فاطمة رُكن أمير المؤمنين عليهما السّلام وعماده والمدافع عنه
• روى الشيخ الصدوق عن جابر بن عبدالله، قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول لعليّ بن أبي طالب عليه السّلام قبل موته بثلاث: سلامٌ عليك يا أبا الريحانتَين ( يعني الحَسنَين عليهما السّلام )، أُوصيكَ بريحانَتَيّ من الدنيا، فعن قليلٍ يَنهدُّ رُكناك؛ واللهُ خليفتي عليك.
فلمّا قُبض رسول الله صلّى الله عليه وآله، قال عليّ عليه السّلام: هذا أحدُ رُكنيّ الذي قال لي رسول الله صلّى الله عليه وآله. فلمّا ماتت فاطمة عليها السّلام، قال عليّ عليه السّلام: هذا الركن الثاني الذي قال رسول الله صلّى الله عليه وآله(200).
• وروى ابن قُتيبة في « الإمامة والسياسة »، أنّ عليّاً عليه السّلام خرج يحمل فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله ( بعد وفاة النبيّ صلّى الله عليه وآله ) على دابّة ليلاً في مجالس الأنصار تسألهم النُّصرة، فكانوا يقولون: يا بنتَ رسول الله، قد مَضَت بيعتُنا لهذا الرجل، ولو أنّ زوجَكِ وابن عمّك سبَق إلينا قبل أبي بكر ما عَدَلْنا به! فيقول عليّ كرّم الله وجهه: أفكنتُ أدَعُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله في بيته لم أدفنه وأخرج أُنازع الناسَ في سلطانه ؟! فقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن إلاّ ما كان ينبغي له، ولقد صنعوا ما الله حسيبُهم وطالبهم(201).
• وروى ابن قُتيبة أيضاً أنّ أبا بكر تفقّد قوماً تخلّفوا عن بيعته عند عليّ كرّم الله وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار عليّ، فأبَوا أن يخرجوا، فدعا بالحَطَب وقال: والذي نَفْسُ عمر بيده، لتخرجنّ أو لأُحرّقنّها على مَن فيها، فقيل له: يا أبا حفص، إنّ فيها فاطمة! فقال: وإنْ. فخرجوا فبايعوا إلاّ عليّاً، فإنّه زعم أنّه قال: حَلَفتُ أن لا أخرج ولا أضعَ ثربي على عاتقي حتّى أجمع القرآن. فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها، فقالت: لا عهدَ لي بقومٍ حضروا أسوأ محضرٍ منكم، تركتُم رسولَ الله صلّى الله عليه وآله جنازةً بين أيدينا، وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا ولم تردّوا لنا حقّاً(202).
منزلة فاطمة وأمير المؤمنين عليهما السّلام في قلب النبيّ صلّى الله عليه وآله
• روى الخوارزمي في « مقتل الحسين عليه السّلام » عن أبي هريرة، قال: قال عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: يا رسول الله، أيّما أحبّ إليك: أنا أم فاطمة ؟ قال صلّى الله عليه وآله: فاطمة أحبّ إليّ منك، وأنت أعزّ علَيّ منها(203).
• وروى الترمذي في سننه أنّه قيل لعائشة: مَن أحبّ النساء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ؟ قالت:
فاطمة. قيل: من الرجال ؟ قالت: زوجها(204).
-----
200 ـ أمالي الصدوق 117 / ح 4 ـ، المجلس 28، بحار الأنوار للمجلسي 173:43 / ح 14.
201 ـ الإمامة والسياسة لابن قُتيبة الدينوري 29 ـ 30.
202 ـ الإمامة والسياسة لابن قُتيبة 30.
203 ـ مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزمي 69:1، كفاية الطالب للكنجي الشافعي 309.
204 ـ سنن الترمذي 467:5 / ح 3900، ذخائر العقبى لمحبّ الدين الطبري 35.