by Hani Alfardan on Saturday, June 18, 2011 at 9:46am
ألغت مجموعة من القوى التي يغلب عليها الطابع السنيّ في البحرين مسيرة كانت مقررة السبت، وذلك بعد تقارير عن تلقيها طلباً بذلك من ديوان رئاسة الوزراء، وذلك في تحرك كان يهدف لدعم الحكومة ودعواتها للحوار الوطني المقرر بعد أسبوعين، ورداً على تحركات المعارضة الشيعية الطابع، التي كانت قد انتقدت الدعوة الجمعة.
وكان من المقرر أن ينظم "تجمع الوحدة الوطنية" الذي يضم العديد من الجمعيات السنية تجمعاً في استاد رياضي، والانطلاق منه في مسيرة إلى قصر رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، لتأكيد دعم الحوار من جهة، والتشديد على موقفها الرافض لوصول رئيس حكومة منتخب.
وكان "تجمع الوحدة الوطنية" الذي تأسس في ذروة الأزمة السياسية في البلاد، قد نظم في السابق تجمعات حاشدة مؤيدة للحكومة.
وترافقت هذه الخطوة مع إبداء الحكومة في المنامة مزيداً من المرونة حيال مجموعة من قوى المعارضة، وبينها جمعية العمل الديقراطي "وعد،" التي رحبت بالدعوة الملكية للحوار في البحرين، فردت عليها وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف التحية من خلال الإشادة بما "عبرت عنه هذه المواقف من حرص وطني مسؤول تضمنت التأكيد على أولويات المرحلة الوطنية القائمة على ترسيخ حالة الهدوء والاستقرار وتعزيز الوحدة الوطنية."
ونقلت وكالة الأنباء البحرينية عن وزارة العدل قولها إنها "بدأت في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لرفع قرار الحظر عن نشاط جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) الصادر من النائب العام العسكري في ضوء أحكام المرسوم الملكي رقم 18 لسنة 2011 بشأن إعلان حالة السلامة الوطنية واستناداً إلى البندين (8 و9) من المادة الخامسة من هذا المرسوم."
يشار إلى أن رئيس الجمعية، إبراهيم شريف، مسجون على خلفية الأحداث التي شهدتها البحرين مؤخراً.
وكانت جمعية الوفاق الشيعية المعارضة قد نظمت تجمعاً ضم الآلاف الجمعة، تحدث خلاله الشيخ علي سلمان، الأمين العام للجمعية قائلاً: "رحبنا بالحوار كطريق عقلاني يجب أن يفضي إلى الاستجابة لمطالب الشعب العادلة، ومطلوب لهذا الحوار توفير "مناخ الاحترام والحرية، والتجمع السلمي، وحرية الرأي بالطرق السلمية والتزام مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمعاهدات التي صادقت عليها البحرين."
وتحدث سلمان عن من وصفهم بأنهم "مسؤولون في موقع القرار لا يؤمنون بالديمقراطية والإصلاح،" داعياً إلى تغييرهم، وكرر الدعوة إلى "حكومة منتخبة من قبل الشعب وتمثل الإرادة الشعبية، خاضعة للمسائلة والمراقبة في كل وقت ويمكن عزلها في أي وقت بإرادة الشعب من خلال آلية دستورية واضحة."
وطالب سلمان بعدة مطالب بينها "وقف استمرار محاكمة الرموز السياسية و تقديم نواب الشعب للمحاكمة العسكرية؟! ورفض دعوة ستين جهة للحوار وإبعاد الشخصيات الرسمية المعتدلة والمتحضرة عن رئاسة الحوار، وترك قيادته إلى شخصية مختلف حولها؟!." في إشارة إلى رئيس البرلمان، خليفة بن أحمد الظهراني.
آية الله قاسم: لا يتعقل من الشعب اليوم ولا يدخل في الوهم أن يقبل بعد التضحيات أن يرجع بخفي حنين
سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم
خطبة الجمعة (456) 14 رجب 1432هـ 17 يونيو 2011م ـ جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز.
