربي؟ فقال: من قال هذا اليوم فهو مشرك. ولم يكن من إبراهيم شرك، وإنما كان في طلب ربه وهو من غيره شرك.

*
انهيار الحجة

*

وبانهيار المقدمات الثلاث تنهار النتيجة المبنية عليها، كما ينهار البناء إذا انهار أساسه.

إن الاحتجاج بالآية على (الإمامة) عموماً يحتاج إلى الإثبات القطعي لهذه المقدمات . وذلك مستحيل لأن الأمر في أحسن أحواله راجع إلى الظن والاحتمال . وأصول الاعتقاد مبناها على أساس القطع واليقين . وحيث لم يثبت الأساس فلا بناء . فبطل الاحتجاج بالآية على (الإمامة). لا ذكر لعلي ولا أحد من (الأئمة) الاثني عشرفي الآية

وعلى افتراض صحة هذه المقدمات جدلاً، *فالاحتجاج بها على إمامة علي أو غيره ممن ادعيت لهم (الإمامة) لا يستقيم للأسباب الآتية:

1- إن هؤلاء غير مذكورين صراحة في نص الآية، بل ولا إشارة! فالآية تتكلم عن إمامة إبراهيم وليس عن إمامة علي أو أحد غيره فإقحامهم فيها محض تخرص وافتراض لا سند له إلا شبهات، لا يمكن بحال أن ترقى إلى اليقين الذي هو أساس ابتناء الأصول. ولقد نص الله تعالى في كتابه على خلافة داود . بينما الأمة بحاجة إلى النص على إمامة علي وخلافته أكثر من النص على إمامة إبراهيم وخلافة آدم وداود . فلا يعقل أن ينص الله على أمر كمالي . ويترك النص على أمر أساسي أصولي! ومن الملاحظ أن كل الأمور العظيمة المشتركة بين الشرائع القديمة وشريعة الإسلام -كالتوحيد والنبوة والمعاد والصلاة والزكاة والصيام وحرمة القتل والزنا والسرقة- يصرح الله بذكرها في تلك الشرائع . ثم يعود ليؤكد ذكرها صراحة مرة أخرى في شريعة الإسلام بالنصوص القرآنية الواضحة . فلو افترضنا جدلاً أن (الإمامة) موجودة في الشرائع القديمة . فلماذا لم يؤكد الله تعالى ذكرها في شرعنا بالنصوص القرآنية التي تصرح بذكر (الإمامة) عموماً، و(إمامة) علي و(الأئمة) من بعده خصوصاً؟. فعاد القول (بإمامة) علي احتجاجاً بالآية إلى المتشابه لا إلى المحكم، وذلك دليل بطلانه.

2- إن استنباط (إمامة) علي من الآية -بناءاً على أن علياً لم يقع منه شرك أو ذنب- لا يمكن القطع به وإنما هو دعوى -ودعوى عظيمة- تحتاج إلى دليل قطعي من خارج الآية، وإلا فإن الآية لا تنص على علي ولا على عصمته، فضلاً عن غيره، فاحتاجت الآية إلى حجة من خارجها فبطل الاستدلال بها.

3- إن القول (بعصمة علي) دعوى تحتاج -كما قلت- إلى نص قرآني صريح . وذلك مفقود - والأمر مبناه على الافتراض الظني وذلك لا ينفع في الأصول .

*
وأخيراً

*

وأخيراً نقول: هل يعقل أن تكون هذه الآية المحتملة لهذه الوجوه التي لا تحصى من الاختلافات- حجة على العباد في أصل من أصول الدين . يتوقف على ثبوته الإيمان . ويلزم من إنكاره الكفر ؟!

أعط الآية لرجل دخل في الإسلام لأول وهلة لم يسمع بموضوع (الإمامة) و(العصمة) وعلي والحسن والحسين………الخ . غير أنه يحسن العربية . ثم انظر هل يمكن أن يفهم منها (إمامة) شخص هو علي؟ أو (إمامة) اثني عشر معصوماً أوجب الله الإيمان بإمامتهم؟!

يستحيل ذلك ولو قرأ الآية ألف مرة *!

