أوقفني ما ذكره رئيس تجمع الوحدة الشيخ عبداللطيف المحمود في المؤتمر الصحافي الذي عقده التجمع يوم الخميس الماضي في فندق كراون بلازا ما نصه: «إن ما حدث خلال اليومين الماضيين جعل آمالنا تلك التي كنا نريد أن نحدثكم عنها تتراجع كثيراً على ضوء تلك الأحداث ودلالاتها، فبينما تقوم الدنيا ولا تقعد عن صفعة وجّهها رجل من رجال الأمن لأحد المشاركين في حوادث العنف والإرهاب ويتخذ وزير الداخلية قراراً بالتحقيق في هذه الصفعة (...)».
فقد تحدث المحمود من خلال الفقرة السابقة عن «حادثة الصفعة» التي تعرض لها أب يحمل ابنه من منطقة عالي من قبل رجل أمن، وافترى (مع تشديد الكلمة) على الأب عندما قال بأن «الصفعة وجّهها رجل من رجال الأمن لأحد المشاركين في حوادث العنف والإرهاب»، فقد اتهم المحمود الأب المصفوع بأنه «إرهابي» وأحد المشاركين في حوادث العنف والإرهاب، وهو افتراء بيّن وصريح، لم تقله حتى وزارة الداخلية في بيانها، ولم يقله وزير الداخلية الذي اعتبر الصفعة «مس بالكرامة والإنسانية»، وتوعد بمحاسبة رجل الأمن، ولو كان الأب مشاركاً في «حوادث العنف والإرهاب» لما تأخرت الوزارة في ذكر ذلك وتبيانه.
المقطع المصور والمنشور، واضح وضوح الشمس، فليس منطقياً أن يكون الأب مشاركاً في «حوادث العنف والإرهاب» وهو يحمل ابنه على كتفه»، كما أنه ليس من المعقول أن يكون ذلك، ورد فعل رجل الأمن فقط يطلب بطاقة الهوية، إلا إذا كان للمحمود علم الغيب، أو أن الوحي قد نزل عليه ليخبره بأن الأب «كان مشاركاً في حوادث العنف والإرهاب»، وكشف له ما كان مستوراً ومخفياً على الجميع.
مع الأخذ بما قاله المحمود على الأب، وتصديق روايته، فهل يجيز المحمود لرجل الأمن ممارسة هذا العمل في حق أي إنسان، حتى وإن كان مخطئاً؟ وهل يرى المحمود أن من حق رجل الأمن يطبق القانون بيده مثلاً ويقتص من الأب بصفعه أمام ناظر عين ابنه؟ وهل يرى في ذلك احتراماً لآدمية الإنسان.
حتى لا نظلم الجميع فقد خرج شباب من المحسوبين على تيار تجمع الوحدة وأهل الفاتح، استنكروا الحدث، وتلمسوا الجلل.
إلا أن الالتباس الذي وقع فيه المحمود، هو خلط المواقف، والسؤال الموجه للمحمود، كيف حكمت على أن الأب المصفوع «إرهابياً، ومشاركاً في حوادث الإرهاب»، وهل بإمكانك أن تأتي لنا ببينة تبرئ ساحتك فيها؟ وإلا فإنك قد وقعت في المحظور.
وهو افتراء بيّن وصريح، لم تقله حتى وزارة الداخلية في بيانها، ولم يقله وزير الداخلية الذي اعتبر الصفعة «مس بالكرامة والإنسانية»، وتوعد بمحاسبة رجل الأمن
/////
أحسن تم بارك الله بكم
هذا يدل على ان شيوخ البلاط الفرعوني اشد ظلما و نفاقا و كفرا