الخطبة الثانية:
القرآن الناطق:
علي (عليه السلام) مع القرآن، وما كانت له كلمة ولا موقف غير ناطق بفهم القرآن وعلمه وصدقه ووعيه وخلقه وهداه، فكان (عليه السلام) القرآن في نطقه وسيرته، ورضاه وغضبه، وحربه وسلمه، وكان تجسيده للإسلام تجسيدا كاملا، فكان حجته بعد رسول الله (صل الله عليه وآله)، وعالمه، والمرجع فيه، وحاميه الأول، ونوره الأتم، وممثله الأحق.
وما سجل التاريخ بما في التاريخ من مراقبين وما لعلي (عليه السلام) من أعداء مخالفة واحدة موثقة له عن الإسلام في فهم أو عمل، ولا تخلف عنه في كثير أو قليل، أو تلكؤ في تكليف من تكاليفه، أو تقاعساً أو تباطؤ عن مهمة من مهماته أو مسئولية من مسئولياته.
وهذا ما تدل عليه النصوص المتواترة عن رسول الله (صل الله عليه وآله) في شأن علي (عليه السلام) ومنها ما عن أم سلمة عنه (صل الله عليه وآله) : علي مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض.
وبقي علي (عليه السلام) يهدي الأجيال تلو الأجيال من أبناء الأمة والإنسانية، ويقود حركة العقل والروح والقلب والنفس والحياة إلى الله سبحانه، وسيضل كذلك ما دام على الأرض إنسان يعشق الكمال.
زينب بنت أمير المؤمنين (عليه السلام):
بنت من صناعة الإسلام في محضره الأول الأمين، وشخصية صانعة للقوة، فلا غرو أن تتميز الزينبيات بالقوة في الوعي والإيمان والإرادة والصمود، ويسابقنا الرجال في خُلق القوة، وساحات الجهاد، ومواقف البطولة والصمود بما يليق بالمرآة في الإسلام ويتمشى مع السيرة الزينبية العطرة.
ظاهرة مشتركة:
تمثل الربيع العربي في عدد من الحركات والإنتفاضات والثورات في طول الساحة العربية وعرضها، وعلى مستوى الكثير من دولها، واشترك كل هذا في ظاهرة بينة ثالثة، تلك هي أن المطالبات الشعبية تبدأ بأسلوب سلمي وبسقف متواضع، فتقابل بقمع السلطة وإرهابها، وإسالت دم أبناء الشعب، والجرح والقتل، فلا يلبث سقف المطالبة أن يرتفع، وتتسع رقعة الإحتجاجات وتعم المظاهرات والمسيرات، وتحدث التمركزات الشعبية الكبيرة، ويزداد قمع السلطة ويغزر سيل الدماء، وتعمل قوة الأمن الحكومية والجيوش على دفع جماهير الشعب إلى فقد الصبر والخروج عن دائرة الأسلوب السلمي دفاعاً عن النفس، لتتخذ الجهة الآخرى من ردة الفعل الشعبية مبرراً للإستباحة العامة.
على حد ما ينقله التاريخ من استباحة مدينة الرسول (صل الله عليه وآله) في حكم يزيد بن معاية، إلا أن الزمن في تجارب بعض الأنظمة العربية هذه الأيام يمتد لشهور طويلة في تنكر تام لقيم الدين، وضوابط الشريعة والقانون، والعرف المحلي والعالمي، وكل المواضعات الإنسانية.
وفي النهاية قد يصرع النظام كما في التجربتين التونسية والمصرية، وقد تطول المنازلة بين الطرفين لتزيد خسائر الأوطان، وتطول محنة الجميع، وتتكبد البنة التحتية في البلاد ما تتكبده من تصدعات وشروخ خطيرة.
من الشعوب من لا يخرجه عنف السلطة عن خياره السلمي، وقليل هو هذا النوع.