لكن أعطه هذه الآية مثلاً : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (الأنفال/74) .إنه سيقول لك بداهة : إن الآية تتحدث عن إيمان حقيقي يثبته الله لصنفين من الناس : صنف آمن وهاجر وجاهد . وصنف آوى ونصر -أي المهاجرين والأنصار- وستكون النهاية المغفرة لهم ، والجزاء بالرزق الكريم. بل أعطه هذه الآية : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحْ اللَّهُ لَكُمْ (المجادلة/11). هل يمكن أن لا يفهم منها الإرشاد إلى التفسح في المجالس ؟! أو هذه الآية : وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (النساء/86) . ألا يفهم منها بوضوح الأمر برد التحية وآدابها ؟!

أفيأتي التفسح في المجالس والتحية بالنصوص الواضحة الجلية . وهما أمران فرعيان -بل من فروع الفروع- ولا تأتي كذلك (إمامة) علي . وهي أعلى شأناً من النبوة ؟! ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إن لكم فيه لما تخيرون(القلم/36-38).

ولو كانت هذه الآية -وغيرها من الآيات التي يحتج بها الإمامية- دالة على (إمامة) علي لكان هو أول المحتجين بها، وتلك الآثار الواردة عنه في جميع الكتب تصمت صمتاً كاملاً عن ذلك مما يوضح بجلاء أن هذه العقيدة استنبطوها بعيداً عن نصوص القرآن، ثم جاءوا إلى القرآن ليجعلوا منه تابعاً ومحكوماً يوقّع على ما يقولون ويحكمون.


بسم الله الرحمن الرحيم كان المفروض بك ان تنقل فقط هذا الرابط وينتهي الامر بدون نسخ ولصق وتفضلوا انظروا الى هذا الناسخ الذي لايعرف اي شي ولايعرف النقاش ابدا ولايعرف سوى النسخ واللصق

فعندما نجيبه لايعرف ان يجيب الا الهروب

تفضلوا اضغطوا على هذه الجمله وسيظهر لكم الموضوع

ناصرررررررررررررررر بيرم الناسخ الالصق

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%...%D8%AF%D8%B172

والان عيب عليك ان تنسخ هذه الجرائد واقسم برب السماء استطيع الاجابه عليها كلها وانا اردتك ان تصل الى هذه الدرجه من الاساغباء حتى انقل لك بحث من مده تقريبا سنه وضعته على هذه الايه وبالدليل انها تخص الاثني عشر وساضعه في المشاركه التاليه بعد ان اجيب عليك

والان ياناسخ استحي ولكن ان لم تستحي فافعل ماشئت


توقيع : الطالب313


اسحب نسختك --صب الحميم على رؤوس اصحاب التجسيم
اضغط



من مواضيع : الطالب313 0 خالد الوصابي يثبت (العصمة+والوحي+والتشريع+ والنبوة)لعمر ابن الخطاب
0 #زومبي_زومبي_زومبي تابع المقطع ستصدم
0 مجدد العصر الالباني - يقول ان يد الله تبارك وتعالى غير أذنه- فيثبت الاذن لمعبوده
0 مجدد العصر الالباني - يقول ان يد الله تبارك وتعالى غير أذنه- فيثبت الاذن لمعبوده
0 معبود الوهابية الشاب الامرد يكشر عندما يضحك ويبتسم

ناصر بيرم
مــوقوف
رقم العضوية : 77949
الإنتساب : Apr 2013
المشاركات : 20
بمعدل : 0.00 يوميا

ناصر بيرم غير متصل

 عرض البوم صور ناصر بيرم

  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : ناصر بيرم المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-04-2013 الساعة : 06:52 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

،،،أدعوا الله لي ولكم الهداية فالعين تبكي والقلب يخشع خوفا من الآخرة اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه،،،،

سأغيب أيام قليلة وأرجع لننتقل إلى الدليل الآخر ..اللهم إجعل أعمالي خالصة لوجهك ولا تجعلها نفاقا وكبرا


من مواضيع : ناصر بيرم 0 ناصر بيرم يطلب من منتدى أنا شيعي محاور عن (الإمامة) ،،فمن لها

الصورة الرمزية الطالب313
الطالب313
شيعي حسيني
رقم العضوية : 62834
الإنتساب : Oct 2010
المشاركات : 12,168
بمعدل : 2.40 يوميا

