سيدنا العزيز ،، كيف أحوالكم إبن الزهراء ؟؟.. إن شاء الله موفقين دوما و أبداً
أسئلتكم الكريمة
1. ما هو الدور الذي لعبه الاكراد في سقوط الموصل وهل كانت لهم يد ؟
إستغل المحور الصهيوأميركي و أذنابه الأعراب و الترك عقدة الطمع و النهم في السياسة البارزانية ،، فانتفخ حجم مسعود بارزاني سياسياً ليتحول إلى حصان طروادة ،، تدخل في هيكله كلاب التكفير و ينفث من خلاله المشروع التدميري للعراق ،، توضحت أبعاد اللعبة القذرة بعدما وصلت طلائع النفط العراقي إلى عسقلان في إسرائيل ،، و بعدما أعلن ساسة تل أبيب بأن قيام دولة كوردية بات أمراً محسوماً ،، بالتزامن مع تقمص بارزاني لدور الفاتح و إجتياح قواته لكركوك عاصمة نفط الشمال العراقي ،،،
مصير مسعودية كركوك وبرزانيتها يعتمد على نتائج معركة الموصل ،، و التقارب العراقي الإيراني و حجم التسليح في الجيش العراقي و إعادة حسابات العقلية العسكرية العراقية و جديتها في إيجاد جيش عقائدي بديل .
2. تقييمك للوضع قبل فتوى الجهاد الكفائي وبعدها هل حدث فرق ملحوظ ؟
بين أوساط مقلدي سماحة السيد السيستاني ،، لابد و أن الفارق الكبير قد فرض نفسه ،، فمنذ إحتلال العراق على يد الأميركان و تيار المقاومة الشيعية يحاول جرجرة الأوساط الجماهيرية المرتبطة روحياً و إيديولوجياً بالحوزة العلمية في النجف الأشرف إلى ساحة الدفاع المقدس عن النفس ،، و الدين ،، و العرض ،، و البلد
و اليوم وقد أصبحت الجماهير تعي ضرورة الجهاد لصد العدوان بحكم فتوى شرعية من مرجع تقليدها باتت جبهة المقاومة ميدانياً و إعلامياً أكثر قوة من قبل
أما بالنسبة للتشكيلات المبنية على أساس حاكمية الإسلام و محور المقاومة فلا أتصور أن ظهور فتوى من غير قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي ممكن أن يؤثر في تفاصيل عملها .
3. ما هو سر التقارب الأمريكي الايراني وموافقة امريكا على التدخل العسكري الايراني اذا ما طلب العراق ؟!
في السياسة الأميركية ،، هنالك تقييم للأعداء بحسب الضعف و القوة ،، و على هذا يكون التحرك الإستراتيجي تجاه كل عدو ،، فلم تتردد الولايات المتحدة من إقتحام بنما ،، و احتلال أفغانستان و احتلال العراق ،، لكنها لم تجرؤ على إطلاق طلقة مسدس و لو 5 ملم بإتجاه الأراضي الإيرانية المعلنة العداء للهيمنة الأميركية على مقدرات العالم و إرادات الشعوب ،، و لا بإتجاه كوريا الشمالية التي تهدد بإغراق كاليفورنيا بالبحر إذا ما اقدمت أميركا بحماقة عسكرية ،، و لا بإتجاه روسيا التي ابتلعت قبل عدة سنوات أراضي الحليف الأميركي جورجيا ،، و من بعدها هذه الأيام أو كرانيا ..
