|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 34252
|
الإنتساب : Apr 2009
|
المشاركات : 1,863
|
بمعدل : 0.33 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الحوزويه الصغيره
المنتدى :
منتدى القرآن الكريم
بتاريخ : 17-08-2012 الساعة : 04:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة السؤال الثاني عشر :
قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
(و يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) سورة الإسراء 85
س/
1/ ما المقصود بالروح ؟
2/ قوله تعالى : ( الروح من أمر ربي ) هل هو جواب مثبت أم ترك للجواب وصرف عن السؤال و نهي عن الخوض فيه , وضح ذلك ؟
( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) من المخاطب بهذه الآية ؟
الجواب :
قال صاحب الميزان في قوله تعالى : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) الروح على ما يعرف في اللغة هو مبدء الحياة الذي به يقوى الحيوان على الإحساس والحركة الإرادية ولفظه يذكر ويؤنث , وربما يتجوز فيطلق على الأمور التي يظهر بها آثار حسنة مطلوبة كما يعد العلم حياة للنفوس قال تعالى : ( أومن كان ميتاً فأحييناه ) أي بالهداية إلى الإيمان وعلى هذا المعنى حمل جماعة مثل قوله : ( ينزل الملائكة بالروح من أمره ) أي بالوحي وقوله : ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) أي القرآن الذي هو وحي فذكروا أنه تعالى سمى الوحي أو القرآن روحاً لأن به حياة النفوس الميتة كما أن الروح المعروف به حياة الأجساد الميتة .
وكيف كان فقد تكرر في كلامه تعالى ذكر الروح في آيات كثيرة مكية ومدنية , ولم يرد في جميعها المعنى الذي نجده في الحيوان وهو مبدء الحياة الذي يتفرع عليه الإحساس والحركة والإرادة كما في قوله : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفاً) , وقوله ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ) ولا ريب أن المراد به في الآية غير الروح الحيواني وغير الملائكة وقد تقدم الحديث عن علي عليه السلام أنه احتج بقوله تعالى : ( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ) على أن الروح غير الملائكة , وقد وصفه تارة بالقدس وتارة بالأمانة كما سيأتي لطهارته عن الخيانة وسائر القذارات المعنوية والعيوب والعاهات التي لا تخلو عنها الأرواح الأنسية .
وهو وإن كان غير الملائكة غير أنه يصاحبهم في الوحي والتبليغ كما يظهر من قوله : ( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ) الآية فقد قال تعالى : ( من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ) فنسب تنزيل القرآن على قلبه صلى الله عليه و آله وسلم إلى جبريل ثم قال : ( نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) وقال : ( قل نزله روح القدس من ربك ) فوضع الروح وهو غير الملائكة بوجه مكان جبريل وهو من الملائكة فجبريل ينزل بالروح والروح يحمل هذا القرآن المقرو المتلو .
وبذلك تنحل العقدة في قوله تعالى : ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) ويظهر أن المراد من وحي الروح في الآية هو إنزال روح القدس إليه صلى الله عليه وآله وسلم وإنزاله إليه وهو وحي القرآن إليه لكونه يحمله على ما تبين فلا موجب لما ذكره بعضهم على ما نقلناه آنفاً أن المراد بالروح في الآية هو القرآن .
وأما نسبة الوحي وهو الكلام الخفي إلى الروح بهذا المعنى وهو من الموجودات العينية و الأعيان الخارجية فلا ضير فيه فإن هذه الموجودات الطاهرة كما أنها موجودات مقدسة من خلقه تعالى كذلك هي كلمات منه تعالى كما قال في عيسى ابن مريم عليه السلام : ( وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ) . فعد الروح كلمة دالة على المراد فمن الجائز أن يعد الروح وحياً كما عد كلمة وإنما سماه كلمة منه لأنه إنما كان عن كلمة الإيجاد من غير أن يتوسط فيه السبب العادي في كينونة الناس الناس بدليل قوله : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) .
وقد زاد سبحانه في إيضاح حقيقة الروح حيث قال : ( قل الروح من أمر ربي ) وظاهر ( من ) أنها لتبيين الجنس كما في نظائرها من الآيات ( يلقي الروح من أمره ) ( ينزل الملائكة بالروح من أمره ) ( أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ) فالروح من سنخ الأمر .
فقد تبين بما قدمناه على طوله معنى قوله تعالى : ( يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ) وأن السؤال إنما هو عن حقيقة مطلق الروح الوارد في كلامه سبحانه , و أن الجواب مشتمل على بيان حقيقة الروح و أنه من سنخ الأمر بالمعنى الذي تقدم .
2/
قال بعضهم : إن المراد من قوله : ( قل الروح من أمر ربي ) ترك للبيان ونهي عن التوغل في فهم حقيقة الروح فإنه من أمر الله الذي استأثر بعلمه ولم يطلع على حقيقته أحداً ثم اختلفوا في حقيقته بين قائل بأنه جسم هوائي متردد في مخارق البدن , وقائل بأنه جسم هوائي في هيئة البدن حال فيه وخروجه موته , وقائل بأنه أجزاء أصلية في القلب , وقائل بأنه عرض في البدن , وقائل بأنه نفس البدن إلى غير ذلك .
وفيه أن التبادر في كلامه تعالى ممنوع , والتدبر في الآيات المتعرضة لأمر الروح كما قدمناه يدفع جميع ما ذكروه .
وقال بعضهم : إن المراد به مطلق الروح الواقع في كلامه والسؤال إنما هو عن كونه قديماً أو محدث فأجيب بأنه يحدث عن أمره وفعله تعالى , وفعله محدث لا قديم .
ثم إن لهم اختلافاً في معنى قوله : ( الروح من أمر ربي ) أهو جواب مثبت أو ترك للجواب وصرف عن السؤال على قولين , والوجوه المتقدمة في معنى الروح مختلفة في المناسبة مع هذين القولين فالمتعين في بعضها القول الأول وفي بعضها الثاني , وقد أشرنا إلى ذلك في ضمن الأقوال .
3/
ثم إن لهم اختلافاً آخر في المخاطبين بقوله : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) أهم اليهود أو قريش لو كانوا هم السائلين بتعليم من اليهود أو هم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغير النبي من الناس ؟ والأنسب بالسياق أن يكون الخطاب متوجهاً إلى السائلين والكلام من تمام قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم , و أن السائلين هم اليهود لأنهم كانوا معروفين يومئذ بالعلم وفي الكلام إثبات علم ما لهم دون قريش وكفار العرب وقد عبر تعالى عنهم في بعض كلامه بالذين لا يعلمون . تفسير الميزان ج13
|
|
|
|
|