قبل البدء اقول كلنا نعتز بعشائرنا وقبائلنا الاصيلة ،، لكن من المؤسف حقا أن نرى في عصر التقنيات والمعلوماتية وغزو الفضاء والتكنلوجية الرقمية .. ان لا زالت العادات والتقاليد الجاهلية راسخة في مجتمعاتنا واذهان وسلوك الناس ..
ولا زالت العشيرة بثقافتها البعيدة عن روح الشرع في الغالب الا ما ندر متحكمة في افرادها ،، وتجد احيانا تأثير شيخ العشيرة على الفرد اكثر من المرجع الديني ورجل الدين او استاذ الجامعة ..
في التقاليد العشائرية اليوم الكثير من السلبيات مثل الفصول التي لا يتم فيها مراعاة الشرع بقدر ما يراعى مشاعر الوجهاء والشيوخ والاعراف المتداولة بين العشائر في فض النزاعات وحل الخلافات ..
وكذلك لا زلنا نسمع عن (النهوة) وهي مفردة يعرفها العراقيون ومعناها ان ابن العم يحجز على ابنة عمه ولا يقبل زواجها من احد غيره واذا جازفت وتزوجت فقد يتعرض العريس الى القتل ..
بل وحتى في فض النزاعات الشخصية فان الناس تميل دائما وتلجأ الى العشيرة اكثر من القانون والدولة والقضاء ..
الى غير ذلك من العادات التي تنبئنا ان العشائرية متحمكة فينا اكثر من الحضارية ،، ولست ضد الالتجاء والاحتماء بالعشيرة وانما ضد ان نعيد عادات واعراف الجاهلية لنصوغها بثوب عصري ونقدمها للأجيال على انها ملاذا آمنا أكثر من القانون ..
وهذا يترك اثرا سلبيا حتى على مستوى ونوع التفكير لدى الافراد ..
والآغرب ان هذه القضية لم يتعرض لها الا القليل من المفكرين رغم خطورتها ،،
فهل سنرى يوما يكون فيه القانون فوق الجميع وليس العشيرة ..
وخزة ~!! بل غُصّة ..
شيء ربما يفوق الخيال .. او لا تصدقه العقول ..
ولكن هي الحقيقة .. فما اقسى مرارتها ..
ففي بلدٍ (.......) يعيث فيه الارهاب فساداً وتدميرا وتقتيلا ..
ويفتك بحياة وأمن الانسان منذ عشر سنوات ..
والإرهاب لا زال ينمو .. ويتناسل ..
يتم تخصيص مليارات الدولارات للقوات الامنية ..
للتدريب ،، للتجهيز ،، الخ ..
ولكن ماهو السرّ يا ترى .. حيث لا زال الارهاب يفتك بهذا المجتمع الجريح ...
ولكن ما تُروى من قصص واقعية من شهود عيان تترك الاحرف بلا نقاط .. وترسم علامات تعجب قاسية ..
قال الراوي ::
** نتلقى الوصايا والآمر بان : لا ترمي قبل ان يُرمى عليك ، بمعنى دعه يقتلك قبل ان ترد عليه ..
** ومن الوصايا : لا تطلق النار ،، واذا جازفت ورميت ارهابيا فانك ستغرم قيمة الاطلاقات التي رميتها !!
** واذا تم القاء القبض عليهم بعد جهد جهيد من وضع الخطط وتوفير الجهد والوقت والتجهيزات ،، فلا يلبثون ان يُطلق سراحهم باسم حقوق الانسان .!! أو يهربون بيسر من السجون ( وفضيحة هروب 800-1000 ارهابي خطير) من السجن الكبير (.....) ذاع صيته في الآفاق !!!
** استشراء الفساد المالي ،، بحيث يتم مساومة منتسبي الجيش والشرطة ،، على نصف الراتب اونسبة معينة ويسمح له مقابل ذلك ان يجلس في بيته او يمارس مهنة اخرى .. وغيره سيتحمل اعباء الواجبات اكثر من طاقته ..!! فبدل ان يكون الموجود الفعلي مثلا 1000 للفوج سيكون 200 او 300 ..
** استشراء الفساد الاداري ،، حيث العشرات من الاسماء الوهمية التي تدخل في قائمة الراتب ولا وجود لهم ..
** عدم الاستفادة من الدروس والعبر ،، والاخطاء والثغرات السابقة التي وقعت هنا وهناك ،، وتكرار ذات الاخطاء من عدم الانتباه والغفلة وقلة العدد وضعف التجربة والخبرة في مواجهة العدو .. !!
** ضعف التجهيز ،، فهل يُعقل ان مقاتلا في منطقة ساخنة لا يملك سوى 120 اطلاقة ،، واذا نفدت تلك الاطلاقات في اية مواجهة مع العدو فانه سيُؤخذ اسيرا ويُقتل ..!!! وقد حصل ذلك مرات !!
ولا أدري ،، من يُنمي الارهاب ويُقّوي شوكته ،، ومن يساهم في تعزيز قدراته .. وكان بالامكان اضعافه والقضاء عليه ،، ولكن !!