لذلك نجد الولايات المتحدة اليوم ،، و بعدما تيقنت أن أساطيلها و بوارجها و قواعدها و صواريخها في مياه الخليج و البحر الأحمر و الأبيض و لربما الأسود و دروعها الصاروخية لن تحقق النصر المؤزر على المارد الشيعي الذي يتحرك كأنه جبل جليدي عائم في المحيط لا يدرك منه إلا عشرة بالمئة من حجمه و الذي جاءت مجساتها بنتائج مخيبة للآمال في البيت الأبيض بعدما اعترض أحدث الطائرات الحربية بدون طيار و استولى عليها و صنع منها نسخاً عرضها أمام العالم ،، فلا بد إلى التخفيف من حدة معاداته خصوصاً بعد نتائج الحرب على سوريا التي ظهر أوباما و قيادات دولته قبل ثلاث سنوات و نصف يعلنون فيها بشرى للعالم المتحضر بأن الرئيس السوري بشار الأسد في أيامه الأخيرة و أنه إما مهزوم من قصره في دمشق أو مقتول فيه خلال ثلاثة أو ستة أشهر ،، غير أن التدخل الإيراني أضاف سنوات لعمر بشار الرئيس و قلب الطاولة على سياسة الدول المتحضرة الداعمة لآكلي لحوم البشر و قاطعي رؤوس الأطفال ،، كل هذا جعل من التقارب بين إيران و أميركا أمراً محتوماً بالنسبة للأميركان ،، و غطاءاً دولياً للتدخل الإيراني في الحرب ضد الإرهاب في العراق يخرج إيران من عزلة دولية و يرفع عن وجودها العسكري صفة الطائفية .
4. هل تعرف المرشح لرئاسة الوزراء الدكتور طارق نجم ؟ اذا كانت الاجابه نعم فما هو رأيكم به ؟!
طارق نجم هو الشخصية الأبرز في مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي ،، كان أحد أقطاب القسوة المفرطة على جيش مقتدى الصدر في صولة الفرسان ،، يعتقد الأميركان بأنه سوف يكون له دور كبير في تصفية التشكيلات الشيعية التي تقاتل الآن مساندة للجيش أو مدافعة عن الوجودات الشيعية في مختلف مناطق العراق ،، حيث تتخوف الولايات المتحدة و حلفاؤها من تنامي قوة خط المقاومة المدعوم من إيران في العراق الأمر الذي يهدد مصالحهم بعد تكريس الإنفصال الكوردي عن العراق و تدفق البترول العراقي إلى إسرائيل ،، فهم يعتمدون على أمثال طارق نجم في القيام بدور تفريغ الساحة السياسية في العراق من محاور المقاومة و القوى الفاعلة في مواجهة مخططات الإستكبار العالمي و أذنابه ،، إضافة إلى وجود بعض الأخبار لدى الأميركان بأن طارق نجم على صلة وثيقة بالسيد محمد رضا السيستاني الأمر الذي قد يغري الغرب بمحاولات إيجاد منافذ للتأثير الديني على حياة السياسة في العراق ،، هذا من ناحية نظرية ،، إذ لا توجد ضمانة بأن طارق نجم يمكن التوافق عليه في ظل وجود رغبة كوردية أميركية صهيونية سعودية بذلك ، و لا توجد ضمانة بأن طارق نجم قد يغير بوصلة توجهاته بإتجاه محور المقاومة و يستفيد من أخطاء نوري المالكي فيكون قطباً داعماً هذه المرة للتيار المقاوم .
5. لماذا ابتعد مقتدى الصدر واتباعه عن التصدي لداعش وترك العمل بفتوى الجهاد الكفائي وانشاء ما اسماها بسرايا السلام ؟!!!! وما الغرض من الاستعراض الاخير لهم ؟!!!!
فتوى الجهاد الكفائي تلزم مقلدي سماحة السيد السيستاني ،، و تيار مقتدى لا يتبع مرجعية في هذه الأيام ،،
موقف مقتدى الإستعراضي قد يأتي بنتائج عكسية حتى عليه شخصياً ،، فشعور تياره بقوتهم وهم يستعرضون أسلحتهم و أعدادهم قد تدفع بالبعض منهم إلى ترك قيادته و التوجه إلى التشكيلات الشيعية التي يعاديها ،، و هم كما هو معروف عنهم الخبرة الميدانية فيعلمون بقاعدة قتالية تقول أن العدو الذي لا تقاتله في ساحته اليوم سوف تضطر لقتاله بساحتك غداً ،، لا أميل إلى التسرع في الحكم على مقتدى هذه الأيام ،، و أرى أن إعطاءه فرصة اللحاق بالركب الشيعي أفضل من كسبه عدواً في هذا الظرف الحرج ما لم يصدر منه فعل حقيقي يعرض التشيع في العراق للخطر .
أسئلتكم سيدنا غاية في الروعة و لم تكن مزعجة إطلاقاً
تحياتي لكم