وفي الثبات على الخيار السلمي رحمة بالأوطان، وحجة تدين الأنظمة وإن تطلب ذلك صبراً كبيراً، وتحملاً للمعاناة المرة، وقد سجل شعب البحرين تفوقاً ملحوظاً في هذا المجال، وبرهن على درجة عالية من الإنضباط النفسي حق له أن يفخر بها وينال الإعجاب، وإن كان قلب الحقائق من الإعلام الرسمي يعكس عن هذا الشعب الكريم صورة آخرى مغايرة لا صلة لها بالواقع.
ولقد خدمة كلمات المخلصين من مثل سماحة الشيخ علي سلمان وكل العلماء والرموز الأوفياء المدافعين عن الشعب التوجه السلمي عند الشارع في مطالباته واحتجاجاته ومسيراته واعتصاماته، وذلك بما أكدت عليه كلمات الموجهين من الأخذ بالمنحى السلمي وترك العنف.
وإلى اليوم وغداً لا أجد شخصيا نصيحة أقدمها لأبناء هذا الشعب الكريم قبل الإلتزام بالأسلوب السلمي في كل مسيرتهم[1].
وبالنسبة لسقف المطالب عند الشعوب، لا يوجد ما هو أقل من سقف اصلاح النظام السياسي، وما يبتني عليه من تصحيح لمجمل الأوضاع التي طالها الفساد من فساد السياسية، ولم ياتي تحرك الشعوب للإصلاح الشكلي، ولا يملك هذا النوع من الإصلاح المزعوم قبولاً عند أي شعب من الشعوب، من المستسخف جداً والممجوج أن ينزل سقف الإصلاح بعد الدماء والتضحيات عما هو مطروح قبل ذلك، أنه ليس شيءً عقلائياً بالمرة[2].
وهل يقدم عاقل على تقديم المزيد من الجهد والتضحيات والمتاعب من أجل المزيد من التنازل عن المكاسب؟[3].
لا يتعقل من الشعب اليوم ولا يدخل في الوهم أن يقبل بعد التعب والنصب، والبذل الكثير، والعذابات الموجعة، وعزيز التضحيات، ومر المعاناة أن يرجع بخفي حنين أو بما يفرح الصبي المغرر به.
أنه يريد إصلاحاً مجزياً مقنعاً يمكن أن يستريح الوطن في ظله، وتحفظ حقوق المواطنين الدينية والدنيوية، السياسية وغيرها، وتصان في هذا الوطن الكرامة، وأن يجد هذا الإصلاح اساسه القوي وقاعدته المتينة التي تحفظ له سلامته وديمومته.
أما الإعلام وتضخيماته، والخطابات الواعلة، والوعود المعسولة فلا تعني شيءً عند الناس، وإنما ينصب نظرهم على الواقع ومنجازاته.
ولا اصلاح والسجون ملئة رجالاً ونساء، وأرزاق أبناء الشعب محاربة، والأعداد المفصولة من الموظفين والعمال والطلاب بالألوف، والشعائر الدينية محاصرة، والإعلام التحريضي الكاذب مستمر.
أردنا ونريد لحياة البلد أن تكون حياة عدل، وارادوا ويريدون لها ان تكون ظلمة.
أردنا ونريد للمجتمع أن يكون مجتمع أخوة، وأرادوا ويريدونه أن يكون مجتمع تمزق وعداوة.
أردنا ونريد للوطن ان يكون وطن سلم، وأرادوه ويريدونه أن يكون وطن حرب، ولكن الله لا يخذل من اخلص عملا.
نطالب بجمعية الوفاق أن تكون هذه الجمعة والتجمع السلمي في المحرق
فهي مدينة من المدن التي عاش أجدادنا الأصليين عليها.
لا يمنعنا بالمحرق أو عراد أو السيتين هذه الأرض أرضنا.
وإذا أضطر الأمر فاليكن بالرفاع وعلموا أنا مع الحق سائرون
نحن لا يهمنا الموقع كثر ما همنا نضج المعتصمين, سير ياشيخ علي ومعاك الأمير علي