اما الكلام الاستهلاكي الذي يدور في الاعلام فما أرخصه ..
مقابل ما تسيل من الدماء ..!!
والسؤال الذي لا جواب له : يا تُرى من وراء كل هذا .. ؟؟ !!
والسؤال الأصعب : الى متى ستقدمون الشعب (....) كقرابين على طاولات مساوماتكم ؟!!
الا تخشون يوما {{ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }} .. !!؟؟.
- مع تسجيل تحية إعتزاز وتقدير لكل المخلصين المجاهدين في ساحات المواجهة -
فنحن في دولة العراق ..
** الى الآن يستطيع الارهاب بمسمياته ان يخترق مجتمعاتنا بيسر..!
** الى الآن يباغتنا ! الإرهاب بتفجيرات هنا وهناك وفي قلب المجتمع الشيعي ..!
** الى الآن يدفع الدم الشيعي ضريبة الإنتماء لهذه التربةوهذا الوطن ..!
** الى الآن لم نتمكن من بناء جهاز امني استباقي يحمي تجربتنا الديمقراطية في الداخل على الأقل ..!
أما في الخارج فمن لا يمتلك قوة في الداخل فهو في الخارج أضعف ؟
** الى الآن لم تكن الولايات المتحدة صادقة في التزاماتها مع العراق وخصوصا الأمنية والعسكرية ،،
حتى وصلنا الى حال لا نُحسد عليه ، والكارثة ان السياسيين لا زالوا يعولون عليها
مع ان الايام اثبتت ان وجودها يعقد مشاكل العراق أكثر ..
فليس من المعقول ان دولة تواجه الارهاب بكل صنوفه منذ عشر سنوات
لا يمتلك طائرات او دبابات أو مدفعية أو تجهيزات كافية .. والواقع اثبت هذا ..
فهل يُعقل أن نضع العراق ومستقبله بيد الرئيس الأمريكي !!
** الى الآن لا ندري لم لا يبحث العراق عن منافذ جديدة للسلاح الذي هو قوام الدولة في مواجهة الارهاب ،
وعقد الاتفاقات العسكرية معها كالصين وروسيا وكوريا والهند وغيرها ..!؟
** الى الآن لا ندري ماذا يفعل سفراء العراق في الخارج ، أهم سفراء العراق أم سفراء احزابهم ..!؟
** الى الآن لم نسمع بمبدأ المقابلة بالمثل في التعامل الدبلومسي والعلاقات الدولية ..!
بل ما رأيناه صمت العراق حيال عشرات القضايا التي تمس الآمن القومي العراقي من دول الطوق والمحيط والاقليم والعالم؟
** الى الآن نمارس طقوسنا وشعائرنا وسط اجراءات امنية غاية في القصوى ..!؟
** الى الآن لم نبدأ ببناء دولة مؤسسات حتى ولو على صعيد النية لا الفعل ..!
** الى الآن يصول أعداء العراق ويستقوي على مساحات ضعفنا وتشتتنا ..!
** الى الآن لم يكن الوطن والمواطن يوما على قائمة أولويات سياسيينا ..!
** الى الآن العالم كله مع المحيط الاقليمي ينظرون لنا على اننا كيانات وكتل برلمانية ليس الا..!
** الى الآن لم نسمع أحدا من العالم الخارجي يتكلم عن الدولة العراقية كدولة واحدة موحدة
وانما ينطلقون في تعاملهم معنا على اننا دول داخل دولة..!
** الى الآن سياسيينا يظنون ان الغاية القصوى هي الوصول الى الكرسي والمنصب وتنميق الكلام في الخطابات والتصريحات ..!
** الى الآن يعتقد الكثير بل جميع السياسيين ان الامتيازات والمكاسب نهاية المطاف لماراثون الانتخابات ..!
** الى الآن لم نسمع او نر خطابا واحدا موحدا لدولة العراق .. يمثل موقف العراق الرسمي من كل القضايا ،
بل ما نراه أن الكلّ يغني على ليلاه ..!
** الى الآن لم نسمع بأي تحقيق جرى على القادة العسكريين والأمنيين الذين تخاذلوا وخذلوا وخانوا ..!
** الى الآن لم نسمع بمحاسبة المفسدين وسارقوا أموال الشعب رغم تغلغلهم في كل مفاصل الدولة ..!
** الى الآن نرى ونسمع باجتماعات وحوارات ولقاءات سرية وعلنية على كل القضايا المتعلقة دون طائل ..!
** الى الآن نرى سياسيينا يحتصنونطاولات الحوارات والنقاشات وبين ايديهم أنواع الفواكه والورود كجزء من ( الأتكيت !)
دون رعاية مشاعر مئآت الالاف من المعدمين وساكني بيوت الطين الذين اوصلوهم الى ما هم عليه ..! وليتنا نعلم ما السر في ذلك ؟
** الى الآن لم نعرف من المسبب وراء كل هذه الاخفاقات والانتكاسات ،
ومتى يتعامل السياسيون مع المواطنين بشفافية كما يتشدقون بها على شاشات التلفاز ..!!