الطالب313 غير متصل

 عرض البوم صور الطالب313

  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : ناصر بيرم المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-04-2013 الساعة : 09:10 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر بيرم [ مشاهدة المشاركة ]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

،،،أدعوا الله لي ولكم الهداية فالعين تبكي والقلب يخشع خوفا من الآخرة اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه،،،،

سأغيب أيام قليلة وأرجع لننتقل إلى الدليل الآخر ..اللهم إجعل أعمالي خالصة لوجهك ولا تجعلها نفاقا وكبرا


جيدلاتنسى ان تنظف الجبل الذي ستهرب خلفه

وبعد ان لم تجب عن اي شي فقط فالح بالنسخ واللصق هاك الاثبات انها تخص ال البيت-ع- حصرا اتمنى ان تفهم ولااظنك

ولعلمك هذا موضوع قديم من قرابه السنه كتبته ولك ان تتاكد والموضوع باكثر من منتدى واقراه جيدا وعسى ان تكف من النسخ واللصق
وكنت متقصد ان لا ادخل فيه الا ان يغلب حمارك ونعرف من اين تاتي بالامور

والان هاكها صفعه حيدرية علويه

==============

الاول.....القران الكريم حيث استخدمت طريقه تفسير القران بالقران

الثاني......الحديث النبوي من مصادر السنه الملزم لهم
ثالثا.........كلام شيخهم(ابن تيميه)والزامهم به مع بعض العلماء
بالاضافه الى التحليل العقلي
وهذه النقاط هي ماسترونه في هذه البحوث وبالذات البحث الاول
وبه نستعين
الدليل الاول.................ايه الخلافه الابراهيميه
المبحث القراني

قال تعالى ((وأذا أبتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين


من المعلوم ان ابراهيم عليه السلام كان نبيا ورسولا قبل هذا الخطاب ومن المعلوم ايضا ان الانبياء مقاماتهم ترتفع لا تتسافل فبهذا نرى ان الله تعالى رفع مقام ابراهيم بحيث قال له

((اني جاعلك للناس اماما)) وفي متن الاية ((لاينال عهدي الظالمين)) اي ان هذا المقام عهد الله الى ابراهيم ولم يكن مخصصا لابراهيم فقط بدليل الاية ((قال ومن ذريتي)) ، أجابه الله تعالى ((لاينال عهدي الظالمين)) فنقول ان كل ذنب ظلم لقوله تعالى ((ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه)) اي انه من تعدى بالمحارم والمكروهات وترك الواجبات والمستحبات يعتبر بذلك ظلم وهذا مخصص بالانبياء لان عندهم ترك الاولى محرمً عليهم ذلك من قبيل صلاة الليل ، ونرجع اي ان عهد الله لا يناله من كان له ظلم مقدار ذره وبنص هذه الاية يتبين ان جميع الانبياء والاوصياء والمصطفين جميعهم من بعد ابراهيم من ذريته بنص الاية هذه وبنص الاية التاليه قال تعالى


قال تعالى




(وجعلنا في ذريته النبوه والكتاب)


ومن الايتين يتبين ان مقام الامامه الذي اكتسبه ابراهيم والعهد الالهي اعطته خاصيتين


1.النبوه

2.الكتاب

وعندما ناتي ونبحث اين جعل الله النبوه في صلب ابراهيم وفي اي ايه قرانيه نجدها

نجدها كالشمس في الايه التاليه













((وتلك حجتنا أتيناها أبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وألياس كل من الصالحين واسماعيل واليسع ويونس ولوطاً وكلاً فضلنا على العالمين ومن ابائهم وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم وهديناهم الى صراط مستقيم)) {سورة الانعام – أية 83}.
ولتحليل الايتين يتبين انه من الواضحات ان النبوه حصرت في ذريه ابراهيم من فرع اسحاق ومن المعلوم ان لاابراهيم فرعين الاول اسحاق واسماعيل


فمن الايه التي في سوره الانعام تبين ان النبوه جعلت في فرع اسحاق والامر واضح



واذا رجعنا الى مقام الامامه الذي طلبه ابراهيم لذريته في الايه الاولى ولنكتبها مره اخرى




وأذا أبتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال


ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين


نجد الايه وبكل وضوح تتحدث عن الطلب خاصه لذريته


احفظواهذه الكلامه(ومن ذريتي)

