اه... أيها الجدار ...
أتكأ على حجرك الرمادي ...وأستريح
لا زال هناك مكانا قربك أستريح فيه ...
مهما بعدت ... أنت أمامي ... أهرول نحوك في ساعات الظمأ
وألف جسمي بظلالك ... وأنام ... أنام طويلا ...
دون أن يكون هناك من يوقضني ...
حتى اذا امتلأت ...وسكنت قليلا ... أهرول بعيدا عنك
لكن .... في نيتي العودة لك دائما
أحتاجك يا جداري ... فأحيانا لا أستطيع حملي
أكاد أشمّ رائحة تلك الليالي ... التي وشمت بسوادها هذه الصفحات
رحلة طويلة لم تنتهِ بعد ...
والألم لا زال يعصف .... وقلمي لا زال يرتجف
والانتظار لا زال قائما ... والحنين ليس يوقفه شيء
يتلاشى ترقبي ... وتتمدن ايامي
وليس لي سر ... الا ذلك الحنين الذي يحيط بي
كأن كل خلية بدمي تنبت شجرة حنين ...
من يملأ أيامي ... ولو بوعود ٍ طويلة الأمد
عسى يهدأ هذا الذي لا يهدأ
علقت كل أحلامي على حبل الأيام...
لكن مطر ذكراك لا يجعلها تجفّ..
أردت أن أنسى ... فتذكرتك أكثر ...
أتعرف ما معنى أن أتذكرك أكثر ...
وموقد الحنين لا تهدأ ناره ... ولا يخفت جمره
أماه ... أنفخي هذه النار ...
لتبرد روحي ...
حشائش الذكرى ..تنمو حولي ..
تنبت على جسدي ..
أردت أن أنسى ... أردت أن أقطع أيامك من الجهة اليمنى من القلب
أردت أن أعود بلا ذاكرة ...
لكن في النهاية ... قطعتني
وأصبحت ذاكرتك
تأكد أن لا شيء بيدي
فقواك ... سافرت في إرادتي
فأنا محض ذاكرة ..تقتات الحنين إليك