25 آب 2014
التعديل الأخير تم بواسطة جعفر المندلاوي ; 26-08-2014 الساعة 12:10 AM.
بعد التجاذب والشد السياسي وسلسلة المناوشات الاعلامية منذ انتهاء الانتخابات بين الكتل والكيانات والتيارات وهم ما يُسَّمَون بـ (شركاء الوطن!!) ، فانه من المؤكد اذا ما بنيت حكومة (وزارة) حيدر العبادي على اساس المحاصصة وفرض الشروط المسبقة او ما يسمى بالضمانات من جهة البعض ،، فانها لن تكون بأفضل من سابقتها ان لم تكن أسوأ ، ولأن تشكلت بهذه الطريقة ستكون هناك سيل من عقبات (الفيتو) تجاه مجمل القضايا المصيرية التي تواجه الوطن ؟ واولها مواجهة الارهاب وتسليح الجيش العراقي والموازنة واهدار لدماء الاف الشهداء الذين غدرت بهم داعش واخواتها .
والكارثة ان هذه الوزارات الموزعة بشكل توافقي حصصي ستُدَار وفق منهجية وأسلوب يختاره مرجعية الوزير السياسية وليست مصالح العراق العليا .
وإذا ما أخذ العبادي بشروط الشركاء فلن يبقى للأغلبية (الشيعة 65%) سوى أقل من 20% من الحقائب الوزارية ..
وبالتالي : تبخرت الانتخابات بفعل ( نيران صديقة) .. وعليه فان من اولى واجبات الحكومة الجديدة ، الغاء المفوضية العليا للانتخابات لأنه لم يعدلوجودها معنة !!؟؟
وهناك غصة اخرى ..
فلو تنزلنا وسلمنا ان رئاسة الجمهورية للكرد لانها منصب بروتوكولي ،، أليس من ( العار !) أن نسلم وزارة الخارجية مرة اخرى للزيباري الذي لم يكن يمثل سوى حزبه في الثمان سنوات المنصرمة التي كان فيها وزير خارجية ، أليس فيكم رجل رشيد ؟؟
الغائبون
=====
في المعركة المصيرية التي نخوضها اليوم ، شاهدنا وسمعنا عن الحشود الوطنية وهي تتطوع للدفاع عن العراق والمقدسات ، وقد برز بحسب الميدان بشكل فاعل ( كتائب حزب الله ، عصائب اهل الحق ، سرايا السلام ، الجناح العسكريي لمنظمة بدر ) وشاهدنا قيادات هذه المجموعات في ساحة المعركة تحمل السلاح لتطهير العراق من دنس الدواعش ..
والملفت حقا :
أن هناك حزب قديم ومتنفذ وله جماهيرية واسعة بحسب نتائج الانتخابات الأخيرة ، ولكن لم نر لهم شخصا ولم نسمع لهم صوتا ، وكان المفروض ان يكون لهم وجودهم الأبرز في الميدان ؟!!
وفي اطار الموضوع نفسه ،
نجد القنوات الفضائية الفاعلة والمتواصلة والمواضبة مع الحشود الجماهيرية التي تقاتل داعش وتبث صورا حية من ارض المعركة مثل قناة الغدير وآفاق والفرات والاتجاه ... ولكن لا ادري اين هي قناة العراقية التي يفترض بها ان تكون في المقدمة ؟؟!!
هل هناك سر ؟؟
- ماذا لو طالب الشيعة بأقليم شيعي يمتد من ديالى الى البصرة ؟
- ماذا لو إحتلت الجماهير الغاضبة منابع النفط ورفضت بيعه الا بشروط ؟
- ماذا لو هاجمت عشائر الجنوب مدينة تكريت وجعلوها عبرة لمن يعتبر انتقاما من ضحايا سبايكر ؟
- ماذا لو ان التحالف الوطني أعلن انسحابه عن الحكومة ورفض المشاركة الا بقبول كل الشروط الشيعية؟
- ماذا لو اغلق الشيعة موانئ العراق ورفضوا فتحها الا بشروط .
- ماذا لو ثارت الجماهير الغاضبة واحتلت البرلمان وأخذوا الاعضاء السنة رهائن ؟
- ماذا لو احتلت جماهير الجنوب الغاضبة السجون الموجودة في محافظاتها وقتلوا المدانون فيها ؟
- ماذا لو منع الناس دخول أي سيارة الى بغداد تحمل أرقام الموصل وصلاح الدين وأربيل ودهوك ؟
- ماذا لو اعلن العبادي انسحابه من الوزارة وبقيت الامور معلقة الى ما يشاء الله ؟
- ماذا لو سلم السياسيين الشيعة الوزارة الى السنة وفرضوا هم شروطهم على السنة ؟
ماذا لو أعلن كل الكيانات والكتل شروطها للإشتراك بالحكومة بما فيهم الكتل الشيعية ، بعيدا عن نتائج الانتخابات ؟
ماذا لو أصر الشيعة على بقاء المالكي لولاية ثالثة ؟
اما تنازلات وقبول الاملاءات بحجج التهميش والاقصاء ، والحقيقة ان الشعب كله مهمش ..!