|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 14260
|
الإنتساب : Dec 2007
|
المشاركات : 1,024
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ربيبة الزهـراء
المنتدى :
منتدى الجهاد الكفائي
بتاريخ : 14-05-2011 الساعة : 09:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا نسينا ثورة البحرين ؟!
لقد نسى الجميع بمن فيهم 'الثوار' و'ائتلافات الثورة' و'الإسلاميون' و'العلمانيون' من عرب وعجم ، واحدة من أهم ثورات المنطقة، وتآمر الجميع علي اغتيالها بليل؛ إنها ثورة الشعب البحريني ضد فساد واستبداد الحكم هناك ، ذلك الحكم الذي كان (حليفاً استراتيجياً لمبارك).
بقلم د. رفعت سيد أحمد
ابنا : أما لماذا نسوا أو تناسوا ، ثورة الجوعى والمضطهدين في تلك المملكة، فلسبب بسيط للغاية؛ لعله هو ذاته السبب الذي بسببه سوف يتم (اغتيال الثورة المصرية)؛ إنه آل سعود والأمريكان ، إنه ذهب المعز السعودي، وسيف واشنطن؛ لقد نسى الجميع ، من جملة ما نسي أن ثمة احتلالا سعوديا مسلحا وعلنيا، للأرض وللبشر ، جرى قبل أكثر من شهر؛ ولم تتطهر الأرض البحرينية منه حتي اليوم؛ حول هذا النسيان، وتلك القضية دعونا نسجل ما يلي، عله يفيد ويوقظ النوم الهاجعين من مثقفينا، وسياسيينا الذين يرون نصف الحقيقة، ويتعاملون بكثير من النفاق والانتقاء مع ثورات المنطقة الحقيقية:
أولاً : ما جرى ولايزال يجري في البحرين، كان انتفاضة وثورة شعبية ضد حكم وراثي فاسد مستبد وتابع لواشنطن (يوجد في البحرين واحدة من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في العالم)؛ لقد حاول النظام البحريني، ومن وآلاه من مثقفين عرب ، ورجال دين من نوعية الشيخ يوسف القرضاوي الصامت دوماً عن قاعدة العديد الأمريكية المجاورة لمنزله ومسجده في قطر؛ أن يصوروا ما جرى في البحرين باعتباره (انتفاضة شيعية) ضد (أهل السنة)؛ وهذا تزوير فج للواقع ومخالفة واضحة لحقيقة الأمور، فالثورة هناك ، كانت تجمع بين ظهرانيها سنة وشيعة، عمالا وطلابا ورجال دين ، وأحزابا وإعلاميين، من كافة المشارب والاتجاهات والمذاهب، ولم تكن أبداً ثورة مذهبية بالمعنى الذي أراد مؤيدو النظام الحاكم تصويره للناس خارج البحرين؛ أو حاول بعض رجال الدين المنافقين، أن يزيفوا به ما يجري هناك، ولقد ساعدهم في ذلك، أن أتباع المذهب الشيعي في البحرين، هم الأغلبية (70% تقريباً من تعداد الشعب)، ومن ثم كان أغلب المنخرطين في الثورة هم من شيعة البحرين، ولكنهم شاركوا في الثورة باعتبارهم بحرينيين، وليس باعتبارهم شيعة مرتبطين بإيران كما روج النظام، لقد شاركوا لأنهم أغلبية الشعب وليس لأن الأمر كان صراعاً مذهبياً، والذي إن تم تصويره بهذا الشكل فإن ذلك لن يكون سبة أو إهانة للشيعة بقدر ما سيمثل إهانة لأهل السنة هناك، حين يتم تصويرهم علي أنهم يقبلون بالفساد والاستبداد الملكي، وبالتبعية لواشنطن، وهو أمر غير صحيح، ومشاركتهم الإيجابية في الثورة تنفي ذلك وتؤكد فساد حجة النظام الملكي وأتباعه وشيوخه الذين مردوا علي النفاق رغم بلوغهم من العمر أرذله .
ثانياً : من الخطأ الديني والسياسي القول بأن الاحتلال السعودي المسلح للبحرين (أكثر من ألف جندي مع أحدث الأسلحة والآليات) هو مساعدة إنسانية باسم اتفاقية (درع الجزيرة) لأهل البحرين، فهذه الاتفاقية وفق بنودها لا تستخدم إلا ضد احتلال أجنبي وهو أمر غير قائم في ثورة البحرين والواقع المر والمعلومات القادمة من هناك تؤكد أن ما جري هو احتلال مسلح من بلد لبلد آخر، وعمليات القتل والإرهاب المنظم ضد المواطنين البحرينيين هو سياسة ثابتة مارسها الجيش السعودي منذ دخل (المنامة) وحتي لحظة كتابة هذا المقال ، والطريف أنه جيش لم يضبط مرة واحدة مدافعاً عن فلسطين أو ضد الاحتلال الأمريكي في العراق؛ ومن ثم، نحن أمام (احتلال) عسكري مجرم، لا يجوز إلباسه أي لباس آخر ولا ينبغي أن تضللنا الآلة الإعلامية الأمريكية والاعلام الجزيري والعربي عن رؤية الحقيقة أو الجهر بها.
ثالثاً : السؤال الآن: أين الإعلام الحر (الجزيرة والعربية) الذي يزعم مساندة الثورات العربية، فإذا به يساند بعضها ويتناسي عمداً البعض الآخر فينكشف دوره وطبيعته ؟ .. أين علماء الأزهر؟ أين علماء الإسلام الثقاة؟، أين ثوار مصر وتونس وإعلامهم الحر، من جريمة الاحتلال السعودي تلك، ومن جريمة القمع الرسمي البحريني لواحدة من أهم ثورات الربيع العربي ؟ إن الصمت هنا جريمة، والتردد في الجهر بالحق، خيانة ، للدي ، وللثورة التي نتغني بها . نحن نعلم أن المال السعودي والاعلام العربي ؛ طاغٍ ، ويشبه إلي حد كبير ' المسيح الدجال' في فتنته الكبرى؛ إلا أن المؤمن الحقيقي بالإسلام، وبالناس، وبالثورة، بإمكانه أن يقرأ علي (جبين) هذا الزمن السعودي -الأمريك ؛ ' لقد كفر ' ؛ بحقوق الناس ومصالح الأمة وثوراتها، ونحسب أن في الأمة ، من لايزال يستطيع الفرز والقراءة الصحيحة .. والجهر بالحق ، وإلى أن يتم ذلك، لا نملك، لشعب البحرين، إلا أن نردد عليهم قوله تعالي (الذين قال لهم الناس، إن الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم، فزادهم إيماناً).
|
|
|
|
|