لستُ أدري ..!؟
فمنذُ رحلَ عني الفَرح تيبست الأوردة
وتضائل حجمها وانطوت تحتَ جلدٍ مهترئ ..!
تخشى عُيونَ الناس .. التي كانت ومازالت كالذئاب..
نعم في غيابِكَ يا أبتي كُلُ شيءٍ تغير ..
إلّا الجِدارِ القديم ..
ففي شروخهِ المتعبة حكاياتكَ القديمة
وفي تعرقاتِ الألم الناضح منهُ
دموعُكَ القديمة ..!
وفي جذورهِ المتيبسة ..
أشجارُكَ القديمة ..
وعلى ناصيتهِ أوجاعُ ابن الفارض
وقصصُ وجد سعدي الشيرازي ..؛
وآلامُ الفارسيّةِ التي أورثتها لي ..!
ولم اجد نطقها يوماً
واكوابُ الأخبار التي..
كنا نتداولها في ليالي البرد ..!
ليالي البردّ القديمة ..
القديمة كأنا و كأنت ..!!
وكَذا كانَ كُلُ شيءٍ قديمْ
بِقدَمِ وجودِكَ في أعماقي ..؛
فأنتَ موجودٌ مُنذُ انطِلاقَةِ الروح
؛
وستبقى حتى أفنى ..؛
وهناكَ يا ربّي ماذا سيحدثُ هناك
سينفجرُ بركانُ يتمي وأُعانِقُكَ بِكلِ وجدٍ ذرفتهُ في غيابِك
لأقول لَك كَم اشتَقتُكَ يا أبتي
وأُخرجُ لكَ من جيبِ ذاكَ القميصِ المقدودْ
مُضغةً صغيرة ما فتأت تلهجُ بذكرِكْ
يومها سأُخبِئُها في جيبك
لأنامَ بهدوء
وأُسرف في أماااان..؛
في داخلي شيء من فرح..
لا اعرفُ ترجمته
لذلك سأترك الجدار وأغادر الى عيون أطفالي
وبسمةِ حلمي ووهج الألم تحت ضلعي
نقائض تتراكمُ بي ..!!!
لكني راضية باجتماعها في نبضي ..!!
ارسل ولو على جنح غياب
بعض عطركَ كي استنشق الحياة
ارسل ولو على وجهِ سحابةٍ شحيحة
بعض نداك كي تندى ارضي القاحلة
ارسل ولو على تابوت الموت بعضي الذي غادر معك..!
فاحتضاري ينقصهُ حضورك
ومراسم دفني لن تتم إلا اذا بعثت لي بعضي..!
فغير ممكن موتي دون ان أكتمل في تابوتي يا أبتي..؛