وعندمانقارن هذه الايه بايه اخرى تتبين وبكل وضوح من المقصود بهذه الكلمه

قال تعالى في سوره ابراهيم






رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ


مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ


والان بكل وضوح بجد تشابه اللفظين في ايه الخلافه الابراهيميه والايه التي في سوره ابراهيم بكلمه(من ذريتي)

-----
ودليل ان ذريتهما بالتسميه اللفظيه واحده في القران تابعوا هذه الايه
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيم

والان لنعرف من الرابط في ومن ذريتنا
تابعوا التفاسير معي
------------
تفسير البغوي--ومن ذريتنا ) أي أولادنا ( أمة ) جماعة ، والأمة أتباع الأنبياء ( مسلمة لك ) خاضعة لك

والرابط
http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=60&idto=60&bk_no=51&ID=59


---------
تفسير القرطبي-قوله تعالى : ومن ذريتنا أمة مسلمة لك أي ومن ذريتنا فاجعل ، فيقال : إنه لم يدع [ ص: 121 ] نبي إلا لنفسه ولأمته إلا إبراهيم فإنه دعا مع دعائه لنفسه ولأمته ولهذه الأمة . ومن في قوله : ومن ذريتنا للتبعيض ; لأن الله تعالى قد كان أعلمه أن منهم ظالمين . وحكى الطبري : أنه أراد بقوله ومن ذريتنا العرب خاصة . قال السهيلي : وذريتهما العرب ; لأنهم بنو نبت بن إسماعيل

والرابط
http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=2&ayano=12 8


-------------

تفسير الطبري-"ومن ذريتنا أمة مسلمة لك " ، فإنهما خصا بذلك بعض الذرية ، لأن الله تعالى ذكره قد كان أعلم إبراهيم خليله صلى الله عليه وسلم قبل مسألته هذه ، أن من ذريته من لا ينال عهده لظلمه وفجوره . فخصا بالدعوة بعض ذريتهما .

وقد قيل : إنهما عنيا بذلك العرب

الرابط
http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&surano=2&ayano=12 8


-----------------------

تفسير المنار-محمد رشيد رضا

قال الأستاذ الإمام : أضافا الذرية إلى ضمير الاثنين للدلالة على أن المراد الذرية التي تنسب إليهما معا وهي ما يكون من ولد إسماعيل ، اللفظ ظاهر في هذا المعنى ويرجحه الحال والمحل الذي كانا فيه ، وعزم إبراهيم على أن يدع إسماعيل في بلاد العرب داعيا إلى توحيد الله ، وإسلام القلب إليه ، ويرجع هو إلى بلاد الشام ، وكذلك الدعاء لهذه الذرية بأن يبعث الله فيهم رسولا منهم كما سيأتي

والرابط


http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=65&ID=96&idfrom=110&idto=11 2&bookid=65&startno=1



----------------------
اضواء البيان في ايضاح القران بالقران

\ 2 ، 3 ] ; لأن الأميين العرب بالإجماع ، والرسول المذكور نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - إجماعا ، ولم يبعث رسول من ذرية إبراهيم وإسماعيل إلا نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم - وحده .
http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=64&surano=2&ayano=12 8
--------------------------
مهم جدا
اذن هذه الايه تاكيد على ان المراد بذريتنا الجمع بين ابراهيم واسماعيل ولكن تتبعوا الايه التاليه كيف فصل ابراهيم واسحاق من نفس اللفظه







ولو تتبعنا الامر كماهومعلوم من المقصود في الايه من سوره ابراهيم من جعله ابراهيم واسكنه بوادي غير ذي زرع من امره الله تعالى ان يبعده هو

حصرا نقولها(اسماعيل)

والكلام كلام نبي يعرف ماذا يقول وماذا يتكلم وايضا لو تتبعنا الامر لعرفنا ان الايه الاولى مصداقها التاريخي متى هوفي منتصف حياه ابراهيم عندما رزقه الله باسماعيل


اما ايه الخلافه الابراهيميه من الواضحات ان هذا المقام والعهد الالهي استحقه ابراهيم في اواخر عمره ولعلم النبي ابراهيم ان النبوه حصره في ولده من اسحاق طلب الامامه من ذريتيه لااسماعيل والامر واضح جلي



وقديقول السائل هل اسحاق ليس من ذريه ابراهيم؟

نقول هو من صلبه فعندمااراد ابراهيم ان يجمع جميع ولده في امر قال(بني)ونرى هذا الامر تجلى بالايه التاليه










(واذقال ابراهيم رب اجعل هذا البلد امناواجنبنيوبني ان نعبد الاصنام)


وللزياده في التاكيد نضع الدليل الحاسم على ان المقصود من ايه الخلافه الابراهيميه وايه (اني اسكنت)هو اسماعيل حصرا


قال تعالى(سلام على ابراهيم.كذالك نجزي المحسنين.انه من عبادنا المؤمنين.وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين.وباركنا عليه وعلى اسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين)الصافات


فنجد القران الكريم فرق بين الذريتين ذريت ابراهيم وذريت اسحاق



وهذا بالنظر العادي محال لان اسحاق ابن ابراهيم المباشر كيف لم يدخل في ذريته تحت سقف الايه

الجواب هو ماذكرناه ان ذريت ابراهيم قصد بها في القران هو اسماعيل

وعندمااردا ان يجمع جميع ولد ابراهيم قال(بني)


فنستنتج من هذه الايات التالي



1.المتكلم نفسه في الايتين الخلافه الابراهيمه وايه السكن
2.تشابه اللفظ والمعنى(ومن ذريتي )ا
3.الانبياء من صلب ابراهيم من فرع اسحاق من الايه من سوره الانعام
4.تبين ان المراد من الذريه في دعاء ابراهيم وطلبه هو حصرا(اسماعيل)

الى هنا انتهى المبحث القراني












2.المبحث الروائي
يكون اثنا عشر أميرا فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنه قال : كلهم من قريش
الراوي: جابر بن سمرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7222
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]




-----------------------

يكون من بعدي اثنا عشر أميرا ، قال : ثم تكلم بشيء لم أفهمه ، فسألت الذي يليني فقال : قال : كلهم من قريش

الراوي: جابر بن سمرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2223


خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح




----------------------------------


يكون من بعدي اثنا عشر أميرا كلهم من قريش

الراوي: جابر بن سمرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 8157


خلاصة حكم المحدث: صحيح





والرابط







اضغط على هذه الجملة------علي ولي الله حقا









ولو تتبعنا الفاظ الوارده في الاحاديث
اثنا عشر اميرا
اثناعشرخليفه
اثناعشرنقيباكنقباء بني اسرائيل
ومن هنا
لو ربطنا الامر مع المبحث القراني لوجدنا ان الامامه تتلخص في صلب ابراهيم من فرع اسماعيل بطريق النبي(ص)وهم الخلفاء والامراءوالنقباء ولكن هناك شرط
ان يكونوا من صلب النبي وهذا ماطلبه ابراهيم منذ البدايه(ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين)
فوجب ان تكون من هذا الطريق وان تخلوا من الظلم بشتى انواعه وهذا ماقاله تعالى (لاينال عهدي الظالمين)
3.كلام شيوخهم وبالذات ابن تيميه



كلام ابن تيميه حول البشارات ومن هم

منهاج السنه النبويه

في نقض كلام لشيعه القدريه
الجزء الثامن
ص238

قال لايزال هذا الامرعزيزا الى اثنى عشر خليفه كلهم من قريش


ولفظه البخاري(اثنى عشراميرا)

وهكذا فكان الخلفاء

ابوبكر وعمر وعثمان

وعلي

ومعاويه وابنه يزيد ثم عبد الملك واولاده الاربعه وبينهم عمر بن عبد العزيز وبد ذلك حصل في دوله الاسلام.....)


وفي صفحه241

لايزال هذا الدين عزيزا ماتولى اثنا عشر خليفه كلهم من قريش

وهؤلاء الاثناعشر خليفه هم المذكورين في التوراه


حيث قال في بشارته باسماعيل

(وسيلد اثنى عشر عظيما)

اقول انا الطالب 313 الله اكبر

من ضمن المبشر بهم يزيد ومعاويه وابناء مروان ابن الحكم

والوثائق










وهذا ماقلناه سابقا


ان الامامه من ذريت ابراهيم فرع اسماعيل وهذا ماصرح به ابن تيمه

(وسيلد اثنى عشر عظيما)


وهذا مااقره امام السنه وشيخهم انه سيولد من اسماعيل 12عظيما


خليفه اميرا


وهل يعقل انهم هم الذين قال بهم ابن تيميه


ومن ضمنهم يزيد ومعاويه واولاد مروان ابن الحكم الذي لعنه رسول الله وهو في صلب ابيه ويزيد الذي هتك الحرمات ومعاويه شارب الخمر

هل هؤلاء الذين بشرا الله بهم في التوراه وهم بشاره اسماعيل

قتله ملعونين شاربي خمور هاتكين الحرمات
واخيرا اقول حاشا لله من هذا الكلام هم ال البيت الاطهار الذين طهرهم الله من الرجس
عليهم السلام
فالسلام عليهم يوم ولدوا ويوم استشهدوا ويوم يبعثون احياء
والسلام على القائم المنتظر عج
المؤمل الغائب

والسلام











توقيع : الطالب313


اسحب نسختك --صب الحميم على رؤوس اصحاب التجسيم
اضغط



من مواضيع : الطالب313 0 خالد الوصابي يثبت (العصمة+والوحي+والتشريع+ والنبوة)لعمر ابن الخطاب
0 #زومبي_زومبي_زومبي تابع المقطع ستصدم
0 مجدد العصر الالباني - يقول ان يد الله تبارك وتعالى غير أذنه- فيثبت الاذن لمعبوده
0 مجدد العصر الالباني - يقول ان يد الله تبارك وتعالى غير أذنه- فيثبت الاذن لمعبوده
0 معبود الوهابية الشاب الامرد يكشر عندما يضحك ويبتسم

الصورة الرمزية مصطفى اسعد
مصطفى اسعد
عضو برونزي
رقم العضوية : 75910
الإنتساب : Oct 2012
المشاركات : 1,042
بمعدل : 0.24 يوميا

مصطفى اسعد غير متصل

 عرض البوم صور مصطفى اسعد

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : ناصر بيرم المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-04-2013 الساعة : 07:41 PM


اقتباس :
بصراحه انت اغبى رجل بالعالم كشيخ البغدادي

مولانا طلع بعثي البغدادي هذه المعلومة جديدة
اقتباس :
طيب يا طالب لمادا لا تجيب ؟
اولا- هل جاء في تفاسير السنة على أن المقصود بالاية علي والاثنا عشر ؟
ثانيا- هل الاية محكمة لا تقبل تفسير اخر كقول الله عز وجل: محمد رسول الله. ؟

اعتبرني طالب عندك وجاوب بشكل صريح

ما طار وهابي ورتفع الى كما طار وقع التفاسير بقول امامكم ابن تيمية مراسيل فلا تحتج بها او تقول ان ابن تيمة يهجر عندكم في البخاري اثنا عشر خليفة ربطهم النبي بالدين تستطيع ان تعدد لي اثنا عشر خليفة على اقل تقدير عادل ما تستطيع انا استطيع
ثم الامر الثاني نعم الاية صريحة ولا تقبل اي تفصسير اخر امامة ابراهيمية جعلت في الذين لا يظلمون انفسهم ابدا قال لا ينال عهدي الظالمين ثم انصحك نصيحة تأدب ولا تصبح مهرج كثيرا
وقولك النبي نهانا عن اتباع المتشابه طيب هل لك ان تعطيني اية متشابهة لا يتبعها المسلمين ؟؟؟

توقيع : مصطفى اسعد
اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِِعادَةِ الْمِلَّةِ وَالشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِِحْياءِ الْكِتابِ وَحُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَاَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَالْعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ،


مدونة الرد على احمد سماعيل -مدعي المهدوية-
هنا
من مواضيع : مصطفى اسعد 0 تعقيب على موضوع تدوين الحديث
0 صدقوا ابن مسعود! ماذا عن بقية الصحابة ؟
0 حديث العشرة المبشرين بالجنة كذبة بعتراف احد المبشرين بالجنة
0 علي بن محمد المدائني -شيخ البخاري-لولا الشيعة لذهب الحديث
0 توضيح الارتياب في رويات المهديين -الرد على دجال البصرة-
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 11:58 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية